5 طرق يمكنك من خلالها العمل بشكل استباقي لتحسين الاحتفاظ بالموظفين
تشير تقارير "مكتب إحصاءات العمل" (The Bureau of Labor Statistics) إلى أنَّ 2.8 مليون موظف تركوا وظائفهم في شهر آذار/ مارس منذ عام 2015؛ وهذا ما أعادها إلى مستويات ما قبل الركود، ومن المُتوقَّع أن يتسارع هذا الأمر مع زيادة ثقة الموظفين بالاقتصاد وسط تزايد عدد الوظائف الشاغرة؛ وهذا ما يجعل الشركات تقلق بشأن الاحتفاظ بالموظفين بسبب ندرة المواهب والمنافسة عليها.
لماذا يُعَدُّ الاحتفاظ بالموظفين أمراً هاماً للغاية؟
بالنسبة إلى الموظفين هذا هو "وقتهم" للانتقال من مكان عملهم الحالي؛ إذ إنَّهم عملوا في بيئات عمل ضعيفة وحصلوا على زيادة صغيرة على أجورهم، أو لم يحصلوا على زيادة في رواتبهم على الإطلاق وتحمَّلوا ضغوطات من أجل الإنتاجية، وتحمَّلوا مستويات عالية من الضغط في مكان العمل خلال فترة الركود، ولكنَّ الوضع تغيَّر تماماً الآن وسرعان ما أصبح للموظفين اليد العليا في السوق.
تؤدي الزيادة في معدل الدوران الطوعي للقوى العاملة إلى تعطيل الأعمال؛ الأمر الذي يتسبب في فقدان المنظمة التركيز وزيادة وقت التوظيف والتكاليف، كما أنَّه يجعل من الصعب جداً تحقيق هدف الإيرادات والأهداف الأُخرى؛ وذلك إذا كان الموظفون الذين يحققون هذه الأهداف يتركون وظائفهم.
والآن، تنظر الشركات الذكية إلى هذا التوجُّه وتضع الموارد والبرامج موضع التنفيذ من أجل تقليل مستويات دوران القوى العاملة الطوعي؛ إذ إنَّ الاحتفاظ بموظف جيد أجدى اقتصادياً من البحث عن بديل له.
فيما يأتي 5 طرائق للمساعدة على تحسين الاحتفاظ بالموظفين لديك:
1. زيادة التعويضات:
يُعَدُّ التعويض عنصراً هاماً في استراتيجية الاحتفاظ بالموظفين، ولكنَّه ليس العامل الوحيد في أي حال من الأحوال؛ فإذا كانت بيئة العمل سامة أو مُرهِقة للغاية، فلا يمكن التعويل على زيادة الأجور.
تحمَّل معظم الموظفين - الذين استمروا في العمل - وطأة الركود بسبب ثبات الأجور؛ فكثيراً ما يواجه هؤلاء الموظفون زيادة في المبالغ التي يخصمونها من رواتبهم مقابل خدمات الرعاية الطبية التي يتلقونها، وارتفاع في تكاليف الوصفات الطبية، وزيادة إجمالية في تكلفة المعيشة مع زيادة ضئيلة أو معدومة في التعويضات.
في حين أنَّ غالبية الموظفين كانوا سعداء ببساطة للحصول على وظيفة عندما كان هناك معدل بطالة بنسبة 10% خلال فترة الركود، واستمرت تكاليف المعيشة في الارتفاع وانخفضت قيمة القوة الشرائية الفعلية لأجورهم، ومع تعافي الاقتصاد وتحسُّن النشاط التجاري، فإنَّ الوقت الآن مناسب لمراجعة تعويضات الموظفين ومكافأتهم على إنتاجيتهم على مدى السنوات العديدة الماضية.
2. تقديم مزايا إضافية:
فكِّر فيما هو أبعد من الأجور والتأمين الصحي؛ إذ توجد العديد من المزايا الإضافية التي يمكن إضافتها بتكلفة قليلة أو دون تكلفة للشركة، التي تعمل على رفع الروح المعنوية وتحسين بيئة العمل وإدخال بعض المرح في مكان العمل بعد بعض السنوات الصعبة؛ مثل:
- إعانة للتنقُّل في الشركات التي تعمل في المناطق الحضرية.
- إضافة برنامج الرؤية.
- (FSA) "حساب الإنفاق المرن" أو (HRA) "حساب تسديد تكاليف الرعاية الصحية".
- بطاقات دخول المتاحف أو التذاكر الرياضية.
- الخدمات في مكان العمل مثل تجفيف الملابس.
- برامج الشراء/ التسوق المخفَّضة.
- مواقف السيارات لمدة شهر.
- نزهات الشركة.
- وجبات غداء الشركة.
- سياسة العمل في المنزل.
- الأجهزة المخصصة للشركة "الهواتف الذكية وأجهزة (iPad)".
- تقدير الموظفين.
3. برنامج الإحالة:
يحب الموظفون أن يحيطوا أنفسهم بزملائهم ذوي التفكير المماثل، ويُكافِئ برنامج الإحالة الفعال الموظف على جلب مرشح متميز، كما يُقدِّم منفعة إضافية؛ فهو يُحسِّن الاحتفاظ بالموظفين، وتُعَدُّ هذه الطريقة رائعة لتنمية قوَّتك العاملة والحفاظ على الموظفين الحاليين.
4. برامج التدريب والتعلُّم:
ينتقل العديد من الموظفين إلى أماكن عمل أفضل؛ وذلك لأنَّهم يشعرون "بأنَّهم لن يتطورا" في وظيفتهم الحالية؛ فعندما تستثمر الشركة في تدريب الموظفين، فإنَّ ذلك يساعد على تحسين مجموعة مهارات الموظفين ويعزز نظرتهم إلى أنَّهم يتحسنون ويتطورون مع تطور الشركة.
علاوة على ذلك، يزيد هذا من احتمالية بقائهم في الشركة لأنَّ الشركة تستثمر فيهم، ولا يحتاج هذا الأمر إلى ذكاء لمعرفة أنَّه جيد للموظف والشركة، ومع ذلك، تُخطِئ العديد من الشركات في إعطاء هذا الأمر أولوية منخفضة.
شاهد أيضا: 5 طرق لبثّ روح الإبداع لدى الموظفين
5. مراجعة "وإصلاح" الإجراءات الداخلية:
أحياناً تكون الأشياء الصغيرة هي التي تُحبِط الموظفين؛ لذلك، فإنَّ جزءاً من استراتيجيتك يجب أن يتضمَّن النظر إلى مكان عملك من وجهة نظر الموظفين.
هل تعوق سياسات وإجراءات منظمتك موظفيك أم تجعل من الصعب عليهم تأدية وظائفهم؟ وهل يقضون الكثير من الوقت في ملء استمارة أو الحصول على تواقيع متعددة للموافقة؟
فكِّر في هذا السيناريو: "كيف يحصل الموظفون على اللوازم المكتبية؟ وهل تطلب منهم ملء استمارة؟ وهل يتطلَّب الأمر مستويات متعددة من الموافقة؟ وهل يوجد تأخير كبير في الحصول على ما يحتاجون إليه أم يمكنهم فقط الذهاب إلى الخزانة أو المتجر والحصول على ما يحتاجون إليه؟
قد يكشف استطلاع الموظف أيضاً عن بعض الإجراءات الداخلية المزعجة، فاتبع نهج "كيف يمكننا أن نتحسَّن؟" و"ما هي أكثر الأشياء التي تُفضِّلها والتي لا تفضِّلها في العمل هنا؟" تأكَّد من جعل الاستبيان مجهول الهوية؛ حتى تحصل على نتائج أفضل وأكثر صدقاً.
بعض الاقتراحات الأخرى:
تحقَّق من المتقدمين إلى الوظيفة أيضاً واسألهم "ماذا سمعوا عن الشركة؟ وما الذي أعجبهم في الشركات السابقة؟" فقد تحصل على بعض الأفكار الجديدة الرائعة، ولا تنسَ التحقُّق من تقييماتك على موقع "غلاسدور" (Glassdoor)، فقد تتحمَّل بعض المسؤولية حول بعض الأشياء السلبية المنشورة عن شركتك؛ لذلك استخدِم هذه التعليقات كفرصة لتحسين شركتك.
إذا كنتَ تعاني من ارتفاع معدل دوران القوى العاملة الطوعي، فمن الحكمة إجراء مقابلات انتهاء الخدمة، وفي كثير من الأحيان، سيكون الموظفون صادقين ومُنفتحين عندما يكونون مصممين على الاستقالة من عملهم، ويمكن أن يكون هذا أمراً مفيداً وخاصة بالنسبة إلى أرباب الأعمال الصغيرة الذين قد لا يكونون على دراية بالمشكلات، وقد يساعد الجميع على التعرُّف إلى التوجهات.
توجد في الواقع الكثير من الأشياء التي يمكنك القيام بها لتحسين الاحتفاظ بالموظفين؛ فابدأ بالتركيز في ثقافة مكان العمل واجعل موظفيك يشعرون بالتقدير واستثمر في التدريب والسعي إلى التحسين باستمرار؛ وبذلك لن يمثِّل الاحتفاظ بالموظفين مشكلة لشركتك أبداً.