4 نصائح للاعتناء بالمواهب عن طريق التدريب والتطوير المهني

يريد أرباب العمل لشركاتهم أن تنمو، إلا أنَّهم يعانون عادة من مشكلة قلة مشاركة الموظفين؛ إذ وجد تقرير لمؤسسة "غالوب" (Gallup) أنَّ 87% من الموظفين حول العالم غير مشاركين في عملهم. وتكمن الحقيقة في أنَّه لكي تتابع الشركات نموها وتبقي على روح المنافسة لديها، فيجب أن تجعل من تفاعل الموظفين أولوية لديها.



عندما لا يكون الموظفون متحمسين للعمل، فلن يصلوا إلى المستوى المطلوب من الإنتاجية. ولكن إن كان العكس صحيحاً فستحدث المعجزات. وفي الواقع، وَفقاً لذلك التقرير، فإنَّ المؤسسات التي تضم موظفين يتفاعلون مع عملهم تفاعلاً جيداً، تتفوق على نظيراتها بنسبة 147% في كسب الأسهم.

لا يجب أن يكون التدريب والتطوير واجباً أو عملاً رسمياً مملاً؛ بل يجب أن يكون تجربة ممتعة للموظف ورب العمل على حد سواء؛ لذا إليك في هذا المقال بعض النصائح لتدريب وتطوير المواهب لدى الأفراد بصورة فعَّالة ومؤثرة:

1. ضع أهدافاً مع موظفيك:

يجب أن تكون عملية وضع الأهداف عملية تعاونية؛ فمن الأفضل الاستعانة بالأفكار التي بحوزة الأفراد الموهوبين من أجل مستقبل الشركة؛ لذا اجعلهم على اطلاع على أهداف مؤسستك بعيدة الأمد، ثم أكِّد دورهم في ذلك.

على سبيل المثال، إن كانت خطتك هي توسيع قسم مبيعاتك خلال ثلاث إلى خمس سنوات، فاشرح كيف ستحتاج إلى فريق إدارة أكبر لكي ترى ذلك التوسع والنمو، وقدِّم مقترحات لتحديد المسار الذي يهتمون به.

يجب أن تكون الأهداف ذكية (SMART)؛ أي محدَّدة، وقابلة للقياس، ويمكن تحقيقها، وذات صلة، ومُقيَّدة زمنيَّاً؛ فعندما يعرفون دورهم في خطط نمو المؤسسة، سيشعرون بأنَّهم مشاركون كثيراً ويمتلكون دافعاً كبيراً للتعلم والنمو.

اطلب منهم تقديم قائمة بالأهداف المهنية؛ فعندما تعرف الإدارة أهداف كل موظف، يمكنها تقييم الأدوات والتدريب الذي قد يكون ضرورياً لمساعدة الجميع على تحقيق أهدافهم. والأهم من ذلك كله، يمكنهم مشاركتها مع الفريق بأكمله.

توضِّح الشفافية للجميع كيف تساهم جهودهم الفردية في الهدف الجماعي، وعندما يقصِّر شخص ما، يمكنك تحديد مَن يحتاج إلى التدريب والتعليم اللازمَين لتحقيق أهدافه؛ إذ تعزز الأهداف المشتركة مكان عمل أكثر تشجيعاً وتماسكاً.

إقرأ أيضاً: فهم الاحتياجات التطويرية لتساعد موظفيك على تحقيق أفضل أداء

2. ابحث عن الخلل:

ابحث عن الفجوات التي تنقصهم كي تكون على دراية بما يجب أن يفعلوه ليحققوا أهدافهم، وهناك أربعة أشكال من الفجوات خلال مرحلة تطوُّر الموظفين، وهي:

1. الخلل في الأداء:

هذا النوع من الخلل يُكتشَف عندما تقدِّم تقييماً مستمراً للأداء؛ لذلك عندما تنظِّم مقابلات فردية مع الموظفين باستمرار، قيِّم أداءهم في الوقت المناسب، وعدِّل التوقعات، وطبِّق التدريب والكوتشينغ تطبيقاً فعَّالاً عندما تريد لموظف أن يحسِّن شيئاً ما، وقارن الموظفين أيضاً بأفضل العاملين لكي يكونوا مثالاً لهم.

