4 فوائد للوفاء بالالتزامات

وافقتُ على مساعدة ابنتي في حزم أغراضها وقيادة الشاحنة عندما قررتْ الانتقال من مدينتها، وانتظرتُ حلول اليوم المنشود بفارغ الصبر لكي أقضي بعض الوقت معها، وأساعدها في الانتقال، وكانت قد نظّمَتْ جميع ترتيبات وإجراءات انتقالها من الشقة بشكل مسبق، وإعادة تأكيد المواعيد قبل يومين، وتخلَّف بعض العمال عن موعدهم، وقرر آخرون تأجيله فجأة، كما تأخَّر سائق الشاحنة، ومسؤول المبنى عن الموعد المحدد.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن 4 فوائد للوفاء بالالتزامات.

ينمُّ تصرُّف هؤلاء الأشخاص عن استهتارهم بالتزاماتهم ومواعيدهم، وعدم احترامهم لوقت وحاجات الآخرين، ومما زاد الطين بلة أنَّهم لم يحاولوا تبرير عدم التزامهم أو تقديم الأعذار، بل تمادوا وأعربوا عن غضبهم عندما استنكرنا تصرفاتهم وحمَّلناهم مسؤولية التأخير والضرر الذي لحق بنا، حتى مَن اعتذر منهم لم يكن صادقاً، وعندها اكتشفت أنَّ الوفاء بالالتزامات كان يُؤخَذ على محمل الجد أكثر فيما مضى، فالالتزام يعني أنَّني أستطيع الاعتماد عليك في تلبية حاجة معينة أو طلب ما، في موعد محدد، ووفق طريقة نتَّفق عليها.

أصبح الالتزام يتم وفق أهواء الناس بصرفِ النَّظر عن الاتفاق الأولي مع الشركة أو المسؤول، ولا أعرف ما سبب استخفاف الناس بالالتزامات في الوقت الحالي؛ لهذا السبب يناقش المقال الحالي أهمية الوفاء بالالتزامات.

4 فوائد للوفاء بالالتزامات:

إليك فيما يأتي 4 فوائد للوفاء بالالتزامات:

1. إظهار الاحترام للآخرين:

قالت الممثلة الأمريكية "ماي ويست" (Mae West) ذات مرة: "الفعل أبلغ من الكلام والوعود الفارغة"؛ عندما تتعهد بالقيام بعمل ما، فهذا يعني أنَّ شخصاً أو شركة ما تعتمد عليك في إنجاز المهمة، وتنتظر منك أن تفي بالتزامك، وعندما تتعهد بالقيام بعمل ما وتستهتر به وتماطل في تنفيذه، فإنَّ تصرفك ينمُّ عن استخفافك بالطرف الآخر وعدم احترامك لشخصه وحاجاته؛ وهذا يعني أنَّ راحتك وحاجاتك تأتي بالمقام الأول وأنَّك أكثر أهمية من الآخرين.

2. إظهار الاحترام لنفسك:

أنت تضع سمعتك ونزاهتك الشخصية على المحك عندما تتعهد بالقيام بعمل ما، ولا شك أنَّك تريد أن تترك سمعة حسنة، وتشتهر بالتزامك بوعودك، وتحرص على عدم الإضرار بمصالح من يعتمد عليك، وأنت تثق بقدرتك على تحمُّل المسؤولية والوفاء بالتزاماتك تجاه الآخرين.

شاهد بالفديو: 11 هدفاً مهنيَّاً يجب عليك أن تسعى لتحقيقها دوماً

3. إدراك قدراتك وإمكاناتك:

يتعهد الفرد أحياناً بما يتجاوز قدرته على الالتزام والوقت المتوفر لديه؛ لأنَّه لا يحبِّذ رفض طلباتِ الآخرين، والتواني عن تقديم المساعدة؛ لذا يجب على الفرد أن يدرك قدراته وإمكاناته والوقت المتوفر لديه، ولا يحمِّل نفسه ما يتجاوز طاقته؛ لأنَّ عدم الوفاء بالالتزام أسوأ بكثير من رفض طلبات الآخرين.

4. تحقيق النجاح:

تخسر الشركة والمحلات التجارية عندما تَعِدُ بتقديم خدمة أو منتج ما في تاريخ محدد، ثم تَخِلُّ بالاتفاق ولا تلتزم به، فالثقة والسمعة الحسنة ضرورية للنجاح في عالم الأعمال، وهي تُكتسَب عبر احترام مصالح الآخرين ووضعها في المقام الأول، وينطبق نفس المبدأ على السمعة الشخصية، والمصداقية، والموثوقية؛ أي يجب أن يثق الطرف الآخر أنَّك ستبذل ما بوسعك للوفاء بالتزاماتك تجاهه، وقد تنهار الثقة من موقف بسيط ولا تعود أبداً كما كانت مهما فعلتَ ومهما حاولتَ أن تصلح الوضع، فالالتزام يكشف عن مدى مصداقية الفرد وجدارته بالثقة.

إقرأ أيضاً: 6 طرق فعالة لتحقيق الالتزام والمثابرة في العمل

في الختام:

تَحدُث مثل هذه المواقف بشكل متكرر في حياة الفرد اليومية عندما يحضر لعيادة الطبيب في الموعد المحدد ليكتشف أنَّ موعده قد تغيَّر، أو عندما تتعهد شركة الصيانة بإصلاح سيارته في مدة زمنية يتم الاتفاق عليها ويتم تأجيل موعد الاستلام مرة تلو الأخرى، وغيرها من الأمثلة؛ لهذا لا داعي لأن تغضب عندما لا يفي الآخرون بالتزاماتهم تجاهك؛ لأنَّ الغضب واللوم لن يُصلحَ الوضع، لكنَّك يجب أن تتجنَّب التعامُل معهم مرة أخرى لافتقارهم المصداقية، ولا يمكنك أن تُغير مفهوم الآخرين عن الالتزام، لكن يجب أن تدرك معناه وتفي به مهما بلغ الأمر من تكلفة، وتتمسك بمصداقيتك بصرف النظر عن استهتار المحيطين بك.




مقالات مرتبطة