4 نصائح لجعل التنمية الشخصية أكثر متعة

يمكن أن تكون التنمية الشخصية ممتعة، ولكن في كثير من الأحيان قد تشعر كأنَّها واجبٌ؛ إذ عليك أن تفعل كثيراً من الأشياء، ويجب أن تتدرَّب حتى عندما لا ترغب في القيام بذلك، ولن ترى تحسينات سريعة بما يكفي، وستشعر بالإحباط واليأس، ولكن من الهام على الأمد الطويل إذا كنت ترغب في الاستمرار في تنمية نفسك ورؤية تغييرات مفيدة في حياتك أن تكون التنمية الشخصية ممتعة؛ أي أن تكون قادراً على الاستمتاع في أثناء العملية، وليس عند الوصول إلى هدفك فقط، وعلى مر السنين لأنَّني كنت مهتماً بالتحسين الذاتي كثيراً؛ فقد اختبرت طرائق مختلفة لجعل الأمر أكثر متعة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "إدوارد إيزينو" (Eduard Ezeanu)، ويُقدِّم لنا فيه 4 نصائح لجعل التنمية الشخصية أكثر متعة.

إليك فيما يأتي 4 نصائح لجعل التنمية الشخصية أكثر متعة:

1. توقَّف عن التفكير في أنَّك بحاجة إلى التنمية الشخصية:

غالباً ما يتصور الناس عندما يريدون ممارسة التنمية الشخصية بأنَّهم محطمون ويحتاجون إلى الإصلاح؛ إذ إنَّهم يرون أنفسهم سلعاً تالفة، ويرون أنَّ تحسين الذات هو الحل الضروري، ومع ذلك نادراً ما يكون هذا هو الحال؛ فأنت لست محطماً ولست بحاجة إلى الإصلاح، بالتأكيد قد تكون لديك بعض العيوب؛ لكنَّ جميع الناس كذلك، وهذا لا يجعلهم ناقصين، وعندما تدرك هذا الأمر وتتقبله ستتوقف عن رؤية تحسين الذات على أنَّه شيء تحتاج إليه، وستبدأ برؤيته شيئاً تريده؛ لأنَّك تعلم أنَّ تحسين نفسك سيؤدي إلى حياة أفضل؛ لكنَّك لست بحاجة إليه حقاً؛ فهو اختيار شخصي.

إنَّ القيام بذلك يجعل تحسين الذات أكثر متعة؛ إذ إنَّه يزيل الضغط ويسمح لك بالاستمتاع بهذه العملية؛ أي بمعنى: "إذا سارت الأمور على ما يرام؛ فهذا رائع، وإن لم يكن كذلك؛ فعلى الأقل لقد استمتعت به"، وهذه عقلية رائعة.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح للتطوير الشخصي وتحقيق النمو المستمر

2. كافِئ نفسك عند التقدم:

يمكن أن تكون التنمية الشخصية بطيئة؛ فلن يحدث التغيير بين ليلة وضحاها، وغالباً لن تظهر النتائج المرجوة بالسرعة التي تريدها، وهذا يؤدي إلى الإحباط، ولكن يوجد حل بديل لهذا الإحباط، وهو أن تكافئ نفسك على كل تقدُّم صغير تحرزه، قد يستغرق الأمر سنوات للوصول إلى ما تريده؛ لكنَّك ستحرز تقدماً كل يوم؛ فلماذا لا تستمتع به؟ يمكنك أن تفعل ذلك أولاً من خلال الاعتراف بالتقدم والشعور بالامتنان له، وثانياً بمكافأة نفسك عليه.

ما الذي يمنحك إشباعاً فورياً؟ هل هي الأفلام، أو الألعاب أو الاسترخاء أو الخروج في نزهات؟ استخدم هذه العناصر مكافآت لالتزام العملية، ولكن إليك تنويه واحد فقط: "حاول استخدام المكافآت التي لا تضر بحياتك على الأمد الطويل"؛ أي تجنَّب المكافآت الضارة مثل التدخين وما إلى ذلك.

3. حاوِل القيام بها مع أشخاص آخرين:

غالباً ما تكون معظم النشاطات أكثر متعة عند القيام بها مع أشخاص آخرين أكثر من القيام بها وحدك، وبالتأكيد إنَّ التنمية الشخصية هي واحدة من تلك النشاطات؛ فعندما يرافقك شخص واحد أو أكثر في الرحلة نفسها فستتشاركون القصص، وتتعلمون من بعضكم، وتدعمون بعضكم، وستكون الرحلة أكثر متعة، وهذا هو السبب في أنَّه من الجيد أن يكون لديك شركاء في النمو الذاتي؛ إذ يمكن أن يكون صديقاً لك في الحياة الواقعية، ويمكنه الانضمام إليك في رحلتك، مثلاً إذا كنت تريد العمل على بناء مهاراتك في التحدث أمام الجمهور خلال العام المقبل، فأخبر بعض الأصدقاء عن هذا الأمر واعرف ما إذا كان بإمكانك حثهم على الانضمام إليك.

إقرأ أيضاً: أهمية التواصل في تنمية الذات

يمكن أن يكونوا أيضاً أشخاصاً في منتدى للتنمية الشخصية عبر الإنترنت؛ إذ غالباً ما تخلق هذه البيئات فرصة جيدة للأشخاص الذين لديهم أهداف متشابهة للتواصل ومساعدة بعضهم وجعل العملية ممتعة؛ لذلك إذا لم يكن أصدقاؤك الحقيقيون مفيدين فيما يخصُّ تحسينك لذاتك فجرِّب بعض الأصدقاء الافتراضيين.

4. اختر نشاطات ممتعة للتنمية الشخصية:

يمكن الوصول إلى معظم أهداف التنمية الشخصية من خلال مجموعة من التمرينات أو نشاطات التنمية الشخصية، وبعضها أكثر متعة من الآخر؛ فمثلاً يمكنك زيادة مهارات التواصل لديك من خلال الذهاب إلى المناسبات الاجتماعية الرسمية ودراسة كل كلمة تقولها بعناية، أو من خلال حضور مناسبات غير رسمية، والتحدث مع كثير من الناس، والتحلي بالصدق ورؤية ما سيحدث، ومن المحتمل أن يكون الخيار الثاني أكثر متعة.

إقرأ أيضاً: أهمية التنمية الشخصية وتأثيرها على جيل الألفية

 في الختام:

مهما كانت أهدافك لتحسين الذات خذ بعض الوقت للتفكير في كيفية تحقيقها، وحاول أن ترى مجموعة كاملة من الاحتمالات واختر منها تلك التي تبدو أكثر متعةً، ولا تختَرْ أول طريق أمامك؛ فإذا نظرت حولك قليلاً قد تجد طريقاً أفضل، ويمكنني أن أؤكد لك من خلال خبرتي أنَّ التنمية الشخصية يمكن أن تكون ممتعة جداً، وفي الواقع قد تكون العملية ممتعة أكثر من الوصول إلى ما تريده؛ لأنَّها جزء أساسي من نمط حياتك، ولن تكون حياتك كما هي من دونها.




مقالات مرتبطة