5 خطوات بسيطة لتجنب الاحتراق الوظيفي

يعمل معظم أصدقائي كرواد أعمال - ويرغب بعضهم في أن يصبحوا كذلك - ويتغنَّون دائماً بانشغالهم وكأنَّه أمرٌ يدعو إلى الفخر، ويتحدثون بفخرٍ عما يعانونه من قلةٍ في النوم، وعن كمية القهوة التي يشربونها، وعن عدد الأيام التي يعملون فيها خلال الأسبوع؛ إذ إنَّهم يعملون بجد، ويمرحون خلال عطلة نهاية الأسبوع، ثم يكررون ذلك مجدداً في الأسبوع الذي يليه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدِّون "بارد هارت" (Bard Hard)، والذي يُحدِّثُنا فيه عن تجربته في كيفية تجنُّب الاحتراق الوظيفي.

يمكن تشبيه الإفراط في العمل بناقل الحركة في السيارة؛ حيث تنطلق وتتحرك بسرعة، ويغمرك بالدوافع، ولكن ماذا يمكن أن يحدث عندما يستمر تسارع الحركة؟ وإلى أي مدى يمكنك تحميل المحرك فوق طاقته؟ توجد دائماً مشكلات بحاجة إلى الحل في ريادة الأعمال، وهناك أناس يساعدوننا على حلها، فهي ليست سباقاً نجري فيه بأقصى سرعة للوصول إلى خط النهاية.

عندما امتلكتُ سيارة من نوع "سوبارو" (WRX)، اعتدتُ أن أبدأ التحرك ثم أزيد طاقة الحركة من خلال نقل السرعة إلى المستوى الثالث؛ إذ كانت تلك نقطة التحول؛ حيث يبدأ الزخم عندها بالسيطرة عليَّ.

يمكنك الحصول على دافع كافٍ للانتقال إلى المستويين الرابع والخامس؛ حيث لا تضطر حتى إلى دفع الدواسة بشكل أسرع، فما إن تفكر في الأمر، فسوف تجد نفسك فجأة تتسارع؛ لذا كيف نصل في ريادة الأعمال إلى هذا الحد من السلاسة في العمل والتركيز دون جهدٍ مضاعف؟

1. تنفيذ مهام كبيرة:

هذا هو شعارنا في مؤسسة "ذا غريت فاونديشن" (The Greatness Foundation)؛ حيث نبني المدارس والمنازل للمحتاجين، بالإضافة إلى مشاريع أخرى حول العالم، ولكنَّه ينطبق هنا أيضاً "هل الأشياء التي تقوم بها هي التي تدفعك إلى الأمام للحصول على النتائج التي تريدها؟ وهل هي ذات أولوية عالية وتأثير كبير ونفوذ عالٍ؟" إذا لم تكن كذلك، فأزِلها أو تخلَّص منها.

إقرأ أيضاً: كيف تجد الدافع لتعمل؟

2. تنفيذ عدد أقل من المهام:

اسأل نفسك هذا السؤال دائماً، والذي يطرحه رائد الأعمال العظيم "تيم فيريس" (Tim Ferriss): ما هي الأشياء، التي إذا قمتَ بأدائها، فسوف تجعل بقية قائمة المهام الخاصة بك أسهل أو قليلة الأهمية؟ أو بطريقةٍ أخرى، كيف سيبدو هذا العمل إذا كان سهلاً وممتعاً؟

3. إدارة الوقت:

يُطلَق على إحدى أشكال إدارة الوقت مصطلح "إيدل" (EADL)؛ وهو اختصار في اللغة الإنجليزية جمعَت حروفه أوائل الكلمات الآتية:

  1. الحد (Eliminate) من المهام التي ليس لها أهمية كبيرة، وذلك إذا لم يكن في الإمكان التخلص منها.
  2. أتمتة (Automate) المهام بأفضل ما يمكنك؛ حيث إنَّ عدم الكفاءة في الأتمتة لا تُقدِّم سوى زيادة في الوقت المهدور وعدم الكفاءة، فاستخلِص فقط ما هو جميل وبسيط وفعال وما يمكن أن يخدمك من هذه الأفعال.
  3. تفويض (Delegate) ما لا يمكن أتمتتهُ أو التخلُّص منه إلى شخص آخر.
  4. تحرير (Liberate) نفسك من العملية حتى تتمكن من الارتقاء بالمستوى والتركيز على المهام الأكبر والأفضل.

