5 أخلاقيات للحياة تحتاج إلى معرفتها

لقد قرأت مؤخراً عن أخلاقيات الحياة الخمسة، وأعتقد أنَّ هذه المبادئ الخمسة تقدِّم قدراً كبيراً من الحكمة لعيش حياة ناجحة جداً، وهي:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "بات سوليفان" (Pat Sullivan)، ويقدِّم لنا فيه 5 أخلاقيات للحياة علينا معرفتها.

1. الإصغاء قبل التكلم:

كل الأشخاص الناجحين الذين عملت معهم في حياتي، قد طوَّروا مهارة الإصغاء، وسأتكلم عن مثال من حياتي، لقد كنت أدير مستوصفاً للاعبي كرة السلة في مدينة "نيويورك" (New York)، وذهبت لتناول العشاء مع كوتش لمدرسة ثانوية ومع الكوتش الأسطوري في "جامعة كاليفورنيا" (UCLA) "جون وودن" (John Wooden)؛ إذ فاز الفريق التابع للكوتش جون في 7 بطولات في الرابطة الوطنية لكرة السلة على التوالي، و10 بطولات في آخر 12 عاماً قدَّم الكوتشينغ لها، فلا أعتقد أنَّ أيَّاً من هذه الانتصارات العظيمة سوف تُنسى.

لو حضرت ذلك العشاء واعتقدت أنَّ التكلم هو مفتاح الذكاء، كنت ستعتقد أنَّ كوتش المدرسة الثانوية هو أذكى شخص؛ إذ تولَّى كوتش المدرسة الثانوية معظم الحديث، وقام "جون" الذي يعدُّ أحد أفضل الكوتشز في تاريخ الرياضة الأمريكية بالإصغاء فحسب.

كما أنَّ ابنتي "كولين" (Colleen)، وهي محامية عملت في مجال "المحفظة الوقائية" (Hedge fund)، كان عليها في كثير من الأحيان التفاوض على العقود، وكانت يجب أن تقدِّم قدراً كبيراً من الأموال، لذلك كل يوم وكلما فتحت جهاز الكمبيوتر الخاص بها، كانت تقرأ هذا الاقتباس: "لن أتعلم أي شيء اليوم من خلال التكلم، لكنَّني سأتعلَّم من خلال الإصغاء".

شاهد بالفيديو: 8 طرق بسيطة لتطوير مهارة الإصغاء

2. الكسب قبل الإنفاق:

لقد عملت في جامعة كانت ميزانيتها محدودة جداً، وعندما كنَّا نحتاج إلى مزيد من النقود لميزانيتنا أو لتوسيع شيء ما من أجل رياضاتنا، فكان يُطلب منَّا غالباً كسب الأموال اللازمة أو جمعها، ولقد شاركت في هذين المجالين لأنَّني كنت كوتشاً لكرة السلة والمدير الرياضي.

فلكي نقدِّم خدمة أفضل لطلابنا الرياضيين، كنَّا نحتاج إلى توسيع غرفة الأثقال في الجامعة، فمعظم الرياضيين الذين سجَّلوا، جاؤوا من مدارس ثانوية كانت غرف الأوزان فيها أكبر وأفضل من التي كانت موجودة في جامعتنا؛ لذا لتحقيق هذا التوسُّع، كان علينا جمع الأموال، ولقد حققنا هدفنا من خلال افتتاح جولة الجولف وبقيت تعزِّز ممارسة الرياضة إلى اليوم.

لقد واجهنا نفس المشكلة مع ميزانية كرة السلة لدينا؛ إذ كانت ميزانيتنا غير كافية لخدمة لاعبينا بالطريقة التي يستحقونها، لذلك مرةً أخرى كان علينا كسب المال قبل أن نتمكَّن من إنفاقه، فبدأنا بمستوصف لكوتشز منطقة "شيكاغو" (Chicago)، وعزَّز هذا المستوصف ميزانيتنا بنسبة 38%.

فكان من الجيد أن نحصل على المال لهاتين الحاجتين، لكن من خلال كسب المال قبل أن نتمكَّن من إنفاقه، كنَّا حكماء جداً في إنفاقنا للمال.

3. التفكير قبل الكتابة:

لقد تعلَّمت درسين قيِّمين من صديقين لي بشأن التفكير قبل الكتابة، لقد تعلَّمت درسي الأول من رجل أعمال ناجح جداً، وقد كانت نصيحته أنَّه لا بأس في الكتابة عن شيء قد تشعر بالغضب بشأنه، ومع ذلك كانت حكمته أن تقرأ ما كتبته في صباح اليوم التالي عندما تهدأ، ومن ثمَّ تمزِّقه، وتعيد كتابته.

أمَّا الدرس الثاني، فتعلَّمته من شخص كان مدير كلية ناجح، فإذا كنت قائداً، فغالباً ما سيأتي إليك زميلك بفكرة متحمِّس بشأنها، فإذا بدأت بالحديث عنها في تلك اللحظة، فسيأخذ الحديث مدة ساعتين من يومك.

لذا، بدلاً من التحدث عن الأمر على الفور، اطلب منه كتابتها، ثمَّ جلبها إليك لتناقشاها بعد ذلك؛ إذ سيحملهم ذلك إلى التفكير قبل الكتابة، وستكون أفكارهم الجديدة أكثر إيجازاً وتنظيماً عندما يأتون إلى المناقشة.

إليك فكرة أخرى عن الأشخاص الذين يقاطعون يومك بأفكارهم، وضَّح أستاذ في جامعة "نوتردام" (Notre Dam) أنَّه اشتكى لمدة 25 عام من أنَّه لا يستطيع إلا إنجاز القليل في العمل بسبب كل المقاطعات التي يتعرَّض لها، ثمَّ في عامه الـ 26 أدرك أنَّ هذه المقاطعات كانت عبارة عن عمله.

يجب أن يصغي القادة إلى جميع المقاطعات لأنَّها هامَّة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يقاطعونهم، ومع ذلك فأنت تفيدهم وتفيد نفسك عندما تخبرهم أن يفكِّروا قبل أن يكتبوا.

4. المحاولة قبل الانسحاب:

يُقال إنَّ المخترع الأمريكي "توماس إديسون" (Thomas Edison)، قد فشل في 10000 تجربة قبل أن يخترع الكهرباء، فقد فشل كثيراً، لكنَّه كان يتمتَّع بالمرونة للاستمرار.

كما خسر الرئيس الأمريكي السادس عشر "أبراهام لينكولن" (Abraham Lincoln)، الذي عدَّه معظم الناس أحد أفضل الرؤساء، الغالبية العظمى من جميع الانتخابات التي خاضها قبل أن يُنتخب رئيساً.

يوجد فيلم يدعى "رودي" (RUDY) يُعدُّ من أفضل الأمثلة على الجمع بين المحاولة والفشل الذي رأيته في حياتي، فقد صوَّر الفيلم بدقة معظم العقبات التي كان على شخصية "رودي رويتيجر" (Rudy Ruettiger) في الفيلم التغلب عليها ليُقبَل في جامعة نوتردام وينضم إلى فريق كرة القدم بصفته مستجداً، فأنا متأكِّد من أنَّه كان الشخص الوحيد الذي اعتقد أنَّه يستطيع تحقيق أي من هذين الحلمين.

فمن السهل الانسحاب، لكنَّ المحاولة صعبة، وخاصة عندما لا تكون الاحتمالات لمصلحتك.

كما يمثِّل عنوان كتاب المؤلف "روبرت شولر" (Robert Schuller) المتميز أهمية في المحاولة والذي هو: "الأوقات الصعبة لا تدوم، لكنَّ الأشخاص الأقوياء هم من يدومون" (Tough Times Don’t Last but Tough People Do).

إقرأ أيضاً: المبادئ الأولية للتفاوض

5. العيش قبل الموت:

لقد كنت محظوظاً لأنَّه قد طُلب مني إنشاء معسكرات ومستوصفات لكرة السلة في بعض الدول الأوروبية؛ إذ وفَّرت لي هذه الأحداث فرصاً كبيرة للعيش قبل أن أموت، فقدَّم لي هذا السفر تجربة تعليمية رائعة، وكان أحد أفضل أجزاء هذه الرحلات هو مدى كونها تعليمية، لقد أحضروني إلى أماكن لم أكن لأراها في حياتي لولا كرة السلة.

ففي "بلجيكا" (Belgium)، أخذني الكوتشز إلى "آردن" (Ardennes)؛ إذ نشب فيها واحدة من أهم المعارك في الحرب العالمية الثانية، وهي "معركة الثغرة" (The Battle of the Bulge).

في "أيرلندا" (Ireland)، رأيت جمال منطقة "رينغ أوف كيري" (Ring of Kerry) ومنحدرات "موهير" (Moher) الرائعة، لكنَّ معظم ما أتذكَّره هو الدفء والشعب الأيرلندي المضياف.

في "اليونان" (Greece) ذهبت إلى هضبة "أكروبوليس" (Acropolis)؛ إذ لا يوجد مبانٍ شاهقة في "أثينا" (Athens)، لأنَّها تحجب رؤية الأكروبوليس، لقد مشينا صعوداً مسافةً طويلة، لذلك سألت الكوتشز كيف حمل العمال كل الرخام إلى أعلى الهضبة عندما كانوا يبنون في ذلك الزمن؟ لقد كانت إجابتهم: ببطء شديد.

إقرأ أيضاً: البهجة السوداوية الناجمة عن العيش في عالم جميل وقاس

في الختام:

يمكن أن تؤدي هذه المبادئ أو الأخلاقيات الخمسة إلى حياة ناجحة، لذلك:

  1. أصغِ، قبل أن تتكلَّم.
  2. اكسب، قبل أن تنفق.
  3. فكِّر، قبل أن تكتب.
  4. حاول، قبل أن تنسحب.
  5. عِش، قبل أن تموت.

المصدر




مقالات مرتبطة