5 حقائق ننساها في الأوقات الصعبة

من الممكن قراءة أو سماع شيء ما عشرات المرات بعشرات الطرائق المختلفة قبل أن نفهمه؛ وذلك لأنَّ الحقائق الصغيرة المُدرجة أدناه تندرج في هذه الفئة بقوة، وهي دروس حياتية من المرجَّح أنَّ كثيراً منَّا قد تعلَّمها منذ سنوات، وذُكِّرنا بها كثيراً، لكن ننساها في الأوقات الصعبة لسبب من الأسباب.



إليك 5 حقائق ننساها عندما نواجه أوقاتاً صعبة:

1. الحياة قصيرة ولا يوجد شيء مضمون:

نحن نعلم في أعماقنا أنَّ الحياة قصيرة، وأنَّ الموت سيأتي إلينا جميعاً، ومع ذلك نصاب بالدهشة عندما يموت شخص نعرفه؛ إذ يشبه الأمر صعود الدرج بعقل مشتَّت وإساءة تقدير الخطوة الأخيرة، وهكذا تفقد توازنك للحظة قبل أن يعود عقلك إلى اللحظة الحالية.

لذا؛ عش حياتك اليوم ولا تتجاهل الموت، لكن لا تخف من الحياة أيضاً، بل خَف من الحياة التي لم تعشها أبداً لأنَّك كنت خائفاً جداً من اتخاذ إجراءات إيجابية.

فإنَّ الموت هو ليس أكبر خسارة في الحياة ولا المرض أيضاً، بل ما يموت بداخلك وأنت ما زلت على قيد الحياة وبصحة جيدة، حتى في هذه الأوقات الصعبة كن جريئاً، وشجاعاً، وخائفاً جداً، ثمَّ اتخذ الخطوة التالية على أي حال.

استثمر قلبك وروحك في كل ما هو متاح أمامك، واشعر بالشغف في اللحظات العادية، فليس عليك أن تكون محاطاً بكثير من الناس، ولست مضطراً إلى الذهاب إلى أي مكان جديد، عِش كل لحظة بشغف.

2. كل شيء سوف يتغيَّر مرة أخرى:

تقبَّل التغيير وأدرك أنَّه ضروري من نواح كثيرة، فلن يكون الأمر واضحاً دائماً في البداية، لكن في النهاية معظم أشكال التغيير جديرة بالاهتمام؛ لأنَّها تجبرنا على النمو؛ لذا حافظ على تماسكك.

ما لديك اليوم قد يصبح ماضياً في الغد، فالأشياء تتغيَّر تلقائياً في كثير من الأحيان، والناس والظروف تأتي وتذهب، ولا تتوقف الحياة عند أحد، بل تتحرَّك بسرعة وتندفع من الهدوء إلى الفوضى في غضون ثوانٍ، فمن المحتمل أنَّ هذا الأمر يحدث الآن لشخص قريب منك.

ففي بعض الأحيان، يغيِّر جزء من الثانية اتجاه حياتنا، وقد يهزُّ قرار يبدو أنَّه غير ضار عالمنا بأكمله، كنيزك يضرب الأرض، فقد تدور حياة بأكملها وتنقلب رأساً على عقب للأفضل أو للأسوأ، بسبب قوة حدث لا يمكن التنبؤ به، وهذه الأحداث تحدث دائماً.

لذا؛ تذكَّر مهما كان الوضع جيد أو سيِّئ، فإنَّه سيتغيَّر، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنك الاعتماد عليه، فتقبَّل الأمر، وخذ أنفاساً عميقة، وكن حيث أنت، فأنت في المكان الذي يجب أن تكون فيه الآن.

فثمَّة وقت ومكان لكل شيء، وكل خطوة صعبة هي ضرورية جداً، فاستمر في بذل قصارى جهدك فقط، ولا تفرض شيئاً لا يفترض أن يلائم حياتك، فسيحدث ما هو مقدرٌ له في الوقت المناسب.

3. تغيير رد فعلك هو ما يعيد السيطرة إليك:

تحلَّ بالصبر على كل الأشياء التي تبقى دون حل في رأسك وقلبك، وأدرك أنَّ الصبر لا يتعلَّق بالانتظار، بل بالقدرة على الحفاظ على سلوك جيد في أثناء العمل الجاد والإخلاص لحدسك وقيمك، فهذه حياتك وتحكمها اختياراتك، فيجب أن تكون أفعالك أبلغ من أقوالك، وخياراتك اليومية أفضل، وأن يزداد إحساسك الداخلي بالرضى.

تعلَّم شيئاً واحداً فقط في حياتك الحالية، وهو أنَّ اتخاذ خطوة بشغف هو أمر يستحق العناء دائماً، حتى لو لم تكن لديك فكرة عن المكان الذي ستكون فيه - حتى عندما يوجد كثير من الأشياء المجهولة - كن شجاعاً بما يكفي للوقوف والإصغاء إلى قلبك.

تذكَّر أنَّ أقوى اللحظات في الحياة تحدث عندما تجد الشجاعة للتخلِّي عمَّا لا يمكن تغييره؛ لأنَّه عندما لا تكون قادراً على تغيير الوضع، فإنَّك تواجه تحدياً لتغيير نفسك لتتخطَّى ما هو غير قابل للتغيير، وهذا من شأنه أن يغيِّر كل شيء.

شاهد: 6 طرق لتجاوز عقبات الحياة والتغلب عليها

4. يمكن أن تكون صعوبات الحياة مصدراً كبيراً للقوة:

تشبه الأوقات الصعبة العواصف القوية، ولا يقتصر الأمر على أنَّ هذه العواصف تعوقك من الاقتراب من الأماكن التي تحاول الذهاب إليها، بل هي تسلبك كل شيء باستثناء الأجزاء الأساسية منك التي لا يمكن تمزيقها، بحيث لا يتبقَّى لك سوى جوهر شخصيتك الحقيقية.

ستدرك أنَّك موجود لتحمُّل صعوبات الحياة والتضحية بوقتك والمخاطرة بقلبك، فأنت موجود لتتألَّم من الحياة، وعندما تتأذَّى أو تتعرَّض للخيانة أو الرفض، اسمح لنفسك بالجلوس بهدوء وعينيك مغمضتين وتذكَّر كل الأوقات الطيبة التي مررت بها، وكل ما تعلمته، أخبر نفسك كم كان رائعاً العيش في تلك اللحظات، ثمَّ افتح عينيك وعش المزيد من الأشياء.

إنَّ عدم المعاناة يعني عدم النمو، فيجب أن تتخلَّى عمَّا مضى للوصول إلى جوهر شخصيتك الحقيقية في الوقت الحاضر؛ إذ ستكتشف في أعماق أقوى العواصف أنَّه يوجد بداخلك ضوءاً لا ينطفئ، وهذا الضوء هو الذي ينير الطريق إلى الأمام.

إقرأ أيضاً: كيف نشعر بالامتنان في الأوقات الصعبة؟

5. لا تحتاج إلى جميع الإجابات في الوقت الحالي:

تقبَّل شعور عدم معرفة إلى أين أنت متجه بالضبط، ودرِّب نفسك على حب وتقدير هذا الإحساس بالحرية؛ لأنَّك عندما تكون عالقاً في مكانك فقط مع عدم وجود وجهة أمامك، فإنَّك تجبر نفسك على أن تقدِّم أفضل ما لديك لتتحرَّك من مكانك، فقد لا تعلم إلى أين أنت ذاهب، ولكنَّك تعلم أنَّك إذا حاولت فسوف تتقدَّم إلى الأمام.

إنَّ بعض أعظم النتائج التي تحدث في حياتك ستكون تلك التي لم تكن تعرف حتى أنَّك تريدها، فطالما أنَّك تُبقي عقلك منفتحاً على وجهات نظر جديدة وتمضي قدماً، فلا توجد منعطفات خاطئة في الحياة، بل يوجد فقط تلك المسارات التي لم تكن تعلم أنَّك من المفترض أن تمشي بها، ولا يمكنك أن تكون متأكداً ممَّا ينتظرك، فاستمر في التقدم إلى الأمام بثبات حتى تدرك يوماً ما أنَّك قطعت شوطاً طويلاً من حيث بدأت.

إقرأ أيضاً: أقوال وحكم تساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة

سيتَّضح يوماً ما كل شيء بصرف النظر عن كل التفاصيل، ومن المحتمل أن تتحقَّق نتائج جيدة في حياتك تحقُّقاً لا يمكن تصوره، حتى لو لم يسر كل شيء بالطريقة التي توقعتها تماماً، فستنظر إلى الأوقات الصعبة التي مرَّت وتبتسم، وتسأل نفسك "كيف تجاوزت كل ذلك؟".

المصدر




مقالات مرتبطة