4 طرق للعَيش بجدارة

أكثر الأشخاص حكمةً وسعادة هم أولئك الذين يحترمون وقتهم، ويستخدمونه استخداماً منتجاً ليَنضجوا مع تقدمهم في العمر، لكن للأسف، يتقدم معظم الناس في العمر أسرع بكثير مما ينضجون؛ إذ نقضي كثيراً من حياتنا في اتباع ما يخبرنا به المجتمع عن "النضج" - مثل الزواج، أو شراء منزل، أو الترقي في العمل - لدرجة أنَّنا نفشل في التركيز على نمونا الداخلي وأهدافنا، فنحن لا نخصص وقتاً كافياً لأنفسنا على الإطلاق.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة آنجل كرنوف (Angel Chernoff)، وتُقدِّم لنا فيه 4 طرائق للعَيش بجدارة.

يكمن جزء من المشكلة في أنَّنا دائماً ما ننتظر أن تنحل بعض المشكلات والظروف من تلقاء نفسها في المستقبل، ونحن نعتقد أنَّ الوقت المناسب لاتخاذ الخطوة التالية في تطويرنا الشخصي سيأتي غداً أو في الأسبوع المقبل، أو الشهر المقبل، أو العام المقبل وما إلى ذلك بطريقة سحرية، لكن في يوم من الأيام سنستيقظ وندرك أنَّنا لم نتقدم قيد أنملة، وسوف نسأل أنفسنا: "كيف تأخر الوقت، ولماذا لم أتحرك؟" بعبارة أخرى، لقد تقدمنا ​​في العمر، لكنَّنا لم نصل أبداً إلى إمكاناتنا الحقيقية، ولم نحقق أنفسنا أبداً، لكن لتكن هذه دعوة للاستيقاظ بالنسبة إليك.

إليك 4 طرائق للعَيش بجدارة:

1. استثمار الحاضر فيما يهمك أكثر:

إنَّ الوقت أشبه بالبنك، وأنت أشبه بعميل له؛ ففي كل صباح يمنحك وديعةً بقدر 86400 ثانية، وكل ليلة يشطب كل ما لم تستثمره لتحقيق هدف مفيد مثل الخسارة، وفي كل يوم، يفتح لك حساباً جديداً بالإيداع نفسه البالغ 86400 ثانية، ويحرق ما يتبقى من اليوم كل ليلة.

إذا فشلت في استخدام ودائع اليوم، فإنَّ الخسارة هي خسارتك أنت؛ إذ ليس هناك عودة؛ لذا يجب أن تعيش في الوقت الحاضر على ودائع اليوم فقط؛ لذلك استثمرها لتحصل منها على أقصى درجات الصحة والسعادة والنجاح.

بالمناسبة، إنَّك تسحب من رصيد وقتك في هذه الثانية؛ لكنَّ السؤال الوحيد هو: هل تحقق أقصى استفادة من ذلك؟

شاهد بالفديو: 18 نصيحة لاستثمار الوقت بفاعلية

2. التركيز على كتابة قصة حياتك بطريقتك الخاصة:

تذكر أنَّ كل لحظة وكل ثانية تمر هامة جداً، وبصراحة كل ما يُقدَّم لك هو هدية؛ لذلك لا تشعر بالرضى الشديد عن قصص نجاح الآخرين، وكيف سارت الأمور جيداً بالنسبة إليهم لدرجة أن تنسى كتابة قصتك الخاصة، إنَّك تملك كل ما تحتاج إليه لتصبح ما أنت قادر على أن تصبح عليه؛ إذ يُحدث التغيير المذهل عندما تقرر تولي زمام الأمور، وهذا يعني أن تستهلك أقل، وأن تنشئ المزيد، وأن ترفض السماح للآخرين بالتفكير والتحدث واتخاذ القرارات نيابة عنك، ويعني أيضاً تعلُّم احترام أفكارك الخاصة وحدسك واستخدامهما لكتابة قصتك.

إذا كنت تريد أن تحقق مزيداً من النجاحات في حياتك، فعليك أن تمهد الطريق لذلك، وتقلِّل من إهدار الوقت والأعباء التي تُثقل كاهلك، وتستفيد من الأشياء التي تساعدك على التقدم؛ لذا اهتم بأمنياتك وبأكبر أهدافك وخصِّص وقتاً لها كل يوم، فإذا كنت تهتم بما تفعله وتعمل بجد عليه، فلا يوجد أي شيء تقريباً لا يمكنك تحقيقه.

إقرأ أيضاً: كيف تجعل حياتك رائعة؟

3. العيش وفق قيمك:

تذكر أنَّ التفكير والعمل شيئان مختلفان عن بعضهما تماماً، فلن يأتي النجاح للبحث عنك بينما تنتظر وتفكر به.

أنت عبارة عما تفعله، وليس ما تقول إنَّك ستفعله، فلا فائدة للمعرفة دون اتخاذ الإجراءات، والأشياء الجيدة لا تأتي لمن ينتظرها؛ بل لأولئك الذين يعملون على أهداف ذات مغزى، اسأل نفسك ما هو هام حقاً، ثم تحلَّ بالشجاعة لبناء حياتك بحسب إجابتك.

حدِّد ما هو الأكثر أهمية بالنسبة إليك، وتخلَّص من الالتزامات غير الضرورية، ومن كل شيء آخر بقدر ما تستطيع؛ إذ لا يتبقى لديك وقت ضائع، ولا أيِّ شعور بالندم، وتذكَّر، إذا انتظرت حتى تشعر بأنَّك جاهز تماماً للبدء، فمن المحتمل أن تنتظر بقية حياتك.

لذا تحدَّ نفسك لتكون الشخص الذي تعرف أنَّك قادر على أن تكونه، وتحدَّ نفسك للمتابعة؛ أي لتعيش وفقاً لقيمك، وتَقرِن أقوالك بالأفعال، ولا تقلق إذا شعرت بأنَّك تتجه نحو أهدافك ببطء، أو بشأن العقبات التي تواجهها، أو عدد المنعطفات التي يجب عليك تجاوزها، فطالما أنَّك مستمر في فعل الشيء الذي تريده، فما زلت تتقدم بفارق كبير عن كل من يخاف من المحاولة.

4. اتخاذ خطوة جريئة نحو المجهول:

لا تصدق بوجود اللحظة المثالية؛ فاللحظات ليست مثالية؛ بل إنَّها ما تصنعه منها؛ إذ ينتظر معظم الناس وقتاً طويلاً من أجل أن يقوموا بما يريدون القيام به؛ أي اللحظة المثالية، والفرصة المثالية، والحالة المثالية للوجود، لكن استيقظ، فَحالات الكمال هذه هي مجرد أساطير، وليست موجودة فعلاً.

ترتبط قدرتك على الوصول إلى أقصى إمكاناتك ارتباطاً مباشراً باستعدادك لمواجهة العيوب، فستنجح من خلال تعلم رؤية عيوب الحياة واستخدامها استخداماً مثالياً، وليس من خلال إيجاد اللحظة المثالية؛ لذا اسأل نفسك هذا السؤال: "بعد أن قمت بكل شيء، هل كان كلامي أكثر من أفعالي؟"، حاول أن تكون إجابتك لا.

يجب أن تكون أفعالك أكثر من أقوالك، وأن تبذل جهداً كبيراً لتحقيق النجاح في حياتك، وإذا علمتك الحياة شيئاً واحداً فقط، فليكن أنَّ القيام بشيء أنت شغوف بشأنه هو أمر يستحق العناء دائماً، وإن لم تكن لديك أيَّة فكرة عن المكان الذي ستصل إليه بعد، فكن شجاعاً بما يكفي لاتخاذ خطوة نحو المجهول، وأصغِ إلى قلبك بين الحين والآخر، فأنت تستحق ذلك.

إقرأ أيضاً: 12 شيئاً لست مديناً به لأحد

في الختام:

أنا وزوجي ملتزمَين بتحقيق أقصى استفادة من الحياة، كما نحاول أن نحقق أقصى استفادة من كل يوم من خلال القيام بأمرين بسيطين:

  1. اتخاذ خطوة واحدة تقترب من أحد أهدافنا على الأقل.
  2. قضاء ساعة في القيام بشيء مضحك.



مقالات مرتبطة