5 طرق للتحكم بالغضب وتحسين الحياة

تمتلئ قلوبنا وعقولنا بالذكريات الجيدة والسيئة، ولكن يركِّز كثيرون منَّا على الذكريات السيئة فقط بدلاً من تقدير الجيدة منها، وهو أمر علينا التوقف عن القيام به؛ إذ إنَّ قبول الألم الذي أصابنا فيما مضى وتخطِّيه يُعَدُّ طريقة صحية لتجاوز المشاعر المضطربة، وقد مررت بتجربة شخصية مع التركيز على الذكريات السيئة ومدى تأثير ذلك في الحياة اليومية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "كيفن هاتر" (Kevin Hotter)، ويُحدِّثنا فيه عن طرائق التحكم بالغضب وتحسين الحياة.

لقد نشأت في أسرة كبيرة، وكنت أصغر العنقود بين أربعة أطفال، وكانت طفولتي لطيفة جداً، فكانت والدتي امرأة عطوفة ومحبة وكان أشقَّائي يعاملونني كالأخ الأصغر المحبوب، وكان والدي يبذل كل ما بوسعه ليعيل الأسرة؛ لكنَّه أيضاً كان يعاني مشكلة الغضب الشديد؛ ما أدَى إلى ارتكابه إساءات لفظية وجسدية بحقِّنا.

لقد كان والدي ضابطاً في الشرطة وكان يواجه صعوبة في تحمُّل الضغط وكان مثقلاً في هموم وظيفته ومسؤولية الأسرة، ولطالما أراد والدي الأفضل لنا في قلبه؛ لكنَّه قد أخرج غضبه مرَّات عديدة بطرائق غير لائقة، كما أنَّه عاش طفولةً قاسية لم يكن والده رجلاً لطيفاً، ولكن لحسن الحظ كان لديه أم عظيمة ساعدته على الحفاظ على التوازن، كما فعلت أمي بعد زواجهما.

لطالما طاردتني ذكريات التعرُّض للضرب والإهانة، وكنت أغضب بشدَّة إذا شعرت بقليل من الإهانة أو قلَّة الاحترام بأي طريقة من الطرائق، ولكن لحسن الحظ لم أكن أُفرِّغ غضبي من خلال ضرب أي أحد؛ لكنَّ الغضب الذي شعرت به كان حقيقيَّاً، وكنت أشعر بداخلي أنَّني بحاجة إلى التغيير؛ لذا قد قمتُ بذلك.

لم يمر جميع من يعاني الغضب الشَّديد بتجربتي ذاتها، فكل فرد منَّا مميَّز ولديه نشأة مختلفة، وبصرف النظر عمَّا قادك إلى الشعور بالغضب، ما زلت تستطيع التغيير، ولم يفت الأوان بعد؛ إذ إنَّ الغضب مرض يستنزف روحك، ويؤذي المقربين منك.

إليكَ 5 نصائح بإمكانك القيام بها لتسيطر على غضبك:

1. توقَّف عن التظاهر بأنَّك بخير:

إن كنت تشعر بالاضطراب المستمر، وكانت أصغر الأمور تحفِّز شعورك بالغضب فعليك أن تَعي أنَّ لديك مشكلة تحكُّم بالغضب تحتاج إلى حل، فمن غير الصحي الشعور أو التصرُّف بتلك الطريقة من أجلك ومن أجل الأشخاص من حولك، اعترف لنفسك بأنَّك لست على ما يرام، وأنَّك تحتاج إلى التغيير.

2. جد مثالاً يُحتذى به في الهدوء:

قد يبدو هذا الأمر غريباً بعض الشيء؛ لكنَّه سينجح بلا شك، فإن كنت شخصاً يعاني الغضب فإنَّك بالتأكيد على معرفة بأشخاص في حياتك يثيرون إعجابك بسبب سلوكهم الهادئ، تعلَّم منهم وراقب كيف يعاملون الضغط، إنَّني لا أقول لك أن تصبح نسخة عنهم؛ بل تعلَّم منهم فقط.

شاهد بالفيديو: نصائح فعالة لادارة الغضب

3. حرِّر غضبك بطريقة بنَّاءة:

يجب أن تجد طريقة للتخلُّص من الغضب الموجود في داخلك، وتُعَدُّ التمرينات طريقة رائعة للتخلُّص من التوتر، وإنَّني على الصعيد الشخصي أحب التنزه، إنَّه يهدئني حقاً ويمنحني معنويات عالية، وتوجد طريقة أخرى للتخلُّص من قلقك؛ وهي من خلال منفذ إبداعي مثل الكتابة والرسم والتصوير وغيرهم، إنَّني أؤدي الكوميديا الارتجالية منذ سنتين وما زلت أفعل حتى الآن، وأشعر براحة شديدة عند إضحاك الناس، ليس عليك أن تتَّبع الطريقة ذاتها ولكن يجب أن تجد طريقة جيِّدة للتخلُّص من غضبك.

4. سامِح مَن أخطأ في حقك:

قد يكون هذا أصعب شيء عليك القيام به؛ لكنَّ المسامحة مهمَّة كبيرة وإنجاز أكبر، واعلم أنَّك ستستعيد قوَّتك بمجرَّد أن تُسامح المخطئ في حقك، وقد اعتدت أن أرى أنَّ نظرية التسامح لا تُجدي نفعاً؛ لكنَّها ليست كذلك؛ بل إنَّها تنجح حقاً، لذلك جربها.

إقرأ أيضاً: تقبّل أخطاء الآخرين ومسامحتهم

5. اضحك كثيراً:

هذه هي الطريقة المفضلة لدي والأكثر سهولة في الإنجاز، الخطوة الأولى هي ألَّا تتصرف كثيراً بجدية، وبمجرَّد أن تتمكن من القيام بذلك ستتحرر من أيَّة قيود؛ فإنَّ الأشخاص الذين ينجحون في ذلك يعيشون لمدَّة أطول.

إقرأ أيضاً: أبرز 10 فوائد علمية للضحك يجب عليك أن تعرفها

في الختام:

إنَّ مفتاح هذا كله هو تقبُّل الماضي، والعزم على تغيير أسلوبك القديم في مواجهة الأمور، أتمنَّى لك التوفيق في سعيك وراء السلام الداخلي.




مقالات مرتبطة