5 فوائد لتدوين التجارب اليومية: تجربة شخصية

قرَّرتُ قبل 4 سنوات أن أُراجع في بداية كل يوم أعمالي في اليوم السابق وتدوينها؛ فقد كنت أكتفي بتسجيل الإنجازات التي تستحقُّ الذكر، والإجراءات التي تساعدني على التقدُّم في حياتي حتى لو كانت بسيطة، كمشاهدة فلم أو إعداد طبق جديد وغيرها، ويمكنني أن أقول اليوم بكلِّ ثقة إنَّ هذه الخطوة من أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "برودي كيني" (Brody Kenny)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته المتعلِّقة بتدوين ملاحظات مختصرة عن تجاربه اليومية.

أقدِّم فيما يأتي 5 فوائد لتدوين تجاربي اليومية:

1. رصد تطوُّرات حياتي:

ثمَّة اقتباس شهير للكاتب والباحث الإيرلندي "سي. اس. لويس" (C.S. Lewis) يقول فيه: "أليس غريباً أنَّ لا شيء يتغيَّر من يوم إلى آخر، لكن عندما نتأمَّل الماضي يبدو كل شيء مختلفاً".

يتميَّز إيقاع الحياة بالسرعة لدرجة العجز عن رصد التغيُّرات والمحطَّات التي مرَّ بها المرء للوصول إلى وضعه الحالي، وقد ساعدني تدوين تجاربي اليومية باختصار دون الاستفاضة بتفاصيلها على تتبُّع المراحل التي مررت بها والتجارب التي خضتها حتى وصلت لهذه المرحلة من حياتي، وبتُّ أرصد التغييرات التي أجريتها على مدار الأعوام، كالانتقال إلى منزل جديد، أو الاستقالة من عملي السابق، وهكذا أستطيع قراءة مسيرتي الحياتية بما فيها من تغيُّرات وتطوُّرات، بدلاً من تكرار عيش الأيام الرتيبة المتشابهة دون استشعار التقدم.

إقرأ أيضاً: كيف غيَّرت كتابة اليوميَّات بخط اليد حياتي؟

2. تخضعني للمساءلة:

عندما لا أرغب بالقيام بأيِّ عمل، أتذكَّر أنِّي أعوق التقدُّم الشخصي الذي سأحرزه بحلول الغد؛ وذلك لأنِّي لن أجد ما أدوِّنه في سجلِّي صباح اليوم التالي، وإذا كان اليوم على وشك الانتهاء، وأنا أسعى جاهداً إلى فعل شيء ما، فإنِّي أضيف جملة أو اثنتين إلى القصة القصيرة التي أعمل عليها حتى يتسنَّى لي الاستيقاظ في اليوم التالي وتدوين "أحرزت تقدُّماً في كتابة قصتي القصيرة" ضمن السجل اليومي، فقد لا يكون إنجازاً كأهمية كتابة رواية، ولكنَّه مع ذلك أمر يمكنني أن أفخر به.

3. تدفعني إلى تقدير الأيام الهامَّة في حياتي:

أقوم بتحديد الأيام المميزة في نهاية كل شهر، فلا توجد معايير محدَّدة لاختيار هذه الأيام؛ بل إنَّها تُعدُّ هامَّة بالنسبة إليَّ من ناحية التنمية والاجتهاد، كإنجاز مشروع هام، أو زيارة مكان جديد؛ إذ يكمن التحدِّي في محاولة جعل جميع الأيام مميَّزة، ومع أنَّ هذا ليس يسيراً دوماً، فإنِّي أبلي بلاءً حسناً بالمجمل.

شاهد بالفيديو: 5 طرق تجعل من تدوين اليوميات عادة مكتسبة

4. تتيح إمكانية تأمُّل حياتي:

تُعدُّ التأمُّلات جانباً آخر من الخطة؛ إذ أقوم في نهاية كل شهر وسنة أيضاً بدراسة أحداث حياتي وكيفية تأثيرها فيَّ؛ مثل بدء علاقة عاطفية، أو التأقلم مع وضع معيشي جديد، أو معالجة حالات الإحباط النفسي مثلاً؛ إذ يساعدني تدوين مشاعري دون إصدار الأحكام على إضفاء مزيد من اليقظة الذهنية على حياتي.

إقرأ أيضاً: نصائح عملية لكتابة اليوميات للمبتدئين

5. تساعدني على التذكُّر:

ساعدني تدوين خبرات حياتي على تقوية ذاكرتي، فعندما أعود للسجلات السابقة أستطيع تذكُّر تجارب الماضي بصورة أفضل، فمع تقدُّمنا في العمر نشعر أنَّ حياتنا تمرُّ بلمح البصر، وأنَّ تجاربنا خاوية من المعنى؛ فيجعلني تدوين الملاحظات عن تجاربي أحتفظ بنسخة حيَّة عن حياتي في ذاكرتي، وإذا قرَّرت في يومٍ ما أن أكتب مذكَّراتي، فثمَّة ملاحظات تغطِّي أهم التفاصيل في مختلف مراحل حياتي للاستفادة منها.




مقالات مرتبطة