6 نصائح تساعدك على تحقيق أهدافك

يتطلَّب تحقيق الهدف بنجاح تحديد الشيء المراد الوصول إليه بوضع خطة لتحقيق هذه الغاية، ففي حين قد يعتقد بعضنا أنَّ تحقيق الهدف هو ضربة حظ أو عملية عشوائية، فتوجد خطوات معيَّنة يمكن تطبيقها في أيِّ بيئة، وبصرف النظر عن ماهية الهدف؛ إذ تبدأ هذه العملية بتحديد الهدف بطريقة صحيحة؛ ومن ثَمَّ تُحقِّق تقدُّماً تدريجياً ومُطَّرداً.



فيما يأتي 6 نصائح مثبتة يمكن أن تساعدك على تحقيق هدفك:

1. حدِّد هدفك وضع خطة للتنفيذ:

تتمثَّل الخطوة في تحقيق أيِّ هدف في تحديد الهدف أو مجموعة الأهداف الصحيحة، ثمَّ وضع خطة عمل مُحكمة؛ وذلك عن طريق تحديد الرؤية التي تُبنى الخطة على أساسها، ثمَّ وضع سلسلة من الأهداف التي تُكمِّل بعضها بعضاً؛ وذلك باستخدام إطار عمل تحديد الأهداف الذكية (Smart Goals).

إذ ستعزِّز أهدافك قصيرة الأمد قدرتك على تحقيق رؤيتك على الأمد الطويل، وذلك يعني أنَّك تضمن بقاءك على المسار الصحيح، وبعد ذلك يمكنك التركيز على العمل اليومي، والتقدُّم المتزايد، وتطوير الذات اللازم لتحقيق أهدافك.

اتبع النصائح الآتية لتحديد الأهداف الصحيحة، وتحويلها إلى خطة عمل قابلة للتنفيذ:

  1. حدِّد رؤيتك العامة في الحياة، ويمكن تشبيه ذلك بالاستعانة بنجم القطب لتحديد الوجهة في أثناء السفر، وبذلك تضمن أنَّ كلَّ هدف تضعه يساعدك على الاقتراب من وجهتك المرجوَّة.
  2. قسِّم رؤيتك العامة إلى مجموعات، فبعد أن تحدِّد وجهتك العامة يجب تقسيم وجهتك العامة إلى فئات؛ إذ يوجد في كلِّ فئة من هذه الفئات هدف تريد تحقيقه، مثل الصحة والعمل؛ فإذا اجتمعت هذه الفئات شكَّلت وجهتك العامة.
  3. حدِّد هدفاً سنوياً لكلِّ فئة: حدِّد هدفاً سنوياً لكلِّ فئة من هذه الفئات؛ إذ يجعلك تحقيق هذا الهدف تقترب خطوة إضافية نحو تحقيق هدفك الأساسي في الحياة، ويجب وضع هذه الأهداف السنوية بالاعتماد على نمط تحديد الأهداف الذكية.
  4. قسِّم الأهداف السنوية إلى أهداف ربع سنوية: بتقسيم هدفك السنوي إلى سلسلة من الأهداف ربع السنوية المتتالية التي تتكامل مع بعضها بعضاً، ستتمكَّن من تحقيق هدفك السنوي في الوقت المحدد.
  5. قسِّم الأهداف ربع السنوية إلى مهمات أسبوعية: بعد أن أصبح لديك أربعة أهداف في أربعة أجزاء من السنة، حوِّل كلَّ واحد من هذه الأهداف إلى سلسلة من المهام الأسبوعية التي تعمل على إنجازها في كلِّ أسبوع من هذه الأسابيع.

بهذه الطريقة يجب أن تكون قادراً على تحقيق إنجازات أسبوعية تؤدي في النهاية إلى تحقيق هدفك النهائي، لكن عملية تحديد الأهداف ليست كلَّ شيء؛ لذلك تابع القراءة.

شاهد بالفيديو: 8 عوامل لقياس تحقيق الأهداف

2. تعرَّف إلى دافعك وتذكَّره باستمرار:

من المستحيل أن تحقِّق هدفك إذا لم يكن لديك الدافع لتحقيقه، ولهذا يُصبح فهم السبب وتحديده أمراً بالغ الأهمية لتحقيق النجاح، ولأنَّك ستستخدم نمط تحديد الأهداف الذكية، فمن الأفضل أن يحتوي إطار العمل الذي وضعته على الدافع، وبهذه الطريقة تكون جميع أهدافك ذات صلة بحياتك وبالأشياء التي تريد تحقيقها في هذه الحياة.

مع ذلك، لن تحقِّق أهدافك فقط لكونها ذات صلة بحياتك؛ بل يجب تذكُّر دافعك يومياً بكتابته على ورقة، ووضعها في مكان بحيث تراها يومياً.

بصرف النظر عن الطريقة التي تستخدمها، فالأمر الهام هو أن تساعدك على تذكُّر هدفك باستمرار بواسطة تذكيرك بالدافع الكامن وراء سعيك إلى تحقيق هدفك، وهذا ضروري جداً، وخاصةً في الأوقات التي تشكُّ فيها بقدرتك.

3. استعن بشخص تتحمَّل المسؤولية أمامه:

إنَّ السعي إلى تحقيق هدفك هو تجربة تخوضها وحدك، وفي حين أنَّ النجاح أو الفشل هما نتيجتان تعتمدان عليك، فقد يكون من الصعب أن تعتمد على نفسك فقط عندما تزداد الأمور صعوبةً، فما تحتاج إليه بالضبط هو اختيار شخص تشعر بالمسؤولية تجاهه، والهدف هو محاسبتك على مدى التقدُّم الذي تحقِّقه نحو هدفك.

أفضل من يمكن أن يقدِّم لك هذه المساعدة هم الأشخاص الذين تلتقي بهم يومياً، مثل زملاء العمل، وخاصةً إذا كان لديكم هدف مشترك، وتلتقي بهم في أثناء الوصول إلى العمل.

لكن، إذا لم يكن لديك مثل هؤلاء الأشخاص فيمكنك طلب المساعدة من أصدقائك أو أحد أفراد العائلة، ففي بعض الأحيان يكفي أن تخبر شخصاً له أهمية خاصة في حياتك عن هدفك حتى تشعر بالحماسة فعلاً، وقد تجد أنَّ أصدقاءك أو أفراد عائلتك يبادرون بالتواصل معك باستمرار لسؤالك عن مدى التقدُّم الذي حققته.

لذا ما يجب فعله مع شريكك في عملية المساءلة هذه هو إجراء مراجعة أسبوعية لما حققته في الأسبوع، ومناقشة ما يجب فعله في الأسابيع القادمة، وبذلك ستشعر بأنَّك مسؤول أمام شريكك - صديقك أو زميلك في العمل أو أحد أفراد أسرتك - وهذا سيمنحك الدافع لإنجاز ما وعدت به.

4. ركِّز على تحقيق الأهداف الجزئية:

ستستغرق وقتاً لتحقيق أهدافك، ومن النادر أن تحصل على نتائج أسرع ممَّا كنت تتخيَّل، لذلك في أثناء تنفيذك لخطة العمل التي وضعتها في المرحلة الأولى، ابقَ مركِّزا على الأهداف الجزئية كي تتفادى الإرباك من جرَّاء التفكير بالهدف الشامل أو النهائي.

لذلك، قلنا إنَّه من الضروري تحويل هدفك النهائي إلى مجموعة من الأهداف والمهام الصغيرة التي يمكن إنجازها بسهولة، ومن ثمَّ التركيز على العمل المطلوب إنجازه في الوقت الراهن.

فاللبنة الأساسية هي تحديد الأهداف بطريقة صحيحة، وبذلك سيكون لديك خطة طويلة الأمد مقسَّمة إلى أهداف ربع سنوية ومهام أسبوعية، وبدلاً من تشتيت انتباهك عمَّا يجب فعله بالتفكير في الهدف النهائي، ابقَ مركِّزاً على ما يجب فعله في الأسبوع هذا، والأسبوع الذي يليه وهكذا، وستتراكم هذه الجهود لتجعلك أقرب إلى تحقيق هدفك النهائي.

5. قيِّم تقدُّمك:

ستلاحظ في أثناء تقدُّمك اليومي والأسبوعي نحو تحقيق هدفك حدوث تغييرات، ومن ذلك مثلاً أنَّك ستتفاجأ بأنَّ بعض الأمور التي كنت تتوقَّع إنجازها لم تكتمل تماماً، وبعض المسارات التي اعتقدت أنَّها مناسبة ستتغيَّر، وبعض الأهداف التي كنت تراها هامة قد تفقد قيمتها لديك.

لذلك، يجب مراجعة تقدُّمك أسبوعياً وشهرياً، وتذكَّر أنَّ أهدافك ربع السنوية تتكامل لتشكِّل أهدافك السنوية، ولضمان تحقيق الأهداف ربع السنوية يجب أن تراجع التقدُّم الذي أحرزته سابقاً.

للقيام بعمليات المراجعة هذه تأكَّد من تخصيص بضع ساعات كلَّ أسبوع أو شهر لمراجعة التقدُّم الذي أحرزته، ومن ثمَّ استثمر المعلومات التي حصلت عليها بالمراجعة في تحديد ما يجب اتخاذه لاحقاً من خطوات في سبيل تحقيق هدفك.

