5 نصائح لاستعادة الإبداع في مرحلة ما قبل المدرسة

لقد رأيتُ ذات مرة صورة على تطبيق "فيسبوك" (Facebook) تُبيِّن أوجه التشابه بين الأطفال في سن ما قبل المدرسة وطلاب الجامعات؛ فكلاهما ينام في منتصف النهار، ويظن أنَّ الأرجوحة هي أروع شيء في العالم، ويستخدم حقائب الظهر، وفي ذلك الوقت، كنت طالبة في السنة الثانية في الكلية، لذلك لفتت انتباهي روح الدعابة في تلك الصورة، أما الآن فأراها من أكثر الأشياء المُعبِّرة التي صادفتها في حياتي.



يتعلَّم الأطفال باللعب:

قبل فصلين دراسيين فقط من التخرج في الكلية، علمت أنَّني مقصِّرة في مادة العلوم الإنسانية، وكان لديَّ الجدول المعروف لطالب في السنة الأخيرة (لا يوجد فصول دراسية قبل الساعة 9 صباحاً أو يوم الجمعة)؛ لذا كان من الصعب إضافة مادة أخرى.

في النهاية، اخترت مادةً عن تنمية الأطفال؛ لأنَّني اعتقدت أنَّني حتى لو رسبت، فإنَّ هذه التجربة ستجعلني على الأقل قريبةً من دائرة النساء المؤهلات للزواج، ولم تكن لديَّ أيَّة فكرة أنَّني سأتعلم أشياء قد تكون مفيدة في وقت لاحق من الحياة.

في الآونة الأخيرة، كنت أفكر في كثير من الأشياء الجادة، وأتساءل عما أريد أن أكون عندما أكبر وعن أشياء مشابهة، لكن لسبب ما، كانت مادة تنمية الأطفال تخطر دائماً في بالي، وكان أحد المفاهيم الأساسية لهذه المادة هو فكرة أنَّ الأطفال يتعلمون على وجه أفضل عن طريق اللعب، وليس عن طريق النشاطات المنظَّمة التي نطلِق عليها تقليدياً "التعليم"، فإذا اعترفنا بصحة هذا المفهوم، فعندئذٍ لدينا كثير لنتعلمه ونكتسبه عن طريق استعادة الإبداع الذي كنا نتمتع به في مرحلة ما قبل المدرسة.

5 نصائح لاستعادة الإبداع في مرحلة ما قبل المدرسة:

إليك 5 نصائح لاستعادة الإبداع الذي كنا نتمتع به في مرحلة ما قبل المدرسة:

1. ابحث عن مجتمع داعم:

عندما كنتَ في مرحلة ما قبل المدرسة، كان الجميع يشجعك؛ والداك، ومعلموك، وجيرانك؛ لذلك كان من النادر أن ترتكب خطأ، فعندما كنت تعود إلى المنزل من المدرسة ومعك ورقة الامتحان الذي أحرزت فيه العلامة الكاملة، كانت والدتك تعلِّقها بفخر على الثلاجة، فمن يدعمك الآن؟ وهل لديك أشخاص في حياتك يشجعونك ويدعمون حتى أكثر أفكارك جموحاً؟ أحط نفسك بالأشخاص الذين يساعدونك على إبراز الجانب الإبداعي لديك، واستفد من حماستهم.

إقرأ أيضاً: الدعم الاجتماعي: وسيلتك في مواجهة الضغوط النفسية

2. خفِّف التنظيم في حياتك:

أكثر أنواع اللعب فائدة للصغار هو النوع الموجَّه للأطفال، فعندما يتدخل الكبار، يضعون كثيراً من التنظيم والقواعد، فقد يبدع الأطفال عندما يُترَكون ليفعلوا ما يشاؤون؛ لذا ابحث عن طرائق للحد من التنظيم في حياتك، وأضف بعض التنوع إلى برنامجك اليومي، وتصرَّف بعفوية بين الحين والآخر، فكلما زاد الوقت الذي تقضيه في العمل على المشاريع الموجَّهة نحو الهدف والمهام المحددة، انخفض مستوى إبداعك.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح تُحفّزك على الإبداع

3. أوقِف تشغيل الأجهزة الإلكترونية:

في هذه الأيام، يركز اختصاصيو تنمية الطفل على تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال خلف شاشات الأجهزة الإلكترونية؛ أي مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال في مشاهدة التلفزيون، واستخدام الحاسوب، وممارسة الألعاب على الأجهزة المحمولة، وما إلى ذلك.

في الماضي، لم تكن لدينا هذه التكنولوجيا التي تشتت انتباهنا، وقد أبلينا بلاءً حسناً؛ فكنا نقرأ ونرسم ونلعب ونقلد حروب الأبطال التي نشاهدها في برامج الرسوم المتحركة، والآن بعد أن كبرت، لو تأملت قليلاً، فستندهش من مقدار الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة؛ لذا ضع جهازك المحمول جانباً، وزر المكتبة، أو اذهب إلى المشي في الحديقة، وافعل أي شيء يريح عينيك من النظر إلى الشاشة.

إقرأ أيضاً: التكنولوجيا والأطفال: فقدانٌ للسيطرة، وحججٌ تخلق طفلاً منزوع التوازن

4. اخرج من منطقة راحتك:

يبالغ معظم الآباء بالحرص على أطفالهم، فتراهم يقولون أشياء من قبيل: "إياك أن تفعل كذا" أو "احذر أن تؤذي عينيك بتلك العصا"، ومن ناحية أخرى، هم واقعيون لأنَّهم يدركون عدم قدرتهم على حماية أطفالهم طوال الوقت، فلا بد أن يسقط الطفل ويجرح ركبتيه أو يخدش مرفقيه، فهذه هي الحياة؛ إذ تقع على عاتق الطفل مسؤولية استكشاف محيطه، ومعرفة السبب والنتيجة، وتقييم المخاطر.

إذا ألقيت نظرة على حياتك الآن، فستجد أنَّك تحمي نفسك أكثر من ذي قبل، فأنت تلعب بأمان، وتلتزم بكل معايير السلامة ظناً منك أنَّ هذا ما يجب أن يفعله الكبار، لكن برأيي هذا خطأ، فأنا لا أقول إنَّ عليك المخاطرة بحياتك، لكن لا ضير في بعض التهور؛ بمعنى أن تخرج من منطقة راحتك جسدياً وعاطفياً؛ لذا مارس رياضة القفز بالحبال أو تسلَّق الجبال على سبيل المثال.

5. ابحث عن الطرافة في الحياة:

تفيض مرحلة الطفولة بالطرافة، فكل ما يصادفه طفل صغير هو شيء جديد، ومعظم تلك التجارب التي يخوضها الطفل أول مرة مثيرة للرهبة؛ لذا أعد اكتشاف تلك الطرافة؛ تلك اللحظات المذهلة، وأضف القليل من الإثارة إلى حياتك، فمن شبه المستحيل أن تبدع إذا كنت تفعل الشيء نفسه يوماً بعد يوم، لذلك نوِّع حياتك؛ فسافر واقرأ واطبخ وتعلَّم وافعل كل ما تحتاج إلى القيام به لاكتشاف سر الحياة.

في الختام:

يقول المؤلف الراحل "جورج برنارد شو" (George Bernard Shaw): "نحن لا نتوقف عن اللعب لأنَّنا نكبر؛ بل نكبر لأنَّنا نتوقف عن اللعب"؛ لذا استعد إبداعك في مرحلة ما قبل المدرسة، وستندهش مما يمكنك تحقيقه عندما تبدأ بالتصرف كالأطفال.




مقالات مرتبطة