6 طرق غريبة وجد رواد أعمال بارزون النجاح من خلالها

مع كل هذا الضجيج الذي يشهده عالم الأعمال أنت في حاجةٍ إلى امتلاك الشجاعة للتميّز عن الآخرين، فقد يكون ذلك من خلال حضور حفلة شاي وارتداء بذلة ذهبية لجذب اهتمام أحد صانعي الصفقات العمالقة.

حيث يروي لك رواد الأعمال الستة هؤلاء كيف أنَّهم كانوا متميزين وكيف حققوا نجاحاً باهراً بسبب اختلافهم هذا.



1- أظهر جرأتك:

كرايغ هاندلي

سأروي لك كيف حققت حلمي بلقاء السيد "ريتشارد برانسون" (Richard Branson). فحينما كان يُلقي كلمةً في إحدى المناسبات في سان فرانسيسكو تنكَّرت في ثياب الحُرَّاس من أجل الوصول إلى ما وراء الكواليس ومن ثمَّ توجَّهت إلى برانسون حاملاً بطاقة العمل الخاصة بي ملفوفةً بعشرين دولاراً فصافحته وقلت له: "هذه أول عشرين دولاراً سنستثمرها معاً" فضحك ووضع العشرين دولاراً في جيبه وأعطاني بريده الإلكتروني الشخصي والتقطنا صورةً معاً.

وبعد عدة سنوات لاحقة وحينما بدأ عملي بالازدهار دُعيْتُ لقضاء أسبوعٍ في جزيرته الخاصة التي تُدعى "نيكر"، وقد تذكَّر هذه الحادثة حينما سألته عنها. وحدَّثته مازحاً عن العشرين دولاراً التي أخذها مني فقال: "كيف كان لي أن أكون مليارديراً لو أنَّني أرفض المال الذي يُعرَض علي؟".

ومنذ ذلك الحين زُرت تلك الجزيرة ستَّ مراتٍ مع مجموعة متنوعة من رواد الأعمال الناجحين فساعدني ما تعلمته من هؤلاء الأشخاص في عملي والأهم من ذلك أنَّه أسَّس لي حياةً ذات معنى من خلال التحلي ببعض القيم التي يعتنقها "برانسون".

"كرايغ هاندلي" (Craig Handley) أحد مؤسسي (ListenTrust) ومديرها التنفيذي.

2- تعلَّم بنفسك:

تاي لوبيز

لقد فهمت منذ عدة سنوات ما تقصده عبارة "يمكن للتعليم الرسمي أن يؤمِّن لك لقمة عيشك، ولكنَّ التعلُّم الذاتي يمكن أن يصنع لك ثروة". فحينما قصد جميع أصدقائي الجامعة ذهبت أنا لأتتلمذ على يدي أحد المزارعين.

أنا لست ضد الجامعة بشكلٍ كُلِّي، فثمَّة أوقاتٌ يتوجَّب عليك فيها الذهاب إلى الجامعة، ولكنَّ بعض الأشخاص يتبعون الناس اتباعاً أعمى ويذهبون إلى الجامعة لأنَّ أصدقاءهم فيها ومن دون أن يعلموا لماذا هم ذاهبون إليها. فهم ليس لديهم وجهةٍ محددة يسلكونها، ولا يعلمون ما الدروس التي يجب أن يتلقّوها، ويغيِّروا اختصاصاتهم وينسوا دائماً ما تعلموه.

لقد سلكت أنا طريقاً مختلفاً مبنيَّاً على التعلُّم الذاتي. فعلى الرغم من أنَّني تعلمت من الآخرين إلَّا أنَّني كنت أنا صاحب القرار والقادر على اختيار من سيعلِّمني. لقد تعلمت من أشخاصٍ حققوا إنجازاتٍ فعلية ولم أتعلم من أصحاب النظريات والعلوم النظرية.

"تاي لوبيز" (Tai Lopez) مُستثمر ومستشار لعديد من الشركات التي تُقدَّر قيمتها بملايين الدولارات وصاحب إمبراطورية تضم ملايين المتابعين على شبكة الإنترنت.


اقرأ أيضاً:
10 أفكار مدهشة تساعدك على تطوير الذات


3- تحدّى الجمهور:

تيم درابر

لقد اتّخذت قراراتٍ حول ما كنت أعتقد أنَّه النهج الصحيح وقد كانت تلك القرارات مخالفةً للتوجَّه السائد. وعلى الرغم من أنَّني أكون مخطئاً في أغلب الأحيان، إلَّا أنَّني حينما أكون محقاً فإنَّ الأمر يكون مدهشاً.

لقد كنَّا من أوائل أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية في وادي السيليكون والذين يجازفون بتركيز اهتمامهم على الإنترنت، ونتيجةً لذلك عزَف المستثمرون عن تمويلنا. ولكنَّ تلك المجازفة جلبت لنا عائداتٍ كانت غير متوقعة، فقد كنا أوَّل شركة رأس مال مجازفة تستثمر في الصين. حتى إنَّ معظم شركات "ساوند هيل رود" (Sand Hill Road) والمعروفة بأنَّها تركِّز اهتمامها على أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية ظنَّت بأنَّنا مجانين. وعلى الرغم من أنَّنا واجهنا بعض المعاناة إلا أنَّ هذه المعاناة قدَّمت لنا العديد من الشركات الناجحة كشركة "بايدو" (Baidu) إحدى أكبر شركات الإنترنت العالمية. وكنا أول شركةٍ صاحبة رأس مالٍ استثماري تؤسس شبكةً عالمية، ففي حين كانت الشركات الأخرى تستهزئ بنا كنا نحن قد أسسنا سكايب (Skype) والعديد من البرامج الأخرى.

إنَّ الدرس الذي يمكن تعلُّمه من ذلك هو أنَّ الجمهور قد يكون مخطئاً في بعض الأحيان، وأنَّ الرأي العام يفتقر في بعض الأحيان إلى الحكمة. فقد كان الناس يعتقدون في يومٍ من الأيام أنَّ الأرض مُسطَّحة وأنَّه لا يمكن لأحدٍ أن يتجاوز سرعة أربعة أميال في الدقيقة أو سرعة الصوت.

ويعتقد الناس في أيامنا هذه أنَّنا في حاجةٍ إلى حكومات تكون موجودة على أرض الواقع، ولكن ماذا لو كانت الحكومات الافتراضية أكثر كفاءةً، وفعاليةً، وميلاً إلى منع حدوث الاضطرابات؟ ويعتقد الناس أنَّنا في حاجةٍ إلى المصارف، والمحاسبين، والمحامين لتدقيق عملنا ولكن ما يُعرَف بتكنولوجيا سلسلة الكُتل (blockchain technology) تقدِّم عملاً أكثر دقَّةً وكفاءة.

"تيم درابر" (Tim Draper) أحد مؤسسي شركة (DFJ) الأسطورية ذات رأس المال الاستثماري.


اقرأ أيضاً:
10 طرق تجعلك تكسب الاعتراف بأنَّك الرائد في مجال عملك


4- اذهب إلى حيث تخشى أن تذهب:

روبيرتي أورشي

عندما كنت أحاول إقناع الممثل "ليونارد نيموي" (Leonard Nimoy) (الذي أدى دور "سبوك" نفسه) بالتمثيل في فيلم "ستار تريك" (Star Trek) بيَّنت له أنَّني أرغب في تدمير "فولكان" وهو الكوكب الذي يسكنه "سبوك".

لقد كانت نبضات قلبي يسابق بعضُها بعضاً من شدة التوتر ولكنَّني كنت أعلم أنَّ تدمير موطن "سبوك" هو المناسب للقصة. وكانت ردّة فعل "نيموي" رائعة، فقد رفع حاجبيه الشهيرَيْن وقال "هذا رائع".

وفي نهاية النقاش قلت له: "انظر، لا يمكننا القيام بذلك من دونك فلا يوجد لدينا خطة بديلة. وإذا لم يوافق السيد "سبوك" على ذلك فليس لدي سيناريو آخر لـ "ستار تريك". لقد تفاجأت برؤية عينيه مغرورقتين بالدموع، فقد حرَّك شغفنا عواطفه وقَبِل بقراءة السيناريو ومن ثمَّ حدث ما حدث.

إذا كنت تشعر بأنَّك مرتاحٌ لشيءٍ ما أكثر ممَّا ينبغي، فأنت في حاجةٍ إلى الذهاب إلى المكان الذي تخشى الذهاب إليه.

"روبيرتي أورشي" (Roberto Orci) أحد أبرز المنتجين وكُتَّاب السيناريو في هوليوود والذين وصلت القيمة الإجمالية لأفلامهم وبرامجهم التلفزيونية إلى 5 مليارات دولار.

5- راقب منتجك:

كوم ميرزا

لقد كان المُعلنون في وقتٍ من الأوقات يدفعون مبالغ كبيرة في مقابل وضع إعلاناتهم في لوحات الإعلانات. أما أنا فقد قضيت ثلاثة أسابيع لبناء علاقةٍ مع مدير الإعلانات في إحدى شركات الإعلان التي تستخدم اللوحات الخارجية. وقد عقدت صفقةً تقضي بأخذ مساحة ضمن اللوحات الفارغة وغير المبيعة في أرجاء المدينة في مقابل 10 سينت عن الدولار. واستغرق الأمر حينها الكثير من الأخذ والرد ولكنَّنا أتممنا الصفقة في النهاية في مقابل دفعة مُقدَّمة بلغت قيمتها بضع مئات آلاف من الدولارات.

لقد أصبحنا نتواجد في كل مكان وظنَّ الناس أنَّنا ننفق ملايين الدولارات على التسويق والإعلان ولكنَّنا لم نكن ننفق في الواقع إلَّا بِضْعَ مئاتٍ من الآلاف. وقد نتج عن زيادة حركة المرور باتجاه مواقعنا الإلكترونية حصولنا على أعمالٍ جديدة درَّت علينا ملايين الدولارات، لقد صنع ذلك العجائب بالنسبة إلى شركتنا، فقد جنينا الكثير من الأموال بينما كان الآخرون يدفعون ما يُقارب الدولار في مقابل المساحة الإعلانية الواحدة.

الدرس الذي نتعلمه من هذه القصة: قدم عرضاً تستطيع تنفيذه وادعمه بضمانةٍ شخصية بأن تنفِّذ عرضك، إن لم تحدث أيَّة مشاكل. فأنت تجازف ولكن الإقدام على المجازفة المناسبة يجعلك تقطف ثمار مجازفتك.

"كوم ميرزا" (Com Mirza) المعروف برجل الخمسمئة مليون دولار والمدير التنفيذي لشركة ميرزا القابضة (Mirza Holdings)، فهو بعد أن أخفق في ثماني شركات متتالية يدير اليوم إمبراطوريةً من ملايين الدولارات تضمُّ أكثر من 600 موظَّف.


اقرأ أيضاً:
5 خرافات متداولة حول ريادة الأعمال


6- شمِّر عن ساعديك:

ستيف جريجز

أتذكَّر بوضوح حينما كنت أشاهد الأخبار وأعلن بنك "ليمان براذرز" إفلاسه، وبعد خمس دقائق تلقى هاتفي وابلاً من المكالمات إذ كان العملاء يريدون تعليق مشاريع هندسة المساحات الطبيعية التي تنفِّذها الشركة في بيوتهم.

ومن ثمَّ ساءت الأمور إلى درجة أنَّني لم أستطع بيع حتى كيسٍ من المواد المُستخدمة لتغطية التربة. فخدمة هندسة المساحات الطبيعية في المنازل تُعَدُّ خدمةً فخمة ولكنَّ الناس كانوا مشغولين حينها بدفع رهونهم العقارية ولم يكونوا مهتمين بزراعة الأزهار. وبعد أن كنت أواجه خطر احتجاز سيارتي ووجود مبالغ كبيرة من الديون المُترتِّبة علي كان يتوجَّب علي أن أجمع الأموال وأعيد التفكير.

لقد بدأت العمل من خلال مقايضة خدمات هندسة المناظر الطبيعية مقابل الإعلانات، فمسحت الغبار عن جزمتي وحملت مجرفتي "وقفزت إلى الحفرة" وبدأت بالعمل. وقد حاول المنافسون المُضاربة علي ولهذا قدَّمْتُ كفالةً مدى الحياة على عملي في حين كان الآخرون يقدمون كفالة سنةً واحدة. ونشرت رقم هاتفي الشخصي المحمول لكي يكون الوصول إليَّ سهلاً بشكلٍ كامل ويكون من الممكن طرح الأسئلة علي. لقد توقفت عن التنحي جانباً وبدأت التعريف بنفسي. فقد بنى العمل الجماعي زخماً لا يمكن إيقافه، فالجلوس كانت أسوأ شيءٍ يمكن أن نقوم به في أثناء تلك الأزمة.

وحينما يتذمَّر الناس من "العمل المُضني" أُذكِّرهم بالعام 2008 حين لم نكن نستطيع أن نبيع كيساً من المواد المُستخدمة لتغطية التربة. لا تيئسوا أبداً فبما أنَّني تمكنت من النجاح فأنتم في إمكانكم النجاح أيضاً.

"ستيف جريجز" (Steve Griggs) مؤسس شركة (Steve Griggs Design) ومديرها التنفيذي وهي الشركة التي تصمم وتبني الحدائق الخلفية في الأبنية السكنية التي يقطنها عملاء موثرون يرغبون في الحصول على نتائج سريعة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة