5 طرق تساعدك على المضي قدماً بعد الفشل

لا توجد حياة خالية تماماً من الفشل، إلَّا إذا كنت بحالة حذر دائمة تمنعك من عيش الحياة الطبيعية، وهذا بحدِّ ذاته فشل مسبق.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتروي لنا فيه تجربتها مع الفشل.

ثمَّة مقولة شائعة مفادها أنَّ الندم الوحيد سيكون على الفرص الضائعة، ربَّما لم يتخذ قائلها أي مخاطرة في حياته؛ لأنَّ أي مجازفة تنطوي على مخاطر عديدة ومؤذية للإنسان، وتسبب له شعوراً بالندم، ربَّما يكون بسبب الخجل والإحساس بالعار أو الغباء الذي نتج عن تلك التجربة.

أتذكَّر عندما كنت في السابق مغرورة ومتمسكة بوجهة نظري التي كانت باعتقادي هي الأصح، وقد تجاهلت آراء الآخرين التي حذرتني، ولاحقاً كان فشلي إثباتاً على صحة كلامهم.

قد يكون سبب الندم هو ضياع الوقت أو جرح لمشاعر الآخرين؛ كأن تمنع عن أطفالك شيئاً ما في الوقت الحاضر من أجل مستقبل أفضل لهم، ومهما كانت طبيعة الفشل لا بد أن يترك بصمة في حياة الإنسان، لا سيَّما عندما يقدم على تجربة جديدة مختلفة عمَّا هو متوقع منه؛ كأن تقرر عيش الحياة بطريقة تختلف عن الآخرين.

إنَّ عيش الحياة بشجاعة له عواقبه ويُحمِّلُ الإنسان مسؤولية كبيرة، وهذا ما يعطي المعنى للحياة؛ لأنَّ الأشياء السهلة دائماً ليست ممتعة، كما يمكنك الجمع بين الحذر والمضي قدماً نحو أهدافك في الوقت نفسه دون أن تشعر بالمعاناة أو تحاول العودة إلى الوضع الآمن والمريح.

كما يؤكد كثيرٌ من الأشخاص الناجحين أمثال رجل الأعمال "ريتشارد برانسون" (Richard Branson) أنَّ القدرة على استعادة القوة والنشاط بعد الفشل هي أهم صفة يجب أن يمتلكها أي شخص لديه مشروع ريادي.

في هذا المقال توجد 5 طرائق تساعدك على ذلك:

1. إعادة اكتشاف الدافع:

كثيراً ما نفقد رؤيتنا والدافع الحقيقي الذي يجعلنا نسعى وراء حلم ما ونعمل من أجله، ويبدو هذا واضحاً عندما يكون ثمَّة حلم مشترك لعدة أشخاص، ولكن مع اختلاف دوافعهم، وهذا يعطي تفسيراً منطقياً لاختلاف نتائج أحدهم عن الآخر.

المشكلة هي أنَّ قناعاتنا الثابتة ناتجة عن دوافع عاطفية وليست منطقية؛ ومن ثمَّ يصعب تفسيرها في هذا المجتمع فنتجاهلها، وعند نسيان الدافع الأساسي للإنسان أو تجاهله يصبح ضعيف الإرادة وسريع الاستسلام أمام أي تحدٍّ أو مواجهة؛ بسبب فقدانه الارتباط العاطفي بالنتيجة النهائية المرجوة الذي كان قوياً ونابعاً من رغبة شخصية في البداية، كما بإمكانك الاستعانة بالتأمل لاستكشاف دوافعك العميقة التي تهمك بصرف النظر عن رأي الآخرين؛ فالهام أن تستمد منها طاقة ودافعاً يساعدانك على الاستمرار.

