5 علامات تدلُّ على الحرمان من النوم وكيفية العلاج

نحن نواجه يومياً صعوبات في الاستيقاظ نشطين، وغالباً بسبب صعوبة النوم في الليلة السابقة، متى كانت آخر مرة حظيت فيها بليلة نوم جيدة وهانئة؟ متى استيقظت من النوم وأنت تشعر بالرضى والنشاط والشغف لبدء يومك؟ متى كان لديك ما يكفي من الطاقة لتحقيق أداء جيد في ذلك العرض التقديمي في العمل على الرَّغم من التزامك حضور اجتماعات المدرسة الثانوية لأولادك؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الاختصاصية الاجتماعية والكاتبة "سجدة حسين" (SIJDAH HUSSAIN)، تخبرنا فيه عن تجربتها في الحرمان من النوم وكيفية علاجه.

ربما لا تستطيع التذكُّر؛ لأنَّك ربما لم تشعر أبداً بتلك الراحة، فنحن جميعاً ضحايا الحرمان من النوم بصورة أو بأُخرى؛ وذلك بوصفه نتيجة ثانوية للوتيرة السريعة التي يسير بها العصر الحالي، فمن الطبيعي أن تكون في حالة إنكار أو رفض لهذه الحالة، وربما تجد صعوبة في تقبُّلها، ولكنَّ ذلك أمر يحدث لنا جميعاً؛ أذكر تماماً عندما كنت أخلد إلى النوم في وقت متأخر، وأشعر أنَّني أنفصل تماماً عن جسدي، حرفياً كل يوم، كان جسدي يرغب في النوم بشدة لدرجة أنَّني كنت أدخل في نوبة من شلل النوم لبعض الوقت، ولكنَّني استعدت الزخم وتحسَّنت بعد أن فهمت بعض علامات الحرمان من النوم، وأدركتُ أنَّني أحتاج إلى تغيير نمط حياتي قليلاً.

لذلك؛ أدعوك للتحقُّق من العلامات الآتية وملاحظة ما إذا كنت تعاني منها، وإذا قمت بذلك، تأكَّد من الاستفادة من العلاجات المقترحة بعد ذلك.

إليك فيما يأتي 5 علامات تدلُّ على أنَّك تعاني من الأرق أو قلة النوم:

1. الشعور المستمر بالجوع:

يحتاج الدماغ المرهق إلى النوم ليعمل بكفاءة تماماً كما تحتاج المحركات إلى صيانة دائمة لتعمل بسلاسة؛ فإذا لم يحصل الدماغ على قسط كافٍ من النوم، سيعيد توجيه مصدر الطاقة من "الراحة" إلى "الطعام"، وهذا يزيد من مستوى هرمون الجوع "جريلين" (ghrelin)، الأمر الذي يجعلك تطلب مزيداً من الطعام؛ لذا إذا كنت تشعر بالجوع المستمر، فهذا يعني أنَّك لا تحصل على نوم جيد، وعلاوة على ذلك، هل تتذكَّر عندما سألك طبيبك إذا كنت تنام في الوقت المحدد عندما لاحظ أنَّك اكتسبت بعض الوزن الزائد؟ إذاً؛ هذا هو السبب بالذات، إنَّ نصف الأشخاص الذين يعانون من دورة نوم غير صحية ينتهي بهم الأمر إلى زيادة الوزن.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح مضمونة للحصول على نوم أفضل ليلاً

2. الذاكرة الضعيفة:

هل تجد نفسك أحياناً تذهب إلى مكانٍ ما بغرضٍ معيَّن ثمَّ تنسى تماماً لمَ أنت في هذا المكان؟ أم أنَّك تنسى المكان الذي وضعت فيه مفاتيح السيارة؟ إذا كانت الإجابة نعم، فأنت تعاني من تراجع في الذاكرة، والتي تنتج عن عدم قدرة الدماغ على الحفاظ على أداء الجهاز العصبي بكامل طاقته؛ وثمَّة أيضاً علامات أخرى مُماثلة، وهي فقدان التركيز، وعدم القدرة على اتخاذ قرار واعٍ، وفي الحالات القصوى أوهام اليقظة؛ إذاً النوم ضروري بعد كل شيء.

