6 عبارات مضرة نفسياً يقولها الناس في العمل

قد تؤثر كلمات زملاء العمل والعملاء في نفسيتك تأثيراً كبيراً حتى بعد تركك للوظيفة، ويمكن لعبارات معينة تدمير أيَّة علاقة مهنية؛ مما يجعل الموظفين يشككون في انتمائهم للشركة وفي قدرتهم على العمل مع زميل أو الوثوق به مرة أخرى.



لهذا السبب من الهام جداً التعرف إلى مثل هذه العبارات وتجنبها، سواء كانت وقحة بوضوح أم تبدو بريئة، وفيما يأتي عبارات ضارة نفسياً ولكنَّها شائعة الاستخدام في مكان العمل:

1. "لا أقصد الإهانة ولكن...":

عُيِّنَت "ماري أباجاي" (Mary Abbajay)، رئيسة شركة استشارات تنمية المهارات القيادية "كرير ستون جروب" (Careerstone Group) من قِبل شركة للمساعدة على بناء الفريق، وعندما التقت بمدير الفريق الذي ستعمل معه، قال لها: "مع كل احترامي وتقديري، ما نسيته عن بناء الفريق يفوق كل ما تعرفينه".

نتيجة لذلك، رفضت "أباجاي" الوظيفة، قالت: "كان هذا قبل 15 عاماً، وما يزال عالقاً في ذهني، لو لم يقل مع كل احترامي وتقديري، لربما تعاملتُ مع الأمر بطريقة مختلفة، فهذا مجرد كلام منمق والمقصود منه أنا لا أحترمكِ".

تقول أيضاً: "تشير هذه العبارة إلى جانب العبارة المماثلة "لا أقصد الإهانة ولكن…" إلى أنَّ المتحدث لا يحترم وجهة نظر الشخص الآخر".

2. "ليس لدي وقت لهذا":

السلامة النفسية هي مفتاح الحفاظ على تماسك الفِرق؛ حيث يصفها الباحثون بأنَّها الحيز الذهني الذي يتمتع به الموظفون بحرية التحدث ومشاركة الأخبار السيئة وطلب المساعدة عندما يكون لديهم عبء عمل ثقيل.

إذا أجبتَ بأنَّك مشغول جداً أو ليس لديك وقت كافٍ، فهذا يرسل إشارة إلى أنَّ الشخص الآخر ليس أولوية وأنَّه لا ينبغي له اللجوء إليك عندما يحتاج إلى المساعدة؛ مما يجعله يتردد في العودة إليك مرة أخرى إذا كانت هناك مشكلة، وقد يؤدي ذلك إلى شعوره بالقلق بشأن وقتك وإزعاجك أكثر من الحصول على ما يحتاج إليه، فعندما يستخدم المديرون هذه العبارات، فقد يؤدي ذلك إلى عزوف فرقهم عن المشاركة وتقليل تحملها مسؤولية الأخطاء.

شاهد بالفديو: 8 نصائح لتطوير مهارة التواصل الفعّال

3. "ما يحاول زميلي قوله هو ...":

إذا كنتَ في اجتماع وأعاد زميلك صياغة ما قلتَه للتو بكلماته الخاصة، فأنت تتفهم الإحباط الناتج عن سماع هذه العبارة، تقول "أباجاي" إنَّ هذا هو أكثر ما تكرهه؛ لأنَّه لا يؤدي إلى تقدُّم المحادثة حتى لو كانت هذه هي نية المتحدث.

عندما يفعل شخص ما هذا بك، قد تصل إلى استنتاجات مثل "لا أشعر بأهميتي"، "أنا غبي"، "الناس لا يفهمونني"، "الناس لا يحترمون ما أقوله"؛ لذا لا تحاول إعادة صياغة كلمات الزملاء؛ لأنَّ ذلك يحط من شأنهم ومن مكانتهم، وبدلاً من ذلك، بإمكانك انتظار أن يطلب أحدهم مزيداً من التوضيح.

