5 أفكار بسيطة تجعل حياتك أسهل بعشرة أضعاف

يجبُ عليك تقديم التضحيات في مجتمعٍ متعطّشٍ لاستغلال الوقت، حيث تتنافس ملايين الأشياء لجذب انتباهك، إلَّا أنَّك تمتلك الوقت والطاقة لمتابعة عددٍ محدودٍ منها فقط؛ فحين يُقدَّمُ إليك نشاطٌ ما، لديك ثلاثةُ خياراتٍ لتختار منها، وهي: البدء، أو التوقُّف، أو المتابعة.



أيُّ الخيارات تُفضِّل؟ قد تبدو الإجابة واضحة للوهلة الأولى: يجب أن تبدأ أو تستمر بالإجراءات التي تعطي أكبر قدرٍ من الإنتاجية، وتترك أيِّ شيءٍ آخر.

ولكن في الواقع، يضيعُ وقتكَ في إنجازِ الأشياءِ قليلة الأهمية التي تستغرقُ ساعاتٍ يمكنك استخدامها على نحوٍ أفضل؛ مثل: القيام بأمورٍ غير ضروريةٍ، وتحمِّل متاعب غير متوقعة، والعمل على شيءٍ بدا بسيطاً للوهلةِ الأولى.

عندما تجدُ طرائق للتخلُّص من هذه المضايقات الصغيرة، يمكنك تغييرُ حياتك جذرياً للأفضل، وستشعرُ حينها وكأنَّ وقتك أصبح ملكاً لك، وكما لو أنَّك أزحتَ عبئاً عن كاهلك.

إليك خمس طرائق بسيطةٍ يمكنك تسهيل حياتك من خلالها:

1. طبِّق الحدَّ الأدنى من الجرعة الفعَّالة للحصول على النتيجة المطلوبة:

يعني الحدُّ الأدنى من الجُّرعة الفعَّالة في علم الصيدلة: أصغرَ جرعةٍ دوائيةٍ تحقق الاستجابة لدى معظم المرضى، وتعدُّ أي كميةٍ إضافيةٍ زائدةً عن الحاجة، وقد تؤدي إلى آثار ضارَّة.

بينما في الحياة، ليس عليك إتقان كلِّ شيءٍ إلى حدّ الكمال؛ فأنت لا تحتاج إلى إتقانِ طيِّ الغسيل، ولا إلى حساب كلِّ سعرةٍ حراريةٍ تتناولها، وليس عليك قضاء عشر ساعات في العمل على شيءٍ رائعٍ لتجعله مثالياً؛ إذ يكفي أن يكون العمل جيداً في بعض الأحيان، وقد يكون من الأفضل تجاهلُ بعض الأمور لتجنُّبِ هدر الوقت والطاقة وإضاعةِ فرصٍ أثمنَ لمُجرد القيام بها.

إقرأ أيضاً: نعمة عدم الكمال

2. دوِّن ملاحظاتك بدلاً من محاولة تذكرها:

يذكرنا هذا بمثلٍ مشهور: "أبهتُ حبر أفضلُ من أقوى ذاكرة"، والذي يعني أنَّ كتابة الأشياء أفضلُ بكثيرٍ من محاولة تذكُّرها؛ لذا دوِّن على الورق، واحتفِظ بدفتر ملاحظات، وضع ملاحظاتك في متناول يدك دائماً.

توقف عن الاعتماد على ذاكرتك، إذ من السَّهل نسيانُ بعض الأمور؛ فعندما يزدحمُ ذهنك بالكثير من الأفكار، ستنسى بالتأكيد قسماً منها.

ضع نظاماً لمُتابعة ما عليك القيام به؛ إذ يساعدك التنظيم على إنهاء المهام الأكثر أهميةً، ويحافظُ على هدوئك كونك تتحكمُ بكلِّ شيءٍ جيداً.

3. طبِّق قاعدة الدقيقتين:

أنجز فوراً أيَّ أمرٍ يستغرقُ أقلَّ من دقيقتين، وستوفر بذلكَ الوقت على المدى الطويل بإنهاء مَهمَّةٍ قصيرةٍ بسرعة؛ فقد تتضمَّن مَهمَّة الدقيقتين: تنظيمَ ملف، أو قراءة بريدٍ إلكتروني، أو تنظيف بعض الأطباق.

غالباً ما نقضي الكثير من الوقت في التفكير أو التخطيط أو الرغبة في فعل شيءٍ ما، رغم أنَّ المَهمَّة الفعلية تستغرق وقتاً أقلَّ ممَّا نعتقد بكثير، ويُمكننا بمجرد انتهائنا منها شطبها والانتقال إلى مَهمَّةٍ أخرى.

يمنحك اتباع قاعدة الدقيقتين شعوراً بالإنجاز بعد إكمال تلك المهام القصيرة، وهي طريقةٌ جيدةٌ لتقسيم المهام الطويلة خلال النهار؛ فإذا كُنتَ تقوم بعملٍ مُمل، فقم واغسل الأطباق، أو أرسل بريداً إلكترونياً محفوظاً في مجلد المسودات؛ إذ يصفِّي الانتهاء من مَهمَّةٍ صغيرةٍ في قائمتك ذهنك للقيام بأمور أخرى.

إقرأ أيضاً: اكتساب وترسيخ العادات الجديدة باستخدام "قاعدة الدقيقتين"

4. إذا كنت بحاجةٍ لغرضٍ واحد في أماكن مختلفةً، فاحصل على عدة قطعٍ منه:

هل تقضي فتراتٍ طويلةً في أماكن متفرقة؟ ربَّما تقسِّمُ ساعات عملك بين المنزل والمكتب، أو تقسِّمُ وقت عملك في أجزاء مختلفةٍ من المنزل، وربَّما يتوجَّب عليك في كلِّ مرةٍ تنتقل فيها إلى المكان المطلوب اصطحاب أغراضك معك.

ربَّما عليك توضيب حقيبتك يومياً قبل الخروج من المنزل وتذكر أشياء مثل: شاحن هاتفك، أو سماعات الأذن المفضلة لديك، أو مطهِّر اليدين؛ وغالباً ما تقوم بعملٍ جيدٍ لاحضار كلِّ ما تحتاجه، ولكنَّك قد تنسى -من حينٍ إلى آخر- غرضاً ويتوجَّب عليك الاستغناءُ عنه، وقد يكون هذا محبطاً للغاية.

حتَّى عندما تتذكَّر إحضارَ كلِّ شيء، فقد تسبِّب هذه المَهمَّة البسيطة لك الكثير من الضغط والقلق؛ لذا من المنطقي تخصيصُ عنصرٍ خاص بكلِّ مكانٍ تقضي فيه الكثير من الوقت.

قد تعتقدُ أنَّ امتلاكك لعنصرٍ واحدٍ يكفي؛ ولكنَّ وجود عدة عناصر قد يجعل روتينك اليومي أكثر سهولة.

5. لا حاجة لإنهاء كلِّ ما بدأته:

يرتبطُ إنهاء الأمور بشعورنا بالرضا والفخر؛ فأنت تشعرُ بالإنجاز عندما تصل إلى نهايةِ أيِّ أمر، سواءً على صعيد عملك أم حياتك الشخصية؛ ولكن، ماذا لو وجدت نفسك تسعى إلى إنهاء شيءٍ لم يعد له أيُّ فائدة؟

سوف تشعرُ تدريجياً بأنَّك تهدرُ وقتك، وأنَّك مضطر إلى الاستمرار بالأمر لمجرد أنَّك قد بدأت به؛ لكن لابدَّ من التوقُّف في بعض الأحيان، إذ يتوجب على الناس التخلي عن بعض الأمور التي بدؤوا بها ولم تعد ذات فائدةٍ تذكر. فمثلاً: هل فقدت رغبتك بمشاهدة برنامجٍ تلفزيوني؟ هل تعملُ على شيءٍ لا يعود عليك بأيِّ مردود؟ توقَّف عن ذلك وافعل شيئاً آخر؛ فمثلاً: إذا كنت لا تريد حضور حدثٍ دُعِيت إليه، فارفض بلباقة، واعثر على طريقةٍ أفضلَ لقضاءِ وقتك.

لديك الحقُّ بالإنهاء والتخلي، إذ إنَّ وقتك ثمين؛ لذا تعامل معه على هذا النحو.

إقرأ أيضاً: تحديد الأولويات: أفضل استثمار للجهد والوقت

تخلَّص من المشكلات الصغيرة للاستفادةِ من يومك:

ليست المشكلات الكبيرةُ هي ما يزعجنا كلَّ يوم، وإنَّما المشكلات الصغيرة التي تتراكم بسرعةٍ وتُضعِفُنا تدريجياً؛ مثل: مصدر مزعج من هنا، وقضية مستمرة من هناك.

لذا عالجها وأنجزها سريعاً، أو تخلَّص منها تماماً؛ وعندما تفعلُ ذلك، ستلاحظُ تحسيناتٍ كبيرةً في حياتك، وستجدُ مزيداً من الوقت للقيامِ بمهام أخرى أكثر أهمية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة