4 أساليب لكي تصبح أغنى

قد يكون المال أحد أسباب السعادة؛ لكنَّه ليس السبب الوحيد؛ فالسعادة يمكن أن تأتي بغير المال، على سبيل المثال أنا أستيقظ وأشرب قهوتي، وأقرأ كتاباً جيداً، ثم أبدأ في العمل حتى الثالثة أو الرابعة بعد الظهر، وبعد ذلك، أبدأ في ممارسة التمرينات الرياضية، ثم بعد التمرين، أتناول العشاء مع عائلتي، ثم نشاهد برنامجاً أو فيلماً، وبعدها أعاود العمل أو القراءة؛ إذ لا يتطلب الأمر مالاً كثيراً لتعيش حياة جيدة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُقدِّم لنا فيه 4 أساليب لكي نصبح أغنى.

كما قال أحد أكثر المستثمرين احتراماً على الإطلاق بنجامين جراهام (Benjamin Graham) ذات مرة لتلميذه: "لا يُحدث المال فرقاً كبيراً في طريقة عيشنا، فكلانا نذهب إلى المطعم لتناول الغداء ونعمل يومياً ونقضي وقتاً ممتعاً؛ لذلك لا تقلق بشأن المال؛ لأنَّه لن يحدث فرقاً كبيراً في طريقة عيشك".

بالطبع، كان تلميذه هو رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي الشهير وارن بافيت (Warren Buffett)، وهو واحد من أكثر الناس ثراءً على الإطلاق، وبعد أن قرأت سيرته الذاتية في كتاب للمؤلفة أليس شرودر (Alice Schroeder)، والذي يحمل عنوان "كرة الثلج" (Snowball)، صرتُ متأكداً من أنَّه أحد أكثر الناس اقتصاداً على الإطلاق.

لقد اشتهر بنمط إنفاقه للمال؛ إذ كان لا ينفق المال على الإطلاق، لكن إذا نظرنا إلى استراتيجيته، يجب أن نعترف بأنَّها ناجحة؛ لذا استمتع بحياتك البسيطة، وادَّخر أموالك واستثمرها بحكمة ولا تخسرها، وهكذا ستصبح أغنى كلَّ يوم.

إليك 4 أساليب لكي تصبح أغنى:

1. التركيز على الأشياء التي تضيف فائدة إلى حياتك:

إنَّني أُخفض نفقاتي قدر الإمكان دون التضحية بجودة الحياة التي أعيشها؛ فشقتي ليست كبيرة وأجار منزلي منخفض، وكذلك فواتير الكهرباء والمياه منخفضة أيضاً، وأقود سيارة عادية ولا أملؤها بالوقود إلا مرة واحدة في الشهر؛ لأنَّني أقطن في مكان قريب من مكتبي وأصدقائي وعائلتي.

لقد توقفت عن شراء الأشياء العصرية، لكن يجب أن أقول إنَّني لا أقتصد فيما يتعلق بعافيتي؛ إذ إنَّني أشتري الكتب كلَّ شهر، وأتناول طعاماً جيداً، وأذهب إلى النادي الرياضي، وبالطبع، أنا لا أعيش كما يعيش أحد أشهر المدوِّنين المؤمنين بفكرة الاكتفاء بالحد الأدنى من الموارد (Mr. Money Moustache) (وهو اسم مستعار للمدوِّن الكندي بيتر أديني (Peter Adeney)، الذي ضمن تقاعده المبكر من راتبه)؛ بل أنا أعيش وفق مبدأ مفاده: "لا تنفق أموالك على أشياء لا تمنحك فوائد دائمة".

على سبيل المثال، يحافظ الطعام الصحي على لياقتي البدنية، بينما تشبع الكتب توقي للمعرفة والتفكير، وتمنحني التمرينات الرياضية الهدوء، ويمدني الذهاب في رحلات وإجازات بالإلهام، وهكذا دواليك.

نحن نكره الجشع، وهي حالة ذهنية خطيرة، ومع ذلك، إذا لم ننفق المال على الإطلاق، فإنَّنا نصبح بخلاء وخائفين، وهذه بدورها حالة ذهنية خطيرة أيضاً، وهذا ليس أمراً جيداً، كما تحدَّث الفيلسوف الروماني لوكيوس سينيكا (Lucius Seneca) في كتابه: "عن قِصَر الحياة" (On the Shortness of Life):

"يعيش الأغنياء والفقراء معاناة مماثلة؛ لأنَّ المجموعتين كلتيهما تتشبث بأموالها وتعاني إذا فقدتها"؛ لذلك لتعيش حياة غنية، اسع إلى تحقيق التوازن، ولا تنفق أكثر ممَّا تجني، لكن تذكَّر أنَّ الحياة قصيرة جداً ولا داعي للبخل.

شاهد بالفيديو: كيف تُصبح فقيراً بـ 10 خطوات بسيطة؟

2. الاحتفاظ بمبلغ احتياطي من المال:

من أجل أن تصبح غنياً، ادَّخر أموالك ثم استثمرها، لكن قبل أن تفكر في الاستثمار، أنت بحاجة إلى مبلغ احتياطي من المال، سأقدم لك مثالاً عن ذلك، لنفترض أنَّك واجهت صعوبات خلال العام الماضي، ربما تُوفِّي أحد أفراد أسرتك، أو أصبت بمرض ما، وقلَّ شعورك بالمتعة في عملك؛ أي بالمختصر، كانت الأمور صعبة، لكن إذا كنت تملك مبلغاً احتياطياً من المال، يمكنك أن تذهب في إجازة.

