4 أفكار تساعدنا على تطبيق مبدأ التقليل في حياتنا

عندما ألقيت نظرة على غرفتي، سارعت في التفكير بأنَّني لم يعد بإمكاني التحمل أكثر من ذلك، لقد كانت غرفتي ممتلئة لدرجة أنَّه لم يكن لدي مساحة كافية لأفكاري وسلامي الداخلي، ولا حتى مساحة كافية للتنفس، وهذه هي المرحلة التي قررت فيها أنَّني يجب أن أُحدث تغييراً ما.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة "نيفينا بانوف" (Nevena Banov)، تُحدِّثنا فيه عن فكرة التقليل، وتعطينا أموراً تساعدنا في الحصول على حياة أكثر بساطة.

فالتقليل، هو فن امتلاك القليل؛ كأن نمتلك عدداً أقل من الأشياء، وعدداً أقل من التطبيقات على الأجهزة المحمولة، ليشمل الأمر العلاقات السامة في حياتنا؛ إذ يتعلق الأمر باكتشاف ما هو هامٌّ بحق في الحياة، سواء كان أشياء أم أشخاصاً أم أفكاراً، وتوفير مساحة أكبر لها.

الحرية مرادفة للتقليل:

إنَّ المرة الأولى التي صادفت فيها كلمة "التقليل"(Minimalism) كانت في كتاب استشارية التنظيم اليابانية "ماري كوندو" (Marie Kondo) الشهير الذي يحمل عنوان "سحر التنظيم الذي يغير الحياة"، (The life-changing magic of tidying up)، فإنَّ هذا الكتاب قد دفعني إلى النهوض والتخلص من الفوضى الموجودة في غرفتي، وبعد قضاء يوم كامل من التفتيش في أشيائي والتخلص من بعض الأشياء القديمة التي لم أعد بحاجةٍ إليها، شعرت بشعورٍ رائع.

لكن بعد مرور عدة أشهر، عادت الأمور إلى ما كانت عليه، وفي هذه المرة قررت أن أغير أفعالي قليلاً، وأن أغير من تفكيري المتعلق بمفهوم التقليل، ولا بد أن أعترف بأنَّني نجحت، وإليكم الأشياء التي فعلتها بشكل مختلف والتي ساعدتني على التوجه نحو حياة أكثر بساطة:

1. إحاطة أنفسنا بأفكارٍ عن التقليل:

إنَّ قراءة بعض الكتب والاستماع لحوارات عن التقليل بشكل يومي تقريباً، قد ساعداني على إزالة الفوضى، وقد لاحظت شيئاً سحرياً في أثناء الاستماع للحوارات وهو أنَّ عقلي كان يجمع أفكاراً بشكل لا شعوري عن الأشياء الأخرى التي يمكنني التخلص منها.

شاهد بالفيديو: 7 طرق بسيطة لجعل الحياة أكثر بساطة

2. إخفاء الأشياء قبل التخلص منها:

أحياناً نشعر بالاعتياد على وجود شيء معين، وأحياناً يكون من الصعب التخلي عنه، ولقد شعرت بهذا الشعور حيال بعض الأشياء الموجودة في غرفتي؛ لذا بدلاً من رميها بعيداً على الفور، وضعتها في صندوق في غرفة أخرى، وفي البداية، كانت المساحة الفارغة - التي أُنشِئَت في الغرفة بعد أن نقلت تلك الأشياء من مكانها - غريبةً بالنسبة إليَّ، لكن في اليوم التالي شعرت بالتحرر لدرجة أنَّني لم أتخيل وضع أي شيء آخر هناك مرة أخرى.

فإذا لم تكن قادراً على التخلي عن بعض الأشياء، فضعها في مكانٍ لا يمكنك رؤيتها فيه ولاحظ كيف سيتغير تعلُّقك بها مع مرور الوقت.

3. تطبيق التقليل بالتدريج:

في المرة الأولى التي قمت فيها بالتخلص من الفوضى، قمت بتكريس يومٍ كاملٍ من أجل التفتيش في كل بقعة في غرفتي، لقد طبَّقتُ التقليل تطبيقاً صارماً، ولحسن الحظ، لم أكرر ذلك مرَّةً ثانية؛ ولذلك بدأت بإخراج الأشياء من غرفتي، فكنت حينما أملك 10 دقائق إضافية أبدأ بالتفتيش في الكتب، وكنت أقوم بذلك براحة مطلقة.

مع مرور الوقت، لقد شعرت كيف اعتاد عقلي على التخلي عن الأشياء، وكنت أملك القدرة على التخلص من أشياء لم أكن مستعدةً للتخلي عنها في البداية؛ لذا ابدأ بالبحث في محيطك وتخلص من الأشياء التي تشعر أنَّك لن تتأثر بعدم وجودها، ثم كرر هذا الأمر بانتظام وستتمكن من التخلي عن المزيد.

4. منح الأشياء حياة أخرى:

قد يكون من اللامبالاة أن ترمي غرَضاً يُنتفَع به، لكن بدلاً من أن ترميه، تبرَّع به للمنظمات الاجتماعية أو الجمعيات الخيرية، وإذا كنت على استعداد للتضحية ببعض الوقت، فيمكنك بيع الأشياء التي لم تعد تريدها عبر الإنترنت والحصول على عائد بسيط منها، لكن احتفظ بعقلية توفير مكان أفضل للأشياء وتقديم خدمة لشخص آخر بدلاً من جني الأموال فقط.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلّص من أغراضك غير الضرورية دون أن تشعر بالندم

في الختام:

نعم، يعني التقليل تخفيف المقتنيات، لكن في الواقع، يتعلق الأمر أكثر باكتشاف ما هي الأمور الهامة في حياتك، وما الذي يميزك؛ ففي مرحلة ما، يكون السؤال: "ماذا سيتبقى لدي إذا تم أخذ كل ممتلكاتي؟"، أعتقد أنَّ هذا سؤال يجب أن نطرحه جميعاً على أنفسنا.

يجب أن أعترف بأنَّني لست شخصاً يؤمن بمبدأ التقليل إلى الآن، وما يزال لدي الكثير من الأشياء التي يمكنني العيش من دونها بسعادة، لكن لم أمتلك القوة حتى الآن للقيام بذلك، ولكنَّني أشعر بمزيد من الحرية في ذهني، وإنَّني أقضي وقتاً أقل في ترتيب غرفتي لأنَّ لدي عدداً أقل من الأشياء التي يمكن أن تثير الفوضى فيها، وهذا الأمر هو الذي يبقيني مستمرة ويذكرني بأهم شيئين:

  1. التقليل ليس هدفاً؛ بل إنَّه طريقة للحياة.
  2. التقليل رحلة وليس وجهة؛ إذاً استمتع بها.

المصدر




مقالات مرتبطة