5 استراتيجيات لإحداث التغيير الإيجابي وزيادة سعادتك في وظيفتك

هل حصلت يوماً على وظيفة أحلامك وبعد بضعة أشهر، أو حتى أسابيع، فقدت حماسك وبدأت تشعر بالملل؟ يرى المستشارون الذين يعملون في الاستراتيجيات الثقافية وتخطيط تطوير الموظف السيناريو هذا مراراً وتكراراً: ينضم موظف جديد إلى شركة (كبيرة أو صغيرة) محمَّلاً بالآمال والتوقعات الكبيرة، لكنَّ الواقع في الغالب يخيِّب آماله تلك؛ وبدلاً من العثور على فرص للنمو وترك أثر، تقيِّد الرتابة والمهام الروتينية والثقافة التنظيمية (organizational culture) الضعيفة وغياب إمكانية تحسين عمله أو الشركة ككل طاقاته.



إن مررت بهذا فأنت لست الوحيد؛ فوفقاً لاستطلاع جديد أجرته شركة "غالوب" (Gallup)، إنَّ 85% من الموظفين حول العالم غير مندمجين أو مشاركين في عملهم؛ ولكن توجد مجموعة صغيرة تعيش تجربة مختلفة تماماً، فبغض النظر عن مكان عملهم أو نوعه، دائماً يتمكنون من استثمار وضعهم إلى أقصاه لإحداث تغيير إيجابي في شركتهم، وبالوقت نفسه يستمتعون بالتجربة ويحرزون تقدُّماً في حياتهم المهنية، يُدعى هؤلاء "الموظفون المتفردون"، ونستعرض فيما يلي أكثر الاستراتيجيات الناجحة التي لاحظنا أنَّهم يستخدمونها عند مراقبتهم والعمل معهم في الشركات حول العالم:

1. السعي الدائم نحو التحسُّن:

شاركت "جودي مكلين" (Jodi McLean) تجربتها في العمل مع محفز علامة تجارية عالمي عبر البريد الإلكتروني: بدلاً من محاولة التنبؤ بما يحتاجه عملاؤها والعودة إلى أبحاث سابقة، طلبت ببساطة الاطلاع على برنامج تحفيز الشركة برفقة العملاء كي تفهم رحلتهم، كانت هي أول موظف في الشركة بأكملها يجرِّب المنتج بنفسه، مما منحها نظرة فريدة للتعرف إلى الجوانب التي يمكن تحسينها وتطويرها؛ حيث ساعدتها هذه التجربة في النهاية على الابتكار في خطوط إنتاج الشركة وزيادة مصادر دخلها.

لا ينتظر الموظفون المستقلون الإلهام أن يأتيهم؛ بل هم يقظون دوماً ويبحثون عن المنتجات والعمليات غير الناجحة ويحوِّلونها إلى فرص للابتكار.

2. عدم طلب الإذن:

تتمتع إحدى الشركات التقنية في منطقة "وادي السيليكون" (Silicon Valley) بنموها السريع؛ فالأدوات والموارد والمنتجات التي يعتمد عليها الموظفون لإنجاز عملهم غالباً تكون فعالة يوماً وعديمة الفائدة في اليوم التالي، بينما يسبب هذا النوع من الحالات مستويات عالية من الفوضى والإحباط في بعض الشركات، لكن في هذه الحالة كان الموظفون المتفردون في الشركة ببساطة يفكرون بحلول يعتقدون أنَّها قد تنجح ويجربونها ثم يعرضونها على الفريق أو المجال الوظيفي المناسب.

على سبيل المثال: حين واجهت الشركة معدل دوران عالٍ بسبب غياب فرص التقدم، رسم أحد المديرين مسار تطوُّر مهني لأعضاء فريقه، واختبره ثم طرحه على فريق العمليات الذين قدَّموا تغذية راجعة إضافية، والآن سيُطلَق في الشركة.

الفكرة هي أنَّ الموظفين المتفردين لا يهدرون الوقت في التعامل مع السياسات والعمليات المنظماتية القديمة ليحصلوا على الإذن ليبتكروا؛ بل يطورون ويجربون الحلول، ثم يشاركون النتائج ويثيرون حماس بقية الشركة لاتخاذ الخطوات التالية.

إقرأ أيضاً: هل تملك عقلية الندرة أم الوفرة أم النفرة؟!

3. تسهيل الحصول على الموافقة:

يواجه الموظفون المتفردون عقبة أساسية وهي مقاومة التغيير والازعاجات التي ترافقه؛ إذ يصف د. "يوجين غامبل" (Eugene Gamble) في بريد إلكتروني كيف عالَج هذه المقاومة السائدة عبر اتباع استراتيجية لا يُجبَر فيها الموظفون على الالتزام؛ حيث يخبرهم أنَّهم سيجرِّبون أمراً جديداً لفترة محدودة من الوقت، وإن لم ينجح سيعودون إلى النظام القديم؛ ووفقاً لغامبل: "لم يشعر الموظفون أنَّها مخاطرة؛ وذلك لأنَّهم استطاعوا بأنفسهم رؤية أنَّ الفوائد تفوق المشكلات حين بدؤوا. إنَّ السر يكمن في الحصول على التزامهم الأولي بالتغيير؛ فحين تتخطى هذا الخمود، يمكنك البدء بالتقدُّم بوتيرة ثابتة".

4. العثور على كفيل:

منذ بضع سنوات كانت "ميليسا كينيدي" (Melissa Kennedy) - التي تشغل الآن منصب رئيس قسم الابتكار في شركة "48 إنوفيت" (48Innovate) - تعمل في شركة التكنولوجيا العملاقة "سيسكو" (Cisco) حين خطرت لها فكرة لنظام ترخيص محتوى الويب يمكنها دعم عملاء سيسكو دعماً أفضل وزيادة عمل الشركة، لكن كما شرحت كينيدي: "لم يكن اجتياز هذا المشروع البسيط النظام المعقد في شركة سيسكو مهمة سهلة"؛ لذا بدلاً من مقاساة الإجراءات الروتينية، قررت كينيدي البدء بعرض تجريبي وعثرت على كفيلٍ داخلي "مشهور"؛ فوفقاً لكينيدي: "أسميته "هدَّاف مكتبي"، فهو الذي أيَّد الفكرة وعرض أن يشارك في العرض التجريبي، كان المشروع سهلاً على الكل وأنتج صفقات مع أكثر من 4,000 شريك موزع".

كما تبيِّن قصة كينيدي، يدرك الموظفون المتفردون أنَّ العلاقات هامة حين تحاول "بيع" منتج أو خدمة؛ وإن أردت إحداث تغيير حقيقي، يضاهي أهمية العثور على مناصر أو كفيل داخل الشركة أهمية نوعية منتجك.

شاهد بالفديو: 10 خطوات لتتحلّى بالإيجابية في مكان عملك

5. تقبُّل الفشل:

ينبغي أن تتعلم من فشلك دائماً، لكن قد يسهل قول ذلك أكثر من تنفيذه، وخاصة بالنسبة إلى الأشخاص المتفوقين؛ إذ إنَّ فكرة "تقبُّل" الفشل تبدو مخيفة ومنافية للمنطق لهم.

بجميع الأحوال، سواء كان هدفك الحصول على منصب قيادي أم إطلاق شركتك الخاصة، إن كنت تريد أن تحقق التقدُّم؛ سيكون عليك تعلُّم انتقاء المخاطرات بذكاء؛ ويعني هذا بالنسبة إلى الموظفين المتفردين التخلي عن المثالية وتقبُّل الفشل على أنَّه أمر حتمي، والتعلُّم من الأخطاء والعثور على الإلهام والدافع في الأمور التي لم تنجح؛ وفي نهاية المطاف، لست مضطراً إلى تطبيق كلِّ هذه الاستراتيجيات لتصبح موظفاً متفرداً، فتطبيق ولو واحدة منها فقط (أو خليط يناسبك) سيساعدك على إنعاش عملك وزيادة نجاحك وسعادتك، وبالوقت نفسه إحداث تغيير إيجابي في شركتك والتقدُّم في حياتك المهنية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة