4 نصائح للمبتدئين في التأمل تضمن نجاح تجربتهم

يتَّفق العلماء، ورجال الأعمال، ومعلمو اليوغا في أنَّ التأمل من أكثر الممارسات فاعلية وفائدة لتعزيز الصحة والسعادة وتخفيض مستويات الإجهاد النفسي، كما أثبتت الدراسات البحثية أنَّ ممارسة التأمل تُخفِّض من مستويات الإجهاد النفسي، وتقاوم الاكتئاب، وتزيد من شعورك بالرضى تجاه نفسك والحياة التي تعيشها، ولكن ما زال بعض الأفراد يمتنعون عن ممارسة التأمل على الرغم من إثبات فاعليته في تحسين الأداء وجودة الحياة، وتُعزَى هذه النتيجة إلى المشقَّة التي يواجهها معظم الممارسين المبتدئين في المراحل الأولى.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن 4 نصائح للمبتدئين في ممارسة التأمل لضمان نجاح تجربتهم.

تجربة شخصية:

كنت أقضي ساعات طويلة في محاولة تسكين عقلي من الأفكار والمواقف العالقة العائدة لمراحل الطفولة، والمسؤوليات والواجبات الواقعة على عاتقي في الوقت الحالي، وكنت أزداد قلقاً واضطراباً كلما باءت محاولات تسكين عقلي بالفشل، حتى أصبحت ممارسة التأمل تبعث في نفسي الذعر لا السلام الداخلي.

بعد سنوات عديدة من الممارسة؛ تسنَّى لي أخيراً أن أعيش تجربة تأمل حقيقية، فقد تمكَّنتُ من تحديد المشكلة بعد عدة محاولات وتجارب فاشلة، وعندها استطعتُ أن أخوض تجربة سليمة تماماً، وأصبح التأمل الآن جزءاً أساسياً من روتيني اليومي، وأستعين به لتخفيف الإجهاد النفسي، واستعادة التوازن، وأكون في أفضل حالاتي خلال اليوم.

فيما يأتي 4 نصائح للمبتدئين في التأمل تضمن نجاح تجربتهم:

1. تخلَّصْ من الأفكار والتصورات السابقة عن التأمل؛ حتى تنجح في ممارسته:

يظنُّ معظم الأفراد أنَّهم يدركون تعريف التأمل، وطرائق ممارسته، والنتائج المتوقعة منه.

بالعودة إلى تجربتي الشخصية أرى أنَّ تخلُّصي من الأفكار السابقة عن ممارسة التأمل، والنتائج المرجوة منه كان صاحب الفضل في نجاح تجربتي الخاصة؛ إذ لا يرتبط التأمل بالخبرات والتجارب الحياتية، ولا بتسكين العقل؛ بل إنَّه يقتضي ببساطة أن تكون حاضراً في اللحظة الراهنة ومدركاً لما في عقلك من أفكار، وما في جسدك من أحاسيس، أمَّا الفوائد الأخرى المرجوَّة من ممارسة التأمل، فهي تأثيرات جانبية.

صحيح أنَّ التأمل يخفف الإجهاد النفسي، ويهدئ العقل، ويبعث في نفس الإنسان مزيداً من السلام والسعادة؛ لكنَّك لا تستطيع التحكم بهذه النتائج؛ بمعنى أنَّه يستحيل أن تتعلَّم كيف تهدئ عقلك؛ بل إنَّ العقل يستكين من تلقاء نفسه عندما تتوقف عن محاولة التحكم به وتبدأ بمراقبته وحسب، وإياك أن تحاول فرض السكينة عليه؛ لأنَّك كلما حاولت أكثر، فشلت أكثر.

شاهد بالفيديو: 7 فوائد للمشي التأملي

2. هيِّئ نفسَك قبل ممارسة التأمل:

لا يشجع نمط الحياة في العصر الحديث على ممارسة التأمل بأي حال من الأحوال، ولكن لحسن الحظ ثمَّة بعض الطرائق التي بوسعها مساعدتك على تسكين عقلك قبل أن تبدأ بممارسة التأمل؛ إذ يمكنك أن تستعين ببعض النشاطات التي أثبتت فاعليتها في تسكين العقل؛ مثل تمرينات اليوغا، أو قضاء الوقت في الخارج، أو المشي، أو الاستحمام.

