5 خطوات لإعداد خطة فاعلة لتنمية الذات

يتسنى للفرد أن يحقِّق مزيداً من الإنجازات ويعيش حياة هانئة وحافلة بالسعادة عندما يسعى إلى تنمية ذاته، وتبرز المشكلة عندما يندفع الفرد إلى تطوير ذاته بطريقة عشوائية غير منظمة عبر قراءة كتب تبحث في التنمية الذاتية وتطبيق الأساليب التي تعجبه عندما يحلو له، وهي طريقة تفتقر إلى التنظيم، ويشترط تحقيق التنمية الذاتية وضع خطة مدروسة ودقيقة.



5 خطوات لإعداد خطة فاعلة لتنمية الذات:

1. إدراك حدود القدرة البشرية:

يتطلب تحقيق التغييرات الهادفة بعض الوقت وهو لا يتم بين ليلة وضحاها، ويفترض بعض الناس أنَّ تحقيق التغييرات والتحسينات الجذرية في الشخصية يتم خلال فترة زمنية قصيرة، وهو اعتقاد خاطئ.

ليست العملية بهذه البساطة؛ وذلك لأنَّ تطوير مهارة أو سلوك معين، يتم عبر بناء روابط عصبية جديدة في الدماغ وإلغاء أخرى قديمة، وهذا يتطلب الممارسة والتكرار والوقت.

لا يهدف هذا الكلام إلى إحباط عزيمتك أو ثنيك عن السعي وراء تنمية ذاتك؛ بل إلى مساعدتك على وضع أهداف واقعية وقابلة للتحقيق من جهة؛ لكنَّها تؤدي إلى إحداث تغييرات جذرية من جهة أخرى.

يستغرق تطوير المهارات والسلوكات بضعة أشهر في العادة؛ إذ يستغرق المصابون بالقلق الاجتماعي على سبيل المثال نحو 6-12 شهر وسطياً للتغلب على اضطرابهم وإحراز تقدُّم ملحوظ وبناء الثقة بالنفس في المواقف الاجتماعية.

هذا يعني أنَّ الوقت اللازم لإجراء التغييرات يتناسب طرداً مع عدد الجوانب التي تعتزم تغييرها؛ وبذلك يجب أن تضع في حسبانك أنَّ العمل على تنمية جوانب عدة من شخصيتك، ولتكن 7 جوانب على سبيل المثال، سوف يستغرق بضع سنوات؛ أي باختصار يجب أن تكون منطقياً في تحديد الهدف والمدة المتوقعة لتحقيقه في الخطوة الأولى.

2. ترتيب الأولويات:

يجب أن ترتب أولوياتك من الأكثر إلى الأقل أهمية؛ بمعنى أن تختار المهارات والسلوكات ذات الأولوية العالية وتعمل على تنميتها، وتنتقل إلى مجموعة جديدة بعد أن تنتهي منها وهكذا دواليك، فتهدف هذه الخطوة إلى تنظيم أهدافك؛ لأنَّك لا تستطيع تحقيق جميع التغييرات التي تحتاج إليها دفعة واحدة في الوقت نفسه.

بناءً على ما سبق، يجب أن تفكر جيداً بالتغييرات الهادفة والضرورية وترتبها بحسب الأهمية وتعمل عليها واحدة تلو الأخرى؛ وهذا يعني أنَّك تحتاج إلى تحديد التغيير الأول لتباشر العملية، وتستطيع أن تحدِّد هذا التغيير عبر الإجابة عن السؤال الآتي: "إذا استطعت أن تجري تغييراً واحداً فقط في شخصيتك، فماذا ستختار حينها؟".

تبدأ بعد ذلك مرحلة العمل على إحداث هذا التغيير، وإعادة طرح السؤال مجدداً بعد الانتهاء منها، والانتقال لتغيير جديد وهكذا دواليك، وبهذه الطريقة سيتسنى لك أن تحقق أقصى فائدة ممكنة من وقتك وجهدك، وتجري التغييرات الضرورية وذات الأولوية في البداية.

