4 نصائح للتوقف عن الخوف من النجاح

يقول الكاتب وعالِم النفس الأمريكي "ماكسويل مالتز" (Maxwell Maltz): "يعمل الإنسان بطريقة مشابهة لعمل الدراجة الهوائية؛ وذلك لأنَّ توازنه واستقراره في الحياة يشترطان استمرار سعيه صوب أهداف محددة".



يعيش الإنسان مراحل حياته جميعها وهو في سعي مستمر تجاه آمال وأحلام ينتظر تحقيقها بفارغ الصبر.

يمكن أن تؤدي حالة الترقب هذه والشكوك عن إمكانية تحقيق الأهداف إلى توليد مشاعر عدم اليقين، وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ الأهداف التي تولِّد مشاعر عدم اليقين غالباً ما تكون أهدافاً تستحق العناء والعمل الجاد، وبذل الوقت، والطاقة، والمال في سبيل تحقيقها.

أمثلة عن هذه الأهداف:

  • تأليف الكتاب الذي تحلم به منذ سنين خَلَت.
  • المشاركة في برنامج مواهب.
  • العثور على حب حياتك.
  • نيل شهادة الدكتوراه (PhD).
  • السفر حول العالم.

يستكشف المقال 4 نصائح لمساعدتك على التخلص من فكرة الخوف من النجاح:

1. واجِه مشاعر الخوف التي تعترض تقدُّمك:

ستضطر إلى مواجهة مخاوفك في مرحلة معينة عندما تتخذ قرارك بالسعي خلف طموحاتك، وسيزعزع الخوف استقرارك ويختبر بأسك، ويقيِّم مدى استحقاقك للهدف الذي تسعى في سبيله، وعندها ستشعر بأنَّك مُقبِل على خسارة كبريائك، أو هويتك أو نقودك أو أمَلك أو ربما جميع ما سبق.

تتفاوت استجابة الأفراد للخوف؛ فبعضهم يستسلم ويهرب، وآخرون يختبئون ويتأملون رحيله بسلام، في حين يستعد بعض الأفراد لمواجهة الخوف منذ البداية قبل أن ينال منهم.

يمكن أن يمنعنا الخوف من التقدم، ويسرق منا شعور الطمأنينة ويحزننا ويؤرق ليالينا، ولطالما حال دون تحقيق معظم الناس لأحلامهم؛ لذا يجب أن تواجه الخوف حتى تستطيع التغلب عليه.

شاهد بالفيديو: 5 طرق تحول بها الخوف إلى حافز يدفعك للأمام

2. ضع تعريفاً صحيحاً لمفهوم النجاح:

يتفاوت تعريف النجاح من شخص إلى آخر، فقد يربطه بعضهم بالامتلاك، مثل امتلاك منزل فخم على سبيل المثال، أو بالقناعة بعيش حياة بسيطة أو غيرها من الأمور، فيكمن التشابه بين جميع تعريفات النجاح في وجود فكرتَي التقدم والقناعة المتناقضتين في ظاهريهما؛ لكنَّهما تعملان بالتوازي في حقيقة الأمر؛ وذلك لأنَّ عدم تقدمك، أو رضاك ينفي نجاحك بشكل أو بآخر.

عندما تحقق التقدم في حياتك، فإنَّك تصف إنساناً بأنَّه ناجح وفقاً لتعريف النجاح، فلا يقتضي النجاح تحقيق إنجازات بارزة تجلب لك الشهرة وتثير إعجاب الآخرين.

يمكن أن يؤدي نجاحك أو تقدُّمك أحياناً إلى إحباط بعض الأشخاص، ودفعهم إلى تضخيم عيوبهم الشخصية، ومن ناحية أخرى، يمكن أن يكون مصدر إلهام لناس كثيرين.

لكنَّك ستبدأ عند هذه المرحلة باستمداد شعورك بالقيمة الذاتية من آراء الآخرين من حولك، وتعيش نجاحاً مزيفاً مفتقراً لمكونات النجاح الأساسية المتمثلة بالتقدم والقناعة الذاتية.

أي باختصار، يجدر بك أن تكف عن وصف النجاح بأنَّه غاية أو نتيجة نهائية؛ بل أن تصفه بأنَّه مجموعة الخيارات التي بوسعك اتخاذها يومياً، كأن تتخذ قرارك بأن تجتهد في عملك أكثر، وتركِّز على أولوياتك، وترتب أعمالك بحسب الأولوية على سبيل المثال.

قد تحصل عند استثمار مواهبك وإمكاناتك على مظاهر البذخ المتمثلة في المنزل الفاخر، أو السيارة الفخمة، أو الرحلات وغيرها، وعندها يجب أن تدرك أنَّ ممتلكاتك أو علاقاتك الجديدة، أو دخلك المادي المرتفع، وغيرها من الأمور ليست نجاحاً بحد ذاته؛ بل تُعدُّ نتائج لاختيار النجاح خلال فترة زمنية مطولة.

