5 حقائق عن مكان العمل تساعدك معرفتها على تحسين حياتك المهنية

هل سبق لك أن خذلك زميل عمل كنت تظنه صديقاً وفياً؟ في الحقيقة ليس في إمكانك المزج بين حياتك المهنية والشخصية، وأظنُّ أنَّك لست سعيداً بسماع ذلك؛ إذ إنَّنا نرغب جميعاً في قضاء وقت ممتع مع زملائنا في العمل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في تحسين حياته المهنية من خلال تجاربه الشخصية.

أنت تقضي في العمل وقتاً أكثر من أي مكانٍ آخر في حياتك؛ لذلك يجب أن تستمتع بما تفعله، لكن مع ذلك يبقى فعل ما تحب وقواعد مكان العمل شيئين مختلفين تماماً، ولقد استغرقتُ وقتاً طويلاً لفهم ذلك بعد معاناة وألم، لكن ثمَّة شيء واحد تعلمته عن مكان العمل، وهو أنَّ الأمور ليست كما تبدو.

إليك فيما يأتي خمس حقائق مؤلمة عن مكان العمل، سيساعدك فهمها على تحسين حياتك المهنية:

1. زملاء العمل ليسوا أصدقاءك:

من المفترض أن تكون أنت وزملاؤك في العمل أصدقاء مقرَّبين، فهذا ما يريد الأشخاص الذين يستلمون زمام الأمور في المؤسسات أن تؤمِنَ به، لكن لا تنخدع بكل هذه الأمور الزائفة، فكل شيء يبدأ من عملية التوظيف؛ إذ يحاول مسؤولو التوظيف وموظفو الموارد البشرية إقناعك بأنَّ لديهم ثقافة منفتحة، وأنَّهم يقدِّرون العمل الجماعي والصدق.

لكن، هذا الكلام لا معنى له، فجميع المؤسسات هي نفسها، لأنَّ الناس متشابهون، ونحن لا نستطيع تغيير ذلك، إذ إنَّنا نحب المنافسة، ومن السذاجة التظاهر بأنَّ ذلك ليس صحيحاً.

هذا ليس أمراً سيئاً، لكن لا تنظر إلى زملائك في العمل بوصفهم أصدقاء تتوقَّع منهم الكثير؛ فإنَّها ديناميكية مختلفة تماماً؛ إذ يذهب الناس إلى العمل لكسب لقمة العيش، فلن يضحوا براتبهم من أجل صداقتك، ضع في حسبانك ذلك وقم بعملك، وحافظ على احترافك في العمل، واقضِ وقتاً ممتعاً مع زملائك هناك، وانظر إليهم على أنَّهم أشخاص تربطك بهم علاقات مهنية، لا أكثر ولا أقل.

إقرأ أيضاً: 6 طرق لجعل العمل الممل أكثر متعة

2. الانطباعات هي الواقع:

هذه الحقيقة هي أقل الحقائق المفضلة لديَّ، والتي لم أعتد عليها من قبل، وربما لن أفعل ذلك أبداً، وهذا هو عيبي.

أنت تستطيع التظاهر بأنَّ الأمر لا يتعلق بالمظاهر في العمل، ولكنَّه كذلك، فأن تبدو مشغولاً وأن تكون مشغولاً بالفعل هما نفس الشيء؛ لأنَّ الانطباعات تتحوَّل إلى واقع، وإذا كان يُنظر إليك على أنَّك مهرِّجُ المكتب، فأنت كذلك، بصرف النظر عن الجهد الذي تبذله في العمل، وإذا كان يُنظر إليك على أنَّك شخصٌ متشائم مع أنَّك آخر من يغادر العمل، فأنت كذلك، ولن يعرض عليك أحد أي فرص.

كل هذا لا يعني أنَّك يجب أن تهتم بالمظاهر فحسب؛ إذ يتعلق الأمر بفهم أنَّك يجب أن تكون شخصاً مميزاً، ومحترفاً.

3. الأبواب المفتوحة ليست مفتوحة حقاً:

إلى أيِّ مدى يبدو السيناريو التالي مألوفاً بالنسبة إليك؟

أنت في اجتماع، ومديرك أو زميلك في العمل يقول إنَّ لك مطلق الحرية في التحدث عمَّا يدور في ذهنك، فأنت مرحَّبٌ بك دائماً لتحضر في مكتب رئيسك في العمل، "فالباب مفتوح أمامك دائماً" بالمعنى الحرفي والمجازي.

