5 خطوات للتخلص من التوتر الناجم عن تربية الأبناء

إن حفاظك على هدوئك في الأوقات الصعبة، يمنح أطفالك شعوراً بالأمان، ويساعدهم كي يتأقلموا مع محيطهم على نحو هادئ وعقلاني، وبالتالي يزيد من فرص نجاحهم في حياتهم مستقبلاً. وفي الأحوال جميعها، لا مفر من أن يتحلى الأهل بالصفات التي يريدون لأطفالهم أن يتربوا عليها، ففاقد الشيء لا يعطيه.


ويضيف بيرس قائلاً: "قد يشعر الآباء بالحيرة في بعض الأوقات، بسبب التحدي الذي يفرضه تحقيق التوازن بين العائلة والعمل ومتطلبات الحياة الأخرى. لكن تبقى الفرصة قائمة دائماًً لتربية الأبناء على نحو مرضٍ ومتوازن."

ويقدم الدكتور بيرس 5 خطوات لمساعدة الأهل على تخفيض حدة التوتر في المنزل، وهي كما يلي:

1. تولي زمام السيطرة:
يتعلم الأطفال مهارات التكيف من خلال مشاهدة ردة فعل الأهل، وكيفية تعاملهم مع الحالات المختلفة؛ فعندما تبقى هادئاً وممعناً في التفكير، وإن حاول أطفالك إثارة أعصابك، فإنك تسيطر على درجة انفعالك، عندما ترتفع مستويات التوتر لديك. يقول بيرس: "إن أردت أن تربي أطفالك ليكونوا قادرين على التكيف، ويتمتعون بالقدرة على التحكم بأعصابهم وانفعالاتهم، ويعاملون الآخرين باهتمام وعطف، عليك أن تكون قدوة لهم في ذلك."

2. التحكم بالتوقعات:
يقلق معظم الأهل حول ماهية شخصية أطفالهم مستقبلاً، متناسين أن الكمال صفة غير متحققة في البشر أبداً. لذلك، فالرغبة في الحصول على عائلة مثالية، سيقضي على فرص الاستمتاع التي يشعر بها المرء أثناء تربية أبنائه. يعلق بيرس على ذلك بقوله: "إن الأطفال الذين يتلقون المحبة والتشجيع، يحترمون ذواتهم ويتصفون بالثقة عندما يكبرون. ويمر الأطفال بمراحل حرجة قد تثير أعصاب أكثر الأهل صبراً، لكنهم مطالبون في الأحوال جميعها بالتروي ومحاولة النظر إلى المشكلات الحادثة على أنها مؤقتة فقط."

3. الاستراحة القصيرة:
من السهل أن يتجاوز التوتر حدوده، عندما تتعامل مع ظروف الحياة العائلية المرهقة. لذلك، إن شعرت بأنك لم تعد تطق صبراً، اتصل بصديق ما أو بأحد أقربائك ليقدم لك الدعم المطلوب. ويعقب بيرس على هذه المسألة بقوله: "إن إجراء محادثة هاتفية بسيطة يمنحك الوقت كي تتراجع، وتستعيد رباطة جأشك من جديد."

وتوافق كورتني كاستر، وهي أم وخبيرة في العلاج العائلي، على هذه الفكرة قائلة: "عندما كان طفلي الأول حديث الولادة، لم أنل قسطاً كافياً من النوم لمدة طويلة. وأدركت حينئذ أهمية التواصل مع الآخرين لتلقي الدعم اللازم. فصرت وصديقاتي نتبادل خدمات رعاية أطفالنا، وأوجدنا أفكاراً ممتعة بهذا الخصوص، كأن نجمع أطفالنا ونتفرغ للحديث."

4. إعادة توجيه المواقف السلبية:
إن لم تجد أحداً يجلس مع أطفالك لتمضي بعض الوقت بمفردك، ابقَ إيجابياً، وتجنب الصراخ والعقاب اللذين قد يقلبان أي مشكلة بسيطة إلى كارثة. ويمكنك أن تأخذ الأطفال في رحلة قصيرة إلى الخارج ليستنشقوا بعض الهواء المنعش، أو أن تكلفهم بمهمة ما، أو تجتمع بهم لقراءة كتاب ما. تذكر جيداً أن إعادة توجيه المشكلة قد يساعدك على التقليل من حدة توترك.

5. إنشاء روابط إيجابية مع الأبناء:
لا يعاني الأهل وحدهم من التوتر، فالأطفال أيضاً معرضون لحالات مثيرة للتوتر أيضاً. لذلك، ابذل أفضل ما لديك لجعل بيئتك المنزلية مريحة، ولتتمكن وأطفالك من التمتع بملاذ آمن تلجؤون إليه وتتخلصوا به من ضغوط الحياة. وينصح الدكتور بيرس بالتركيز على إنشاء رابط حيوي مع الأطفال، فيقول: "تبنى العلاقات العائلية الصحية مع مرور الزمن، من خلال الرعاية والمحبة وإظهار العاطفة تجاه الآخرين. ومثال ذلك: عندما تدخل المنزل عانق أطفالك، وامنح كل واحد منهم بضع دقائق، كي تمنحه الاهتمام الذي يحتاجه. وفي حال كنت شديد الانشغال ولم تتمكن من فعل هذا الأمر، أخبرهم بذلك وحدد وقتاً آخر واحرص على الالتزام به؛ فالأطفال يشعرون بالأمان عندما يتلقون الاهتمام، وحينما يستمع إليهم الأهل. وهذا وحده كفيل بالتخفيف من توترهم."

في المرة القادمة التي تشعر فيها بالحيرة، ويبلغ فيها التوتر ذروته لديك، تذكر أن اعتناءك بعائلتك مرتبط بمدى عنايتك بنفسك أولاً. لهذا، تعلم أن تتخلص من هذا النوع من المشاعر دائماً، سواء بممارسة التمارين أو بقضاء بعض الوقت بمفردك أو عن طريق الاتصال بصديق.

هل تعبت من السهر طوال الليل بسبب مولودك الجديد؟ هل أنت منزعج من الخطوط التي رسمها ابنك على الحائط المدهون حديثاً؟ هل تشعر بالغضب لأن ابنك المراهق استعار سيارتك من دون علمك؟ لقد وجدت دراسة جديدة، أجراها مركز (بيو للبحوث-Pew Research Center) أن غالبية الأباء يعتقدون أن قضاء مزيد من الوقت مع أطفالهم هادف، لكنه متعب أكثر من المجهود الذي يبذلونه في أعمالهم.

ويقول خبير المعالجة الأسرية كريغ بيرس: "إن تربية الأبناء تجربة ممتعة، لكنها متعبة ومرهقة أيضاً. كما أن مواجهة التحديات الناتجة عن ذلك، تعد مهمة ضخمة."