3 نصائح يجب عليك قراءتها قبل تنويع أعمالك التجارية

يجب أن تبني مشروعك التجاري بذكاء، فكما يقول المثل: "افعل كل شيء في وقته؛ لأنَّ فعل شيئين في وقتٍ واحد سيسبب ضغوطات نفسية".



سنضعك عزيزنا القارئ اليوم أمام مفترق طرق هام تمرُّ به المشاريع التجارية جميعها عاجلاً أم آجلاً، ألا وهو التنويع، والذي يُعَدُّ عاملاً هاماً جداً في النجاح المالي للشركات واستمرارية الأعمال. إذاً فالتنويع جيد وضروري، وعليه فإنَّ التغيير هو الأمر الوحيد الثابت في الأعمال التجارية.

ِيتم تعريف التنويع من قِبل "الأكاديمية الملكية الإسبانية" (RAE) بأنَّه "تحويل ما هو موحد وفريد إلى شيء متنوع"، وعلى الرغم من أنَّ التعريف كامل، إلا أنَّه يفتقر إلى عنصر حيوي ألا وهو العمل بذكاء، ففعل شيئين في وقت واحد سيسبب ضغوطات نفسية؛ لذا هناك طريقتان مختلفتان للتعامل مع قرار التنويع في الأعمال التجارية: التنويع من المنظور المالي والتنويع في العالم التجاري، ولنبدأ بالشؤون المالية:

يُنصَح دائماً بالحديث عن المال عدم إضاعة الجهود كلها في عملٍ واحد؛ لأنَّ ذلك سينهك ميزانيتك، وهذا هو حديثنا عن الشؤون المالية؛ إذ من الواضح أنَّ علينا الرهان على الجانب المربح وهو التنويع.

يجب تقسيم العائدات المالية إلى أجزاء، فجزءٌ منها مخصص للأهداف قصيرة الأمد مثل صندوق الطوارئ، وجزءٌ آخر للأهداف بعيدة الأمد مثل المدخرات للتقاعد أو أي هدفٍ ادخاريٍ آخر لأكثر من 10 سنوات، كما ستعمل هذه المدخرات بشكلٍ منطقي كدخلٍ ثابت ودخلٍ متغير، ويجب تخصيص جزء للاستثمارات غير المتداولة مثل العقارات؛ حيث ستحصل بعد هذا التقسيم على مزيجٍ من النسب المتفاوتة، فلديك معدل ربح رأس المال والمعدل المرتبط بالدخل.

وينبغي أن يستند هدف التنويع فيما يتعلق بالاستثمارات إلى مبدأين أساسيين: الحد من المخاطر وزيادة نسبة العائد المالي، وإيجاد توازن "مناسب" لمحفظتك الاستثمارية، ويختلف التنويع في عالم الأعمال ويبدو أكثر تعقيداً من التنويع المالي؛ وذلك لوجوب الحذر في أثناء التنويع في المشروع التجاري لعدم فقد جوهر رائد الأعمال أو تخصصه، والمحافظة على نجاحه واختلافه.

إقرأ أيضاً: 6 أسئلة تساعدك على اتخاذ القرار بتطوير عملك

وبعد سؤال عملاء عدة عن التنويع في أعمالهم والتفكير في الحلول المناسبة، تم التوصل لثلاث نصائح رئيسة يجب أن تؤخذ في الحسبان عن التنويع في المشروع التجاري:

1. نوِّع في الأعمال التجارية المتوافقة مع عملك الأساسي:

توسيع المحفظة المالية عن طريق زيادة المنتجات والخدمات بشرط معرفتك الكاملة بها، وتحقيق الاختلاف عن الآخرين، وضمان الحصول على المركز الأول في المجال.

تخيل أنَّ لديك مشروع مطعم مكسيكي ثابتاً، وقررتَ "التنويع" والوصول إلى جمهورٍ آخر في المكان نفسه، فيمكنك إضافة طبق السوشي لقائمة الطعام، فهذا التوسع متوافق مع مهنتك الأساسية، كما يمكنك التفكير في بدائل متنوعة أخرى، مثل بيع الصلصة الخاصة بمطعمك في مراكز استهلاك أخرى، أو تقديم خدمة التوصيل في المناسبات، أو فتح فروع صغيرة بقوائم مخفضة مشابهة لقاعة الطعام.

لا تخلط مجالات مجهولة بالمجالات التي تتفوق فيها بشكلٍ واضحٍ بالفعل، وإذا كنتَ مصمماً على فتح خط عملٍ مختلفٍ تماماً عن مجال خبرتك الأساسي، فلا تبخل في تفويض وتوظيف شخصٍ خبيرٍ ليفعل ذلك.

تُفسَّر العديد من قصص النجاح عبر المثل القائل: "أعطِ حذاءك للإسكافي" وهي النظرية التي اتبعَتها كل من شركتي "كوكا كولا" (Coca-Cola) و"بيبسي" (Pepsi) فقد اختار كلٌ منهما مجالاً وتخصصاً، وتوسع فيه، ومن جهة أخرى، اتبعَت "كوكا كولا" استراتيجية التنويع في المشروبات خاصة - وهم قادة السوق في هذا - كالمشروبات الغازية، والمياه، والحليب، واللبن، على العكس من ذلك.

