5 أخطاء تؤدي إلى انعدام الدافع

يمكن تعريف الدافع بأنَّه قوةٌ كامنةٌ تتحكم بأفعال الإنسان وتوجهه نحو هدف معين، ويرغب كثيرٌ من الأفراد بالحصول على الدافع اللازم للقيام بالأعمال الضرورية والصائبة في حياتهم، وقد يعني امتلاكُ الدافعِ في بعض الأحيان عدم القيام بالأعمال التي تؤدي إلى انعدامه.



يناقشُ هذا المقال 5 أخطاء تؤدي إلى انعدام دافع القيام بالأشياء الهامة، ويناقش أساليب التغلب عليها، والحفاظ على الدافع:

1. انتظار الدافع قبل مباشرة العمل:

يعتمدُ الدافعُ العواطفَ والبيئةَ؛ ما يعني أنَّ زيادة الدافع تشترطُ تغيير العواطف أو البيئة من خلال اتخاذ إجراءٍ ما، ويمكن أن يساعدك العمل على تغيير عواطفك وبيئتك في آنٍ معاً.

يظنُّ كثيرٌ من الناس أنَّهم يحتاجون إلى الدافع للتحرك واتخاذ التدبيرات اللازمة؛ لكنَّ الدافع في حقيقة الأمر يتبع الفعل ولا يسبقه، وبالنظر إلى مستوى الدافع قبل التمرين الرياضي وخلاله نلحَظُ ازدياد الدافع تدريجياً حالما يبدأ التمرين؛ إذ لا يوجد دافعٌ أكبر من بدء العمل والرغبة بإنهائه؛ فهو يحفز التغيُّر في العواطف والبيئة في آنٍ معاً.

حل مشكلة انتظار الدافع:

يكمن الحل في القيام بخطوة مبدئية صغيرة لتعزيز الدافع، وتنجح هذه الطريقة؛ لأنَّ الأعمال الصغيرة لا تتطلب كثيراً من الدافع من جهة، وتولِّد مزيداً من الدافع من جهة ثانية، وفي حال أنَّك تبحثُ عن دافعٍ لممارسة التمرينات الرياضية يمكنك عندئذٍ أن تبدأ بارتداء ملابس النادي الرياضي، وفي حالة الكتابة مثلاً يمكنك أن تفتح برنامج الكتابة على أنَّها خطوةً مبدئيةً، وتكتب جملة واحدة إذا أمكنك.

لن تحصل على الدافع الذي تحتاج إليه بالانتظار؛ بل يجب أن تعمل على اختلاقه بنفسك من خلال القيام بخطوات مبدئية، ناهيك عن أنَّ انتظار الدافع غالباً ما يُسبِّب الإحباط؛ لكنَّك حالما تبدأ العمل، فإنَّ حالتك العاطفية ومستوى الدافع لديك سيوافق العملَ الذي يقوم به جسدك.

شاهد بالفيديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع

2. عدم الثقة بالنفس:

يعتمد الدافعُ قناعاتَك الشخصيةَ إلى حدٍّ كبير؛ فعلى فرض أنَّك تريد الوصول إلى الوزن المثالي؛ لكنَّك لا تؤمن بأنَّ الجهد الذي تبذله في النادي الرياضي سيمكِّنك من تحقيق هدفك؛ فعندها لن يتكوَّن لديك دافعٌ للذهاب إلى النادي الرياضي.

يُطلِقُ علماءُ النفسِ على هذه الفكرة اسم "النجاعة الذاتية"؛ وهي تُعبِّر عن مدى إيمان الفرد بقدرته على تحقيق أهدافه.

كيفية التغلب على الشك الذاتي:

يمكنك أن تُجريَ بعضَ الأبحاث وتتأكد بنفسك من حقيقة أنَّ اتخاذ التدبيرات الفعلية يُغيِّر حياة الفرد بطريقة هادفة، ويمكنك أن تطَّلِع على قصص أفرادٍ حققوا أهدافَهم وتركز على أسباب أفعالهم ونتائجها.

قد يصعب عليك أن تؤمن بقدرتك على تحقيق هدفٍ لم يسبق أن حققته؛ الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الدافع؛ لكنَّ قناعاتك ستتغير، وسيزداد دافعك عندما تطَّلع على بعض القصص الملهمة، وتجري بعض الخطوات الصغيرة المبدئية.

إقرأ أيضاً: كيف تعزز ثقتك بنفسك وتتغلب على الشك الذاتي؟

3. السماح للمشاعر السلبية قصيرة الأمد بالتأثير فيك:

تنطوي كلمة "دافع" على معنَيَين؛ أحدهما قصير الأمد، والآخر طويل الأمد؛ فربَّما أنت مندفعٌ لتكون رشيقاً عموماً، وهذه الحقيقة ثابتة على الدوام؛ لكنَّك لا تتمتع بالدافع اللازم لممارسة التمرينات الرياضية في جميع الأوقات؛ وبتعبير آخر يمكن أن ترغب في شيء معين عموماً؛ لكنَّك لا ترغب في العمل عليه في أوقات معينة بسبب مشاعرك وظروفك، ولأنَّ الأهداف التي يريدها الإنسان تتطلَّب العمل الجاد وبذل المجهود؛ فإنَّه سيرغب في تحصيلها في قرارة نفسه؛ لكنَّه لن يرغب في بذل العمل اللازم لتحقيقها.

كيفية التغلب على المشاعر السلبية قصيرة الأمد:

لا داعي للشعور بالحماسة والدافع لتبدأ العمل في هذه اللحظة، ولا يجب أن يوقفك غياب الدافع عن العمل؛ فهو يعوق الأشخاص الذين يخلطون بين مشاعرهم اللحظية العابرة ورغباتهم طويلة الأمد.

يجب التذكير مجدداً بقدرة الخطوات الصغيرة المبدئية على التغلُّب على هذه المشاعر قصيرة الأمد؛ فهي تُنشِّط الدافع الحقيقيَّ طويل الأمد.

4. نسيان السبب الرئيس وراء الدافع:

يجب أن تتذكر الأسباب الكامنة خلف سعيك وراء الهدف الذي تبتغيه، ومن الهام أيضاً أن تتذكر الفوائد المتوقعة؛ لأنَّ نسيان النتائج المرجوة سيجعل الهدف يبدو عبئاً ثقيلاً على كاهلك، ولن ترغب في العمل عليه، وينعدم الدافع عندما يتعيَّن على الإنسان أن يعمل بجدٍّ دون وجود مكافأة منتظرة.

كيفية تذكُّر الأسباب الأساسية:

يُنصَح باستخدام لوحة الرؤية في هذه الحالة؛ كي تتذكر الأسباب الكامنة خلف الجهد والعمل الجاد الذي تبذلُه طوال الوقت، ويمكن تعريف لوحات الرؤية بأنَّها صورٌ تُذكِّرُك بأهدافك حينما تراها، وهي فاعلة جداً؛ لأنَّ الدماغ البشري يُعبِّر عن المفهومات بطريقة بصرية.

5. وضع أهداف صعبة وغير واقعية:

يُستحسَن أن تعملَ على أهدافٍ صغيرةٍ قابلةٍ للتطور مع مرور الوقت، فيضع معظم الأفراد نصب أعينهم أهدافاً صعبةً وبعيدة المنال؛ لأنَّ المكافأة المغرية التي تنتظرهم في نهاية المطاف تزودهم بالدافع الذي يحتاجون إليه لبدء العملية؛ لكنَّ هذا الأسلوب يؤدي إلى إحداث نتائج عكسية حالما يبدأ تنفيذ الهدف فعلياً، وتبدو المكافأة بعيدة المنال؛ لكنَّ الشخص مضطرٌ إلى العمل؛ الأمر الذي يؤدي إلى إحباطه وتثبيط همته.

إقرأ أيضاً: نصائح مفيدة لوضع الأهداف وتحقيقها

كيفية التغلب على مشكلة الأهداف غير الواقعية:

يجب أن تبدأ بوضع هدف بسيط معقول تسهل عليك إدارته، وفي هذه الحالة حتى لو بدت المكافأة بعيدة؛ فإنَّ عبء العمل سيكون مقبولاً، وستكون قادراً على المضي قدماً لتحقيق أهداف أكثر أهمية وأفضل من السابق، وعندما تضع نصب عينيك هدفاً مضموناً، فإنَّك لن تُصاب بالإحباط أو تفقد دافعك.

في الختام:

يمكنك الاستفادة من كتاب "العادات البسيطة" (Mini Habits) لبناء عادات جديدة صحية على صعيد اللياقة، والصحة، والكتابة، وغيرها.




مقالات مرتبطة