5 استراتيجيات تواجه بها التفكير في الاستقالة حين تكون غاضباً

ترْكُ العمل بسبب حالة غضب هو نزوة شائعة، وقد شاهدنا ذلك في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية؛ حيث يُعَدُّ التوقف فجأة عن العمل لحظة سعادة، فبعد كل الإحباطات والمعاناة التي كان على الموظف تحمُّلها في وظيفته البائسة، يتمكَّن أخيراً من التخلص من أعباء العمل والمدير القاسي، كما فعلت "آندي" (Andy) في فيلم "الشيطان يرتدي برادا" (The Devil Wears Prada).



أو يمكنك إخبار زميلك في العمل "لا يمكنني القيام بذلك بعد الآن" لأنَّه يترك مسؤوليات العمل غير المرغوب فيها خلفه ويخرج من المكتب مبتسماً، كما فعلت "إيسا راي" (Issa Rae) في مسلسل "غير آمن" (Insecure).

حتى إذا لم تكن تفعل مثلهم، فإنَّ مجرد التفكير في سيناريوهات لكيفية ترك العمل على الفور أيضاً، يُعَدُّ دليلاً واضحاً على أنَّ شيئاً ما في حياتك العملية يحتاج إلى التغيير.

تقول "سيسلي هورشام براثويت" (Cicely Horsham-Brathwaite)، الكوتش واختصاصية نفسية: "إنَّها علامة على وجود خطأ ما؛ حيث إنَّ عدم ارتياحنا، وغضبنا، معلومات تشير إلى أنَّ هناك نوعاً من الاحتياجات التي لم تُحقَّق".

قد يكون من المريح الهروب إلى أحلام اليقظة الغاضبة عندما يكون العمل كابوساً، ولكنَّه ليس من الممارسات التي يُجدي الاستمرار بها نفعاً طوال الوقت؛ حيث قالت "هورشام براثويت" (Horsham-Brathwaite): "يمكن أن يمنعك ذلك من اتخاذ إجراءات مفيدة أو مناسبة للموقف، وقد يساهم في شعور الموظفين بأنَّهم محاصرون بدلاً من النظر إلى السبب أو المشكلة الأساسية التي تدفعهم إلى التفكير بترك العمل".

فبدلاً من الهروب إلى الخيال، إليك كيفية مواجهة الواقع وتوجيه هذا الغضب إلى عمل منتج يمكن أن يحررك من الوظيفة التي تسبب لك التعاسة:

1. معرفة مصدر غضبك:

أوصت "هورشام براثويت" (Horsham-Brathwaite) قبل الاستسلام لغضبك وجعله حقيقية، اعرف سبب غضبك بالضبط من خلال التأمل، لكن في بعض الأحيان، تكون هذه خطوة أولى صعب على الموظفين القيام بها.

"نظراً لأنَّنا ربما لم نتعلم أنَّه لا مشكلة من الغضب والانزعاج، فقد يتعامل معنا شخص سيئ في العمل، أو هناك شيء يثير غضبنا في العمل، وقد نحتاج إلى التخلص من هذه المشاعر وليس بالضرورة أن نراقبها"، وقالت أيضاً: "ربما لا تحصل على أجر عادل أو بسبب المناوبات، أصبحتَ تعمل ثلاثة أعمال بدلاً من عمل واحد".

وأوصت "هورشام براثويت" (Horsham-Brathwaite) لمواجهة ذلك، يجب عليك تدوين أفكارك وعواطفك حول وظيفتك، ومعرفة ما إذا كان هذا الإجراء يمكن أن يجلب لك الحلول الممكنة.

إقرأ أيضاً: 5 علامات تُخبرك أنه حان وقت الرحيل عن العمل

2. الحديث مع أشخاصٍ آخرين يمكنهم تقديم وجهات نظرهم:

نظراً لأنَّ الغضب يمكن أن يؤثر فينا، فمن المفيد التحدث مع المنتورز والمستشارين الموثوق بهم خارج وظيفتك، الذين يمكنهم منحك منظوراً جديداً حول مشكلات عملك.

تقول "ليزا أوربي أوستن" (Lisa Orbé-Austin)، اختصاصية نفسية وكوتش مهنية: "ابدأ بخلق بعض الأمل بأنَّ هذا لا يجب أن يكون في حياتك إلى الأبد".

يمكن لهذا الشخص أن يخبرك، عن الأمور الخاطئة التي تفكر فيها، وكيف تتجاوز التحديات التي ربما تفكر في القيام بها بشكل مختلف في المستقبل، تقول "براثويت" (Brathwaite): "أعتقد أنَّه من المفيد وجود أشخاص في حياتنا ليخبرونا بما يعتقدون أنَّها الحقيقة، ومن ثم يمكننا أن نقرر ما إذا كان ما يشاركونه يروق لنا".

