6 نصائح لقيادة الموظفين عن بعد

أثَّر انتشار كوفيد-19 والأحداث المرتبطة به في حياة ملايين الناس، إذ سواءً كنت تخطِّط لإجراء مقابلاتٍ في غرفة المؤتمرات أم لتناول الغداء مع زملاء العمل، تبدو الحياة مختلفةً اختلافاً كبيراً هذه الأيام. تذكَّر أنَّ كلَّ شخصٍ يتعامل مع الوضع الحالي بطريقته الخاصة؛ لذا افهم الصعوبات التي تواجه الموظفين، وشجِّعهم على الحفاظ على التواصل، وقدِّم إليهم الدعم حتَّى يتمكَّنوا من النجاح في العمل عن بُعد.



فيما يلي بعض النصائح الهامَّة للتعامل مع الموظفين في أثناء قيادتهم عن بُعد:

1. احترام تنوُّع الموظفين:

يعني تنوع الموظفين أنَّ كلَّ واحدٍ منهم يمتلك ثقافةً وخلفيَّةً مختلفة، ومن الهامِّ أن تعلم أنَّ كلَّ واحدٍ منهم يمرُّ بظروفٍ خاصةٍ خلال هذه الأوقات العصيبة؛ فبينما قد يستمتع بعض الموظفين بالعمل من المنزل، يواجه آخرون صعوبةً في التأقلم مع الواقع الجديد. لذا، من الهامِّ أن تُظهِر التعاطف في أثناء ممارسة القيادة، وأن تهتمَّ بسلامة الموظفين في هذه الأوقات العصيبة.

2. طرح أسئلة تعزِّز الإحساس بالتعاطف في أثناء الاجتماعات:

خصِّص جزءاً من وقتك للإصغاء إلى الكلام الذي يصف به الموظفون مشاعرهم في أثناء الاجتماعات الشخصية التي تعقدونها، فقد يُحِسُّ الموظفون بالقلق أو الحزن أو الإحباط حينما يُطلَب منهم عزل أنفسهم وتغيير روتين حياتهم.

يُعَدُّ فهم الاحتياجات التي لم يخبروك بها قَطُّ، جوهر التعاطف، وليس ضروريَّاً أن تُلبي جميع احتياجاتهم؛ بل أنصت إليهم فقط، وافهم أنَّهم يحتاجون إلى الدعم والتعاطف. يكفي أن تسأل الشخص: "كيف تشعر؟"، أو "كيف يمكنني أن أوفِّر الدعم لك؟"، حتَّى تُظهِر اهتمامك به.

3. تعزيز الإحساس بالانتماء:

شجِّع الموظَّفين على استخدام الفيديو لإجراء الاجتماعات، وعَقد جلساتٍ افتراضيةٍ لاحتساء القهوة، والتواصل بصورةٍ منتظمة.

يعني العمل من المنزل بالنسبة إلى العديد من الناس، ضرورة رعاية الأطفال وتدبُّر شؤون العمل في الوقت ذاته، وقد يكون تحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل ومسؤوليات المنزل عملاً مثيراً للإرباك؛ لذلك من الهامِّ أن تُمكِّن الموظفين من الحصول على الدعم والأدوات المتاحة. شجِّع الموظفين على الاستراحة خلال اليوم والترويح عن أنفسهم من خلال توفير جلسات يوغا وتأمُّل مُقدَّمةٍ عبر الإنترنت، واحرص على الكشف عن أيِّ أدواتٍ متاحة؛ لأنَّ بعض الناس قد لا يرتاحون لفكرة التعبير عن مشاعرهم أمام زملائهم، واحرص على الكشف عن أيِّ خطوط ساخنةٍ أو برامج تدريبٍ مفيدةٍ يمكن أن تساعد الموظفين في هذه الأوقات.

4. الاستعداد لتغيير القوانين:

على الرغم من أنَّك قد ترغب بالحفاظ على سير العمل مثل المُعتاد، لكن يجب عليك أن تدرك أنَّ الأوقات والظروف الحالية تُعَدُّ مختلفةً عن الأوقات والظروف المعتادة.

بإمكان إفساح المجال لبعض المرونة في العمل أن يساعد الموظفين في العثور على الطريق المناسب، والتأقلم مع الواقع الجديد. إليك كيف يمكن تعديل القوانين إذا كان ذلك ممكناً:

4. 1. تشجيع الموظفين على الحفاظ على صحتهم الذهنية:

قد يشعر الموظفون بالضغط نتيجة التعامل مع الظروف الجديدة التي يواجهونها والحاجة في الوقت نفسه إلى الحفاظ على الإنتاجية في أثناء العمل. أخبر الموظفين أنَّه لا بأس في أن يطلبوا الحصول على إجازةٍ حينما يحتاجون إليها.

إقرأ أيضاً: 3 طرق يتّبعها القادة الناجحون لتخليص الموظفين من الشعور بالضغط

4. 2. منح الموظفين ساعات عمل مرِنة:

امنح الموظفين فرصة وضع جداول الأعمال الأنسب لهم، مع إمكانية التواصل معهم في الوقت ذاته متى ما وجدت ذلك ضروريَّاً (حينما يكون ثمَّة اجتماع مثلاً).

4. 3. توضيح التوقعات:

إذا كنت تفضِّل تصفح الرسائل الإلكترونية في أيام الأحد، فأخبر الموظفين أنَّ الردود من المتوقَّع ألَّا تصلهم حتَّى يوم الإثنين.

4. 4. أخذ مصادر تشتيت الانتباه في الحسبان:

من المتوقَّع أن يعمل بعض الموظفين من منازل مكتظةٍ بالساكنين، فإذا سمعتَ أطفالاً يبكون أو كلاباً تنبح في وسط الاجتماع، فتعامل مع الموقف بطريقةٍ مَرِحة.

4. 5. الحديث مع الموظفين:

اسأل الموظفين عن التعديلات الأخرى التي تستطيع إجراءها لتلبية احتياجاتهم، وناقش إمكانية ذلك معهم.

5. التواصل الصريح والإنصات:

قد يخفِّف فتح قنوات التواصل والتصرُّف بشفافيَّةٍ تامَّةٍ مشاعرَ الضيق خلال الأوقات العصيبة. يقول الخبراء إنَّ الإحساس بالشك يمكن أن يؤدِّي بحدِّ ذاته إلى إحساس البشر بشكلٍ خاصٍّ بكثيرٍ من مشاعر الحزن.

لا يُعَدُّ الإكثار من التواصل تصرُّفاً سيِّئاً أبداً. أطلِع الموظفين باستمرارٍ على القرارات التي تُتَّخَذ، وعن الأسباب التي اتُّخذَت لأجلها، وخصِّص وقتاً للإنصات إلى الموظفين، ومعالجة أيِّ مشاعر قلقٍ يُحِسُّون بها، وأخبرهم عن الأدوات والموارد الموجودة لمساعدتهم.

إقرأ أيضاً: الاستماع التعاطفي، الذهاب أبعد من الاستماع الفعّال

6. توفير الأمان والثقة:

قد يجعل تركيز الاهتمام على أهداف العمل فقط بناء علاقة إلفةٍ قويةٍ مع الموظفين عملاً صعباً؛ لذلك ينصح الخبراء المدير أن يقوم بعملٍ يجعل موظفيه يُصدِّقون أنَّه واحدٌ منهم؛ حيث يُرسِل هذا إشارةً إلى الموظفين مفادها: " على الرغم من أنَّني أنا المدير، إلَّا أنَّ مصائرنا واحدة".

تواصل مع الموظفين على المستوى الشخصي، ولا تخشَ إظهار ضعفك أمامهم، ولا تتجنَّب الحديث عن القصص الشخصية المرتبطة بالعمل التي تُضفِي صِبغةً بشريةً على عمليات التواصل التي تُجرونها. يمكن أن يساعدك التقرُّب من الموظفين والتعاطف معهم في تعزيز العلاقات الفردية التي يقوم على أساسها الفريق.

يعني تنوع الموظفين أنَّ كلَّ واحدٍ منهم له ثقافةٌ وخلفيةٌ مختلفة، وأنَّ كلَّ واحدٍ منهم سيخوض تجربةً خاصَّةً في هذه الأوقات العصيبة. يمكن أن يساعد التصرُّف بطريقةٍ لطيفة الجميع على تجاوز الموقف العصيب، حتَّى لو لم يكن لديك حلولٌ لجميع المشكلات التي يواجهونها، وتذكَّر أنَّه بمقدورك ممارسة قيادة فعَّالةً تعكس تعاطفك، دون أن تتواجد بصورةٍ شخصية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة