7 طرق لتحافظ على الإيجابية إذا كنت محاطاً بالأشخاص السلبيين

هل سبَق أن وجدْتَ نفسك محتجزاً في بيئة سلبيةٍ مؤذية؟ هل شَعَرْتَ أنَّ المشاعر السلبية قد أثقلَتْ كاهلك وهل كنت عاجزاً عن حماية نفسك منها؟ إذا كان حالك كذلك فأنت لست وحدك.

منذ مدةٍ بعيدة كنت أعمل في أجواءٍ سيئة وكنت أوشك أن أترك عملي فقد كان الموظفون لا يتوقفون عن الغيبة وكانت سلوكاتهم تنمُّ عن سوء الخلق والخيانة. وكنت أعمل في كل يومٍ وأنا أشعر كما يشعر من يعيش حياته تحت التهديد ويحاول أن يحافظ عليها.



أنا إنسانٌ صاحب شخصيةٍ قويةٍ، ومَرِنةٍ، وتراعي الآخرين لكنَّ البيئة التي كنت أعمل فيها جعلتني أشك في ذلك. كنت أظنُّ بأنَّ إيجابيتي ستنتقل إلى الآخرين وانَّها ستكون كافيةً لتحسين سلوكاتهم قليلاً على الأقل، لكنَّني للأسف كنت مخطئاً.

لم أكن أريد أن أشعر أنَّني هُزِمْت لكن أكان من الممكن حقَّاً أن أستمر في مواجهة هذه الظروف يومياً؟ لم أكن معتاداً على البقاء مكتوف الأيدي لذلك عَلِمْتُ أن شيئاً ما يجب أن يتغير. كنت أعلم أنَّه يجب عليَّ أن أقهر تلك الظروف وأبقى صادقاً مع نفسي وإلَّا سأكون مضطرَّاً إلى العمل في مكانٍ آخر.

الليلة التي استعدت فيها زمام المبادرة:

قضيْتُ تلك الليلة وأنا أتأمل بعمق وكن أشعر بالانزعاج لأنَّني مضطرٌّ إلى العمل يوماً آخر فقررت التعامل مع الموقف بوجهة نظر مختلفة. لقد خرجت من زاوية التفكير الضيقة التي كنت أضع نفسي فيها وانتقلت من التعامل مع تلك البيئة بمنطق المواجهة إلى التعامل معها تعاملاً منطقياً وفهمها بشكلٍ موضوعي.

يجب أن يكون ثمَّة سبب يفسر احتفاظ هذه البيئة بهذا الكمّ من السلبية طول هذه المدة، قبل أن أعمل فيها حتى. لقد بدأت أنظر إليها بعين المراقب.

أول خطوةٍ كانت التوقف عن استخدام كلماتٍ مثل المواجهة، والتصدي، والحماية لوصف يوم العمل واستخدام كلمات التحليل، والمراقبة، والتكيف عوضاً عنها.

لقد سمعنا كثيراً مثل هذا الكلام لكنَّ الحقيقة تقول أنَّ الاعتدال في كل شيء، بما في ذلك العواطف، يُعَدُّ مصدر السعادة الحقيقية. فإذا أفقد شخصٌ ما أو العديد من الأشخاص مشاعرك توازنها وجذبوك إلى الجانب المظلم الذي يعيشون فيه من الضروري جداً أن تتعلم كيف تتعامل معهم.

إليك طرائق التعامل مع الأشخاص السلبيين حتى لا تدمِّرك طاقتهم السلبية:

1- إبداء التعاطف في أثناء الإنصات:

يشعر الأشخاص الذين يكونون سلبيين دائماً بألمٍ عميق فعوضاً عن أن تحمي نفسك منهم تعامل معهم من منظورٍ مختلف لتفهمهم. ثمَّة أمرٌ قاسٍ ينهكهم من الداخل قد يكون شعوراً بالقلق، أو حزناً، أو فقدان شخصٍ عزيز. إنَّهم في النهاية لا يبحثون إلَّا عن الراحة، لا شك في أنَّهم يبحثون عن الراحة بطريقةٍ ملتوية لكنَّ هذا صرخة استغاثةٍ يطلقونها.

عوضاً عن ازدرائهم حاول أن تبحث في مشاعرهم السلبية لتكتشف الألم الذي يعانونه وتغيِّر الوضع الذي يعيشونه من خلال طرح أسئلةٍ من قبيل: "كيف حالكم؟" أو "أكُلُّ شيءٍ على ما يرام؟". قد تكون النتيجة تعافي الشخص أو قد يكون كل ما يحتاجون إليه هو أن يعرفوا أنَّ ثمَّة أحداً ما سمع استغاثتهم.

