7 أنشطة تساعد طفلك على التطور

نحبّ جميعاً أن نراقب أطفالنا وهم يتطورون ويكبرون، ونحبّ أن نعلّمهم، ونلاعبهم، ونراقب عقولهم البريئة وهي تعالج المعلومات،. ولكنَّ جميع الآباء والأمهات يرغبون في التأكد من أنَّ أطفالهم ينمون بشكلٍ طبيعي لذلك فهم يجرون لأبنائهم فحوصاتٍ بسيطة تتعلق بذكائهم، ومهارات التكلّم لديهم، ومهاراتهم الحركية، إلخ. وبما أنَّ الطفل لا يمكنه أن يعلم أنَّ ثمَّة ما لا يجري على ما يرام فإنَّ الأهل يكونون دائماً في حالٍ من الترقب ويرغبون في التأكد من أن أطفالهم يتمتعون بالصحة والذكاء.



ثمَّة بالطبع أنواع متنوعة للذكاء كاللغوي، والحركي، والمنطقي، والفراغي، والموسيقي، وذكاء التواصل مع الآخرين، وذكاء تواصل الشخص مع ذاته. إنَّ هذه الأنواع من الذكاء هي في حالة توازن فيما بينها، لذا فعندما يفتقر شخصٌ ما إلى أحدها فإنَّه يعوض افتقاره إليه من خلال نوعٍ آخر من أنواع الذكاء، لذا يمكن أن يكون ثمَّة طفلٌ يتكلم بطلاقة ويتمتع بموهبة غناءٍ رائعة ولكنَّه يعاني صعوباتٍ في الحساب، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّ هذا الطفل محكومٌ عليه بأن يكون رياضيَّاً مخفقاً، هذا يعني فقط أنَّ الرياضيات ستتطلب منه المزيد من الاجتهاد. والأمر نفسه ينطبق على أيِّ مهارةٍ أخرى يفتقر إليها طفلك بشكلٍ طبيعي. إليك بعض الأنشطة التي ستساعد طفلك على التطور بشكلٍ مناسب والحصول على التسلية في الوقت نفسه:

1- ألعاب التركيب:

لقد رافقت ألعاب التركيب أجيالاً مضت ولا زالت تُستخدم إلى يومنا هذا، فالأطفال من جميع الأعمار يحبون اللعب بها. ولكنَّ ألعاب التركيب ليست مجرد لعبة، فهي تساعد على تطوير بعض المهارات المفيدة. وعلى سبيل المثال تكون ألعاب التركيب مُرفقةً عادةً بكُتيِّب تعليمات، لذا فإنَّ الطفل في هذه الحالة يمكنه أن يمارس القراءة ويتعلم كيفية اتباع التعليمات. وإحدى الفوائد الأخرى التي تحملها ألعاب التركيب هي الحساب لأنَّك تحتاج إلى عددٍ معين من القطع لبناء شكلٍ ما لذلك فإنَّ الرياضيات هي إلى حدٍّ ما جزءٌ من هذه اللعبة. كما تُعدّ ألعاب التركيب جيدةً جداً لتعزيز الإبداع والذكاء المكاني. فعوِّد أطفالك على ممارسة ألعاب التركيب إذا كان ذلك ممكناً.

2- لعبة "ماين كرافت" (Minecraft) (ألعاب الفيديو):

تُعَدُّ لعبة "ماين كرافت" بمنزلة نسخةٍ أكثر تعقيداً وتطوراً من ألعاب التركيب، فهي واحدةٌ من ألعاب الفيديو الأكثر شعبية والتي يتحمس الأشخاص من كافة الأعمار للعب بها. في لعبة "ماين كرافت" يمكنك البناء، والتشييد، وإعادة التشكيل، والتفكيك. ولكنَّك تحتاج أيضاً إلى البحث عن الموارد، وتجميع المواد، والتخطيط لكيفية توسيع قاعدتك. تشبه لعبة "ماين كرافت" ألعاب التركيب إلى حدٍّ كبير من حيث إنَّها تعزز تطور المهارات نفسها ولكن على مستوى أكثر تقدماً. سيستمر أطفالك على الأرجح أيضاً في اللعب بهذه اللعبة مع تقدمهم في السن، وسيكتشفون ميزاتٍ أخرى متنوعة تقدمها لهم هذه اللعبة. إذ يمكن لـ "ماين كرافت" أن تساعد أطفالك أيضاً على إتقان الترميز والذي يُعَدُّ إحدى المهارات ذات الأهمية البالغة في القرن الحادي والعشرين.

3- لعبة اصطياد الكنز (Treasure Hunting):

تُعَدّ هذه اللعبة نشاطاً مسلياً يمكن للآباء والأبناء أن يمارسوه معاً، كما أنَّها تقدِّم فائدة كبيرةً إلى أطفالك. صحيحٌ أن التحضير لها قد يستغرق منك الكثير من الوقت ولكنَّ النتيجة النهائية تستحق منا بذل الجهد. تعتمد هذه اللعبة في الأساس على شراء الوالد لعبةً لأبنائه وإخفائها.