إنَّ المال يشتري الحرية، لكن مع ذلك، لا تحتاج إلى مليون دولار لكي تكون حراً؛ فأنا شخصياً أحب أن أضع 10 آلاف يورو في حساب التوفير الخاص بي؛ إذ يمكنني استخدامها دائماً.

عملت بجد خلال السنوات القليلة الأولى من مسيرتي المهنية، ولم أنفق مالاً كثيراً لكي أتمكن من جمع مبلغ احتياطي، ومنذ أن قمت بهذا الأمر، لم أدعه يقل عن الـ 10 آلاف يورو، وكذلك، أنا لا أستثمر هذه الأموال، فلأنَّني أجني المال بطرائق مختلفة؛ لا يهمني التضخم الاقتصادي.

إنَّ سبب جمعي لمبلغٍ احتياطي من المال هو المحافظة على راحة بالي والقيام بما أريده؛ فبالنسبة إلي، هذا هو تعريف الحياة الغنية.

3. تجنُّب المخاطرة في الاستثمار:

لا يصبح معظم الأشخاص أغنياء من تداول الأسهم، وإضافة إلى ذلك، حتى الخبراء لا يجنون الأموال من تداول الأسهم أيضاً، انظر إلى النتائج التي يحققها مديرو التمويل، فلا أحد يتفوق في السوق، وإذا فعلوا ذلك، فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب الحظ.

أصبحت خلال السنوات القليلة الماضية، أكثر تجنباً للمخاطر وتوقفت عن الاستثمار في الأسهم الفردية؛ إذ إنَّها مخاطرة كبيرة، إضافة إلى ذلك، عندما أملك أسهماً في شركة ما، لا يمكنني منع نفسي من التحقق من الأداء يومياً.

لهذا السبب أضع أموالي في صناديق المؤشرات، ففي هذه الحالة تستثمر في مجموعة كاملة من الشركات وما إلى ذلك، بالطبع، ما تزال المجازفة موجودة في ذلك؛ لكنَّني على الأقل أقوم بتوفير الوقت لأنَّني لم أعد أحاول "اختيار الأسهم"، فهذا ما يُعدُّ مضيعة للوقت.

أنا لا أتداول في صناديق المؤشرات، ولا أبحث عن صناديق مؤشرات "أفضل" أخرى، وهذه هي استراتيجيتي الاستثمارية بأكملها، وبالطبع توجد فيها تقلبات كثيرة؛ لكنَّها على الأقل لا تسبب لي الإزعاج.

4. تنويع الدخل:

لنكن واقعيين، إنَّ العائد الذي أحصل عليه من صناديق المؤشرات هو ليس دخلاً، فأنا لا أحاول جني المال من خلال الاستثمار، ولا أحاول أن أصبح غنياً حتى.

دعني أطرح عليك سؤالاً: ما هو الهدف من الاستثمار؟ بالنسبة إلي، لا يتعلق الأمر بجني المال؛ بل ببناء الثروة، وهذان الشيئان مختلفان تماماً، فأنا أستثمر من أجل تقاعدي في المستقبل، إنَّني أجني المال من خلال العمل اليوم، وأفعل ذلك بطرائق مختلفة؛ إذ إنَّني أملك شركة برمجيات مع عائلتي، وأقدِّم دورات عبر الإنترنت وأؤلِّف كتباً وكوتشينغ أيضاً، وأملك عقارين.

إقرأ أيضاً: 5 عادات في طريقة التعامل مع المال تميِّز الغني عن الفقير

لذا بدلاً من قضاء ساعات في محاولة تنويع استثماراتك، نوِّع دخلك، فهذا هو أكبر خطأ يرتكبه الناس؛ إذ إنَّهم يعتمدون على مصدر دخل واحد، وإن كنت تملك وظيفة ما، فلا يوجد عذر للاعتماد على رب العمل فقط للحصول على كلِّ الأموال التي تجنيها.

اجنِ مزيداً من المال من خلال بيع شيء ما عبر الإنترنت، أو تأجير شقة، وما إلى ذلك، اجنِ المال ثم استثمره، واشترِ العقارات، وأجِّرْها، بالطبع، إنَّ الأمر ليس بهذه السهولة، فلو كان كذلك سيصبح جميع الناس أغنياء، فقد تغير العالم، وأصبحت البنوك لا تقرض المال بسهولة.

إقرأ أيضاً: 4 دروس حياتية تعلمتها من كتاب "الأب الغني والأب الفقير"

في الختام:

أنت بحاجة إلى دخل؛ فجميع الناس يحلمون بالحصول على دخل سلبي، لكن هذه ليست سوى المرحلة الثانية من استراتيجيتك المالية، فأولاً، عليك جني المال، ثم استثماره، وبعد ذلك، ستسير الأمور على ما يرام.




مقالات مرتبطة