شاهد بالفديو: 5 أسئلة تساعدُكَ على تحديد الأولويات

3. صياغة الأهداف بطريقة مُلهِمة:

قارن هدفَي التنمية الشخصية الآتيين:

  • "أريد أن أنمِّي مهاراتي في التحدث أمام العامَّة".
  • "كم أرغب في أن أكون قادراً على اعتلاء المنصة بكل ثقة أمام الجمهور، وأن أشعر بالراحة والحيوية، وأتحدث بشغف، وأطرح أفكاري بترابط وتسلسل منطقي، وأقدِّم للحضور معلومات ذات قيمة".

هاتان طريقتان مختلفتان لهدف واحد، ولا شك أنَّك تدرك وتشعر بالاختلاف فيما بينهما؛ إذ تفتقر الصياغة الأولى لعناصر الوضوح والعاطفة والإلهام والتحفيز، في حين يغلب على الثانية الوضوح والعاطفة والحيوية، وهي تلهمك، وتحمِّسك وتدفعك إلى مباشرة العمل في الحال، ويجب صياغة أهداف التنمية الذاتية وتدوينها وفق الطريقة الثانية.

إقرأ أيضاً: الأهداف الذكية (SMART): كل ما تحتاج إلى معرفته عنها

4. تجزئة الأهداف الكبيرة إلى خطوات ونشاطات يومية:

لا يكفي أن تحدِّد أهدافك؛ بل يجدر بك أن تجزِّئها إلى خطوات صغيرة، ونشاطات يومية تدوِّنها وتنفِّذها بغية تحقيق الأهداف النهائية، وسيتسنى لك أن تبدأ العمل على أرض الواقع عند تحديد النشاطات اليومية.

فإذا اعتزمت تطوير مهارات التحدث أمام الجمهور على سبيل المثال، عندئذٍ تستطيع أن تجزِّئ هدفك إلى نشاطات يومية محددة، ولتكن قراءة كتاب عن التحدث أمام العامة اليوم، والتدريب على التحدث أمام المرآة في الغد، وتقديم عرض تقديمي أمام مجموعة من الأفراد بعد غد.

يؤدي التخطيط والقيام بالأعمال اليومية إلى إحراز تقدُّم ملحوظ صوب الهدف النهائي، وسرعان ما ستبلغ مرادك وتحقق التنمية الشخصية التي تريدها.

5. مكافأة نفسك:

يبعث التقدم على الرضى، كما أنَّه يحفز الفرد ويدفعه إلى مواصلة العمل؛ لكنَّك يمكن أن تواجه بعض الصعوبة في أحد مراحل العمل ويصبح التقدم شاقاً عليك، وقد تفقد حماستك في مثل هذه الظروف، وتقتضي الضرورة في مثل هذه الأوقات أن تحفِّز نفسك؛ وذلك عبر استخدام الدوافع والحوافز الشخصية، كما تستطيع أن تدرج هذه الحوافز ضمن خطة العمل منذ البداية.

تقتضي هذه الخطوة مكافأة نفسك على القيام بالنشاطات التدريبية اليومية، ويمكن أن تشمل هذه المكافآت جميع الأشياء التي تستمتع بها، مثل تناول الحلوى، أو زيارة منتجع صحي ونحو ذلك.

أي يقتضي الحل أن تكافئ نفسك وتمنحها فرصة الحصول على شعورٍ فوريٍّ بالرضى؛ لأنَّ الإنسان بطبيعته يميل لهذا النوع من الرضى، وعندها سيتسنى لك أن تبقي على حماستك خلال رحلة تطوير ذاتك.

إقرأ أيضاً: 9 طرق بسيطة لمكافأة نفسك والقضاء على التراخي

في الختام:

تصبح عملية التنمية الذاتية ممتعة ومثمرة عندما تدرج التوقعات والأهداف والحوافز الصحيحة ضمن خطة العمل منذ البداية، وعندها سيتسنى لك أن تغير نفسك وحياتك وتستمتع بالعملية أيضاً، وتستمر عملية التنمية الذاتية طوال الحياة؛ ومن ثَمَّ من الحكمة أن تستمتع بها قدر المستطاع.




مقالات مرتبطة