4 طرق للعثور على البهجة في حالة عدم اليقين

في كثيرٍ من الأحيان، يواجه معظمنا علاقة مضطربة مع عدم اليقين دون معرفته بذلك، وتنبع - في الغالب - مشكلاتنا الأكثر صعوبة من عدم اليقين، والمماطلة، والتعب، والإلهاء، والقلق، والإحباط من الآخرين، ولوم أنفسنا، والصعوبة في اكتساب عادات جديدة أو الإقلاع عنها، والمشكلات الصحية، وقضايا العلاقات، والقضايا المالية، وقضايا التحكم أو المثالية.



قد تكون علاقتنا المضطربة مع عدم اليقين سبباً رئيساً في ذلك؛ إذ إنَّنا نحب ألَّا نتعرض لهذا الشعور، ونرغب في تجنبه أو التحكم فيه، ونشعر بالتوتر عندما لا نستطيع ذلك؛ لكنَّه أمرٌ لا مفر منه، فكل شيء تقريباً مبهم طوال الوقت.

ولحسن الحظ، ينبغي ألَّا يكون عدم اليقين هو الشعور الرهيب الذي نكرهه ونحتاج إلى تجنبه، ففي الواقع، يمكننا أن نبتهج به ونحب ممارسته، كما يمكن أن تبين لنا هذه العلاقة الجديدة مع عدم اليقين الكثير من المشاعر، كالحرية والفرح والقدرة على تقبل أيِّ شيء، فدعونا نتعمق أكثر.

العثور على البهجة في عدم اليقين:

قد نكره عدم اليقين غريزياً، ولكن في الحقيقة، سنشعر بالملل جداً من دونه؛ فتخيل أنَّك تشاهد فيلماً وتعرف دائماً كيف تجري الأحداث، أو تقرأ الكتاب نفسه مراراً وتكراراً؛ إذ يرغب البشر في أن يعيشوا مفاجآتٍ ومغامرات وأن تكون لديهم خيارات.

يعطينا عدم اليقين القدرة على تعلُّم شيء جديد؛ إذ إنَّنا إن كنَّا متأكدين من شيءٍ ما، فلن نجد شيئاً جديداً لتعلُّمه، فإنَّه المكان الذي نُكوِّن فيه علاقاتٍ حميمة، ونبتكر الفن، ونصنع شيئاً جديداً، كما إنَّه مكان الاكتشاف واللعب والرقص والنمو، وشرط مسبق للمغامرة.

تذكَّر الأوقات التي شعرت فيها بأكبر قدر من المعنى والبهجة؛ إذ كانت هذه الأوقات مليئة بشعور الريبة وعدم اليقين اللذيذ، وتخيَّل أن تفعل شيئاً هاماً ذا مغزى لشخصٍ ما، مع الشعور بعدم اليقين في هدف المتعة، مضيفاً بعض المعنى إلى الهدف والغاية.

تخيَّل أن تعيش شعور عدم اليقين والريبة في أثناء التناغم في علاقة جديدة، واكتشاف نقاط الضعف فيها، ولاحظ شعور عدم اليقين في حياتك الآن، واكتشف ما إذا كنت ممتناً له في بعض الأمور.

شاهد بالفديو: 19 نصيحة للعثور على السعادة في الأوقات العصيبة

كيف تجد البهجة في عدم اليقين؟

بالطبع، لا يحدث هذا بشكل طبيعي لمعظمنا؛ ذلك لأنَّنا نحب روتيننا، ونحب تحكُّمنا في الأشياء، ونحب أن يكون كل ما نفعله مبنيَّاً على أساسٍ راسخ، لكن لسوء الحظ، لا تمنحنا الحياة هذا الأساس الراسخ، أو ربما ينبغي القول "لحسن الحظ"؛ لأنَّ الحياة ستكون مملة وبلا معنى من دون الشعور بعدم الثبات وعدم اليقين؛ لذلك، يمكننا أن نتعلم كيف نفرح بممارسة شعور الريبة وعدم اليقين، وفيما يلي بعض الممارسات التي يمكنك تجريبها:

1. ملاحظة عدم اليقين في المهمة:

من المؤشرات الجيدة على شعورك بعدم اليقين هو أنَّك ترغب في تجنبه، فإذا كان الأمر كذلك، فلاحظ كيف يجعلك الالتفات نحو المهمة، وحتى مجرد التفكير فيها، تشعر كإحساس جسدي، وهذا هو الشعور بعدم اليقين في جسدك.

2. التناغم مع عدم اليقين:

يمنحك رفض تقبُّل عدم اليقين بعض النتائج المتوقعة في حياتك؛ لذا عندما تفعل شيئاً مختلفاً في حياتك، التزم به، وواجهه، وتعامل معه، وتناغم معه، وامنح نفسك بعض الوقت لتمارس عدم اليقين في هذه المهمة.

إقرأ أيضاً: ما هي العلاقة بين عدم اليقين والقدرة على الاستمتاع بالحياة؟

3. العثور على الفرصة في المهمة، واكتشاف البهجة الموجودة فيها:

حاول أن تجد ما يمكنك أن تفعله بهذه المهمة التي من شأنها أن تضيف إليك بعض الحماسة.

4. ممارسة بعض الحركات الجسدية:

انهض وتحرك، وارقص، ومارس بعض التمرينات، وامشِ، واقفز، فإذا استمررنا في الجلوس، فمن الصعب أن نشعر بالبهجة؛ لأنَّنا بحاجة إلى التحرك، ولترى كيف يكون العالم حقاً في هذه اللحظة، انظر حولك، واعثر على البهجة في هذه اللحظة المتغيرة باستمرار، والتقدير الكامل للحياة.

ما هي البهجة التي يمكن أن تجدها في هذه المهمة، وفي هذه اللحظة؟ استمر في ممارسة الرياضة كل يوم، وراقب ماذا سيحدث في حياتك.

المصدر




مقالات مرتبطة