3. العاطفة المفرطة:

يساعدك النوم على الحفاظ على هدوئك واتِّزانك وتحقيق التوازن بين المستويات العاطفية المختلفة؛ فإذا كنت تشعر بفقدان التوازن هذه الأيام وتبالغ في رد الفعل تجاه أقل المواقف، فهذا يدلُّ على أنَّك لا تحصل على قسط كافٍ من النوم؛ إذ تتراجع قدراتك العقلية أيضاً، وهذا ما يفسِّر انخفاض إنتاجيتك في العمل.

4. الأمراض الجسدية:

ماذا يحدث للسيارة التي تعمل عملاً متواصلاً دون توقف؟ حتماً ستتعطَّل تماماً، وأيضاً إذا كنت محروماً من النوم، فإنَّك تصبح أكثر عرضة للإصابة بالمرض؛ إذ يضعف جهاز المناعة لديك، ولا يمكنه صد التهديدات بطريقة فعَّالة، ممَّا يجعلك عرضة للإصابة بالأمراض، وتظهر آثار الحرمان من النوم أيضاً على وجهك على صورة إجهاد لعضلات العين وشحوب في الجلد، حتى إنَّ بعض الناس يبدؤون في الهلوسة إذا كانت دورة نومهم مضطربة جداً.

5. نوبات النوم القصيرة جداً:

هي واحدة من أخطر العلامات التي قد تؤدي إلى موتك؛ تخيَّل أنَّك تقود سيارة في وضح النهار، وبدأت عيناك تزداد ثقلاً، ستقاوم النعاس بأفضل ما يمكنك، ولكن بعد ذلك ودون أن تدري، تدخل في نوبة نوم قصيرة، وتخرج عجلة القيادة عن المسار ويحدث حادث، موت فوري، كلُّ ذلك بسبب الحرمان من النوم، فقط تخيَّل خطورة هذه الخسارة.

إقرأ أيضاً: 7 أسباب تحرمك من النوم المريح خلال الليل

العلاجات:

  • الفراش المثالي أمر هام جداً، فإذا لم تكن مرتاحاً في سريرك، ستجد صعوبة في الخلود للنوم ليلاً؛ لذا اختر أنسب فراش لك.
  • تحضير أجواء للنوم مع الموسيقى الهادئة والمشاهد المرئية المهدئة، والتي يمكن تحميلها من الإنترنت.
  • عدم تناول الوجبات الدسمة، خاصة قبل الذهاب إلى الفراش.
  • الاستحمام بماء دافئ وشرب الحليب الدافئ خيارات جيدة قبل النوم.
  • قراءة كتاب جيد قبل النوم.
  • تجنُّب الإجهاد الجسدي قبل النوم؛ لأنَّ تسارع عملية الأيض يزيد من صعوبة النوم الجيد ليلاً.
  • محاولة الامتناع عن القيلولة بعد الساعة 3 مساءً.
  • تجنُّب القهوة قبل النوم.

علاوة على ذلك؛ تعلَّم فن اليقظة الذهنية والتأمل لمدة ساعة على الأقل كل يوم، فجلسةٌ من السلام الذاتي يومياً، ضرورية لصحتك، هل تريد أن تجرِّب تمريناً سريعاً لترى مدى استجابتك لهذا الأمر؟ ركِّز على الأرقام أدناه وحتى ذلك الحين فقط، لا تفكِّر في أي شيء.

إذا نجحت فهذا رائع، فأنت تعرف كيف تتحكَّم بتفكيرك، ويمكنك تشغيل تفكيرك أو إيقاف التفكير بمحض إرادتك؛ ومع ذلك، يصعب على الكثيرين القيام بهذا الأمر؛ لذلك تدرَّب على تجنب أي أفكار سلبية قد تعطِّل سلامك العقلي.

إقرأ أيضاً: اضطرابات النوم وأهم النصائح للحصول على نوم هادئ

في الختام:

تذكَّر فقط أن تتخلَّص من أي نوع من الأشياء التي تسبِّب لك التوتر، وخاصة قبل النوم؛ سواء كنت تشعر بالاستياء بسبب عدم التزامك بالحمية الغذائية التي تتبعها، أم شخص ما، أم برنامج تلفزيوني، أم كتاب تقرؤه، كل ما لا يجلب لك السعادة لا يجب أن تفكِّر به قبل النوم.

تريد أن تتغلَّب على كل ذلك وتمضي قدماً؟ جيد، لكن قبل كل شيء، وقبل الفوز بأي تحدٍّ في حياتك، عليك أن تتأكَّد من أنَّك في وضع يسمح لك بذلك، وكل هذا يبدأ من النوم الهانئ ليلاً.




مقالات مرتبطة