6 معايير أساسية لاختيار المدرسة الأنسب لطفلك

مع انتهاء العطلة الصيفيّة وعودة المدرسة، تعود تلك الأجواء الخاصّة والمشاعر المختلطة بين بهجة وتوتّر وخاصة عند الأهالي، حيث تصيبهم الحيرة ويعْتَريهم القلق في المعايير الأساسيّة والمطلوبة لاختيار المدرسة المناسبة لأطفالهم سواء كان دخوله لأوّل مرّة للمدرسة أو حتّى تمّ نقله من مدرسة لأخرى، وتتضارب الآراء بين اختيار المدرسة الأفضل ككادر تدريسي أو الأقرب أو الأرخص ويتزايد معها الضّغط عليهم.



ولتلافي الحيرة والقلق لكم ولأطفالكم سنتحدّث عن مجموعة من المعايير الأساسيّة التي يجب مراعاتها عند اختيار المدرسة الأنسب لذلك تابعوا المقال التالي:

أوّلاً: معايير عامة لاختيار المدرسة

لنتفق أوّلاً على معايير عامة يُجْمِع عليها غالبية الأهالي وهي:

  1. أن تكون المدرسة قريبة: حاول قدر الإمكان اختيار مدرسة قريبة من المنزل لأطفالك، فالمدرسة القريبة من البيت تكون مريحة لك ولهم، وتوفّر لك الوقت من جهة توصيل الأطفال، أو حتّى توفير تكاليف المواصلات في حال وجود مواصلات نقل خاصة بالمدرسة أوفي حال قيامك أنتّ بتوصيلهم. لكن انتبه يجب ألّا يكون ذلك على حساب جودة المدرسة والنّظام التّعليمي فيها.
  2. أن تكون تكاليف المدرسة ضمن الميزانيّة المحدّدة: حيث أنّ اختيار المدرسة يجب أن يكون في حدود الميزانيّة وقدرة الأهل. فأنّك لا تريد أن ترهق نفسك بمصاريف كبيرة أنت غير قادر على تغطيتها. ولذلك فإنّ مدى ملائمة قسط المدرسة السنوي مع القدرات الماديّة للأسرة هام جداً، وعلى الأهالي البحث عن المدرسة الملائمة لطفلهم من جميع النواحي، ولكن ضمن الحدود المادية المخطط لها. فيمكنهم مثلاً اختيار مدرسة مناسبة وفي نفس الوقت يكون الدفع فيها على شكل أقساط، وبمبالغ بسيطة من الممكن تحملها.
  3. نوع المدرسة: إنّ اختيار أي نوع من أنواع المدارس خاصّة عامّة أو أيّ نوع أخر يقوم على أساس مهم وهو أن تكون ملائمة ومريحة لطفلك من جميع النواحي، فمن الأهالي من يهتم بكون المدرسة ذات مستوى اجتماعي معيّن وهو أمر خاطئ. لذلك اختر المدرسة التي توفّر بيئة مريحة وتقدّم مستوى تعليمي جيّد لطفلك.
إقرأ أيضاً: العودة إلى المدرسة وأهم الإرشادات للعام الدراسي الجديد

ثانياً: أهم المعايير لاختيار المدرسة الأنسب لطفلك

من المهم عند اختيار المدرسة لأطفالك أن تلبّي احتياجات طفلك وفقاً لما تراه الأفضل له، وأن تكون مناسبة من عدّة نواحي هي الأهم بل ويجب تقديمها على كل ما سبق وهذه المعايير هي:

1- اختر المدرسة التي تحقّق لطفلك الراحة النفسيّة:

إنّ الراحة النفسيّة والشعور بالاستقرار والأمان مهمّان جدّاً للطفل، فالمدرسة هي المكان الثّاني بعد البيت الذي يقضي فيه الطفل وقت كبير من يومه، وقد يتعرّض لمختلف الضغوط النفسيّة فيها كتعامل المدرّسين السيء أو عدم تقديم الاهتمام الكافي أو حتّى تعرّضه لمضايقات معيّنة من زملائه، والتي قد تؤثّر على شعوره بالأمان والسعادة في هذا الوسط، لذلك فإنّ هذه النقطة أساسيّة لاختيار المدرسة الأنسب والأفضل لطفلك.