تخلَّص مما ليس هاماً أتمتهُ إذا كان ممكناً، وإذا لم يكن كذلك، فافهمه بشكل صحيح، وعلِّمه لشخصٍ آخر بدقة، ثم أَزِله عن عاتقك.

شاهد بالفديو: 6 سلوكيات خاطئة تمنعك من تحقيق النجاح المهني

4. تنفيذ المهام بنفسك أولاً:

لتفهم كيف تجري وتسير الأمور بشكل أفضل، نفِّذ المهام بنفسك أولاً حتى تتمكن من إنشاء طريقة ناجحة لسير العمل وقائمة مهام تعود إليها كمرجع لعملك، ودرِّب فريقك باستمرار على التفكير بطريقة بسيطة وعملية، وضَع خطوات سهلة، واجعلها متاحة للفريق؛ حيث سيوفِّر هذا ساعات لا تُحصَى من الوقت عندما يحين وقت التوظيف والتدريب.

نعتمد قاعدة "متاح دائماً"؛ حيث تسمح لنا باستهلاك الوقت كاملاً في متابعة سير العمل وقائمة مهام تحوي كل ما علينا إنجازه؛ إذ تقول القاعدة إنَّك إذا كنتَ قد فعلتَ شيئاً 100 مرة أو مرة واحدة، فسوف تظل دائماً قائمة التحقق مفتوحة حتى لا يُنسى أو يُهمَل أي شيء؛ حيث نبحث أولاً عن الخطأ الذي حدث في قائمة التحقُّق في حال تعطُّل أيَّة مهمة خلال سير العمل.

ولهذا السبب يمكن أن تُدار شركة كبيرة بمليارات الدولارات كشركة "ماكدونالدز" (McDonald's) من قِبل مراهقين؛ حيث يبدأ تنفيذ أي عمل خطوة بعد خطوة، فما عليك سوى اتِّباع هذه الخطوات حتى تحقق النجاح.

5. توقَّف عن القيام ببعض المهام:

يُعَدُّ تنظيم قائمة المهام وترتيبها والحفاظ فقط على المهام ذات الأولوية العالية أهم بكثير من مجرد إنشاء قائمة مهام؛ حيث يجب أن تحتوي قائمة المهام مهاماً جاهزة للتنفيذ، وفقط المهام ذات التأثير الكبير، والتي تُبرَز بها عبقريتك، هي التي ينبغي أن تؤديها بنفسك، وإذا كنتَ لا تجني حالياً ما يكفي من المال، فربما يعود ذلك إلى وجود الكثير من المهام لإنجازها، بدلاً من التنظيم والتقليل من فوضى تلك المهام في قائمة أعمالك.

ما هي أكبر الموارد المُتاحة لك؟ ولا أعني أبداً إدارة الوقت والطاقة والانتباه؛ بل المال والأنظمة، فتوقَّف عن فعل الأشياء البسيطة والكثيرة التي تسبب لك الاحتراق الوظيفي، وعن عَدِّ كثرة الأعمال والانشغال كعلامة فخر وعن أخذ كل ما تفعله على محمل الجد، وتعلَّم كيف تُفكِّر فيما يتعلق بتنظيم الوقت وحجم الأعمال ودوامها حتى لا تضعف كثرة الأعمال جهدك وتسبب لك التعب والاحتراق الوظيفي.

المصدر




مقالات مرتبطة