4 أسباب لدعم الاستدامة
بينما نطوِّر بنية تحتية صديقة للبيئة، فإنَّنا نعتمد تقنيات وأنظمة جديدة تقلِّل من انبعاثات الغازات الدفيئة، لكن قد يتقبَّل المجتمع التبدُّلات دون فهم الفوائد لذلك.
من خلال استكشاف مزايا الاستدامة، من المرجح أن يدعم الناس إلغاء الاعتماد على الوقود الأحفوري؛ إذ يمكن أن يؤدي استخدام الأجهزة الكهربائية، واعتماد نظام غذائي صديق للبيئة، والتخلص من مشتريات الموضة السريعة إلى تقليل البصمة الكربونية وزيادة المدخرات، وبمرور الوقت، يمكن للممارسات التجارية والفردية المستدامة أن تحسِّن الحفاظ على البيئة والاقتصاد العالمي.
ما هي الاستدامة؟
الاستدامة هي مصطلح شائع في وسائل الإعلام، وعلى الرَّغم من أنَّ معظم الناس يربطون هذه الكلمة بدلالات إيجابية، إلا أنَّ القليل منهم يفهمون نطاق تعريفها؛ إذ تُلبي المنتجات والسلوكات والنشاطات المستدامة احتياجات المستهلك دون تغيير إمكانية وصول الأجيال القادمة إلى الموارد.
إنَّها تعزز السلامة البيئية والمجتمعية والاقتصادية مع دعم نمط الحياة الحديثة؛ إذ تطوِّر الشركات منتجات غير مسببة للتلوث بالاعتماد على الموارد المتجددة لتحويل اعتماد المجتمع بعيداً عن المواد الخَطِرة على البيئة، ويمكن للمنتجات والتكنولوجيا والممارسات المستدامة زيادة المدخرات المالية للفرد، وتقليل المخاطر الصحية، وتوسيع التنوع الحيوي والحفاظ على الموارد العالمية.
فيما يأتي 4 أسباب تبين أهمية دعم الاستدامة:
1. زيادة المدخرات المالية:
يعتمد معظم الأشخاص على أنماط حياة مستدامة بسبب الفوائد المالية، ومن إحدى طرائق زيادة الحفاظ على البيئة هي تقليل التلوث البلاستيكي، لكن عندما لا يُتخلَّص من الملوثات، فستنتقل الملوثات إلى المحيط، وتتحلل إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة.
ثم ستبتلع الكائنات المائية هذه الجزيئات الدقيقة، ظناً منها أنَّها طعام، ثم سيشق التلوث طريقه إلى السلسلة الغذائية، حتى يصل إلى الجنس البشري؛ لذا يمكن للأفراد تقليل المخلفات البلاستيكية عن طريق زراعة طعامهم بأنفسهم.
يأتي معظم استهلاك البلاستيك من علب التغليف التي تُستخدَم في محلات البقالة، لكن عندما تصنع طعامك في المنزل، فلن تحتاج إلى علب التغليف، وسيزيد مقياس الاستدامة من توفير التكاليف.
تنفق الأسرة العادية أكثر من 4600 دولار سنوياً على البقالة، لكن يمكن أن تؤدي زراعة حديقة مليئة بالفاكهة والخضروات إلى خفض التكاليف السنوية خفضاً كبيراً، ويمكنك أيضاً زيادة مدخراتك عن طريق تركيب أجهزة موفرة للطاقة.
يركِّب أصحاب المنازل أجهزة ذكية لزيادة معدلات كفاءة الطاقة في عقاراتهم؛ إذ تُستَمد معظم إمدادات الطاقة في الولايات المتحدة (U.S) من الوقود الأحفوري، ممَّا يولِّد انبعاثات غازات دفيئة في أثناء الاحتراق؛ لذلك يمكن للأجهزة الذكية أن تقلِّل من إنتاج الانبعاثات جداً عن طريق الحدِّ من اعتماد الفرد على الطاقة.
تستخدم أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء أكبر قدر من الطاقة من أيِّ معدات منزلية؛ إذ تعمل منظمات الحرارة الذكية على زيادة استهلاك الكهرباء للنظام استهلاكاً كبيراً باستخدام مستشعرات اكتشاف الحركة واتصالات واي فاي (Wi-Fi)؛ إذ يقيِّم الجهاز إشغال الغرفة ويضبط درجة الحرارة وفقاً للكفاءة، كما أنَّه يجمع قراءات الطقس في الوقت الفعلي، ممَّا يؤدي إلى إيقاف تشغيل النظام خلال ليالي الصيف ذات الأجواء اللطيفة، وبمرور الوقت يمكن أن يؤدي تقليل استخدام الطاقة إلى زيادة توفير الكهرباء مع تقليل تدهور الغلاف الجوي.
كذلك، يمكن للأشخاص تعزيز استدامة أنماط استهلاكهم عن طريق شراء الأشياء المستعملة؛ إذ إنَّ شراء السلع الجديدة أمرٌ باهظ الثمن وضارٌّ بالبيئة، واستنتج الباحثون أنَّ صناعة سروال من الجينز وقميص عادي يستهلك 20 ألف لتر من المياه العذبة.
لذلك، يمكن للمستهلكين الكف عن استهلاك المياه عن طريق شراء الملابس المستعملة، ويقلل ترشيد الاستهلاك أيضاً من الانبعاثات المرتبطة بسلعة معينة؛ إذ تُعدُّ الأشياء المستعملة أقل ثمناً، ممَّا يزيد من مدخرات العميل بمرور الوقت.
شاهد: أنواع التلوث البيئي وطرق علاجه
2. تقليل المخاطر الصحية:
يؤدي استخدام وسائل بديلة للسفر إلى تحسين الاستدامة البيئية؛ إذ يُنتِج قطاع النقل 29% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في الولايات المتحدة، ويؤدي تلوث الهواء إلى ظهور طبقة الأوزون الأرضية والضباب الدخاني، ممَّا يتسبب في آثار صحية ضارة.
يزيد استنشاق الانبعاثات من خطر الإصابة بسرطان الرئة، كما أنَّه يسبب نوبات ربو متكررة وسعال وموت مبكر؛ لذلك، يمكن أن يؤدي الحد من تلوث الهواء إلى الحفاظ على صحتك وصحة عائلتك.
كما أنَّ النظام الغذائي المستدام يزيد من صحة الفرد وعافيته، على سبيل المثال، يحتوي سمك السلمون البري على مستويات عالية من الكالسيوم والزنك والحديد والبوتاسيوم، كما تحسن المنتجات المزروعة حسب معايير حماية البيئة صحة الفرد؛ وذلك من خلال تقليل استهلاك المبيدات.
3. تعزيز التنوع الحيوي:
يمكن أن يؤدي الحد من شرائك للأغذية المعتمدة على المبيدات والأسمدة الاصطناعية إلى تحسين معدلات التنوع الحيوي المحلية، فعندما يستخدم المزارعون إضافات سامة على نباتاتهم، فإنَّهم يساهمون في إنتاج فرط المغذيات، وفي أثناء العواصف المطيرة، تنقل المياه الملوثات من المزارع إلى المحيط.
تعزز المواد الغنية بالنيتروجين تكاثر الطحالب، ممَّا يؤدي إلى استنفاد مستويات الأوكسجين المائي، ومع انخفاض المستويات، تصبح المناطق غير صالحة للعيش، ممَّا يؤدي إلى تشريد الكائنات البحرية، ودون توفر الإمدادات الغذائية والحماية، تتعرض معظم الكائنات البحرية إلى الخطر وإلى الانقراض أيضاً.
كذلك يعزز شراء المنتجات المستدامة التنوع الحيوي؛ إذ يؤدي إنتاج زيت النخيل واللحوم الحمراء إلى خطر التصحر، بينما يؤدي شراء السلع دون المكونات المستخرجة من الأشجار إلى زيادة استقرار الغابات.
4. تحسين ديمومة الموارد:
تنشأ تحديات الحفاظ على المياه مع ارتفاع درجة حرارة الأرض، وإنَّ زيادة معدل التبخر هو تأثير مباشر في تغير المناخ ويستنفد إمدادات المياه العذبة، ودون الماء سوف تقل إمكانية التنمية الزراعية، ومع إزاحة الماء سيرتفع معدل الجفاف أيضاً، وفي الوقت الحالي، يفتقر أكثر من 884 مليون فرد إلى مياه الشرب النظيفة؛ لذلك يجب أن نركز على زيادة مقاييس الاستدامة، وتعزيز الإمدادات العالمية.
بالمثل، مع ارتفاع درجة الحرارة، يصبح المحيط حامضياً، ويتسبب التغيير في ابيضاض المرجان وتدمير مواطن الكائنات البحرية والإمدادات الغذائية ووسائل الحماية؛ لذا يمكن للأفراد زيادة إمكانية تناول الأجيال القادمة للمأكولات البحرية من خلال تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
كما يؤدي ذوبان الجليد وإزاحة المياه إلى زيادة مستويات سطح البحر، وقد نلاحظ غمر الشواطئ بالفعل؛ لذلك يمكن للحدِّ من تأثير الغازات الدفيئة المعززة من خلال تحسين استدامة أنماط حياتنا أن يحافظ على الشواطئ من أجل أطفالنا وأحفادنا.
في الختام:
عندما تكون مستعداً لتحسين الاستدامة، يمكنك البدء بحساب بصمتك الكربونية، وبمجرد الكشف عن سلوكاتك غير الصديقة للبيئة، يمكنك تغيير نمط حياتك وجني الفوائد؛ إذ يُعدُّ البقاء على اطلاع دائم بالأخبار البيئية ضرورياً أيضاً من أجل الاستدامة، والتوصل إلى أسلوب حياة أقل ضرراً من الناحية البيئية.