6 خطوات لإنشاء خطَّة عمل ناجحة

لكلِّ شخصٍ أهدافه الخاصة، ولكن يبدو أنَّ بعض الناس ينجحون في تحقيق أهدافهم أكثر من غيرهم؛ وذلك لأنَّ الأشخاص الذين يحققون أهدافاً بمعدلٍ أعلى من الآخرين، هم أولئك الذين يستخدمون طريقةً منهجيةً ومُثبتةً لتحديد الأهداف وتحقيقها.

إنَّك بحاجةٍ إلى خطَّةِ عملٍ فعَّالةٍ؛ لذا إليك 6 خطواتٍ يمكنك اتخاذها لإنشاء خطَّة عملٍ ناجحة:

1. البحث عن الوضوح:

الخطوة الأولى في إنشاء خطَّة عملٍ، هي أن تحدِّد ما الذي تريده تماماً، فالوضوح هو الميزة الأهم في تحديد الأهداف، وربما يكون الميزةَ الأهم في النجاح أيضاً.

عوضاً عن الأهداف الضبابية، مثل كسبِ المزيد من الأموال، أو التمتع بصحةٍ أفضل، أو الشعور بالسعادة، كن واضحاً ومحدداً بكمية المال التي تريد أن تكسبها خلال فترةٍ زمنيةٍ محددةٍ، أو بمستوى الصحة والرشاقة الذي ترغب في الوصول إليه.

عليك أن تضع أهدافاً متعددةَ الجوانب، ومفصَّلة لكلِّ جزءٍ من حياتك، لكي تحقِّق أعلى مستوى من العمل الناجح؛ أي عليك أن تضع أهدافاً في مجال كلٍّ من الصحة، والعمل، والإيرادات، والعلاقات، والتطوير الذاتي والمهني، وتطورك المجتمعي والروحي، وهذا من شأنه أن يميزك مباشرةً عن الآخرين، لأنَّ معظم الناس لا يملكون أدنى فكرة عما يريدونه حقاً.

تراود معظم البشر مشاعرُ القلق على مستوى اللاوعي، قلقٌ ناجمٌ عن الخوف من الفشل، الأمر الذي يعوقهم عن تحديد أهدافٍ واضحةٍ، فإن لم تضع أهدافاً واضحةً ومحددةً، عندها ستفشل في تحقيقها، لأنَّها غامضة للغاية.

2. تدوين أهدافك:

لا تتعدى نسبة البالغين الذين يدوِّنون أهدافهم 3%، أما البقية فيكتفون بالتخطيط لكتابتها يوماً ما، يبدأ النجاح بالتخطيط، فكل ما يتطلبه الأمر ورقة وقلماً وبضع دقائقٍ من وقتك.

يمكنك أن تبدأ بتقنية الأهداف الثلاثة: في أقل من ثلاثين ثانية، دوِّن بسرعة أهدافك الثلاثة الأهم في الحياة، الآن.

أياً تكن الأهداف الثلاثة التي دوَّنتها، فهي على الأرجح الصورة الصادقة لما تريده فعلاً في الحياة، وعندما تدوِّن هدفك فعلاً، فالأمر أشبه ببرمجة هذا الهدف في عقلك الباطني، وتنشيط سلسلة كاملة من القوى العقلية، التي ستسمح لك بتحقيق أكثر مما كنت تحلم به يوماً، فتتوقع أن تحقِّق الهدف، وتتحرك باتجاه جذب الناس والظروف إلى حياتك، بما يتوافق مع تحقيق هدفك.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح تساعدك على وضع خطة عمل ناجحة

3. تحديد مهلة:

الخطوة التالية هي تحديد مهلةٍ لتحقيق الهدف، فإن كان هدفاً كبيراً، يمكنك أن تضع سلسلةً من المواعيد النهائية الفرعية، وإن لم تستطع تحقيق هدفك قبل الموعد النهائي الذي وضعته، فعندها حدِّد مهلةً جديدةً.

تذكَّر، الموعد النهائي هو تخمينك للوقت المتوقَّع أن تنجز فيه هدفك، فقد تحققه في وقتٍ مبكرٍ، أو قد يستغرق وقتاً طويلاً أكثر مما توقعت، ولكن يجب أن تحدد مدة زمنية معينة قبل الانطلاق.

يجبر الموعد النهائي عقلك الباطني على إنجاز الهدف في المدة المحدَّدة، فإن كنت ترغب في تحقيق الاستقلال المادي، يمكنك أن تضع هدفاً يستمر مدة 10 أو 20 سنة، ثم تحلِّله، عاماً بعد عام، حتى تعرف مقدار ما عليك ادِّخاره واستثماره كل عام، واعلم أنَّ لا وجود لأهداف غير معقولةٍ، بل مجرد مواعيد نهائية غير معقولةٍ.

4. إنشاء قائمة:

أنشئ قائمةً بكل شيء يمكنك التفكير به وتعرف أنَّك يجب أن تفعله لتصل إلى هدفكَ، فبعد تدوين الهدف، تتمثل واحدةٌ من المعوقات التي تواجه الأشخاص عادةً في أنَّهم لا يستثمرون وقتاً لوضع قائمةٍ بكل الأشياء الصغيرة التي يجب أن يفعلوها ليصلوا إلى أهدافهم.

لذا حدد العقبات التي يجب عليك تجاوزها، وميِّز المعارف والمعلومات والمهارات التي ستحتاجها، والأشخاص الذين ستستفيد من مساعدتهم وتعاونهم لتصل إلى هدفك، وكلما كانت قائمتك شاملةً، ستزداد نسبة حماستك، وترتفع رغبتك، ويزداد إيمانك بإمكانية تحقيق هدفك.

رتِّب كل هذه الأشياء في خطَّةٍ منظمةٍ وفقَ الأولوية والتسلسل، فتكمن الأولوية بالتمييز بين الأكثر أهميةً، والأقل أهميةً، أما التسلسل فهو أن تنظِّم الأشياء بحسب ما يجب فعله أولاً، وبأي ترتيبٍ؛ لذا اكتب في القائمة كل خطوةٍ يمكنك التفكير بها، ويجب عليك اتِّباعها، وعندما تخطر على بالك عناصر جديدة أضفها إلى القائمة.

تشير قاعدة 80/20 إلى أنَّ 80% من النتائج التي تصل إليها هي وليدة 20% من نشاطاتك، وتوضح أنَّ أول 20% من الوقت الذي تقضيه في التخطيط لهدفك، وتنظيم خطتك سيساوي 80% من الوقت والجهد الذي يتطلبه الوصول إلى الهدف.

5. وضع خطَّة:

الآن وقد أصبحت لديك قائمتك الشاملة، جدوِلها في خطَّةٍ متكاملةٍ، خطِّط لكل يومٍ، ولكل أسبوعٍ، ولكل شهرٍ مسبقاً، خطِّط لكلِّ شهرٍ في بدايته، ولكلِّ أسبوعٍ في نهاية الأسبوع السابق له، ولكلِّ يومٍ في مساء اليوم الذي قبله.

كلما ازداد حرصك وكنت أكثر تفصيلاً في أثناء تخطيطك لأعمالك ومهامك، أحرزت تقدماً في وقتٍ أقل، فتشير القاعدة إلى أنَّ كلَّ دقيقةٍ تقضيها في التخطيط توفِّر عشر دقائق من وقت التنفيذ.

بعدها، وفي أثناء تقدُّمك في خطتك يومياً، حدِّد المهمة الأولى، والأكثر أهميةً في اليوم، مجدداً، يمكنك أن تحدد أولوياتك وفقاً لقاعدة 80/20.

اسأل نفسك، إن كان بإمكاني أن أنفِّذ فقط شيئاً واحداً من هذه القائمة، فأي هذه النشاطات هو الأهم؟ ضع رقم "1" بالقرب من هذا النشاط، ثم اسأل نفسك، إن كان بإمكاني إنجاز مهمةٍ إضافيةٍ واحدةٍ فقط من هذه القائمة، فأيها ستكون الأكثر قيمة لأنفق وقتي عليها؟ ثم دوِّن الرقم "2" بالقرب من هذه المهمة.

استمر بطرح هذا السؤال على نفسك إلى أن تحصل على نسبة 20% من المهام الأكثر قيمةً، وتكون منظمةً وفق الأولوية والتسلسل، والآن أصبحت لديك خطَّة عملٍ.

6. البدء بالتنفيذ:

خطوتك التالية هي أن تبدأ بالتنفيذ، وتتَّبع خطواتك على طول الطريق، وتُجري التعديلات اللازمة، فاحرص على أن تفعل شيئاً كل يوم ليحركك في اتجاه ما تريده حقاً في الحياة.