5 تقنيات موارد بشرية عالجت مشكلة خسارة الموظفين الاهتمام بالعمل

لقد شاركت مؤخراً في مؤتمر "إتش آر تك سوميت" (HR Tech Summit) في "تورونتو" وكانت تجربة رائعة؛ إذ كانت المرة الأولى لي في تلك المدينة وأول مؤتمر حقيقي لتكنولوجيا الموارد البشرية أشارك فيه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن خبيرة الموارد البشرية "تانيا بوركي" (Tanya Bourque)، وتُحدِّثُنا فيه عن تجربتها مع خسارة الموظفين الاهتمام بالعمل.

ركزت التكنولوجيا هذا العام على الاحتفاظ بالموظفين ومشاركتهم الفعالة في العمل، وانصبَّت أعمال مؤتمر "إتش آر تك" (HR Tech) على تحديد مصادر التكنولوجيا وأنظمة تتبع المتقدمين للوظائف بشكل كبير في السنوات السابقة.

بعد أن عثرنا على الموظفين المثاليين، بدأ يتملكنا القلق حالياً من أن يتركوا العمل حين يجدون عرض عملٍ أفضل، وبدأت الشركات تفهم الأهمية الحقيقية لوجود ثقافة تُقدِّر موظفيها؛ لأنَّ تناقص أعداد الموظفين أمر مكلف؛ إذ وصل معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياته منذ عام 2000، وإذا جُمِعَت هذه البيانات مع الاقتصاد القائم على الوظائف المؤقتة والمتنامي تدريجياً، فستكون لدى المرشحين الكثير من الخيارات ولن يحتاجوا إلى الخوض في سباق العثور على عمل.

لقد انصبَّ تركيزنا خلال السنوات العديدة الماضية في خلق تجربة أفضل للمرشحين للوظائف، أمَّا الآن فقد تحولنا إلى التركيز في تجربة الموظف كذلك.

توجد أسباب عدَّة تجعل تقديم تجربة جيدة للموظفين صفقةً مربحة:

  • تُعَدُّ الإحالات مصدر التوظيف الأقل كلفة، فإذا ما كره الموظفون مكان عملهم، يقل احتمال توصيتهم بذلك المكان لأحد الأصدقاء، ومن المرجَّح أيضاً أن يطلبوا من أصدقائهم أن يُزكوهم أمام جهات عمل أخرى إذا لم يعجبهم مكان عملهم أو لم تجمعهم علاقة طيبة مع الإدارة.
  • انخفاض الإنتاجية - بسبب خسارة الموظفين الاهتمام بالعمل - باهظة الثمن أيضاً. تُفيد التقديرات بأنَّ الشركات الأمريكية تتكبَّد ما يتراوح بين 483 مليار دولار إلى 605 مليار دولار كل عام خسائر في الإنتاجية لهذا السبب تحديداً.

توجد الكثير من شركات الموارد البشرية التكنولوجية الأخرى التي تركز في خسارة الموظفين الاهتمام بالعمل والاحتفاظ بهم؛ وهذه خمس أنظمة أُعلِنَ عن أسمائها في مؤتمر "إتش آر تك سوميت" (HR Tech Summit) في "تورنتو"، والتي تقدِّم المساعدة للشركات:

نظام "كودوس" (Kudos): إنَّ نظام تعرُّف الموظف هذا يمنح مؤسستك بيئة ذات بصمة مميزة ومتصلة مباشرةً بالإنترنت، والتي تصبح مركزاً حيوياً للاحتفاء بإنجازات الموظفين. توجد أيضاً واجهة برمجية مفتوحة للتطبيقات وعمليات دمج مع منصة "سلاك" (Slack) مثلاً، وشبكة "يامر" الاجتماعية الخاصة بالمؤسسات (Yammer)، وخدمة البريد الإلكتروني "جي ميل" (Gmail)، والفكرة وراء نظام التعرُّف هذا تكمن في تعزيز السلوك الإيجابي والإنتاجي ضمن المؤسسات.

"فاكيشن فاند" (Vacation Fund): فازت شركة "فاكيشن فاند" بمسابقة الشركات الناشئة التكنولوجية في مؤتمر "إتش آر تك سوميت" (HR Tech Summit)، ومع توفُّر هذه الخدمة والبرامج يمكن لأصحاب العمل عَدُّ تمويل الإجازات ميزة إضافية. يُنشِئ الموظفون صندوقاً لذلك، ويمكن لأصحاب العمل الموافقة عليه، وسيتمُّ ذلك بشكل منفصل عن الاقتطاع من المرتبات.

تتيح المنصة كذلك للموظفين وضع خطة تنظِّم إجازاتهم كما يمكنهم الحصول على خصومات من خلال المنصَّة أيضاً، والرسالة التي يودُّ أصحاب العمل إيصالها للموظفين من خلال برامج مثل "فاكيشن فاند" هي أنَّهم يهتمون بأمر موظفيهم، ورغبتهم في أخذ فترات من الراحة؛ إذ إنَّهم في أمس الحاجة إليها بعيداً عن العمل.

إقرأ أيضاً: زيادة إنتاجية الموارد البشرية عن طريق التعاقد مع جهات خارجية

"أوفيس فايب" (Office Vibe): هي عبارة عن منصَّة لتعزيز مشاركة الموظفين؛ إذ يُتاح للموظفين التعبير عن آرائهم مباشرة ودون الكشف عن هوياتهم؛ وهذا يُقدِّم للإدارة رؤى مستقبلية غايةً في الأهمية تساعدهم على إطلاق العنان لإمكانات موظفيهم، وتساعد المنصَّة آلاف العملاء على مستوى العالم في الوقت الحالي.

"أبلوز" (Applauz): عبارة عن برنامج مجاني لتعرُّف الموظفين يسمح لأصحاب العمل بإرسال الهدايا للموظف ومشاركته الأحداث البارزة في حياته كالذكرى السنوية وأعياد الميلاد؛ إذ إنَّه منتجٌ رائع للشركات المتوسطة والصغيرة، وبشكل اختياري وبناءً على النشاطات التي يشاركون بها، يمكن للموظفين كسب نقاط تُستَعمَل لربح هدايا من اختيارهم من مختلف مواقع البيع مثل "أمازون" (Amazon) أو "سامسونج" (Samsung)، ويتفوق هذا بأثره الإيجابي في إعطاء الموظف قميصاً أو حقيبة ظهر تحمل شعار الشركة.

"غوستو" (Guusto): إنَّ برنامج تعرُّف الموظفين هذا مجاني للمستخدمين ومُصمَّم للشركات من مختلف الأحجام، ويتيح لك تخصيص ميزانيات للموظفين وفقاً للتفاعل الذي يُظهرونه، وتنحصر التكاليف التي قد تتحملها الشركة المستخدمة للبرنامج بشراء الهدايا التي تقدمها للموظفين، أما الجزء الأكثر إثارة للاهتمام فيه هو أنَّه مقابل كل بطاقة هدايا تُشتَرى، تتبرع "غوستو" (Guusto) لمنظمة تُعنى بتأمين مياه نقية.

في الختام:

رغم وجود تركيز كبير في الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة الذي سيطر على سوق العمل، سيبقى الموظفون دائماً أثمن مواردنا، فتوجد تكلفة ضخمة تترتب على عدم الاستثمار في الموظفين ومشاركتهم في العمل، وقد تكون هذه البرامج مكلفةً بعض الشيء ولكنَّها توفِّر عليك الكثير على الأمد البعيد.

المصدر




مقالات مرتبطة