شاهد بالفيديو: كيف تدفع نفسك للمضي قدماً وتحقيق النجاح؟

2. تذكُر الأشخاص الذين سيفرحون بفشلك:

مع كل تجربة فاشلة في الحياة نواجه أشخاصاً يقللون من قيمتنا، وعند النجاح أيضاً يشككون في قدراتنا، وهم غالباً ينتمون لنمط الحياة الذي نحاول التخلص منه، وعادة نتجاهل آراءهم؛ لأنَّنا نكون على يقين أنَّ نجاحنا في النهاية سيكون أقوى رد عليهم؛ لكنَّ الصدمة عندما نفشل بتحقيق النتائج المرجوة؛ فتحضر وجوههم في أذهاننا ونشعر بالعار بسبب هذا الفشل ونعيد التفكير بوجهة نظرهم من البداية هل كانت صحيحة ونحن المخطئون.

بإمكانك تحويل هذه المرحلة لصالحك؛ فبدلاً من تذكرهم والشعور بالإحباط والخوف من أحكامهم؛ اجعل هذا حافزاً لك لتنهض وتستعيد قوتك وتنتقل إلى مرحلة جديدة.

3. امتلاك وجهات نظر جديدة ومفيدة:

إنَّ تبني وجهات نظر جديدة له فائدة كبيرة من خلال إعادة برمجة الدماغ على قواعد جديدة تختلف عن التي نشأ عليها واعتادها، ويجب الوقوف ضد معتقدات المجتمع الخاطئة التي تكوِّن منطقة راحة يلجأ إليها الدماغ بسهولة عند الأوقات الصعبة والتحديات، واحرص على المطالعة وقراءة الكتب المفيدة والتحدث مع الأشخاص الإيجابيين.

إنَّ الإيمان بقدرتك على النجاح هو أكبر محفز؛ لأنَّ عقلك سيستجيب لمعتقداتك الإيجابية أو السلبية وسيعمل على تنفيذها، ويساعد على ذلك أيضاً وجود بيئة داعمة وأشخاص مشجعين إلى جانبك.

4. مواجهة الخوف:

عادة ما يكون التفكير بالمخاوف أشد من مواجهتها في الواقع؛ فغالباً ما تأخذ حيزاً من تفكير الإنسان أكبر من حجمها الحقيقي، وعند مواجهتها يكتشف محدوديتها وقدرته على تجاوزها؛ لذا تعرَّف إلى مخاوفك وواجهها من خلال الأسئلة الآتية:

  • ما الذي تخاف من مواجهته في المستقبل؟
  • ما الذي تخاف منه عند الاستسلام؟
  • هل يمنعك الخوف من تحقيق أهدافك؟ هل يقف الخوف عائقاً في طريقك؟ هل حاولت تفسير مخاوفك وإيجاد أسباب منطقية لها؟
  • هل هذه المخاوف واقعية؟ وفي حال كانت كذلك هل يمكن فعل شيء لتجنب عاقباتها؟

لا تدفن مخاوفك أو تتجاهلها؛ بل واجه الأمر مباشرةً حتى تستطيع اتخاذ قرارات منطقية ليست مبنية على الخوف.

إقرأ أيضاً: كيف تواجه خوفك: 7 نصائح فعالة لمواجهة الخوف

5. الاستمرار بالعمل وعدم الاستسلام:

حتى عندما يكون إيمانك في أسوأ مراحله ولا تستطيع التفكير بهدفك بعد الآن؛ ثق في نياتك واستمر في العمل، ويمكنك تعديل استراتيجيتك وطريقة عملك إن تطلب الأمر ذلك، الهام ألا تتوقف عن السعي؛ لأنَّ ذلك سيساعدك على الخروج من ذلك المأزق واستعادة الثقة بنفسك وقدراتك ويتيح لك فرص جديدة.

إقرأ أيضاً: 6 أمور تبيّن أهمية التحفيز في عالم الأعمال

في الختام:

لا شك في أنَّ الفشل تجربة صعبة تترك أثرها في الإنسان؛ لكنَّها أيضاً يمكن أن تكون نقطة تحوُّل نحو النجاح، وستكون تجاربك الفاشلة التي لم تستسلم لها وقدرتك الدائمة على النهوض من جديد جزءاً ثابتاً ترويه في قصة نجاحك، وهذا هو إرثك العظيم الذي لن يستطيع أحد أن يسلبه منك.




مقالات مرتبطة