3. أجب عن السؤال الآتي: كيف ستعيش حياتك لو انتهت بعد 6 أشهر؟

يساعدك هذا السؤال على التخلص من الأعذار وتأجيل اتخاذ القرارات، وعندما لا يأخذ المرء في حسبانه احتمال الموت، فإنَّ مستقبله سيبدو مجهولاً، وهذا يؤدي إلى توليد مشاعر عدم اليقين، في حين يساهم الإقرار بوجود نهاية للحياة في دفع المرء إلى دراسة الخيارات الممكنة بعناية لاتخاذ القرار الأمثل، وتختبر التجربة الحياتية قدرات الفرد وإمكانية تحقيق أمانيه.

بهذه الطريقة، يصبح الواقع والقرارات الصائبة أوضح شيئاً فشيئاً، وتبدأ بتهميش مشاعرك، وتتعامل معها على أساس أنَّها مؤقتة وستختفي بمرور الوقت، وقد لا تفلح في اتخاذ المخاطر اللازمة لتحقيق رغباتك؛ بل يمكن أن تتعرض للرفض، والإخفاق مرة تلو أخرى.

لكنَّ مشاعر الثقة بالنفس الناجمة عن اتخاذ قرار تجاوز منطقة الراحة تُعدُّ هامة جداً، ولهذا السبب يجب أن تحدد القرارات التي ستتخذها لو مُت بعد 6 أشهر.

هل ستستفيد من الفرص المتاحة جميعها وتتجاوز منطقة راحتك، وإن لم تكن النتائج مضمونة؟ هل ستمضي في تحقيق حلمك رغم عدم وضوح ما ستؤول إليه هذه التجربة؟ يجب أن تتقبَّل مشاعر عدم اليقين؛ لأنَّ متعة الحياة تكمن في الغموض الذي يكتنف المستقبل.

تجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الطريقة لا تعني أن تمتنع عن التفكير وتتصرف بطيش عند اتخاذ قراراتك المصيرية؛ لكنَّ فائدتها تكمن في دفعك إلى المضي في مساعيك وعدم الإفراط في دراسة الوضع وتحليله، لا سيما الذي يمنع الأفراد أحياناً من اتخاذ قرار مباشرة العمل على أهدافهم.

قد تكون هذه هي الطريقة الوحيدة لمنعك من اختلاق الأعذار والتفكير الزائد، وإنَّك ستعيش حياتك على أكمل وجه وتستفيد من الفرص المتاحة عندما تتصالح مع عدم اليقين الذي يكتنف المستقبل، وتتخذ قرارك بالمضي في سبيل تحقيق أهدافك بكل ما أوتيت به من قوة.

يجب أن تضع في حسبانك أنَّ قبول فكرة عدم اليقين هو الطريقة الوحيدة لتصبح موقناً في الحياة.

إقرأ أيضاً: علامات الثقة بالنفس وطرق تعزيزها

4. تخلَّص من مشاعر عدم استحقاق النجاح:

تؤثِّر تجارب الطفولة بشدة في نظرة الإنسان إلى نفسه وثقته بإمكاناته، ويتعرض أفراد كثيرون إلى ظروف تنشئة مؤذية تطيح بصورتهم الذاتية الإيجابية بالفطرة، وتدفعهم إلى الاعتقاد بأنَّهم أقل قيمة وجدارة من الآخرين.

تؤدي قلة الثقة بالنفس الناجمة عن ظروف التنشئة المؤذية في مرحلة الطفولة إلى استبعاد إمكانية النجاح؛ بل إنَّ مجرد التفكير بهذا الاحتمال يولِّد مشاعر عدم الاستحقاق، وكأنَّ الإنسان يخدع نفسه ومن حوله بأنَّه قادر ويستحق هذه الفرصة؛ ومن ثَمَّ يجب أن تبدي بعض الثقة بقدراتك وجدارتك بدلاً من أن تشكك بهما عندما تمضي في تنفيذ أبسط المهام.

يتساوى جميع الأفراد بقيمتهم الذاتية، ولا يوجد فرد أفضل من الآخر، وإنَّ ما يحدِّد مدى استثمارك لإمكاناتك ومواهبك هو درجة التقدم والنجاح التي تحرزها في حياتك، ومع أنَّ البشر يتفاوتون بقدراتهم، وخصالهم الحميدة، فإنَّهم يتساوون بقيمتهم الإنسانية، ويساعدنا إدراك هذه الحقيقة على تعزيز مشاعر القيمة الذاتية، وعدم ربطها بالمعايير التي يفرضها علينا العالم.

من الهام أن تنتبه إلى الأفكار التي تدفعك إلى التشكيك بقدراتك وجدارتك، واستحقاقك للنجاح، وتسعى إلى اعتماد نمط تفكير يساعدك على تحقيق غاياتك، لأنَّك تستحق هذه الفرصة.

يقول مدرب التنمية البشرية الأمريكي "زيج زيجلر" (Zig Ziglar): "سيتسنى للمرء تحقيق أحلامه وغاياته جميعها في الحياة، عندما يكون معطاء، ويساعد الآخرين على تحقيق أحلامهم".

إقرأ أيضاً: الاستحقاق الذاتي وكيفية رفعه

في الختام:

لقد ناقش المقال بعض النصائح الضرورية التي يجب أن يأخذها المرء في حسبانه ليتسنى له التخلص من مشكلة الخوف من النجاح؛ لذا تذكَّر أنَّ التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها؛ بل إنَّه يستغرق بعض الوقت.




مقالات مرتبطة