5 خطوات لبناء فريق عمل منسجم

يمكن أن يكون بناء فريق جديد أحياناً أسهل بكثير من إعادة هيكلة فريق قديم؛ حيث يؤكد العديد من أرباب الأعمال ذلك من وحي تجاربهم الشخصية؛ لذا نقدِّم هذا المقال لهم ولكل شخص يعيش تجربة مشابهة.



يتأذى الفريق بطرائق عدة؛ على سبيل المثال، عندما تعطي وعوداً ولا تفي بها، أو عندما تتخلى عن أشخاص هامين من الفريق باستمرار، أو عندما لا تعير الانتباه لحاجات أعضاء الفريق أو لا تعمل على ترقيتهم، وغيرها من الأسباب الأخرى.

تخيَّل شركة تعاني من مشكلة أو أكثر من هذه المشكلات، ولكن قررَت التخلي عن هذه الممارسات السيئة واتِّباع أسلوب تعامل آخر؛ فلنضع أنفسنا في موقف القائد الجديد الذي سيتسلم زمام الأمور لتطبيق هذا التغيير، كيف ستجعل أعضاء الفريق يؤمنون بك؟ وكيف ستطبِّق سياستك الجديدة في التعامل يومياً؟ وكيف ستجعل أعضاء الفريق ينسجمون مع بعضهم مجدداً؟ سنقدم لك في هذا المقال الخطوات الخمس التي قد تحقق ذلك:

1. التطلع إلى المستقبل:

أذكى طريقة للتطلع إلى المستقبل منذ البداية هي تحديد الأخطاء المُرتكبة حتى اللحظة، لكن دون الإساءة إلى الموظفين الذين ارتكبوها.

أحد التمرينات المساعدة على هذه الخطوة هي تصوُّر أزرار التحكم في برنامج تشغيل الموسيقى وتطبيقها على المنهج الجديد الذي ستتَّبعه في العمل؛ حيث تتألف من ثلاثة أزرار: التوقف (Stop)، إعادة الإنتاج (Play)، والمضي إلى المستقبل (Forward)، فمثلاً: يتوجب على القائد أن يشرح لفريقه الأمور السلبية التي يتوجب على الشركة التوقف عن القيام بها (Stop)، وفي الوقت ذاته الأمور التي عليه التركيز عليها الآن (Play) وفي المستقبل (Forward) على أنَّها أمورٌ صحيحة.

تسمح هذه الطريقة في ترتيب واقع الشركة بالاعتراف بالأخطاء وتحمُّل المسؤوليات، وتساعد أيضاً على التقدُّم نحو المستقبل وتجنُّب الندم لاحقاً.

أعتقد بأنَّه علينا تقديم أفضل ما لدينا لتجنُّب الاجتماعات التي يعبر الموظفون فيها عن استيائهم دون جدوى؛ ومن الهام أن يُجري القادة هذه المحادثات؛ حيث إيجاد الحلول للمشكلات لن يكون ممكناً إلا إذا تحمَّلنا المسؤولية وبادرنا بحلها، ويتوجب على القائد خلق ثقافة شركة يتحمَّل فيها الأفراد والفِرق المسؤولية؛ أي يجب علينا التعاون مع أعضاء الفريق، ونحلِّل الأخطاء المرتكَبة والمضي قدماً، دون الشماتة بأخطاء الآخرين.

شاهد بالفيديو: 4 أمور عليك فعلها حتى تكون قائداً حقيقياً وتثير تفاعل الفريق

2. الجمع بين المنطق والمشاعر:

قد نقدِّم أفضل الحجج التي تدعم رأينا، إلا أنَّنا لا نتمكَّن من التأثير في أحد، أو قد نؤثر فيهم بعض الشيء، ولكن نخفق في إقناعهم. فيكمن التحدي إذاً في إثارة الجانبين المنطقي والعاطفي في الأشخاص، وإن تجاهلنا جانباً على حساب الآخر؛ فلن نحقق الأهداف المطلوبة.

ما أشار إليه روَّاد علم النفس ينكشف اليوم انكشافاً كاملاً من خلال آخر الاكتشافات في علم الأعصاب، والتي تؤكد أنَّنا كائنات عاطفية تفكر، على عكس الاعتقاد السابق، وهو الاكتشاف الذي سيغير نظرتنا إلى الكائنات البشرية تغييراً عاماً.

كل ما نقوم به ونفسره ونقرره ونفكر فيه مرتبط بمشاعرنا، ومن ثم يمكننا الآن أن نفهم لماذا ينجح بعض السياسيين في مجال ما، حيث إنَّهم يستفيدون من هذا العامل، ويشبه الأمر ما يحدث في حياتنا اليومية عندما نشتري أغراضاً نعلم أنَّنا لسنا بحاجة إليها بسبب رغبتنا الشديدة في اقتنائها.

وبالعودة إلى حديثنا هنا، يتوجب على القائد الذي يريد إعادة بناء فريق متأذٍ أن يقدِّم حججاً ملموسة يمكن ملاحظتها وقابلة للقياس، ولكن في الوقت نفسه تخاطب المشاعر، وعند التطبيق، يشبه هذا الأمر كتابة خطاب قائم على الحقائق، ولكن مع إعطاء أهمية كبيرة لمشاعر الناس، كالمثال الآتي:

"أعلم أنَّنا نمر بأوقات عصيبة، وأنَّ الشركة لم ترتقِ إلى مستوى التحدي، ومثال على ذلك عندما لم نوزع لكم المكافأة السنوية كما وعدنا، إلا أنَّنا ندرك اليوم قيمة كل فرد من أفراد هذا الفريق؛ فنحن نعلم قدرة وكفاءة كل فرد منكم، وأخيراً، نحن مقتنعون أنَّنا سنمضي قُدماً".

إقرأ أيضاً: 5 نصائح إدارية لقادة الفرق المجهدين

3. المحافظة على توافق أقوالك مع أفعالك:

تذكَّر أنَّه من المستحيل عدم التواصل، ومن ثم ينتبه الموظفون على الرسائل التي تنشره، ويدققون جميع تصرفات الشركة عن كثب أيضاً؛ لذا يجب على القائد أن يكون مثابراً، وأن يسعى دوماً إلى تحقيق التوافق بين أقواله وأفعاله. 

تتألف عملية إعادة بناء المصداقية من خطوات متتالية وتُحقَّق من خلال إنجاز أهداف صغيرة بانتظام؛ حيث إنَّ هذه الأهداف إثباتات واقعية للتغيير، والنقطة الهامة هي أنَّه إذا لم نحترم تأثير الإجراءات التنظيمية في الموظفين من خلال الإهمال أو السذاجة أو الاحتقار، ستكون العواقب قاسية، وفي هذه المرحلة، لن نكون متفائلين جداً بشأن القدرة على تنظيم مجموعة من الأشخاص مرة أخرى.

4. منح الأشخاص المتأذين اهتماماً خاصاً:

الاهتمام بالموظفين كلٌّ على حدة هام للغاية؛ فبغض النظر عن أيَّة تصرفات جماعية، يجب أن ينتبه القائد لوجهات النظر الفردية ومخاوف جميع الأطراف المتعاونة.

ويأتي هنا دور الخبرات السابقة لكل فرد في المنظمة، إضافة إلى سماته الشخصية، والتي كان من الممكن أن تجعله أكثر أو أقل مهارة في التعامل مع مثل هذه الظروف.

سيمكِّن اكتشاف حدود تسامح وتحمُّل كل عضو من أعضاء الفريق القائدَ من معرفة حدود حساسيتهم، وسيمنحه دليلاً مثالياً على كيفية التعامل مع كلٍّ منهم، إضافة إلى القدرة على احتوائهم إذا لزم الأمر أو مساعدتهم على رؤية الأشياء من منظور مختلف.

من الخاطئ معاملة الجميع بالتساوي؛ وذلك لأنَّ كل شخص مختلف عن الآخر؛ لذا من الضروري أن يخصص القائد وقتاً في الأسبوع للتحدث مع أعضاء فريقه، فليعدَّ القائد أنَّ هذه المحادثات جزء من مهامه؛ وذلك لأنَّ للتحدث مع أعضاء الفريق أهمية تماثل أهمية التخطيط الجيد، وهي إحدى المهارات الأساسية لإدارة الموظفين.

إقرأ أيضاً: القيادة الخدمية: اهتم بفريقك أولاً ومن ثم بنفسك

5. تجاهُل جميع "الالتزامات" المذكورة سابقاً:

امزج المزاح مع الجديَّة، وخذ الأفكار التي تشعر بأنَّها تفيدك، وتلك التي يمكنك الوثوق بها والإيمان بها لأنَّك تشعر بأنَّها ستتجذر في واقعك. أجمل ما في الأمر أنَّه يمكنك إيجاد الخطوات التي تناسبك، فلا تنسَ أبداً أنَّه يمكنك دوماً مداواة فريق مجروح، وأنَّ شرط نجاحك لتحقيق الشفاء هو أن تحب أعضاء فريقك وأن تؤمن بأنَّك قادر على مساعدتهم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة