6 أسباب للتوقف عن التذرُّع بعدم وجود وقت

"لا أملك الوقت الكافي" واحدة من أكثر العبارات والأعذار المملة التي نسمعها كلَّ يوم، وأسوأ ما في الأمر هو أنَّنا جميعاً نستخدمها.



لا تترك لنا جداول المواعيد اليومية المليئة بالمهام العاجلة، والمشاريع الكبيرة، والأعمال المنزلية، ووابل الالتزامات الأخرى خياراً آخر سوى أن نقول: "ليس لديَّ وقت" لشركائنا وأهلنا وأصدقائنا وأطفالنا، وغالباً ما ينتهي بنا الأمر لتفويت وجبة الإفطار، ومواعيد الطبيب، والمواعيد العاطفية، والرحلات، والإجازات، وأمور كثيرة غيرها؛ لأنَّنا لا نملك الوقت الكافي، والآن حان وقت التخلُّص من هذا العذر إلى الأبد.

6 أسباب للتوقف عن التذرُّع بعدم وجود وقت:

1. حياتك ليست مزدحمة إلى هذا الحد:

يعترف معظم الناس بأنَّهم يستخدمون حياتهم التي تبدو مزدحمة ذريعةً عندما يريدون تجنُّب مواقف معينة، وذلك يثبت أنَّك حين تريد رؤية شخص ما ستجد الوقت لذلك، وحين تريد فعل شيء ما حتماً ستفعله، ولا يمكنك إنكار ذلك؛ فكم مرَّة تخلَّيت عن مشاريعك الهامة للخروج في موعدٍ مع شخص تحبه أو لمشاهدة الحلقة الجديدة من برنامجك المفضل؟ أنت لست وحدك، وقد فعلنا جميعنا ذلك مرةً على الأقل.

2. التسويف هو أكبر أعدائك:

الجميع يماطل، وهذا أمرٌ عادي، ولكن إن كنت تؤجِّل مهامك بحجة أنَّك لا تمتلك الوقت الكافي أكثر من مرتين كلَّ يوم فأنت تعاني عادةَ المماطلة المزمنة، ويؤكِّد العلم أنَّ كثيراً من الناس يعانون عادة المماطلة المزمنة؛ لكنَّ قليلاً منهم فقط يدرك ذلك، وإن كنت ممَّن يدركون ذلك فهذا أمرٌ جيد؛ فأنت تقترب خطوةً من التخلُّص من هذه العادة.

أثبتت دراسة أُجريَت في جامعة "ستوكهولم" (Stockholm University) أنَّ التسويف لا يعني إدارة الوقت، سواء أكنت رائد أعمال أم طالباً جامعياً عليك إنجاز الأمور في الوقت المحدد لتتعلم الانضباط وتحقق النجاح؛ لذا توَّقف عن تأجيل مهامك حتى اللحظة الأخيرة وسترى مقدار وقت الفراغ الذي يمكنك التمتُّع به.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح للقضاء على المماطلة

3. الأمور المؤجَّلة ليست أولوية:

سواء كنت لا ترغب في رؤية شخص ما ثانيةً، أم لا تريد إنجاز العمل الإضافي الذي يطلبه منك رئيسك، أم تريد قضاء ليالي الجمعة وحدك، افعل ما تظنُّ أنَّه الأنسب لك، لكن لا تزعج الآخرين بأعذارك التي لا تنتهي، ولا بأس في تحديد أولوياتك وتوضيح ذلك للآخرين؛ فقط كن صادقاً مع نفسك والآخرين، هذه إحدى أكثر الطرائق فاعليةً لكسب الاحترام؛ إذ من الأسهل لرئيسك تَقبُّل عدم رغبتك بإنجاز المهام الإضافية عوضاً عن تصديق أعذارك.

4. شعورك بالذنب:

كم مرةً قلت لأقرب الناس إليك أنَّك لا تملك الوقت الكافي، ثمَّ انتهى بك الأمر إلى الشعور بالذنب لقول ذلك؟

نحن نفوِّت كثيراً من اللحظات العائلية الثمينة، مثل الخطوات الأولى لأطفالنا والأنفاس الأخيرة لوالدينا؛ لأنَّنا نوهم أنفسنا بأنَّنا منشغلون طوال الوقت، ولا يمكننا العثور على الشريك المناسب؛ لأنَّنا لا نملك الوقت للحب، كما نفوِّت الحفلات الممتعة؛ لأنَّه يتعيَّن علينا إنجاز جداول المهام التي لا نهاية لها.

الحياة قصيرة، ويجب دائماً أن تجد وقتاً للأشخاص الذين تحبهم؛ كي لا ينتهي بك الأمر بقضاء سنواتٍ من الندم على أنَّك كنت أكثر انشغالاً من أن تلعب مع أطفالك أو تساعد جدَّيك في بعض الإصلاحات في منزلهما.

إقرأ أيضاً: النجاح في إدارة الوقت: 8 خطوات كفيلة بإدارة وقتك والتخلّص من التسويف

5. البدء بعيش حياتك:

الحياة المزدحمة ليست مُرضِية؛ فأنت بذلك تفوِّت كثيراً من فرص الحياة بسبب ظنِّك الخاطئ بأنَّك دائماً مشغولٌ للغاية، فإن كانت حياتك مليئةً بجداول المواعيد المزدحمة ما بين العمل والتسوق والتنظيف والطهي والنوم فأنت لا تعيشها بحق؛ وإنَّما تُنفِّذ واجباتك وحسب؛ أي بمعنىً آخر تعيش لكسب المال ليس إلَّا؛ لذا توقَّف عن التحجج بأنَّك لا تملك الوقت الكافي لتعيش حياةً سعيدة وممتعة، وإلَّا فلن يكون لديك ما تتذكره حين تصل إلى السبعينيات من عمرك.
إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتوفير الوقت كل يوم

6. إنَّه مجرَّد عذر آخر:

الأمر ليس أكثر من مجرد عذر، وحين تتوقف عن قول إنَّك لا تمتلك الوقت الكافي ستتخلى عن كثير من الأعذار في حياتك، ولن تنال الراحة في النهاية فقط؛ بل ستبدأ بالشعور بمزيد من الفخر بنفسك، ناهيك عن توقُّف الآخرين عن وصفك بصانع الأعذار الدائمة.

في الختام:

توجد عدة أسباب للتوقف عن اختلاق الأعذار، وقد سلطنا الضوء في هذا المقال على مجموعة من أهمِّها، وبمجرد التخلُّص من هذه العبارة والحجج المملة ستدرك أنَّك بالفعل قادرٌ على القيام بمزيد من الأشياء التي ترغب في فعلها وستزيد فرصك في أن تصبح شخصاً ناجحاً وسعيداً، وتذكَّر أنَّه ثمَّة دائماً طريق للنجاح يمتد أمامك، وكل ما عليك فعله هو رؤية هذا الطريق واتِّباعه.




مقالات مرتبطة