4. "ما تزال غراً لتفعل ...":

استشهدَت "لوريس براون" (Lawrese Brown) مؤسِّسة "سي تراك تريننغ" (C-Track Training) وهي شركة تعليمية في مكان العمل بنوع التعليقات المزعجة التي قد تتلقاها عندما تختلف أفكارك مع افتراضات وتوقعات زميل لك حول كيفية تقديم نفسك في العمل، ويمكن أن تتراوح هذه التعليقات من الاعتداءات الصغيرة على شخصيتك إلى الشك بإمكاناتك القيادية.

تقول "براون" إنَّها سمعَت من عملاء قيل لهم إنَّهم قادة ضعفاء أو يبدون أغراراً، وقد نُصِحَت إحدى عميلاتها بتغيير تسريحة شعرها.

تشرح "براون": "قال مديرها إنَّ موظفيها سيأخذونها على محمل الجد أكثر إذا قصَّرَت شعرها، ويندرج كل هذا تحت مظلة أنَّك غير مناسب، وأنَّ طريقة تقديمك لنفسك تجعل الناس يشككون بقدرتك على تنفيذ المطلوب منك، ولكن بالتأكيد يزعج هذا النوع من التعليقات الموظفين ويجعلهم يشعرون بأنَّ الطريقة التي يعملون بها ليست مناسبة أو فاعلة، أو أنَّها تعمل ضدهم".

إقرأ أيضاً: أساليب التواصل في العمل: ما هي؟ وكيف تتعامل مع كل منها؟

5. "لم أقصد ذلك":

تقول "براون" لا بأس من تفسير الكلمات على نحو مختلف في بعض الأحيان، ولكن يجب أن تكون حريصاً على عدم الازدراء عندما يختلف الآخرون معك، فإنَّ قول "لم أقصد ذلك" هو تعليق دفاعي شائع لا يبرر الخطأ الذي وقعتَ فيه.

الهدف هو إدراك أنَّ كلماتك لها تأثير وقد تُلحِق الأذى بالآخرين، فذكِّر نفسك بأنَّ هناك شخصاً يتلقى تعليقك، واسأل نفسك أولاً: "هل تعليقي مثمر؟" قبل أن تُعلق.

6. "لم يخبرني أحد غيرك بهذا الأمر" أو "أنت تأخذ الأمر على محمل شخصي":

تقول "براون" إنَّ المديرين عادةً ما يرتكبون خطأ استخدام تعليقات محبطة مثل: "لم يخبرني أحد غيرك بهذا الأمر" عندما يثير فريق أو موظف قلقه، ووفقاً لـ "براون"، قد يُفسَّر ذلك بهده الطريقة: "إذا كان هذا هاماً لك فقط، فهل يستحق أن يؤخذ على محمل الجد؟"، فعندما لا يحترم الزملاء مشاعرك أو عندما تفعل ذلك للآخرين، قد يتعذر إجراء مناقشات ضرورية.

تقول "براون": "إنً عبارات مثل: أنت عاطفي جداً بشأن هذا الأمر، أو أنت تأخذ هذا الأمر على محمل شخصي، أو لم يخبرني أحد غيرك بهذا الأمر، هي عبارات تزعزع ثقة الشخص الآخر بنفسه، وقلة قليلة من الناس لديها الأدوات لإجراء محادثة صعبة لحل هذه المشكلة".

وفي النهاية، عندما يتوقف زملاء العمل عن التحدث مع بعضهم بعضاً، ينقطع التواصل، وتزداد احتمالية حدوث الأخطاء، ويصبح الجو مشحوناً ويشعر الجميع بالتوتر.

تقول "براون": "سيصبح زملاؤك أكثر إرضاءً للناس؛ لأنَّهم لم يعودوا يثقون في آرائهم أو تصورهم لتجربة ما، فعندما تغيب الثقة، نتخذ إجراءات أكثر صرامة؛ وذلك لأنَّنا لا نعتقد أنَّ أحداً سيقدر آراءنا أو يلبي احتياجاتنا".

المصدر




مقالات مرتبطة