3. مارِسْ التأمل باعتدال:

يخطئ كثير من المبتدئين في ممارسة التأمل برفع سقف طموحاتهم وتوقعاتهم؛ إذ يمكنك بدل أن تحاول ممارسة التأمل مدة ساعة يومياً تواجه خلالها مشقةً بالغةً، يمكنك أن تخطِّطَ لتحقيق نجاحٍ مبدئيٍّ ترتكز عليه لاحقاً؛ وذلك من خلال التزام ممارسة التأمل لمرة واحدة يومياً لمدة 3 دقائق، ويمكنك أن تستمر في التأمل بعد مضي الدقائق الثلاث إذا رغبت بذلك؛ أي إنَّ الاستمرار خيار عائد لرغبتك الشخصية، ولكن عندما تنقضي الدقائق الثلاث تكون قد وفيت بالتزامك تماماً، وبإمكانك متابعة يومك دون أن تشعر بالذنب أو التقصير.

يجب أن تزيد مدة الجلسة إلى 5 دقائق في الأسبوع التالي، وترفعها إلى 10 دقائق في الأسبوع الذي يليه وهكذا دواليك، وستكتشف بعد فترة أنَّك قادرٌ على ممارسة التأمل دون ضبط مؤقت زمني، ودون الشعور بالالتزام، وعندها ستتأمل قدر ما تشاء.

4. لا تُعقِّد الأمور:

على الرَّغم من اختلاف أساليب التأمل وتقنياته؛ فإنَّ الأساسيات موحدةٌ، ويمكن تلخيصها في 4 خطوات على النحو الآتي:

أولاً، الجلوس بوضعية مريحة:

يمكنك أن تجلس بأيِّ وضعيةٍ مريحةٍ بالنسبة إليك، سواء أكانت على الأرض، أم على الأريكة، أم على الوسادة الخاصة بالتأمل، فمن الهام أن تكون مرتاحاً في وضعية التأمل؛ حتى لا يتشتت تركيزك في أثناء الممارسة.

إقرأ أيضاً: وضعية الجسم: هل يسبب الجلوس الملتوي آلاماً في الظهر؟

ثانياً، استخدام أساليب معينة لزيادة تركيز العقل:

توجد عدة أساليب مستخدمة في زيادة تركيز العقل؛ مثل تكرار عبارة معينة، أو التركيز على صوت، أو ممارسة التصور الذهني مثلاً، ولكن يبقى التركيز على عملية التنفس من أبسط الطرائق المستخدمة.

إقرأ أيضاً: كيف تقوي تركيزك الذهني؟

ثالثاً، ملاحظة الأفكار والأحاسيس الجارية:

لا يرتبط التأمل بالنتيجة النهائية؛ بل إنَّه يقتضي ببساطة أن تكون حاضراً وتلاحظ الأفكار التي تجول في عقلك، والأحاسيس التي تَعبُر جسدك.

على فرض أنَّك قضيت نصف ساعة وأنت تفكر بشخص معين، ثمَّ لاحظت خلال جلسة التأمل أنَّك تفكر فيه؛ فهذا يعني أنَّك نجحت في تحقيق النتائج المرجوة من الممارسة؛ إذ تقتضي مهمتك الأساسية أن تدرك الأفكار التي تخطر في بالك والأحاسيس التي تعيشها في أثناء جلسة التأمل.

رابعاً، قبول التجربة دون إصدار الأحكام عليها:

تفيد التجارب بأنَّ ممارسة التأمل لن تؤتي ثمارها وتبعث السكينة في نفسك في الحال؛ بل إنَّها تستغرق بعض الوقت، ويمكنك أن تقضي الجلسة كاملة في التفكير بالمهام الموكلة إليك أو المواقف الصعبة التي تعرَّضت لها في اليوم السابق.

في الختام:

يجب أن تتقبَّل تجربة التأمل مهما كانت دون أن تصدر الأحكام عليها؛ لأنَّ تنمية هذا القبول ستزيد من تعاطفك تجاه نفسك والآخرين على حد سواء، وعندها ستبدأ فوائد التأمل بالتأثير في جوانب حياتك الأخرى.




مقالات مرتبطة