2. الخلل في النمو:

هذا النوع من الخلل يُكتشَف خلال التخطيط المهني؛ لذلك قارن مهاراتهم ومعرفتهم الحالية بالمهارات والمعرفة التي يحتاجون إليها لمناصبهم المُخطَّط أن يشغلونها.

3. الخلل في الفرص:

يجب على الموظفين كذلك أن يعلموا الأهداف التي يجب أن يحققوها لكي يردموا هذه الفجوات؛ لذا قدِّم للموظفين فرصاً متنوعة للتطور، وأظهر لهم كيف يمكن أن يطبقوا ما يتعلمونه على أدوار عدة؛ وبهذا، سيكونون مستعدين لانتهاز الفرصة عندما تُتاح لهم مناصب مستقبلية جديدة.

4. الخلل في التدريب:

يمكن لأرباب العمل والموظفين أن يضعوا أهدافاً واضحة في مجالات الكفاءة، والمهارات، والمعرفة. وعندما تستطيع معالجة الفجوات في التدريب، ستصبح مستعداً لكي تؤسِّس خطة عمل.

إقرأ أيضاً: التدريب والظروف الجديدة في مكان العمل

3. أنشئ خطة عمل:

بعد أن يكون لديك هدف لكل موظف، يمكنك حينها مساعدته على وضع خطة عمل؛ لذا قسِّم الأهداف طويلة الأمد إلى أهداف أسهل قصيرة الأمد، ومن ثَمَّ وزِّع المهام، وضَع خطوات لكل هدف. ومن الهام أن تكون واقعياً ومؤثراً؛ لذا زوِّدهم بقائمة من العوائق التي يُحتمَل أن يصادفوها؛ وبهذه الطريقة، يمكنك أن تساعدهم على الاستعداد لها بعرض الحلول التي يمكن تطبيقها حين تظهر تلك العوائق.

على سبيل المثال، إن أراد اختصاصي تسويقٍ أن يصبح مديراً مبدعاً، فربما يحتاج مساعدة في تعرُّفه إلى تجربة الإدارة؛ سيكون الحل بالنسبة إليه أن يقترح على صاحب العمل أنَّه يريد أن ينشئ فريق عمل لإنشاء مكتبة موارد داخل المكتب؛ وذلك لدعم فريقه من المتخصصين في التسويق. ويمكن أن تحتوي هذه المكتبة على أدوات رقمية وكتب وأدوات تدريبية ومواد تعليمية أخرى.

سينال الموظف فائدةً ذات شقين: أولاً، سيكون صاحب مبادرة ويثبت أنَّه متحمس لعمله، وثانياً، سيكتسب خبرة قيادية من خلال توجيه مجموعة من الزملاء المتحمسين لتحسين قسم التسويق لديهم.

شاهد بالفيديو: أهداف التدريب

4. قدِّم دعماً مستمراً:

إنَّ تطوير الموظفين ليس استراتيجية تخطط لها ثم تنساها؛ بل تستحق المواهب في مؤسستك التشجيع والدعم طوال تطوُّرها؛ لذا تعرَّف إلى إنجازاتهم، وقدِّم لهم النصائح بشأن البقاء على المسار الصحيح والتغلُّب على التحديات، وشجِّع الجميع ليكونوا مسؤولين أمام الآخرين، وزوِّدهم بزملاء للمساءلة أو منتور؛ الأمر الهام أنَّه يجب أن يخضع الناس للمساءلة.

وجدت دراسة أجرتها "جامعة دومينيكان في كاليفورنيا" (Dominican University of California) عام 2015، أنَّ نسبة 70% من 149 مشاركٍ من جميع أنحاء العالم راسلوا أسبوعياً أصدقاءهم لإبلاغهم عن آخر المستجدات المرتبطة بتحقيق هدف ناجح؛ وذلك مقابل نسبة 35% ممن لم يفصحوا عن أهدافهم ولم يدوِّنوها؛ وهذا هو السبب في أنَّه من الهام أن تحافظ على الحماسة طوال مرحلة تطوير الموظف.

المصدر: 1.




مقالات مرتبطة