وحتى يتمكّن الطفل من إيجاد اللعبة يجب عليه أن يحل سلسلةً من الألغاز والأحاجي، من الواضح أنَّ هذا النشاط هو نشاطٌ متقدم، ولكنَّه يحرِّض مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. أمَّا إذا كان أطفالك أكبر سناً فسيمكنك بدلاً منها أن تلعب معهم لعبةً أخرى تُدعى لعبة "اصطياد الأشكال"، حيث يمكنك أن تمارس هذه اللعبة معهم في السوبر ماركت أو في البيت فهي لعبةٌ بسيطةٌ أيضاً. اطلب من طفلك أن يجد جميع الأشياء ذات الشكل الكروي أو ذات اللون الزهري. ولكن تأكد من إعطائه مثالاً عن العنصر الذي يجب عليه أن يبحث عنه. وعندما ترى جميع الأشياء التي أحضرها طفلك يمكنك أن تعرف إذا ما كان طفلك قادراً على التعرف على الأشكال والمواد بشكلٍ نظامي واختبار مدى إدراكه للألوان.

4- الأحاجي (البازل):

البازل لعبةٌ رائعة، كل ما تحتاج إليه هو أن تتذكّر زيادة صعوبة اللعبة بشكلٍ تدريجي، حيث يمكن لأي طفلٍ أن يقوم بتركيب أي بازل صغيرة مكونة من 50-70 قطعة بمفرده، ولكن إذا كانت البازل أكبر من ذلك من الأفضل مساعدة الطفل أو جمع طفلين معاً ليقوما بتركيبها. إذ تُعَدُّ البازل لعبةً رائعة لأنَّها تساعد الطفل على التعرف على الأنماط والأشكال، وتعزيز ذاكرته، وتعويده على التعاون. بالإضافة إلى أنَّك ستحصل في نهاية المطاف على صورةٍ جميلة يمكنك أن تضع لها إطاراً وتعلقها على الحائط بعد ذلك.

5- دفاتر التلوين:

تُعَدّ دفاتر التلوين لعبةً أخرى من الألعاب المُحببة للأطفال والتي تساعدهم على النمو. إنَّها لعبةٌ رائعة ولا سيما بالنسبة إلى أولئك الذين لمَّا يحسنوا القراءة بعد. حيث تساعد دفاتر التلوين الأطفال على تطوير الجانب الفني لديهم، وعلى تطوير بعض المهارات الحركية التي ستكون مفيدةً للطفل عندما يتعلم الكتابة لأنَّ دفاتر التلوين تحتاج إلى أن يعرف الطفل كيف يمسك القلم بيده بشكلٍ ثابت وكيف يكون دقيقاً. وعلاوةً على ذلك تُعَدُّ دفاتر التلوين مصدراً للراحة والاسترخاء، لذلك من الجيد أن تسمح لطفلك بالاسترخاء بعد قيامه بأحد الأنشطة المجهدة عن طريق تقديم أحد دفاتر التلوين إليه.

6- اللعب بالكرات الزجاجية:

تُعدّ الكرات الزجاجية بمنزلة نسخةٍ مصغرة عن لعبة البلياردو من حيث أنَّ الطفل يحتاج لينجح فيها إلى الدقة والقدرة على التصور. إنَّها لعبةٌ قديمةٌ نوعاً ما ولكنَّ الأشخاص الذين كانوا أطفالاً في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي يعرفونها جيداً. تجري هذه اللعبة عن طريق قذف قطعة من الرخام بيدك لتصيب قطعة رخامٍ أخرى بقوةٍ تكفي لإخراجها من الدائرة.

7- القراءة والغناء:

من الجيّد أن يكون لديك بعض الكتب المُخصَّصة للأطفال بحيث يمكنك أن تقرأها مع أطفالك وتعلمهم من خلالها كيفية القراءة أيضاً. فمهارة القراء هي من بين المهارات التي سيحتاج أطفالك إليها بكل تأكيد. ويمكنك أن تبدأ معهم هذا النشاط في وقتٍ مبكر وهم في سن الرابعة. ولكنَّ المشكلة هي في أنَّه لا يمكن لجميع الأطفال أن يجدوا أنَّ القراءة ممتعة، ولكن من خلال الكتب الملونة يمكنك النجاح في جعلهم يحبونها. ويمكنك أيضاً أن تعرض عليهم بعض البطاقات التي تحوي صوراً قبل الانتقال إلى قراءة النص. كما يمكنك أن تُعلِّم أطفالك بعض الأغنيات وتعرض عليهم أن يغنوها معاً. بهذه الطريقة أنت تختبر ذاكرتهم، وذكاءهم الصوتي، وقدرتهم على التعرف على الكلمات.

 

اقرأ أيضاً: 6 فوائد يكتسبها الطفل من تعلّم عادة القراءة

 

تذكر أنَّ أهم المهارات في القرن الحادي والعشرين هي الإبداع، والتعاون، والتواصل، والتفكير النقدي. فجميع الأنشطة التي ذكرناها هنا تؤثر في هذه المهارات لذا حاول جعل أطفالك يقومون بها في أثناء نموهم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة