5 من أشهر المشكلات التي تواجهك في الحياة وطرائق التغلب عليها

إنَّ أكبر اعتقاد خاطئ قد سمعت عنه قط هو: لكي نحقِّق النجاح في أي شيء، يجب أن نكون مستعدين للتخلي عن شيء آخر، سواء كان ذلك مهنتنا أم ثروتنا أم علاقاتنا أم صحتنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "ليون هو" (Leon Ho)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية عيش حياة مُرضية.

لكن، بعد عدة سنوات من تحسين واكتشاف نفسي، ومساعدة الآخرين على النمو أيضاً، أدركتُ أنَّ هذا الكلام ليس صحيحاً، بل يمكننا أن نعيش حياة أفضل دون تقديم أي تضحية، وقد اكتشفتُ لاحقاً وجود عدة أشياء أخرى تمنعنا من عيش حياة مُرضية.

فيما يأتي بعضٌ من المشكلات الأكثر شيوعاً التي ستواجهها خلال حياتك:

أولاً، وضع القيود على نفسك:

إنَّ القيود تمنعك من تحقيق شيء ما، ومع ذلك إذا تعمَّقنا أكثر سنرى أنَّ القيود هي التي تجعلك حبيس دورة الحياة ذاتها؛ إذ ستواجه نفس المشكلات، وستُجبَر على اتخاذ نفس الخيارات، وتنفيذ نفس الإجراءات بصورة متكرِّرة، فهي تحدِّد ظروفك الحالية ونوعية حياتك.

لكن، يمكنك التحرُّر منها باتباع هذه الـ 4 خطوات:

1. البحث عن فرصة خفية:

نحن عندما نواجه تحدياً أو عقبة ما، فإنَّنا نركِّز على الجانب السلبي منها، لكن من طبيعة الحياة أنَّها مليئة بالعقبات؛ لذلك درِّب نفسك على التفكير في الفرص بدلاً من السلبية.

2. التخطيط لتقدمك:

الذي يعني اكتشاف وجهتك؛ فالهدف الأكبر الذي تتطلَّع إلى تحقيقه هو الذي يسمح لك بتحديد أهداف أصغر على المسار الذي ترغب في اتخاذه.

3. الاستثمار بحسب طاقتك، وتحديد الأولويات بحسب وقتك:

إنَّ الفكرة هي تجنُّب المُشتِّتات أو تشتت الجهود واستثمار طاقتك (لمساعدتك على التركيز على ما يهم)، ووقتك (للمساعدة على تحديد الأولويات، والمواعيد النهائية، واتخاذ الإجراءات).

4. كل ما نقوم به مرتبط ببعضه بعضاً:

استمر في استخدام هذا المفهوم بوصفه قاعدة لتحقيق مزيد من النجاح؛ إذ ستواجه مزيداً من التحديات والعقبات التي يمكن أن يساعدك هذا المفهوم على التغلُّب عليها، فإحدى الأمور الفعَّالة التي يمكنك الاستفادة منها هي حلقة التغذية الراجعة، والتي أشعر أنَّها أداة للتعلم السريع وإتقان أي مهارة.

شاهد بالفيديو: نصائح من رواد الأعمال الشباب لصقل مهارات حل المشكلات

ثانياً، عدم فهم جوانب حياتك:

أهم نصيحة أنصحك إيَّاها هي أنَّك يجب أن تعمل بذكاء أكبر وليس بجهد أكبر، فإنَّها نصيحة بسيطة، لكن في كثير من الأحيان لا يكون من الواضح كيف يجب أن تعمل بطريقة أكثر ذكاء.

بعد أن أَرهَقتُ نفسي عقلياً وجسدياً بدأتُ أفهم كيف يجب أن أعمل بطريقة أكثر ذكاء، لقد اكتشفتُ هذا الأمر في وقت مبكِّر من مسيرتي المهنية وطوَّرت مفهومين، هما: جوانب الحياة، والعوامل التي تضاعف قيمة الحياة، وإذا تمكَّنت من تزويد نفسك بالعوامل التي تضاعف قيمة الحياة هذه، فسوف تتفوق في جوانب الحياة.

لقد أنشئتُ "مفهوم إطار الحياة الكاملة" (Full Life Framework) لمساعدة الناس على تحقيق أقصى إمكاناتهم؛ إذ حدَّدت فيه 6 جوانب من الحياة التي يجب التعرف إليها والاستفادة منها، ويجب أيضاً تحقيق توازن بين كل هذه الجوانب، فإذا أهملت واحدة منها، فإنَّها تخلق تأثير الدومينو الذي يعرقل كل شيء.

على سبيل المثال، عندما أرهقتُ نفسي، تراجعت صحتي، وكنتيجةً لمحاولة التعافي، فقدت كل الطاقة والحافز في متابعة مسيرتي المهنية، وهذا أنقص من ثقتي بنفسي وقدراتي الإبداعية.

على هذا النحو، فإنَّ جوانب الحياة الـ 6 هي كما يأتي:

  • الصحة الجسدية.
  • الأسرة والعلاقات المُرضية.
  • ازدهار العمل والمهنة.
  • الراحة المالية.
  • العافية الروحية.
  • القوة الذهنية.

من تلك الجوانب الحياتية تأتي المهارات الأساسية، فأنا أفكِّر في تعزيز هذه المهارات الأساسية بوصفها عوامل تضاعف قيمة الحياة وطرائق لتغيير حياتك، وفي ذات الوقت، عندما تفتقر إلى هذه الجوانب، فستكون بمنزلة عقبات تمنعك من عيش الحياة التي تريدها.

ثالثاً، الافتقار إلى ضبط النفس:

إحدى العقبات هي الافتقار إلى ضبط النفس، فإنَّه أمر شائع لأنَّنا جميعنا نملك بعض الجوانب التي لا نحبها في أنفسنا، على سبيل المثال، قد تكون شخصاً يدخن كثيراً، أو من الممكن أنَّك تحب الحلويات كثيراً ولا تستطيع منع نفسك عن تناولها؛ لذلك عندما تفتقر إلى ضبط النفس، ستبقى هذه العادات معك حتى تجد طريقة ما للتخلص منها.

لقد حاول بعض الناس التوقف عن بعض العادات، لكنَّني أجد أنَّه من الأفضل إيجاد عادة بديلة بدلاً من ذلك، على سبيل المثال، إذا كنت تدخن كثيراً، فدرِّب نفسك على تناول شيء ما بدلاً من التدخين، ثمَّ كرِّر هذا الأمر لمدة شهر أو نحو ذلك حتى يصبح الأمر عادة بالنسبة إليك.

رابعاً، الافتقار إلى الثقة بالنفس:

تخيَّل أن تُخبرَ بشيء مدمِّر بحيث يضيع كل جهدك الذي بذلته، كاستبدال وظيفتك، أو ربما فقدان عميل هام، فكثير من الناس لا يتوقعون حدوث مثل هذه الأشياء، ومن المرجَّح أن يشعروا بالصدمة أو الغضب حيال الموقف.

مع أنَّنا لا ينبغي لنا كبح عواطفنا، فإنَّنا يجب أن نتعلَّم ضبط عواطفنا تجاه المواقف وتجاه الإجراءات التي يجب اتخاذها للوصول إلى المكان الذي نريد الوصول إليه.

فأنا أقول هذا الكلام لأنَّ أحداثاً كهذه تقع طوال الوقت، وردود الفعل العاطفية يمكن أن تؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس في مجالات معيَّنة في حياتك، على سبيل المثال، قد لا تنشئ عملاً تجارياً جديداً إذا فشل عملك الأول حتى تخرج من تلك الحالة العاطفية السلبية وتبدأ في البحث عن طريق للمضي قدماً.

فبمجرد أن تركِّز على الأفعال والعواطف الإيجابية، فإنَّك ستهيِّئ نفسك وتتمكَّن من التعامل مع المواقف الجديدة بثقة أكبر في النفس.

إقرأ أيضاً: 6 أسرار تمنحك الثقة بالنفس

خامساً، الافتقار إلى التعلم والقدرة على التكيف:

تنبع قدرتنا على التوصُّل إلى حلول إبداعية لمشكلاتنا من قدرتنا على التعلم والتكيُّف، فإذا كنت لا تتعلَّم أي شيء، فأنت لا تتقدَّم، كما قال الرسام العبقري "ليوناردو دا فينشي" (Leonardo da Vinci) ذات مرة: "إنَّ التعلم لا يرهق العقل أبداً"، وأنا أصدِّق ذلك؛ لذلك اعتد على تعلُّم شيء جديد كل يوم، فهذا من شأنه أن يبقي عقلك نشطاً ويمكن أن يجعلك شخصاً أكثر انفتاحاً.

إقرأ أيضاً: ما هي مهارات التكيف؟ وكيف تطورها؟

في الختام:

ما تفعله حالياً لا يكفي لتجاوز العقبة التالية، فليس من الضروري أن تعمل بجد للتغلب عليها، بل يجب أن تغيِّر طريقة تفكيرك في كيفية التعامل مع المشكلة، ومن خلال اتباع الطرائق المذكورة في هذا المقال، وبذل الوقت والجهد في سبيل ذلك، ستتغلَّب على أشهر عقبات الحياة.




مقالات مرتبطة