4 نصائح لتواصل واضح وفعال

يسأل الفيزيائي "دومينيك واليمان" (Dominic Walliman) في فعالية "تيد إكس إيستفان توك" (TEDxEastVan Talk): "هل سبق أن كنتَ تُجري محادثة مع شخصٍ يخبرك عن موضوع يهتم به كثيراً أو يعرف الكثير عنه، وأنت تتابع كلامه، ثم تدرك فجأة أنَّك فوَّتَّ شيئاً ما، وأنَّه ليست لديك أيَّة فكرة على الإطلاق عما يتحدث عنه؟"، ربما شعرتَ بالسوء عندما حدث هذا، وكأنَّك لم تكن ذكياً بما يكفي لتفهم ما يقوله وأنَّك أهدرتَ وقت هذا الشخص.



أو ربما كنتَ الشخص الآخر، فكنتَ تتحدث عن شيء معقد نسبياً ولاحظتَ حين توقَّف المستمع عن فهم ما تقوله، وذلك موقف مزعج ومحبط، خاصةً عندما يكون ما تقوله هاماً أو رائعاً أو مفيداً للمستمع، ولكن عندما تكون المتحدث، يمكنك تجنب حصول ذلك عبر إيجاد طريقة أفضل لشرح الموضوع.

يتخصص "واليمان" في ذلك؛ حيث يؤلف كتب الأطفال وينشر مقاطع فيديو على موقع "يوتيوب" (YouTube) عن فيزياء الكم وتكنولوجيا النانو والنسبية وعلوم الصواريخ وغيرها من الموضوعات المعقدة، وتوصَّل من خبرته إلى 4 نصائح يمكن أن تساعدك على شرح المفاهيم المعقدة بشكل فعال.

علاوة على ذلك، يعتقد "واليمان" أنَّ التواصل الفعال لا يقتصر على العلوم؛ بل يمكن أن يساعدنا جميعاً على التحدث عن الأفكار والمفاهيم والاختراعات والأشخاص الذين يهموننا، ويقول: "لقد استنتجتُ أنَّه يمكنك إلى حد كبير شرح أي شيء لأي شخص بحيث يفهمه، طالما أنَّك تفعل ذلك بالطريقة الصحيحة"، وفيما يلي النصائح الأربع التي يقدِّمها "واليمان" في هذا الصدد:

1. ابدأ بالمكان الصحيح:

يقول "واليمان": "لكل شخص خلفية مختلفة ومعلومات مختلفة، ومهمتنا هي شرح المعلومات وفقاً للأمور التي يفهمها بالفعل، وليس من الجيد ترك فجوة في المعلومات والبدء منها؛ لأنَّ الناس لن يتمكنوا من متابعة ما تقوله بعد ذلك".

إذا كنت محتاراً ما الذي يعرفه المستمع أو يفهمه بالفعل، فاسأل ببساطة، يقترح "واليمان" بأن تسأل ببساطة عندما تبدأ بالشرح: "هل تعرف كل هذا بالفعل؟" أو "هل تفهم ما أعنيه؟".

إذا كنتَ تتحدث إلى مجموعة كبيرة من أشخاص ينتمون إلى خلفيات لا تعرفها، فيقول "واليمان": "عليك أن تخمن، أو تطرح أسئلة وتطلب منهم الإجابة عنها برفع اليد، لكن من الأفضل دائماً توخِّي الحذر"، ولا تقلق ما إذا كنتَ تخبر الجمهور شيئاً سمعوه من قبل؛ إذ يقول "واليمان": "لا يمانع الناس ذلك عموماً".

2. لا تسهب كثيراً:

يحب معظمنا التعلم، لكنَّ هناك كمية محددة من المعلومات يمكننا استيعابها دفعة واحدة؛ لذا تجنَّب تقديم الكثير من المعلومات بسرعة، يقول "واليمان": "من الأفضل أن تشرح ثلاثة أشياء سيفهمها الشخص بدلاً من تشويشه بوابل من المعلومات التي تلغي فائدة كل شرحك السابق".

لنفترض أنَّك أنت وصديقك في متحف فني، فترى لوحة تحبها لا يعرف صديقك عنها شيئاً، فقد ترغب في شرح كل شيء تعرفه عن العمل، وقد تريد إخباره عن حياة الفنانة ومسيرتها المهنية والمواد والتقنيات المستخدمة والحركة التي تنتمي إليها الفنانة وما إلى ذلك.

لا تفعل ذلك؛ بل حاول التركيز على الصورة الأكبر والمعلومات الأوسع؛ مما يساعد صديقك على تقدير العمل أكثر.

إقرأ أيضاً: 9 خطوات لحفظ مزيد من المعلومات بشكل أسرع

3. ركِّز على الوضوح أكثر من الدقة:

عندما نتحدث عن موضوع نحن على دراية كبيرة به، قد ننشغل بمحاولة ذكر كل شيء "بشكل صحيح"، لكن في بعض الأحيان يمكن أن يطغى التركيز على الحقائق على الفهم.

يقول "واليمان": "من الأفضل تقديم تفسير أبسط قد لا يكون صحيحاً تماماً ولكنَّه يوضح الفكرة"، اكتفِ بتقديم فكرة بسيطة عن الموضوع، وإذا أراد المستمع معرفة المزيد، فيمكنك التوسع في الشرح ورسم صورة شاملة ودقيقة.

إقرأ أيضاً: 7 استراتيجيات للتحدث بوضوح

4. اشرح سبب أهمية الموضوع في رأيك:

يقول "واليمان": "إذا كنتَ تكرس وقتك لشرح شيء ما لشخص ما، فمن المحتمل أن يكون هناك سبب لفعلك ذلك، إما أنَّك تعتقد أنَّه هام للغاية أو مثير جداً للاهتمام"، ويضيف أنَّه إذا كان السبب هو الأخير: "فكلما تمكنتَ من توضيح ذلك إلى المستمع زادت احتمالية تذكُّره لما تقوله واستفادته منه".

لذا، اسأل نفسك أولاً: "لماذا أعتقد أنَّ هذا الموضوع رائع؟"، وكلما تمكنتَ من التعبير عن حماستك للآخرين، زاد احتمال شعورهم بهذه الطريقة أيضاً، وإحدى طرائق القيام بذلك هي ذكر أمثلة توضح علاقة الموضوع بحياتهم على أرض الواقع.

قد يتطلب اكتشاف أفضل طريقة لشرح موضوعك التجربة والتعلم من الأخطاء؛ لذلك لا تشعر بالإحباط بشأن مشاركة ما تعرفه، وتذكَّر: لا يقتصر التعلم على فهم موضوع ما؛ بل يمكن أن يتعلق أيضاً بفهم ما تعرفه بالفعل بطريقة تسمح لك بمشاركته مع من حولك.

المصدر




مقالات مرتبطة