تقول "ليزا أوربي أوستن" (Lisa Orbé-Austin): "يمكنك التواصل مع المنتورز ليس فقط لتقديم شكوى؛ بل لطلب أفكار عن كيفية أن تكون استراتيجياً بشأن خطوتك القادمة أيضاً".

وتقول: "يبدأ الأمر في منح نفسك بعض الأمل في أنَّ هذا لا يجب أن يكون في حياتك إلى الأبد، فعندما تخطط للمستقبل، ستبدأ بالتفكير في خيارات أخرى، في الكثير من الأحيان في هذه اللحظات، نحن مقيَّدون في عالمنا".

3. البحث عن فرص عمل أفضل، دون صرف كامل وقتك في الحديث المستفز عن وظيفتك الحالية:

يُعَدُّ التواصل من أجل البحث عن فرص أفضل خطوة استباقية يمكنك اتخاذها لترك وظيفة تسبب لك الكثير من الغضب، لكن في أثناء لقاء زملائك، لا تدع الغضب من وظيفتك الحالية يسيطر على حديثك عن عملك.

تقول "هورشام- براثويت" (Horsham-Brathwaite): "إنَّ المحترفين يجب ألا يتواصلوا مع أحد في أثناء ترك العمل الذي يعملون فيه، أو مع مديرهم؛ إذ لا يُعَدُّ هذا ضارَّاً فحسب؛ بل إنَّه سيمنع الناس من تحديد شكل سلوكك بصفتك عضواً في الفريق في تلك البيئة الجديدة، أو ما إذا كانوا سيشعرون بالراحة عند تذكير مدير التوظيف بك".

إقرأ أيضاً: نصائح هامة يجب أن تتقيّد بها أثناء البحث عن عمل

4. أخذ إجازة إذا استطعتَ والتركيز على صحتك:

تقول "أوربي أوستن" (Orbé-Austin): "إذا كنت تشعر بالغضب في عملك وتفكر في الاستقالة، فيمكنك أخذ إجازة مدفوعة الأجر، وتهدئة مشاعرك بمساعدة متخصص مثل معالِج نفسي".

وتقول أيضاً: "التفكير في الاستقالة عندما تكون غاضباً لن يحل كل المشكلات والمشاعر التي حصلت معك، ففي الكثير من الأحيان، عندما نشعر بالغضب الشديد، لا نفعل شيئاً سوى التنفيس عن غضبنا؛ ولذا أعتقد أنَّه من الهام حقاً أن تعتني بصحتك العامة، وتتوقف قليلاً وتهتم بنفسك".

شاهد بالفديو: 8 نصائح هامة لتتمتع بأسلوب حياة صحية

5. التخطيط لاستراتيجية ترك العمل، أو تقبُّل العواقب إذا كان يجب عليك الاستقالة دون إنذار:

ما لا تخبرك به الأفلام والبرامج التلفزيونية دائماً هو أنَّ ترك وظيفتك على الفور يمكن أن يكون جيداً في الوقت الحالي، ولكن له عواقب طويلة الأمد.

استقالت الدكتورة النفسية "أوربي أوستن" (Orbé - Austin) من وظيفتها دون سابق إنذار، لكنَّها لا تنصح بالقيام بذلك على الفور دون خطة، وقالت: "يمكن أن يكون لها عواقب من حيث سمعتك المهنية التي قد لا تفكر فيها، وكنتُ في ذلك الوقت، أعرف تلك العواقب".

إذا قررت أن تترك وظيفتك بشكلٍ مفاجئ، فكن مستعداً للتعامل مع الزملاء الذين يستغيبونك؛ حيث قالت الدكتورة "أوربي أوستن" (Orbé - Austin): "لن يعرف الكثير من الناس أبداً الظروف التي تمرُّ بها، ولن يروا سوى استسلامك الغاضب، ومن جهة أخرى، كان كل هؤلاء الناس الذين يتحدثون عن تركي الوظيفة، يقولون: "كيف يمكنها أن تفعل ذلك؟ وكم هي غير مهنية، وكيف يمكن الوثوق بها مرة أخرى؟".

لكن لا تنتظر أيضاً على أمل أن يتحسَّن وضع عملك، قد تأتي الفرص المحلية مثل العمل مع رئيس جديد أو الانضمام إلى فريق جديد في نهاية المطاف وتخفيف نقطة الألم التي تسبب الغضب، ولكن، كما قالت "أوربي أوستن" (Orbé - Austin): "يجب أن تكون مُبادراً، وأن تتخذ خطوات تسيطر عليها، مثل التواصل والبحث عن عمل، لتواجه ظروفك".

إذا كنت تشعر بالرغبة في ترك عملك، فيجب أن تتحكم بحياتك وتسيطر عليها، تقول "أوربي أوستن": "يتطلب منك ذلك البحث للتقدُّم وعدم توقع شيءٍ أفضل بالضرورة".

المصدر




مقالات مرتبطة