فيمكنك مثلاً التحدّث مع طفلك عن هذا الموضوع، وإذا كان لا يستطيع التعبير لصغر عمره فيمكنك مراقبة سلوكه لمعرفة مدى انعكاس هذا الموضوع عليه. هل هو مكتئب أو منطوي؟ أو أي سلوك معيّن خارج عن المألوف، كما من الضروري التحدّث مع كادر التدريس ومعرفة مدى استجابتهم تجاه ذلك إيجاباً أم سلباً.

إقرأ أيضاً: مكتبة المدرسة والأنشطة والرحلات المدرسية وأهميتها في التعليم

2- اختيار المنهج التعليمي المناسب لطفلك:

وذلك باختيار مدرسة تحتوي على منهج تعليمي شامل يُولّي اهتمام بالتعليم والأنشطة وينمّي المواهب المتنوعة للطفل، كما يفضّل اختيار مدرسة تتبع الأساليب الجديدة في التعليم، والتي لا تعتمد بشكل كامل على تقييم الاختبارات أو حتّى الواجبات المنزلية المرهقة للطفل.

وكل ذلك يعتمد أيضاً على مدى احترافيّة الكادر التدريسي وتخصّصه فالمنهج هو صلة الوصل والتّرابط بين المعلّم والمتعلّم، كما يعتمد على مدى اهتمام الأهل من جهة أخرى في متابعة مستوى طفلهم، ومدى توافقه مع المنهج وإنجازاته واهتماماته ونشاطاته وتفاعله ضمن هذه المنظومة.

3- اختيار كادر تدريسي جيّد:

وهي نقطة هامّة فالمعلّم له دور كبير في تفوّق الطالب ونجاحه ولتحقيق نتائج فعّالة في العمليّة التعليميّة، واختيار المعلم المختص وذو الخبرة والكفاءة عامل أساسي لاختيار المدرسة المناسبة لطفلك. لذلك من المهم الذهاب إلى المدرسة والتّواصل مع الكادر التدريسي، وملاحظة طريقة تعاطيهم مع المناهج الدراسية وتعاملهم مع الطلاب ومدى اهتمامهم بهم.

وقد توصّلت الدراسات إلى أنّ المعلّم الذي يكون أكثر خبرة في التعليم تكون لديه مهارات أفضل في التخطيط للتعليم والتعلُّم الصّفي وتقديم المادّة العلميّة بشكل أفضل، كما أنّه يؤثّر بشكل إيجابي على التحصيل العلمي للطلاب وكفاءتهم في التعلُّم وزيادة ثقتهم بنفسهم. وعلى العكس فإذا كان الكادر التدريسي سيء فذلك حتماً سينعكس بشكل سلبي على كفاءة الطفل وتحصيله العملي، وعليه تحطيم الطالب وقلّة ثقته بنفسه.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح يقدّمها المعلمون إلى الآباء مع بداية العام الدراسي

4- اختيار بيئة مدرسيّة آمنة ونظيفة لطفلك:

إنّ المدرسة كما يُقال هي البيت الثّاني للطفل، لذلك فإنّ لنظافتها أهمية كبيرة من ناحية حماية طفلك من الأمراض الجسدية، وتوفير بيئة آمنة وصحيّة له من ناحية أخرى، وعليه يجب اختيار بيئة مدرسيّة نظيفة وآمنة كمعيار أساسي عند اختيار المدرسة الأنسب لطفلك.

لذا عليك زيارة المدرسة والقيام بجولة للتأكّد من سلامة المرافق فيها، وذلك من حيث الصفوف نظافتها وحجمها وسلامة مقاعد الدراسة والتدفئة الجيّدة والإضاءة وغيرها من الأمور، كما يجب التدقيق على دورات المياه ونظافتها لما لها من دور كبير في نقل الأمراض والإصابة بها، ومراعة المدرسة لإجراءات السّلامة العامّة كوجود مطفئة حريق وسلالم الحريق وغيرها من الأمور الهامة واللازمة لضمان الأمان لطفلك.

ولابدّ من التركيز أيضاً على نظافة أطفالك وضرورة محافظتهم على أملاك المدرسة، وذلك عن طريق غرس روح النظام والمسؤولية والنظافة في نفوسهم، وتعليمهم أنّ المدرسة هي بيتهم الثاني، ولذلك يجب أن يساهموا في الحفاظ أثاثها ونظافتها بشتّى الطرق.

5- اختيار مدرسة تقدّم خيارات غذائيّة صحيّة وسليمة:

إنّ المدرسة هي المكان الأفضل والأنسب بعد المنزل لتعليم وترسيخ السلوك الغذائي الصحي لدى أطفالك، وخاصة مع انتشار العادات الغذائية الخاطئة بشكل ملحوظ لدى الأطفال والمراهقين. لذلك يجب اختيار مدرسة تقدّم وجبات صحيّة ومتنوّعة وغنيّة بالعناصر الغذائية الأساسيّة المهمّة لجسم الطفل.

حيث يعد الغذاء من الضروريات الهامة لحياة الإنسان، وتُعتبر التغذية السليمة من أبرز المشكلات الصحيّة التي تتعرّض لها المدارس، والتي تؤثّر على التحصيل الدراسي للطلاب وعلى نشاطهم العلمي والبدني، كما تؤثّر على نموهم ومدى فعاليتهم في المدرسة، إضافة لتأثير الجوع على الطفل وحماسه للتعلّم وقدرته على التركيز وتعلّم الرياضيات وانخفاض اليقظة والانتباه لديه.

لذلك يجب زيارة المدرسة والتواصل مع الإدارة، والتأكّد من ممارستها الرّقابة الفعّالة على الأطعمة المتوافرة لدى مطعم المدرسة أو قسم المأكولات الموجود فيها، وذلك من حيث نوعية المأكولات والتأكّد من صلاحية الأطعمة وخلوّها من الأصبغة والملوِّنات المضرّة وغيرها من الأمور.

أمّا إذا كانت المدرسة لا تقدم وجبات للأطفال، فيجب أن تنشر التوعية حول النظام الغذائي الصحي بالإشارة لخطورة تناول المأكولات الجاهزة والأطعمة الضارة المختلفة.

إقرأ أيضاً: دور المدرسة في تنمية الفرد وتطوير المجتمع

6- اختيار مدرسة لديها نظام أنشطة متنوعة للأطفال:

من المعايير الأساسية المهمّة عند اختيار المدرسة الأنسب لطفلك هو اختيار مدرسة تقدّم أنشطة متنوّعة للطفل، والتي تلعب دوراً مهمّاً في صقل شخصيّة الطفل والتعرّف على رغباته وهواياته وتنميتها. وسواء كانت الأنشطة تعليميّة أو ترفيهيّة، فإنّ لها دور هام في تنمية ذكاء الطفل وتحسين مهاراته العلميّة ومهاراته الاجتماعيّة من حيث تفاعله مع غيره من الطلاب وتطوير قدراته الفكريّة، كما تسهم في اكتسابه مهارات جديدة.

فهناك الأنشطة الرياضيّة، والأنشطة الاجتماعيّة أو الرحلات التعليميّة والترفيهيّة خارج المدرسة إضافة للأنشطة الفنيّة والتي تساهم في الكشف عن مواهب الطلاب في مختلف الفنون كالشعر والكتابة والرسم والموسيقى وغيرها من الأنشطة المختلفة. ومن الضروري اختيار مدرسة تهتم بتشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة لما لها من أهمية بالغة على الأطفال، وكذلك يجب على الأهل تشجيع أطفالهم على ضرورة الانخراط في تلك الأنشطة وتشجيعهم عليها.

وأخيراً أعزّائي فإنّه ليس هناك مدرسة مثالية للأطفال، ولكن هناك معايير أساسيّة لا بدّ من توافرها عند اختيار المدرسة الأنسب لطفلك. ولذلك نتمنى أن نحقق الاستفادة المرجوّة من المقال علّنا نستطيع المساعدة على الاختيار الأفضل. ولابدّ من التنويه إلى أنّ راحة الطفل النفسيّة في المدرسة هي الأهم لتحصيل دراسي أفضل، ومعيار أساسي لابدّ من التركيز عليه من خلال استطلاع رأي أطفالك، إضافة لمدى ارتياحك أنت للمدرسة المختارة.




مقالات مرتبطة