4 طرق لإعلاء قيمة ذاتك عبر تقدير قيمة وقتك

يوجد سبب يجعل الناس الناجحون يتفقون على أنَّ وقتهم هو أثمن ما لديهم: وهو أنَّه بمجرد ضياعه، فإنَّه يذهب للأبد ولا يعود. فخلافاً للمال، لا يمكنك كسب الوقت مجدداً.

لسوء الحظ، فإنَّ معظمنا يُقلِّل من قيمة الوقت الذي نحصل عليه، إذ نُهدره عبرَ وضعِ احتياجات الآخرين قبل احتياجاتنا، وإمضاءِ عطلةِ نهايةِ أسبوعٍ كاملة ونحن لا نقوم بأي شيء على الإطلاق، وَدائماً ما نُشتّت انتباهنا في التَّركيز على أشياء ليست هامَّة.

في العام الماضي، انتشرت رسالةٌ كتبتها فتاةٌ شابَّةٌ قبل وفاتها كالنَّارِ في الهشيم، في تلك الرسالة، حثَّت الناسَ على أن يعيشوا كلَّ لحظةٍ بلحظتها، إنَّ تلك الرسالةُ تُلهمكَ للبدء في اتّخاذ قراراتٍ تحت تأثير إعطاءِ قيمةٍ أكبرَ لوقتك.



أولاً: قم بالتَّركيز على الصُّورة الكاملة

مع وجود الكثير من المُلهيات التي تنهال علينا يومياً، من السَّهل علينا أن نغفل عن الصورة الكبيرة، هذا أمرٌ لا مفرَّ منه في بعض الأحيان إذا كنت تتعامل مع أزمة عمل أو وضعٍ عائلي، ولكن إذا كُنا نُشغل أنفسنا باستمرار بأشياءَ مثل وسائل التَّواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وأولويات الآخرين، فإنَّنا نشعر بالإحباط والتَّوتر لأنَّنا لا نلتفت إلى متطلباتنا واحتياجاتنا الخاصة.

للتَّأكد من أنَّك تُركِّز على الصورة الكبيرة، اسأل نفسك، ما هي الأهداف التي أريد تحقيقها؟ ما الذي سأندم على عدم تحقيقه؟ ما هي أولوياتي؟ وما الذي يجعلني أقوم من فراشي كُلَّ صباح؟ إنَّ الإجابة على هذه الأسئلة يعطي معنىً لحياتك، وعندما يكون لديك هدف، فسوف يكون لديك دافعٌ من أجل التَّركيز وبذل كل ما في وسعك للوصول إلى أقصى إمكاناتك.

 

إقرأ أيضاً: كيف ترفع من قيمة ذاتك وتثق بنفسك أكثر

 

ثانياً: خطّط كيف تريد قضاء أيامك

فقط تخيّل الاستيقاظ ذاتَ يومٍ من دون أيَّةِ خطط، في بعض الأحيان يكون هذا تغييراً مرحباً به، عندما تكون في إجازة مثلاً. ولكن ماذا لو كان ذلك صباح الاثنين؟

مع عدم وجود قائمة مهام، قد تتجول بلا هدف في مكتبك، إلى أن تشعر برغبةٍ في الذَّهاب إلى منزلك، ممّا يُتيح للمُلهيات الغير مجدية أن تتحكم في جدولك، ويا لهُ من هدرٍ ليومك.

وما هو أسوأ، أنَّه عبرَ عدمِ التَّخطيط لأيامنا، لا يمكننا إحراز تقدم بشأن الأهداف التي ستساعد على تجسيد الصورة الكبيرة التي نراها. وعلى الرَّغم من أنَّك لست بحاجة إلى التَّخطيط لكلِّ دقيقة من يومك، إلا أنَّك تحتاج لوجود هيكليَّةٍ تحدد كيفية قضاء وقتك.

فأنا أقضي أوقات بعد الظهيرة من كل يوم أحد في التَّخطيط لأُسبوعي بالكامل، ثم أراجع جدولي كل ليلة قبل النوم. يتضمن هذا الجدول عادةً الأولويات الثلاثة التي يجب عليَّ تحقيقها يومياً، بالإضافة إلى مجموعة أشياء مثل الاجتماعات والبريد الإلكتروني ووقت العائلة.

كما وأحرص أيضاً على تخصيص أوقات محددة للعناية بنفسي، والتي تتضمن غالباً التمرين أو التفكير أو التَّعلم أو مجرد أخذ خمس دقائق لالتقاط أنفاسي.


اقرأ أيضاً:
 6 نصائح تساعدك على التخطيط لحياتك بالشكل الصحيح


ثالثاً: امضِ وقتك بحكمة

لقد كنا جميعاً مذنبين في إضاعة الوقت، فَعوضاً عن اتِّباع الطَّريق السهل عبر الإفراط في مشاهدة نيتفليكس، استفد لأقصى حد من أوقاتك وقم بتحديد الأولويات. أنا أقوم بتحديد أولويات مهامي عبر استخدام تقويم جوجل. لذا تذكَّر عندما تقوم بالجدولة أن تضع "1" أو "2" قبل إحدى المهام، بحيث تقوم بشكل تلقائي بتحديد أولويات الأشياء التي تم حجزها بشكل مزدوج (كأن تكون في مكانين في ذات الوقت).

من النَّاحية المثالية، عندما يكون لديك وقت فراغ، يجب أن يُنفق ذلك الوقت للقيام بأنشطة قيِّمة، والتي من شأنها أن تساعدك على النُّمو كشخص أو على العمل نحو تحقيق أهدافك، مثل قضاء وقتٍ ممتع مع أحبائك، أو المطالعة، أو تعلُّم مهارة جديدة، أو ممارسة الرِّياضة، أو التَّطوع، أو تنظيم مكتبك، أو تحديث سجلاتك المالية، أو الاستعداد للأسبوع عبرَ طيِّ ملابسك أو إعداد وجبات الطعام.


اقرأ أيضاً:
مصفوفة إدارة الوقت: كيف تتقن فن إدارة الوقت


رابعاً: دع الآخرين يعلمون أنَّ وقتك ثمين

نظراً لأنَّ الوقت هو أهم ما تملك، فلا يمكنك أن تكون على استعداد لمنحه للآخرين كيفما شاؤوا، إذ يمنعك ذلك الأمر من تحديد أولويات متطلباتك واحتياجاتك. إنَّ ذلك يشبه إيداعَ أموالك في الحسابات المصرفية للآخرين، وعدم وضع أيِّ شيء في حسابك.

إليك بعض الطُّرق التي ترسل بها إشاراتٍ للآخرين بأنَّ وقتك ليسَ ذا قيمة، بِغَضِّ النَّظر إن كُنتَ تُدرِكُ ذلك أم لا:

  • عندما تجيب بـِ "نعم" على كُلِّ شيء: إذا قبلت كلَّ طلبٍ يُطلب منك، فأنت تضع أولويات الآخرين قبلَ أولوياتك. لذا ابدأ بقول "لا" أكثر من ذلك. إنَّها أبسط طريقة للبدء في تحقيق أهدافك.
  • عندما تَتَشتَّت بسهولة: كَأن تَكون غارقاً ومركِّزاً في عملك أو تستعد لبدء التمرين، وتتلقى مكالمةً أو بريداً إلكترونياً أو رسالةً نصيَّة، أو يُقرع باب مكتبك، فتتوقف عندئذٍ على الفور عن ما تفعله. وَقِس على ذلك. لذا قُم بجدولة أوقات محددة خلال اليوم تقوم فيها بإطفاء هاتفك وإغلاق الباب، لكي تمنعَ عنك كلَّ ما يتسبب في تشتيتك.
  • عندما تكون "تحت الطَّلب" على مدار السَّاعة: شكراً للهواتف الذَّكيَّة!! فقد أصبحَ من المتوقع منَّا أن نقوم بالرَّد على بريدٍ إلكتروني أو رسالة نصية بمجرد استلامها. إنَّ هذا الأمر غير مقبول - فنحن جميعاً بحاجةٍ إلى وقتٍ للخلوة. ولا يمكننا أن نبقى "جاهزين للعمل" طوال الوقت من دون أن يتسبب ذلك في فقداننا لطاقتنا.

لذا قم بوضع حدودٍ لذلك، مثل ساعات العمل، و دَعْ الآخرين يعلمون بها. بحيث إذا أرسل إليك شخص ما رسالة بريد إلكتروني في الساعة 7 مساءَ يوم الأربعاء، يكونُ على علمٍ بأنَّه سيتلقى الرَّد في وقت لاحق.

  • عندما لا تلتزم بحدودٍ زمنية: إذا كان لديك اجتماعٌ مقرر لمدة 30 دقيقة، فتلك هي إذاً أقصى مدةٍ مسموحة للاجتماع. فإذا تجاوزت تلك المدة بمقدار 15 دقيقة، سيتسبب ذلك في تأخيرك عن عمل ما كنت قد خططت للقيام به. كما أنَّ ذلك الأمر يبعث برسالةٍ للآخرين مفادها أنَّ وقتهم ليس ثميناً أيضاً.
  • عندما تتسامح مع التَّأخير: سواءً أَكُنتَ تقابل عميلاً لتناول طعام الغداء، أو تتصل بمخططك المالي في وقت محدد، أوضح أن التَّأخير غير مقبول. فَعندما لا يحترم الآخرون وقتك، فإنَّك تُضيع وقتاً تَصرِفهُ في العمل على أهدافك.

 

اقرأ أيضاً: فن القدرة على قول لا


بمجرد انتهاء الوقت، فإنَّه لا يعود - ولهذا السبب من المهم جداً استغلال وقتك بحكمة. وأفضل منهجٍ متَّبع في هذه الحياة هو "بذل قصارى جهدك"، وهذا يعني التَّأكد من أنَّك قد قُمت بكل ما يمكنك القيام به. لذا أعطِ الأولوية للأشياء التي تهمك أكثر، وإلا فلن يتم إنجازها أبداً، وبالتَّالي لن تعرف مطلقاً إمكاناتك الحقيقية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة