6 نصائح لتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية

من الضروري أن نحقِّق توازناً جيداً بين حياتنا المهنية والشخصية، فهذا يضمن حصولنا على أفضل النتائج في كلا جانبي حياتنا، وبالنسبة إليَّ، لم أحقق دائماً توازناً جيداً بين حياتي المهنية والشخصية، فقد عملت لفترة بصفتي مستشاراً استراتيجياً لشركة استشارات إدارية عالمية، وقد كان عملي صعباً جداً، فلم أنم جيداً على الإطلاق خلال تلك الفترة، ناهيك عن عدم قضاء الوقت مع الأشخاص الذين أحبهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "مارتن بيير جاكارد" (Martin Bjergegaard)، ويقدم لنا فيه 6 نصائح لتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.

عندما وصلت إلى مرحلة لم أستطع النوم فيها على الإطلاق، قررت أن أترك تلك الوظيفة، فلقد كنا نعمل في مدينة "الكويت" (Kuwait City) في ذلك الوقت، وأقمنا في فندق فاخر، لكن أذكر أنَّني كنت أسير في ممرات الفندق ليلاً، محاولاً التغلب على مشاعر القلق واليأس المتزايد، وبعد ثلاث ليالٍ كهذه، استقلت من الوظيفة التي أخبرني الجميع أنَّني يجب أن أفتخر بها.

بعد فترة بسيطة في عام 2006، أطلقت شركتي الخاصة مع ثلاثة من أصدقائي، واليوم أصبح لدينا 200 موظف في مكاتبنا في "لندن" (London) و"برلين" (Berlin) و"كوبنهاغن" (Copenhagen)، ولقد استثمرنا في نحو 150 شركة ناشئة حول العالم، وأقمنا علاقات عمل مع المئات من رواد الأعمال.

خلال تلك الفترة، أخذت إجازة لمدة 6 أسابيع كل عام، وسافرت حول العالم مع عائلتي وأصدقائي، وعملت بمعدل 45 ساعة في الأسبوع؛ لذلك اكتشفت أنَّك إذا طبَّقتَ بعض النصائح البسيطة، فليس من الصعب أن تحقق توازناً رائعاً بين حياتك المهنية والشخصية.

إليك 6 نصائح لتحقيق التوازن بين حياتك المهنية والشخصية:

1. اختر وظيفة تُحفزك:

لا يهم ما إذا كنت تعمل لحسابك الخاص أو لدى الآخرين؛ بل كل ما يهم هو أن تبذل جهودك في شيء مفيد لك؛ لأنَّ ذلك يمنحك الطاقة والنشاط، أما إذا كنت محبطاً من وظيفتك أو شعرت بأنَّ ما تفعله هو مضيعة للوقت، فلن تحقق توازناً جيداً بين الحياة المهنية والشخصية أبداً، وسوف تُستنزَف طاقتك، لكن عندما تقوم بعمل ترى فيه قيمة، فسوف يمنحك الطاقة، وستكون أكثر سعادة بحياتك عموماً.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات تضمن لك التحفيز الذاتي للنجاح.

2. دافع عن نفسك:

غالباً ما نحاول إرضاء الآخرين، لكن هذا يأتي بنتائج مناقضة؛ وذلك لأنَّنا نوظف قدراتنا لخدمة الآخرين بدلاً من خدمة أنفسنا؛ لذا اكتشف ما يصب في مصلحتك والتزم به، وبالنسبة إليَّ، يجب أن أتمرن من 4 إلى 5 مرات في الأسبوع، وأن أمارس التأمل بانتظام، وأن آخذ قيلولة في منتصف النهار أحياناً، وبالطبع، في كثير من الأحيان يحاول الآخرون إفساد برنامجي هذا بطلباتهم المتكررة، ولكنَّني علَّمت نفسي الدفاع عن احتياجاتي، وألا أخجل منهم.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح تدافع فيها عن نفسك في أي موقف

3. استثمر وقتك بممارسة التدفق الذهني:

لقد اعتدت على زيادة مقدار الساعات التي كنت أعمل فيها، معتقداً أنَّه كلما زاد عدد الساعات التي أمضيتها في الوظيفة، أصبحت أكثر نجاحاً، ولحسن الحظ، صادفت أشخاصاً ناجحين بيَّنوا لي خطئي وعلَّموني شيئاً آخر؛ فعندما نكون في حالة تدفق ذهني، يمكن أن نكون أكثر كفاءة بعشرة أضعاف من الوقت الذي نعمل فيه بجهد كبير؛ والتدفق الذهني هو الحالة التي تكون فيها منغمساً تماماً في المهمة التي تعمل عليها، ولا تفكر في أي شيء آخر، حتى الزمان أو المكان، وإنَّها حالة رائعة، وعندما تنتهي، ستتفاجأ بما أنجزته.

اليوم، أصبحت أنظِّم يومي بحيث تكون لدي فرصة كبيرة للحصول على كثير من الوقت للتدفق الذهني، وغالباً ما يتضمن ذلك المشي في الحديقة في منتصف النهار، أو أي نوع آخر من فترات الراحة المنعشة، ومن وجهة نظري، من الاستهتار عدم أخذ هذه الاستراحة عند الحاجة إليها، وبالمثل، غالباً ما أعزل نفسي لبضع ساعات للدخول في حالة التدفق الذهني، على سبيل المثال، من خلال العمل من المنزل في بعض الأيام.

4. أنشئ قائمة بمهام اليوم:

شارك رجل الأعمال الهندي "نارايانا مورثي" (Narayana Murthy) مؤسس شركة "إنفوسيس" (Infosys) سرَّه في التوازن بين حياته المهنية والشخصية، وهو أنَّه يُنشئ قائمة بمهام اليوم، وبقدر ما يبدو الأمر بسيطاً، فقد أدركت أيضاً الإمكانات القوية لهذه الحيلة البسيطة، فمعظمنا معتاد على إنشاء قوائم طويلة للمهام؛ أي قوائم تتضمن كل ما يجب القيام به في كل من المستقبل القريب والبعيد.

تعد هذه القائمة جيدة لغرض تحرير عقلك من الاضطرار إلى تذكُّر كل شيء، ولكنَّ قضاء وقت طويل على تلك القائمة هو فكرة سيئة، فسوف تسبب لك التوتر وستُشعِرك بالإرهاق، إضافة إلى أنَّك ربما تغفل عن بعض الأشياء الهامة للغاية.

لذلك كما فعل "نارايانا"، أنشئ قائمة مكونة من 2-3 أشياء تريد إنجازها اليوم، واجعل ذلك عادةً بالنسبة إليك، ولا تُدرِج فيها إلا النشاطات الهامة جداً، التي ستقربك من أهدافك الأكثر أهمية، فأنجِز هذه المهام قبل الغداء، وتذكَّر أن تشعر بالرضى حيال ذلك.

إقرأ أيضاً: قوائم المَهام: أساس الكفاءة في العمل

5. لا ترد على رسائل البريد الإلكتروني المستفزة:

تعد مراسلات البريد الإلكتروني الطويلة والمستفزة مجرد مضيعة للوقت في معظم أماكن العمل الحديثة، فإذا أرسل إليك شخص ما رسالة بريد إلكتروني مستفزة، فلا ترد عليها؛ بل اتصل به أو اتفقا على اللقاء في مكان ما لمناقشة الأمر بهدوء بينما تحتسيان القهوة.

تعد رسائل البريد الإلكتروني أداة تواصل مروِّعة عندما تتعلق بالعواطف، وما يمكن حلُّه بلقاء مدته عشر دقائق قد يساء فهمه وتفسيره عبر رسائل البريد الإلكتروني، ويمكن أن تقضي نصف يومك في حل النزاعات التي تستنزف الطاقة، والتي لا لزوم لها على الإطلاق.

6. اترك بعض المهام إلى الغد:

لقد أعطاني مديري ذات مرة نصيحة ساعدتني كثيراً، وقال شيئاً على غرار ما يأتي: "ستعود إلى العمل غداً لذلك لا تُنهِ يومك بمراجعة جميع رسائل البريد الإلكتروني التي لم يُرَدُّ عليها، وتنظيف مكتبك والاطلاع على قائمة مهامك؛ بل بدلاً من ذلك، انهض واذهب إلى المنزل".

لا يؤمن رئيسي في العمل بأنَّ كل شيء سينهار إذا فاته بريد إلكتروني، أو إذا غادر المكتب قبل ساعة من المعتاد، ولقد كان يعمل بهدوء وتأنٍّ وكان سعيداً بذلك، وهذا ما وفَّر لنا جواً صحياً ومنتجاً في الشركة؛ لذلك لا تُهوِّل الأمر إذا اضطررت إلى الخروج من المكتب قبل إنهاء مهامك كافة، فستعود إلى العمل في وقت قصير على أي حال.




مقالات مرتبطة