5 أمور نتعلمها من الحماسة

حدث شيء ما لي في عام 2012؛ إذ اشتعلَت بي النار - ليس حرفياً - وإنَّما بالتأكيد بصورة مجازية؛ ففي ذلك الوقت، كنتُ موظفاً شاباً مُتخبِّطاً يحمل شهادة في التمويل وغارقاً في الديون، وكنتُ أسافر يومياً لمدة ساعة ونصف إلى وظيفة عقيمة دون مستقبل في شركة استثمار ودون أيَّة فرصة للتطور، باحثاً عن أي مَخرج أو حل، وحمَّلتُ تطبيقاً جديداً لشركة "آبل" (Apple) يُدعى "البودكاست" (Podcasts) وبحثتُ فيه يائساً عن رواد الأعمال؛ وبذلك تغيَّرت حياتي دون أيَّة مبالغة. 



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب ورجل الأعمال "إيفان تارفر" (Evan Tarver)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في التحول من موظف عادي إلى رجل أعمال هام، والعوامل التي ساعدته خلال رحلته.

كانت النتيجة الأولى تدوينة صوتية تُدعى "إنتريبيرنور أون فاير" (Entrepreneur on Fire) للكاتب "جون لي دوماس" (John Lee Dumas)؛ إذ حمَّلتها واستمعت لمقابلة مع رائد الأعمال الأمريكي "تيم فيريس" (Tim Ferriss)، وقد احتجتُ في الواقع إلى بعض الوقت لاستيعاب هذا الشكل الجديد من أشكال المحتوى، وما زلتُ أستمع له يومياً منذ ذلك الحين سواءً أحببته أم لا.

وعلى الرغم من أنَّ تدوينة "جون" الصوتية مُوجَّهة إلى روَّاد الأعمال الطَّموحين، إلَّا أنَّه يُقدِّم معلومات ثمينة عن كيفية عيش حياة هامة ومؤثرة، وسواءً كنتَ تقضي وقتك في المنزل أم طالباً جامعياً يافعاً أم مديراً تنفيذياً لإحدى شركات "الفورتشن 500" (Fortune 500)، فإنَّه من الجنون عدم الاستماع له.

توجد خمسة موضوعات شائعة اكتشفتُها بعد الحماسة التي اعترتني حينما واظبتُ على الاستماع له بمعدل 5 أيام في الأسبوع منذ سنتين وحتى الآن:

1- العقلية هامة:

تُعَدُّ عقليتك هي الخطوة الأولى نحو أي تغيير دائم أو حدث هام في الحياة؛ إذ إنَّ طريقة إدراكك وتمييزك للعالم تخلق مباشرة الواقعَ الذي تعيشه؛ فإن كانت عقليتك تنتمي إلى الإيجابية والمثابرة والصلابة والطموح والسعادة، عندها سيكون واقعك مماثلاً، وإن انتمَت إلى السلبية والملامة واليأس والكسل، فستنعكس عليه أيضاً.

وقبل أن نعيش حياة هامة، علينا الإيمان بإمكانية تحقيق ذلك والتركيز في تطوير الذات والتقدُّم المستمر، ولكن للقيام بذلك، نحتاج إلى العقلية الصحيحة أولاً فكل شيء يتبع عقليتك هو نتيجة مباشرة لها.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح للحفاظ على الحماسة أثناء العمل من المنزل

2- التعليم أساس كل شيء:

إنَّ امتلاك عقلية إيجابية شيء عظيم، ولكنَّ تلك العقلية لن تقودك إلى أي مكان دون المعرفة، فثقِّف نفسك وتعلَّم من الناس؛ إذ ينبغي أن تكون الكتب والتدوينات الصوتية وغيرها من المحتويات المرئية والصوتية الأخرى جزءاً من روتينك اليومي.

ومن خلال التثقيف الذاتي، ستكون قادراً على التعلُّم من خلال ألمع العقول في التاريخ؛ إذ يمكنك رؤية إخفاقاتهم وانتصاراتهم؛ وبذلك تعرف ما ينبغي تجنُّبه وما هي الأهداف التي ينبغي عليك إحرازها.

إقرأ أيضاً: 10 عادات يمارسها أكثر الأشخاص إحساساً بالحماسة

3- تحويل التعليم إلى خبرة:

يُعَدُّ التعليم والتثقيف رائعاً، إلَّا أنَّ هناك سبباً يجعل مقولة "إذا كنت تعرف كيف تؤدي مهمة ما ولم تستطِع ذلك، فعلِّم الآخرين كيفية تأديتها" تبدو صحيحةً؛ إذ إنَّه على الرغم من الأهمية الهائلة لتثقيف الذات، فهو بلا جدوى إن لم تستخدم علمك على أرض الواقع.

يذهب التعليم هباءً منثوراً إن لم يُستفَد منه؛ والطريقة الوحيدة كي يبقى معك ما تتعلمه، هي تطبيقه ميدانياً على أرض الواقع، فإن كنتَ تستفيد في حياتك مما تعلَّمتَه في الكتب، إذاً، فلتَمضِ قدماً، وفي حال لم تستفد مما تعلمته، فقد عرفتَ الآن طريقاً يجب عليك ألَّا تسلكه.

ينجمُ عدم تحويل معظم الناس المعلومات التي يتلقونها إلى تجارب وخبرات دائماً عن الخوف من الفشل؛ ولكنَّ الفشل الحقيقي الوحيد هو عدم المحاولة، فاستخدِم تعليمك وثقافتك وحوِّلها إلى تجارب وسواءً كانت إيجابية أم سلبية، فإنَّ ذلك يستحق عناء المحاولة، إذاً، حان وقت تصفُّح الكتب مجدداً وتجربة شيء آخر.

4- إنشاء شبكة علاقاتك الخاصة:

في إمكاننا القول إنَّ كل شيء إيجابي في حياتك، ينبع عن التجارب التي تعيشها والأشخاص الذين تُشارِكها معهم؛ إذ إنَّ الناس هم كل ما يهم في نهاية المطاف،

ومع أخذ ذلك في الحسبان، فإنَّ الإجراء الأكثر أهمية الذي يمكنك اتخاذه كي تعيش حياة هادفة هو التواصل وتكوين العلاقات، فقد تساعدك بعض العلاقات على الفور وبعضها الآخر بعد سنوات عدَّة في المستقبل، وربَّما يتحول بعضها في النهاية إلى صداقات رائعة.

الأكثر أهمية هو أن تُقدِّم لك العلاقات التي تبنيها فرصة كي تضيف قيمة؛ فبالتركيز في إضافة قيمة إلى حياة الأشخاص الذين تلتقيهم، فمن البديهي أن تتلقى على الفور معاملة مماثلة، ويمكنك بناء شبكة علاقاتك من خلال زيادة قدرتك على مساعدة مَن هم حولك؛ وهذا ما سيجعلك تعيش حياة ذات أهمية.

إقرأ أيضاً: 12 نصيحة للحفاظ على الحماسة أثناء العمل من المنزل

5 - اتِّباع خطة والاجتهاد في العمل:

كما هو الحال مع أي شيء في الحياة؛ اتبع دوماً خطة ما واجتهِد في العمل، وهذا أمر لن نبالغ في التأكيد على أهميته مهما كررنا التذكير به، فلا شيء مما تريده في الحياة سيأتيك بسهولة وبسرعة؛ إذ كانت تقريباً كل النجاحات التي شهدناها بين ليلة وضحاها صنيعَ ثلاثين سنة قبلها.

أمَّا إن وضعتَ خطة واتَّبعتها، فمن المحتمل أن تحصل على ما قُدِّر لك إنجازه، وإن لم تحصل على مبتغاك، فهذا عظيم أيضاً؛ فأمامك الآن فرصة أخرى لتجربة تعليمية في الحياة الواقعية وبعدَها تعيد العملية نفسَها من جديد، وسواءً كان التقدم سهلاً أم صعباً، التزِم بالخطة واجتهِد في عملك وسيشكل تراكم الإنجازات اليومية جبلاً من الأهداف المُحقَّقة وحياة عظيمة المغزى والهدف.

إن كنتَ مستمِعاً إلى التدوينات الصوتية أم لا، فإنَّ الموضوعات الخمسة السابقة أساسية وجوهرية لعيش حياة هادفة، وحين يصل الأمر إلى ذلك، تذكَّر اتباع الخطة والاجتهاد في العمل.

المصدر




مقالات مرتبطة