إذ يمكنك تخصيص ساعة في نهاية أسبوع العمل لمراجعة ما قمت به، والتخطيط للأسبوع المقبل كما يمكنك تخصيص بضع ساعات في عطلة نهاية الأسبوع الأخير من كلِّ شهر لإجراء مراجعة لكامل إنجازات الشهر، والاستعداد للشهر المُقبل.

6. احتفِ بالإنجازات وعدِّل الخطة عند الحاجة:

احرص عند تقييم تقدُّمك على فعل واحد من أحد الأمرين، إذا كان لديك أي إنجازات على الأمد القصير حتى لو كان شيئاً بسيطاً، مثل يوم أو أسبوع عمل جيد، فاحرص على الاحتفاء بما حقَّقته، وخذ استراحة بين الحين والآخر، حتى لو كان هدفك بعيداً فهذا يساعدك على الحفاظ على حماستك وتركيزك.

الحالة الثانية هي عندما تجد نفسك تبتعد كثيراً عن المسار الصحيح، أو في حال لم تعد الوجهة التي حدَّدتها مناسبة فيجب عندها أن تضبط مسارك من جديد، ولا تخشَ من تكرار المحاولة، وإجراء التحسينات سواء فيما يخصُّ الوجهة أم الإجراءات من أجل أن تحقِّق هدفك بأكثر الطرائق الممكنة فاعلية وكفاءةً.

ففي الواقع، قد يصدف أن تحتاج إلى هذين الإجراءين في وقت واحد؛ أي قد يستحقُّ إنجاز على الأمد القصير بعض الاحتفاء، وفي الوقت نفسه تكون بحاجة إلى تعديل مسارك.

لا بأس بذلك أبداً، فلا تتردد في تهنئة نفسك على التقدُّم الذي تحرزه، وبالمقابل إجراء ما يلزم من تعديلات، فهذا ليس فشلاً بل تكيُّفاً مع الواقع، أمَّا الفشل فهو تجاهل الواقع وعدم المصداقية مع النفس.

إقرأ أيضاً: 4 أسباب للاحتفاء بالإنجازات الصغيرة

نصائح إضافية تساعدك على تحقيق أهدافك بطريقة أسرع:

  1. لا تقسُ على نفسك كثيراً، فتحقيق الأهداف عملية صعبة، وأحياناً يكون الفشل ضرورياً لتحقيق النجاح في نهاية المطاف، فإذا واجهت فشلاً يجب ألا تحكم على نفسك بقسوة، وبدلاً من ذلك عُدَّه تجربة استفدت منها، وجعلتك أكثر استعداداً لتحقيق هدفك النهائي.
  2. ثابر؛ لأنَّه من الحكمة ألَّا تتوقع نتائج فورية، ففي كثير من الأحيان يتطلَّب تحقيق الأهداف الكبيرة جهداً على الأمد الطويل، وإن شعرت أحياناً أنَّ جهودك لا تؤتي ثمارها قد تكون قريباً جداً من النجاح؛ لذلك لا تعدُّ عدم الحصول على نتائج فورية دليلاً على الفشل.
  3. لا تخشَ التعديل؛ فمن المنطقي تعديل مسارك إذا لم تحصل على النتائج التي توقعتها، وهذا ليس مؤشراً على الفشل إطلاقاً؛ فمعرفة أنَّك تحتاج إلى تعديل مسارك وعدم القيام بذلك هو الفشل الحقيقي.
  4. اعثر على منتور، إذا كان ذلك ممكناً طبعاً، إضافة إلى أهمية وجود شخص تتحمَّل المسؤولية أمامه، يفضَّل أيضاً أن يكون لديك منتور يتمتَّع بمعرفة متقدمة في المجال الذي تسعى فيه إلى تحقيق هدفك.
إقرأ أيضاً: 7 نصائح مهمة تساعدك على تحقيق أهدافك وطموحاتك

الخلاصة:

يبدأ تحقيق أي هدف بتحديده بطريقة صحيحة، وتحديد الهدف بطريقة صحيحة يتطلَّب وضع رؤية طويلة الأمد، وتقسيمها إلى سلسلة من الأهداف القابلة للتحقيق.

بعد ذلك، ركِّز على التقدُّم الأسبوعي، واعثر على شخص تتحمَّل أمامه المسؤولية، وافهم دافعك لتحقيق الهدف، وقيِّم تقدُّمك، واحتفِ بالإنجازات، وعدِّل مسارك كلَّما دعت الحاجة.

إذاً، يبدأ تحقيق الأهداف بتحديدها، ثمَّ تحويلها إلى خطة قابلة للتنفيذ، ثمَّ التركيز على التقدُّم التدريجي، وإجراء مراجعات دورية للتقدُّم المحرز مع الأخذ في الحسبان ما الذي يجب تعديله لتحقيق المطلوب.

المصدر




مقالات مرتبطة