لقد عِشْتُ ذلك الموقف لكنَّني أحسسْتُ أنَّني أفضل حالاً لأنَّ الشخص توقف عن جذبي إلى مستنقع البؤس لأنَّني كنت الشخص الوحيد الذي سأله حقيقةً عن مشاعره.

ليس من الضروري أن تؤدي دور الصديق المقرب لكن كن واثقاً من أنَّ أصغر الإشارات في بعض الأحيان قد تكون أكبر مصدرٍ للتغيير.

إقرأ أيضاً: تعرّف على أهم 6 فوائد لمهارة الإنصات

2- حافظ على الاختصار:

تتغذّى مشاعر السلبية على الاهتمام ودون منحها الاهتمام ستموت هذه المشاعر.

إذا كنت مُجبراً على التعامل مع شخصٍ سلبي اجعل حديثك مقتضباً ولا تخرج عن الموضوع، فالوجود بقرب شخص ذي طاقة سلبية كفيلٌ وحده باستنزاف القوة.

فإذا كنت لا تستطيع تجنُّب تلك الطاقة وكنت مضطراً إلى التواصل مع أشخاصٍ سلبيين تصرف كأنَّك زائرٌ فقط في الحيز الذي يشغلونه، تواصل معهم لكن دون تفاعل. كُن كمن يزور بلداً أجنبياً، راقب الأجواء وتصرف باحترام لكن ليس من الضروري أن تقلد ما تراه.

من خلال الاختصار أنت تحترم نفسك لأنَّك تدرك أنَّ وقتك ثمينٌ أيضاً ولا مجال لطاقةٍ سلبيةٍ غير ضرورية.

3- قل الحقيقة:

أخبر الشخص الذي يتصرف دائماً بشكلٍ سلبي بأسلوبٍ هادئٍ ومنطقي أنَّك لن تستطيع الاستمرار في الحديث معه إلَّا إذا توقف عن التصرف بهذه الطريقة. طبعاً هذا الأمر لا يستطيع أن يفعله أصحاب الإرادة الضعيفة وقد لا يكون مفيداً في جميع الظروف لكنَّه يمنحك شجاعةٍ أكبر ويعطيك مزيداً من القوة للسيطرة على مشاعرك.

يحتاج الناس في بعض الأحيان إلى مرآة يرون طريقهم من خلالها، حيث تُعَدُّ هذه طريقةً لوضع حدود فعالة ليدرك الشخص السلبي أنَّك لا تريد أن تكون جزءً من تلك الأجواء.

مرةً أخرى أقول أنَّ هذه الطريقة لا تناسب أصحاب الشخصية الضعيفة لكن مهما كانت ردة فعل الشخص السلبي كن سعيداً بقدرتك على السيطرة على مشاعرك من خلال التعبير عنها، ولا أحد يمكنه أن يلومك على التعامل بصدقٍ مع نفسك.

4- ركز الانتباه على الأمور التي تثير المشاعر الإيجابية في داخلك:

بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتعاطفون مع الآخرين (أنا واحدٌ منهم) قد لا تكون مخاطبة الذات واستيعاب الموقف كافيَيْن للتخلص من السلبية. هنا يمكن أن يعيدك امتلاك ترسانة من الأمور التي تثير المشاعر الإيجابية في داخلك إلى طبيعتك الإيجابية. فأنا أحب الموسيقا مثلاً لذا حينما أستمع إلى إحدى أغانيَّ المفضلة أتخلص سريعاً من المشاعر السلبية. إليك بعض الأمثلة الأخرى:

  • وضع قائمة تتضمن اقتباساتٍ لتعزيز قوة الذات.
  • قراءة بعض الطرائف المضحكة أو التي ترسم الابتسامة على الوجه والاستماع إليها.
  • قراءة قصص شخصية مثيرة للإلهام.
  • التحدث مع أشخاص إيجابيين.

يُطلَق على هذا في عروض السحر التضليل وفي الحياة يُطلَق عليه اسم إعادة التوجيه حيث تعيد توجيه الأفكار فلا تتجاهلها ولكنَّك تتخطاها حتى لا تؤثر فيك.

شاهد أيضاً فديو: 8 طرق لتدريب العقل على التحلي بمزيدٍ من الإيجابية

5- فهم أنَّ السلبية هي منطقة راحة:

أعلم أنَّ هذا يبدو غريباً، لماذا قد يرغب أي أحدٍ في أن يكون سلبياً؟

على الرغم من أنَّ هذا يبدو غريباً إلَّا أنَّ بعض الأشخاص السلبيين يرون أنَّ التصرف بشكلٍ سلبي يُعَدُّ مريحاً، ففي بعض الأحيان قد يترعرع الناس ويتربون في بيوتٍ تسودها أجواءٌ سلبية لذلك يكون واقعهم سلبياً ولا يعرفون أي طريقة أخرى للتصرف.

لقد عملتُ مع شخصٍ يجعل الجميع كل يومٍ يشعرون بالتوتر دون أن يكون ثمَّة حاجة إلى ذلك لأنَّه يشعر أنَّه من الخطأ ألَّا يكون ثمَّة شيء يسبب له التوتر.

وإذا كانوا لا يعرفون بماذا يشعر المرء حينما يكون محاطاً بأجواءٍ إيجابية قد تكون المشاعر الإيجابية غريبةً بالنسبة إليهم وسيحاولون التأثير فيك لا شعورياً وجرَّك إلى عالمهم.

قد يكون من المريح بالنسبة إليك أن تعلم أنَّك لست مضطراً إلى أن تكون جزءً من ذلك العالم وأنَّ واقعك هو المهم بالنسبة إليك. وهنا أيضاً تصرَّف كمسافرٍ يستكشف عالماً جديداً لكنَّه يعود دائماً إلى وطنه الإيجابي.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من الأفكار السلبية إلى الأبد؟

6- عدم التدخل في النزاعات:

لا تضيع طاقتك في التدخل في النزاعات. فقد اعتدْتُ أنا على التدخل دائماً في كل مرةٍ أرى فيها شخصاً يعاني من السلبية لأحاول تقليل تأثيرها في الآخرين لكنَّ ذلك كان يستنزف قوتي أيضاً.

عدم التدخل في مثل هذه المواقف يُعَدُّ أمراً مقبولاً، بل إنَّ عدم التدخل في مثل هذه المواقف المأساوية يحميك في الواقع من استنزاف الطاقة دون الحاجة إلى ذلك. ثمَّة أمورٌ أكثر أهمية يمكن أن تقضي فيها وقتك، فالحصول على مزيدٍ من الطاقة أضحى أمراً نحتاج إليه جميعاً في هذه الأيام.

احتفظ بطاقتك ولا تتدخل في مواقف لا تعنيك وابتعد عنها بكل أدب.

7- دع الأشخاص السلبيين يزيدونك قوةً:

ثمَّة في كل التجارب شيءٌ من الحكمة، فانظر إلى الأشخاص السلبيين واجعلهم سبباً من أسباب النمو، والتجارب التي فيها أشخاصٌ سلبيون يمكنها أن تعلمك:

  • التأكُّد من الأشخاص المهمين في حياتك واكتشاف سبب كونهم مهمين.
  • التخلص من الأشخاص الذين يحبطونك.
  • التعامل مع السلبية بطريقةٍ مرنة.

جميعنا معتادون على التأثُّر أولاً بالعواطف عوضاً عن استخدام المنطق لتقويم التجارب فقف قليلاً وابحث عن الدروس التي تقدمها لك التجارب والتي تجعل الحياة رحلةً ممتعةً مثلما من المفترض أن تكون.

يمكنك التعامل مع الأشخاص السلبيين وتحقيق النجاح:

بسبب تلك الليلة التي قضيتها في التأمل العميق كنت قادراً على البقاء في العمل وتعرفْتُ أيضاً إلى الطرائق السبع التي ذكرتها في الأعلى والتي ساعدتني في الحفاظ على نظرتي الإيجابية إلى الحياة وأدركت أنَّ الأشخاص السلبيين لا يمكنهم أن يتحكموا في حياتنا.

أنت تسيطر بشكلٍ كاملٍ على مشاعرك ويمكنك أن تغير وجهة نظرك في طريقة التعامل مع هؤلاء الأشخاص السلبيين. إنَّ مواجهة العواطف السلبية والإيجابية يُعَدُّ من مُسلَّمات الحياة لكن يجب عليك ألَّا تدع أي أحدٍ يتحكم بمشاعرك.

إقرأ أيضاً: كيف يتعامل الناجحون مع الأشخاص السلبيين؟

قال شخصٌ ما في إحدى المرات إنَّ تجارب الحياة أشبه بالتزلج على الماء، إذ سواءً كان اليوم الذي قضيته في التزلج رائعاً أو سيئاً ستستمر في العودة مرةً أخرى إلى الشاطئ لممارسة التزلج لأنَّه مسلٍّ جداً. وإذا كنت تريد أن تركب أمواج الحياة لا تسمح للأشخاص السلبيين أن يأخذوا منك لوح التزلج والمتعة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة