5 طرق لنشوء الصراع المستمر في حياتنا

يواجه بعضنا أشخاصاً مزعجين طوال الوقت، ربما سائق سيئ يحاول تجاوزنا في أثناء طريقنا إلى العمل، أو زميل في العمل يتلفظ بكلمات مزعجة عن مظهرنا في العمل، والأسوأ من ذلك أن يحدث هذا كله في يوم واحد، وبينما يواجه معظمنا سلوكاً فظاً من وقت إلى آخر، وفي حال كنَّا نتعامل مع أشخاص مزعجين بصورة منتظمة، فنحن بحاجة أيضاً إلى أن ننظر نظرة إلى سلوكنا.



على الرَّغم من وجود عدة طرائق لنشوء الصراع في حياتنا، إلا أنَّه يوجد بضع طرائق تؤدي دائماً إلى حدوث صراع مع الآخرين، منها:

1. التبرير:

إذا وجدنا أنَّ ما نفعله ليس إثبات وجهة نظرنا؛ وإنَّما إثبات أنَّنا أفضل من الآخرين، فسينشأ صراع مستمر معهم.

2. الإسقاط:

الإسقاط هو أسلوب رائع لإلصاق الصفات التي لا يمكننا تحملها في أنفسنا بالآخرين، وتوجد أوقات نستدعي فيها أشخاصاً إلى حياتنا تتناسب صفاتهم مع الصفات التي نكرهها في أنفسنا حتى نتمكن من إبقائهم بقربنا لإساءة معاملتهم، ومع ذلك، عادةً ما يقاوم الناس ذلك، وهذا بدوره يزيد الخلاف بيننا وبين الآخرين.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات ترفع روحك المعنوية

3. شعور الضحيَّة:

إذا منعنا أو رفضنا أو تدخلنا بالطريقة التي يحاول بها الآخرون تهدئة آلامنا ومعاناتنا، فإنَّنا ننقل لهم أنَّ ما يقدمونه غير فعَّال أو غير كافٍ، وعند القيام بذلك، لا نتدخل في محاولاتهم لمساعدتنا على الشعور بالتحسن فحسب؛ وإنَّما نعاقبهم أيضاً على عدم قدرتهم على القيام بذلك، وعندما نتصرف بوصفنا ضحايا، فإنَّنا ننقل لمن حولنا أنَّ بؤسنا هو خطؤهم بطريقة أو بأخرى ونستخدم شعور الضحية لمعاقبة الآخرين.

إقرأ أيضاً: عقلية المحارب!

4. عدم تقبُّل نجاح الآخرين:

إذا لم نتمكن من رؤية الأشخاص الآخرين يزدهرون أو سعداء، وشعرنا بأنَّنا بحاجة إلى تدميرهم بطريقة ما (مثل قول شيء مهين، أو إثارة معاناتهم)، عندها يمكننا توقع مواجهة صراعات كثيرة.

إقرأ أيضاً: كيف تتوقف عن الشعور بالتعاسة تجاه نجاح الآخرين؟

5. مراقبة الآخرين وتوبيخهم:

إذا راقبنا سلوك الأشخاص الآخرين ووبخناهم عندما يتصرفون بطريقة خاطئة، فإنَّنا بالتأكيد سنثير غضبهم.

كلٌّ من هذه السلوكات تدعو إلى نشوء الصراع وتضعنا في علاقة عداوة مع الأشخاص حولنا، وإذا كنَّا غير مدركين لما نفعله، فسنفترض أنَّ هذه الهجمات المضادة في الواقع غير مبررة، وردَّاً على ذلك، نبالغ في حماية أنفسنا من احتمال التعرض للأذى، وهذا بدوره يجعلنا أكثر عرضةً للهجمات المضادة التي نحاول تجنبها.

لحسن الحظ، سلوكنا غير اللطيف هو آلية دفاع نستخدمها لحماية أنفسنا، ولا يعبِّر عن حالنا، وهذا يعني أنَّنا نستطيع التحكم به، ففي المرة القادمة التي يحدث فيها موقف يدفعنا إلى ممارسة أحد السلوكات المذكورة أعلاه، يمكننا:

  • التمهل في كل مرة نعتقد أنَّ سلوك شخص آخر يبرر أو يتطلب رد فعل مباشر أو نقد أو حكم أو لوم أو هجوم.
  • أخذ استراحة من الموقف من خلال منح أنفسنا وقتاً مستقطعاً للشعور بالهدوء.
  • التحقق من دورنا في الحادث، وعندما يكون ذلك ممكناً نناقش فقط الجزء الخاص بنا.
  • دعوة الطرف الآخر إلى الانضمام إلى الحادث والإصغاء بذهن متفتح.
  • التحالف مع الطرف الآخر واستخدام هذا الخلاف ليس فقط لمساعدتنا على الإصلاح وإيجاد الحل؛ وإنَّما لوضع نوع من المبادئ التوجيهية للقيام بذلك في المستقبل.
  • البحث عن بدائل للعيش في صراع دائم ومزمن مع العالم ودعوة الآخرين للانضمام إلينا والاستمرار في تقبُّل أنفسنا والآخرين والعالم كما هو.

في الختام:

يمكننا تجاوز ردود أفعالنا العقيمة من خلال التمهل وأخذ قسط من الراحة، والبدء في إصلاح علاقات مفيدة وبنائها، وإذا نظرنا بعناية وتعاملنا مع كل طريقة ندعو فيها إلى نشوء صراع في حياتنا، يمكننا إيجاد طريقة جديدة للتواصل مع أنفسنا ومع الأشخاص حولنا.




مقالات مرتبطة