وخالفت شركة "بيبسي" (Pepsi) مجالها أيضاً؛ وذلك لأنَّها وسَّعت أعمالها من خلال التنويع بالأطعمة مثل شركة الأطعمة الصحية "كواكير" (Quacker) أو شركة الشيبس "سبرايتس" (Sabritas)، ولكن في الواقع تتركز أعمالها على تقديم الخدمات والتوزيع للآخرين، لدرجة أنَّها توفر "الخدمات المشتركة" مع العديد من العلامات التجارية مثل شركة العصير "جاميكس" (Jumex) أو شركة الشوكولا "هيرشيز" (Hershey's) أو شركة "سونريكس" للسكاكر (Sonrics).

فقد تنوعت الأعمال حسب مجالات الإتقان؛ فتختص شركة "كوكا كولا" في المشروبات بينما تختص شركة "بيبسي" في خدمات التوزيع.

إقرأ أيضاً: كيف تدير محفظتك الاستثمارية بالشكل الأمثل

2. استثمر في الوقت والمال بحذر:

يمكن أن تسرق الأعمال الجديدة المكتشَفة حديثاً من وقتك الثمين ومالك خارج نطاق عملك الأساسي؛ لذا قبل اتخاذ قرارٍ للقيام بشيءٍ لا تعرفه، فكر جيداً في أنَّ هذا المشروع الجديد المجهول سيأخذك بعيداً عن عملك المدِرِّ للمال.

عززت شركة "جنرال إلكتريك" (General Electric) هذه النظرية عبر التاريخ؛ إذ بدأت بتصنيع الأضواء والمحركات والمعدات الطبية، ولم تختص بمجالٍ معين، كما شملت صناعاتها جميع المجالات الصناعية والاستهلاكية، ومارس مديرها التنفيذي "جاك ويلش" (Jack Welch) بعض الأعمال في مجال شبكات التلفاز وعائدات الرهن العقاري والقروض الاستهلاكية.

ولكنَّه حقق أعظم نجاحاته من التخلي وبيع بعض الأقسام غير المربحة من صناعاته أو الأقسام التي لم تكن ضمن المراكز الثلاثة الأولى في قطاعها؛ لذا فقد ركزوا على أعمالهم الأساسية، ألا وهي الصناعات التحويلية.

يجب أن نضع مقياساً للحفاظ على المال والوقت؛ إذا استغرق المشروع الجديد أكثر من ثلث الوقت، فيجب تغيير الفكرة والاستثمار بصفتك مساهماً في شركة مماثلة بالنشاط التجاري، بدلاً من تولِّي زمام الأعمال الجديدة وتضييع فرصة نجاح العمل الأساسي، ومن ثمَّ ستوازن بين تطبيق استراتيجية التنويع المالي مقابل استراتيجية التنويع في الأعمال التجارية.

3. فكر في تنويع الأعمال لزيادة الخبرات وكمصدر ترويج ونجاح تجاري للعمل الأساسي أيضاً:

لنأخذ على سبيل المثال: سلاسل السوبر ماركت مثل "هول فودز" (Whole Foods) أو "وول مارت" (Walmart) في الولايات المتحدة و"ميركادونا" (Mercadona) في إسبانيا، التي تقوم "بشراء" الموردين خاصةً لتصنيع منتجات العلامات التجارية الخاصة بهم فقط.

يساعدهم هذا على تنويع المنتجات بشكلٍ حصري، واستخدام الرفوف لبيع منتجاتها الخاصة، ومن الواضح أنَّ عملهم الرئيس ليس تصنيع المنتجات؛ وإنَّما بيعها، لكنَّهم يستخدمون علاماتهم التجارية لزيادة أرباحهم في البيع، دون احتساب الفائدة الطبيعية لهذا المنتج.

إقرأ أيضاً: 3 خطوات لإيجاد فكرة العمل المناسبة

مثالٌ معاصرٌ آخر لتأثير الأعمال المتنوعة - التي لا تمت للعمل الرئيس بصلة - في العمل الأساسي؛ إذ انتشرت العديد من الشركات التي تغير مصدر دخلها الرئيس عبر - المشاهدات، والنقرات أو ذكر الأشخاص بعضهم بعضاً في التعليقات - ليصبحوا "مؤثرين" ويتطور مصدر دخلهم ليصبح عن طريق إعطاء المؤتمرات، وكتابة الكتب، وتسجيل التسجيلات، والقيام بالترويج لشركتهم، وبالتأكيد لا علاقة لذلك بالعمل الرئيس، ومع ذلك، على الرغم من اختلاف مجالاتهم، إلا أنَّها تعزز مكانة المؤثر وجوهره.

ونحن نتفق بالتأكيد على أنَّ أي مجهود يُبذَل في التنويع سيكون له المزيد من الربحية، فتنويع الأعمال في مجالات مجهولة لا يعني بالضرورة أنَّك ستفشل فيها، وربما كان مجال الصناعة جديداً على الجميع، وتشاركت مع منافسيك قلة المعرفة بتسيير المشروع.

المفتاح الأساسي في التنويع في الأعمال هو عدم تأثير المشروع الجديد سلباً في جدول الأعمال، أو العمل الرئيس؛ إذ سيبقى المدير هو الممول الأول لنفقات كليهما؛ لذا لديك 24 ساعة في اليوم فقط، استخدمها على النحو الأمثل، ولا تضيعها في الإجراءات بينما يمكنك الإبداع فيما تجيد وتستمتع بفعله.

المصدر




مقالات مرتبطة