5 طرق للبقاء في حالة من التركيز الفائق يومياً

لقد سمعت بالتأكيد عن معظم الأشخاص الذين يعيشون حالة من "التركيز الفائق" عندما يقومون بعمل معين، وغالباً ما يتحدث الرياضيون عن تلك الحالة التي ينحصر انتباههم فيها في نشاطهم الراهن مع شعور كبير بالتركيز في أثناء مباراةٍ صعبة، إنَّه ذلك الشعور العجيب عندما تركز بدقة متناهية على المهمة التي بين يديك؛ إذ يبدو كل شيء سهلاً وطبيعياً ويجري بسهولة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب كلاي درينكو (Clay Drinko)، ويخبرنا فيه عن تجربته في الحفاظ على حالة من التركيز الفائق.

يُعدُّ عالم النفس الهنغاري ميهيلي شيكسينتميهاي (Mihaly Csikszentmihalyi) أكاديمياً رائداً وخبيراً في "التدفق"؛ إذ يصفه بأنَّه "حالة نفسية مثالية تحدث عندما يتطابق مستوى مهارة شخص ما مع التحدي المطروح، وينتج عنه الانغماس والتركيز الفائق على المهمة".

أعتقد أنَّ معظم الناس قد اختبروا حالة التدفق هذه، فربما كنت تقرأ كتاباً رائعاً، أو تعمل في مطعمٍ مكتظ؛ إذ يبدو أنَّ الوقت يمر بسرعة في هذه الحالة وينحصر الانتباه في المهمة التي بين يديك دون التفكير في أي شيء آخر.

هذا هو "التدفق"، أو الانغماس في حالة من التركيز الفائق كما يسميه معظم الناس، لكن يجب ألا يكون محصوراً فقط بالرياضيين المحترفين، ومن أجل أن نعيش حياة أكثر سعادةً وإرضاءً، يجب أن نبحث عن حالات التدفق في كل ما نقوم به في الحياة.

فيما يأتي خمس طرائق لمحاولة إيجاد التدفق في حياتك اليومية:

1. إزالة كل عوامل الإلهاء:

من أجل الحصول على أي فرصة للشعور بالتدفق، عليك التركيز على شيء واحد فقط، وهذا يعني ترك الهاتف الذكي، وإيقاف تشغيل التلفاز، وإيجاد مساحة كافية من الوقت لأية مهمة تقوم بها؛ إذ يمكن أن يؤدي صوت صغير يصدر من هاتفك الخليوي إلى تشتيت تركيزك فعلياً، فقد صُممت الهواتف الذكية لجذب انتباهنا.

لذا تخلص من كل عوامل الإلهاء من أجل أن يكون لديك أمل في التركيز وإيجاد هذا التدفق في حياتك اليومية.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لتدريب عقلك على تحسين التركيز

2. إنجاز مهمة واحدة فقط تلو الأخرى:

أظهرت الدراسات أنَّ لا أحد يستطيع القيام بمهام متعددة؛ إذ إنَّ أدمغتنا مصممة للتركيز الدقيق على شيء واحد تلو الآخر، وهذا يعني أنَّك بحاجة إلى إغلاق كل تلك النوافذ على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وإيقاف تشغيل التلفاز، ومرة ​​أخرى إغلاق الهاتف الذكي، والأفضل من ذلك، أن تضعه في غرفة أخرى.

حاول ممارسة نشاط واحد تلو الآخر لزيادة فرصك في التركيز، فإذا كنت تكتب، اكتب فقط، وإذا كنت تطبخ اطبخ فقط؛ وقد تعتاد على ذلك بالممارسة الدائمة، فلا تتحقق من رسائل البريد الإلكتروني في أثناء أدائك لمهامك، وافعل شيئاً واحداً فقط لزيادة احتمالات التركيز على العمل والاستمتاع به.

3. ممارسة هواية:

يمكن أن تمنحك الهوايات فرصة فريدة لزيادة مستوى مهارتك وتحدي نفسك حقاً، ونظراً لأنَّ التدفق يتطلب مهارة للتركيز على المهمة الحالية، يمكن أن تمنحك الهواية الفرصة لممارسة شيء واحد مراراً وتكراراً، مما يتيح لك في النهاية تجربة هذا التدفق السلس.

فمهما كانت هوايتك سواء الخياطة أم السباحة أم كتابة رواية، فطالما أنَّك تتحدى نفسك ويزداد مستوى مهارتك، ستزداد أيضاً فرصتك في الحصول على التركيز الفائق.

ضع في حسبانك أنَّه إذا كان النشاط صعباً للغاية، ستشعر بالإحباط أكثر من شعورك بالتدفق، لذلك استمر في التدريب أو ابحث عن هواية جديدة.

إقرأ أيضاً: 7 هوايات تُنمّي حس الإلهام والذكاء

4. تحدي نفسك:

يمكن أن يصبح روتيننا اليومي رتيباً بسرعة، مما يجعلنا نعمل دون وعي خلال اليوم، وهذا عكس التدفق.

لإحداث تغيير أو تحسين ما وزيادة احتمالات الدخول في حالة من التركيز الفائق، أنت تحتاج إلى تجربة أشياء جديدة؛ فإذا أصبح العمل سهلاً للغاية ومتكرراً، فقد تحتاج إلى دفع نفسك عن طريق طلب ترقية أو تحمل مسؤوليات جديدة، وإذا كان أطفالك يذهبون إلى المدرسة وكانت أيامك تمر بسهولة وهدوء، فقد تحتاج إلى تحديد أهداف أكثر دقة وصعوبة لنفسك، كأن تقوم بمشروع إعادة تصميم أو تغيير ديكور المنزل، أو طهي وجبات عشاء جديدة وأكثر صعوبة.

من خلال إضافة التحدي إلى روتينك اليومي، من المرجح أن تشعر بالتركيز الأمثل للتدفق.

5. تخصيص وقت للتسلية:

توفر التسلية طبيعياً جميع عناصر التدفق، فعندما نلعب، ينصبُّ تركيزنا على اللعبة، ونستغرق في هذا النشاط ونستمتع؛ لذا، إذا فشل كل شيء آخر، أفسح المجال للتسلية خلال يومك لزيادة احتمالية تركيزك.

في الختام:

يتطلَّب التركيز أو إيجاد التدفق في حياتنا اليومية أن نتحدى أنفسنا، كما يتطلب منا التركيز على شيء واحد فقط تلو الآخر؛ فإذا كان النشاط صعباً للغاية، سوف نشعر بالإحباط، وإذا كان سهلاً للغاية، سوف نشعر بالملل، وإذا لم يكن النشاط ممتعاً، فمن الواضح أنَّنا لن نحظى بأي متعة.

لذلك، نحن بحاجة إلى تجربة الأنشطة التي تتسم بالمرح والتحدي والتفاعل طيلة اليوم، أو جعل ما نقوم به بالفعل أكثر متعة وتشويقاً مما هو عليه؛ ثم بعد ذلك، نحتاج إلى وضع كل ما لدينا من طاقة في مهمة واحدة أو نشاط واحد، وألا نسمح للإلهاءات أو تعدد المهام بتشتيت انتباهنا، عندها فقط سنجد التدفق في كل يوم.




مقالات مرتبطة