لذلك قرَّرت أن تتحدث عمَّا يدور في ذهنك، فتستمع إليهم وتحاول أن تكون صادقاً فيما تقول من تغذيةٍ راجعة، وفجأة، تصبح عدواً لهم؛ لذا إذا كنت تعتقد أنَّ هذا السيناريو قاسياً جداً، فكِّر مرة أخرى، فهذا هو تأثير الصراحة الجارحة بالناس؛ لأنَّه غالباً ما يُنظر إلى التغذية الراجعة على أنَّها هجوم.

إنَّه أمرٌ ليس لك علاقةٌ به، فمعظم الناس سيئون في تلقي التغذية الراجعة، فنحن بشر ولا نحب سماعها؛ لذلك لا تكن صريحاً جداً، فهذا لن يجعلك مزيَّفاً، بل يجعلك متعاطفاً؛ لذا حسِّن طريقة تقديم تغذيتك الراجعة أو انتقادك.

يقول الجهلاء دائماً شيئاً مثل: "لماذا يجب أن أتغير؟ هؤلاء الناس يجب أن يكبروا وألَّا يتضايقوا من نقدي"، وهذه بالضبط مشكلة الأشخاص "الصادقين"، إنَّهم أغبياء (وأنا منهم)؛ إذ إنَّك لا تستطيع تغيير الآخرين، لكن يمكنك تغيير نفسك.

شاهد بالفديو: 6 طرق لتطوير حياتك المهنية

4. بناء علاقة شخصية مع شريك في مكان العمل:

تظهر الأبحاث أنَّك كلما رأيت شخصاً مدة أطول، أصبح أكثر جاذبية؛ لذا تنجذب فجأة إلى زميل العمل الذي لم تلاحظه من قبل، وفي إحدى حفلات العمل، تبدأ في التحدث، ويحدث بعض التقارب الخفيف، وفجأة تشتعل شرارة الإعجاب بينكما؛ لذا تخططان لتناول العشاء معاً.

ثمَّ يحدث الباقي تلقائياً، وقبل أن تدرك ذلك، تصبح على علاقة بزميل في العمل، وتبدأ الأحداث تتوالى بينكما، لقد مررت بذلك سابقاً وهو ليس بالضرورة أمراً سيئاً.

لكن، قد يكون كذلك إذا تعاملت معه بأسلوب خاطئ؛ لأنَّ الأزواج غالباً ما ينتابهم شعور "نحن معاً ضد الباقي" في العمل، وهذا ليس جيداً، لأنَّكما إذا كنتما تعتمدان كثيراً على بعضكما بعضاً، ستصبحان هدفاً للنميمة، وهذا النوع من الأشياء ليس مفيداً إذا كنت ترغب في اتخاذ خطوة للتطور والتقدم في الشركة؛ لذا من الأفضل أن تفصل بين حياتك العاطفية وحياتك العملية.

إقرأ أيضاً: بناء علاقات عمل جيّدة، كيفية جعل العمل أكثر متعة وإنتاجية

5. الأشخاص الذين لا يمكن استبدالهم يحصلون على معاملة خاصة:

يوجد في كل شركة أو مؤسسة أو فريق شخصٌ مميَّز، شخص مسؤول عن غالبية النتائج، وتعتمد عليه الشركة، وبطبيعة الحال، فإنَّ هذا الشخص المميَّز يكون مفضلاً ويتلقى معاملةً خاصة؛ ولذلك يشعر الآخرون بالغيرة ويقولون إنَّ ذلك ليس عدلاً.

إنَّ معظم الشركات واضحة جداً بشأن الطريقة التي تكافئ بها هذا الشخص المميَّز؛ إذ يمكن أن يكونوا أقل وضوحاً، لكن عندما يفعلون ذلك، فإنَّهم يخاطرون بأن يترك هذا الشخص المميَّز شركتهم، وعندما يحدث ذلك تخسر الشركة، فيمكنك الانزعاج أو الشكوى من ذلك، لكنَّك لن تنفع شركتك أو نفسك.

في الختام:

بعض الناس لا يمكن استبدالهم، وبعضهم الآخر يمكن استبدالهم بسهولة، وقد حان الوقت لتصبح من المجموعة الأولى، وهذه هي ملاحظاتي عن مكان العمل؛ إذ لا يعتمد كل شيء على البحث العلمي، بل يعتمد على تجربتي والمنطق.




مقالات مرتبطة