7 أسباب تزيد من فرص نجاح العازفين في الحياة

تشير الملاحظات إلى تفوُّق العازفين في جميع مجالات الحياة تقريباً، ويشهد على هذه الحقيقة وجود خلفية موسيقيَّة لدى صفوة رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال في العالم، وعلى رأسهم الملياردير الأمريكي "بول ألين" (Paul Allen)، الذي يُعرَف بمشاركته في تأسيس شركة "مايكروسوفت" (Microsoft)، وهو يعزف على آلة الغيتار، والاقتصادي الأمريكي "آلان غرينسبان" (Alan Greenspan) الذي شغل منصب رئيس مجلس المحافظين للنظام الاحتياطي الفدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان يحترف العزف على آلة "الكلارنيت" و"الساكسفون".



لدينا أيضاً الملياردير الأمريكي "بروس كوفنر" (Bruce Kovner) مؤسس أقدم وأشهر صناديق التحوط في العالم، وهو عازف بيانو تلقى دراساته الموسيقية في مدرسة "جوليارد" (Juilliard) الأمريكية، ورجل الأعمال الأمريكي "لاري بايج" (Larry Page) الذي شارك في تأسيس محرك البحث وشركة "غوغل" (Google)، والذي كان يعزف على آلة "الساكسفون" في المدرسة الثانوية.

إنَّ نسبة كبيرة من الأفراد اللامعين حول العالم سبق أن تعلموا العزف، سواء اقتصرت تجربتهم على المدرسة الثانوية أم أنَّهم ما زالوا يمارسون العزف في الوقت الحاضر، وتفيد الأبحاث المتعلقة "بتأثير موتسارت" (the Mozart effect) بأنَّ الاستماع للموسيقى يزيد نشاط الدماغ، ويحسن الأداء العقلي في أثناء العمل على مهام معينة.

فيما يأتي 7 فوائد للعزف تزيد من فرص نجاح العازفين في الحياة:

1. تعزيز الثقة بالقدرات الإبداعية:

يعد العزف عملية إبداعية في صميمه، فعندما تبدأ العزف فأنت تطلق ألحاناً تطرب المسامع، وتصنع شيئاً من لا شيء؛ إذ يمكن عدُّ الآلة الموسيقية بحد ذاتها وسطاً يوظف العازف فيه قدراته الإبداعية، فلا غنى عن المهارات الإبداعية في مختلف جوانب الحياة، سواء كنت تعمل على حل مشكلة معينة أم تحاول ابتكار طريقة جديدة لإنجاز العمل في المكتب، فإنَّك بحاجة إلى التفكير الإبداعي؛ إذ يساهم العزف في تحويل هذه القوة الخلاقة إلى عمل إبداعي بنَّاء ومفيد.

2. تعزيز القدرة على التعاون مع الآخرين:

يساعد العزف على تنمية القدرة على التعاون مع الآخرين بشكل طبيعي؛ وذلك لأنَّ معظم العازفين معتادون على العمل ضمن مجموعات، فلا يكفي أن يكون العازف بارعاً في العزف المنفرد؛ بل يجب أن يحسن العمل الجماعي، ويكون قادراً على التعاون مع الآخرين ضمن المجموعة؛ إذ تتولد المقطوعات الموسيقية البارزة عندما يعمل أعضاء الفرقة باتساق فيما بينهم.

هذا يعني أنَّ العزف يساهم في تنمية القدرة على العمل بروح الفريق الواحد والتعاون مع الآخرين، ويساعد العازف على إدراك النتائج الإيجابية المترتبة على العمل الجماعي ضمن فريق متكامل، ويتضح مما سبق أنَّ العمل ضمن مجموعات يساهم في تنمية المهارات التفاعلية مع الآخرين في بيئات العمل.

شاهد بالفيديو: 13 عادة يجب على كل من يريد تحقيق النجاح أن يقلع عنها

3. تمييز الأنماط والارتباطات:

يعمل العازف في أثناء عملية العزف على مجموعة من النوتات الموسيقية، وهكذا تتولد المقطوعات الموسيقية، فليست الموسيقى مجرد مجموعة من النوتات المنفردة؛ بل إنَّ تشكيل مقطوعة متسقة يتعلق بآلية ارتباط هذه النوتات مع بعضها؛ إذ يعلِّمك العزف أن تتصور مجموعات النوتات الموسيقية مع بعضها وتكتشف النمط الذي تؤلفه، وتدرك أوجه الترابط بينها، والآلية التي توحدها جميعها ضمن مقطوعة موسيقية خلابة.

تعد القدرة على اكتشاف الأنماط والارتباطات هامة جداً وشرطاً لازماً لاتخاذ قرار حكيم؛ إذ يتسنى للإنسان أن يتوقع نتائج قراراته وأفعاله عندما يعتمد على تجاربه السابقة وحدسه وقدرته على تمييز الأنماط في عملية اتخاذ القرار.

4. تعزيز المهارات الذهنية كالانضباط والتحكم في النفس والتركيز:

يواجه الإنسان بعض المشقة عندما يبدأ بتعلُّم العزف على إحدى الآلات وقراءة النوتات الموسيقية، ولا يتمتع معظم الأفراد بموهبة موسيقية فطرية فذة؛ لهذا السبب يتعين عليهم أن يجتهدوا في التدريب ويخصصوا جزءاً كبيراً من وقتهم في ممارسة العزف بغية تحسين أدائهم.

تتطلب هذه العملية كثيراً من التركيز الذهني والتصميم والصبر لتحسين الأداء، والانتقال من مرحلة العزف الرتيب الخاوي من الحياة إلى مرحلة المقطوعات الموسيقية الخلابة الحية والمتناغمة؛ إذ يدرك الإنسان فائدة الانضباط والتركيز عندما يلمس التحسن في عزفه، وعلى الأرجح أنَّه سيطبق هذا النهج في كافة مناحي حياته الأخرى.

إقرأ أيضاً: 4 نصائح فعّالة للمحافظة على قدراتك الذهنية والعقلية

5. تنمية مهارات الذكاء العاطفي:

ينمي العزف مهارة الإصغاء لديك، وهي هامة جداً على صعيد العلاقات الشخصية؛ وذلك لأنَّ العواطف غالباً ما تبرز في نبرة ونغمة الصوت وسرعة الكلام، فلا عجب إذاً في أنَّ الدراسات أثبتت تفوق الموسيقيين على الأفراد العاديين في تفهُّم عواطف الآخرين.

6. تقوية الذاكرة:

يتطلب تعلُّم عزف مقطوعة موسيقية محددة بشكل صحيح حفظ ترتيب النوتات الموسيقية، وفي بعض الحالات تكون كمية الحفظ كبيرة جداً، فالعازف المنفرد على سبيل المثال يقوم بالعزف لمدة عشرين دقيقة على الأقل معتمداً على ذاكرته وحسب؛ لذا يساهم التركيز على ترتيب النوتات في تقوية القدرة على الحفظ، وقد تنعكس هذه القدرة على كافة مناحي حياة العازف، كما تبين أنَّ العزف يعزز قدرة الإنسان على تذكُّر الكلمات ويحسن من مهارات التعلم السماعية، كما أفادت بعض الدراسات بأنَّ العازفين يتفوقون في قدرتهم على الحفظ في أثناء المطالعة.

7. تحسين القدرة على التخطيط ووضع الاستراتيجيات:

تعد عملية العزف معقدة إلى حد ما؛ ذلك لأنَّ الدماغ سيعمل على التنسيق بين المعطيات السمعية والتحكم الحركي؛ أي إنَّ العملية تنطوي على كثير من التخطيط والتنسيق والانتباه إلى التفاصيل في كل لحظة، الأمر الذي يتطلب تحليلاً متزامناً لكل من الجوانب العاطفية والإدراكية للموسيقى.

يتطلب العزف التنسيق بين العمليات الدماغية؛ وذلك بهدف تنفيذ كافة الخطوات اللازمة لتقديم مقطوعة موسيقية متسقة؛ أي يلزم اتباع تعليمات مؤلفة من مجموعة من الإجراءات المتتالية، واكتشاف الأخطاء وتصويبها، وتوقُّع الخطوات اللاحقة.

إقرأ أيضاً: أسطورة الموسيقى باخ

في الختام:

لا تقتصر فوائد العزف على ربط عمليات دماغية عدة وحسب؛ بل إنَّ الدراسات أثبتت أنَّه يزيد الترابط بين نصفي الكرة المخية، ومن ثم يمكن القول إنَّ العزف يساهم في ربط جميع أجزاء الدماغ مع بعضها، ليتيح له التركيز على المهام قيد الإنجاز.




مقالات مرتبطة