3 نصائح من شخص انطوائي عن كيفية تحسين علاقاتك

قبل أن تُشخِّص حالتك بالاكتئاب، أو تدنِّي احترام الذات، احرص أولاً ألَّا تكون محاطاً بالحمقى.

لقد كنت فتاة انطوائية مدة طويلة من الزمن، كنت أُفضِّل صحبة الأهل والأصدقاء المقرَّبين فقط، وعندما أقابل شخصاً أول مرة كانت يداي تتعرَّقان، ونبضات قلبي تتسارع، وأقع في أخطاء محرجة؛ لذلك أضعت كثيراً من الفرص، وامتنعت عن مقابلة أشخاص جدد سنوات عديدة، وقرَّرت أخيراً أنَّه يجب فعل شيء ما.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "تانيا" (Tanya)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها في تحسين الشخص الانطوائي لعلاقاته مع الآخرين.

إليك 3 نصائح لتحسين علاقاتك مع الآخرين:

1. تحمَّل المسؤولية عن سلوكك:

أحد الأشياء التي كنت أقولها لنفسي كثيراً هو أنَّني غير محظوظة في مقابلة "الأشخاص المناسبين"، ومن هؤلاء زملاء العمل، وقلة من معارفي، والعلاقات الفاشلة، وقد تغيَّر ذلك كله عندما بدأت في تحمُّل المسؤولية عن سلوكي والأشخاص الذين قابلتهم.

يجذب المرء الناس من خلال سلوكه، نعم قد يكون للحظِّ يدٌ في ذلك، لكن إذا فعلت ما يفعله الآخرون، فقد تظفر بقليل من الإثارة المؤقتة، لكن نادراً ما يؤدي ذلك إلى شيء أكثر أهمية، فإذا كنت تفتقر إلى احترام الذات، فمن المرجَّح أن يستغل مهووس بالسيطرة ضعفك.

بمجرد أن تبدأ في تحمُّل المسؤولية عن هويتك وشعورك تتغيَّر الأشياء، فأنت تدرك أنَّك تتحكم بما تشعر به وأين تذهب ومن تقابله، ومن المرجح أن تقابل أشخاصاً تستمتع بصحبتهم وتصبحون أصدقاء أوفياء، وكذلك ستحصل على كثير من الفرص الرائعة، ولن تتردد في الاستفادة منها.

شاهد بالفيديو: ملخّص كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس

 

2. لا تبالغ في الاهتمام:

لقد قضيت عشرات - إن لم يكن مئات الساعات - قلقة بشأن ما يظنُّه الآخرون عني، كانت أي نظرة فضولية تجاهي تجعلني أتساءل عما إذا كان في شعري خطب ما، أو في مظهري، أو في سلوكي، وبعد أن تجرأت وسألت عدداً قليلاً من الناس عن سبب نظرتهم إلي، أدركت أنَّ بعض هؤلاء - إن لم يكن معظمهم - كانوا ينظرون إلي نظرة إعجاب، أو نظرة تأمل، أو نظرة غير مقصودة.

يجب أن تتجنب الوقاحة أو التهكم أو التكبر، فبعض الناس يستخدمون ذلك على أنَّه آلية دفاع، في المقابل إنَّ الاهتمام الشديد بالأشياء التي يعدها الآخرون أموراً تافهة لن ينفعك، وما لم تكن في موقع قوة أو نفوذ لا يمكنك تغيير ملايين الأشخاص الآخرين لتلبية ما تتوقعه منهم، وفي معظم الأوقات يمكنك تغيير نفسك فقط.

إقرأ أيضاً: نصائح تساعدك على التوقف عن التفكير فيما يعتقده الآخرون عنك

3. اضبط توقعاتك:

لقد أمضيت طفولتي في قراءة روايات المغامرات، فيمكن أن يبقيني كتاب جيد به خليط من الغموض والرومانسية والمغامرة مشغولة لساعات، وفي ذلك الوقت كان مصدر معرفتي الوحيد عن السلوك الاجتماعي والتفاعل البشري والعلاقات هو تلك الكتب، ربما يمكنك تخيُّل حجم الصدمة عندما بدأت العيش وحدي أول مرة.

تؤدي التوقعات عادة إلى عدم الرضى أو القلق أو حتى الاكتئاب، لنفترض أنَّ شريك حياتك سرق قطعة من مجوهراتك، وصرف ثمنها على المقامرة، ستشعرين بالغضب والأذى بطبيعة الحال؛ لأنَّك توقعت أن يتصرف شريكك تصرفاً أفضل من هذا، هذا المثال سيف ذو حدين، وكان من المفترض أن يكون على هذا النحو.

بعض التوقعات ناتجة عن القواعد التي تكوِّن أساس مجتمعنا، مثل: عدم السرقة، وعدم إلحاق الأذى بالآخرين، وما إلى ذلك، ويحترم معظم الناس هذه القواعد ويطبقونها، ولكن لا ينبغي أن يثير ذلك إحساساً زائفاً بالأمان بداخلك، فمن الأفضل أن تظل يقظاً بدلاً من أن تصبح ضحية.

من أجل النوع الآخر من التوقعات، إليك بعض التمرينات:

  1. تخيل أنَّك حصلت على الأشياء التي تحلم بها، ولكن ليس الثروة والشهرة الأبدية؛ لأنَّك لست جشعاً ولا تريد هذه الأشياء لمجرد الحصول عليها، أنا أتحدث عن شريك حياة محب، وعدد قليل من الأطفال الجميلين، ومنزل كبير في حي مريح، وسيارة جديدة، ووظيفة براتب جيد.
  2. تخيل الآن أنَّك ليس لديك هذه الأشياء كلها، ما يزال لديك شريك حياة محب، وعدد قليل من الأطفال الجميلين؛ لكنَّك تكافح من أجل وظيفتك ودخلك، فأنت تعيش في شقة بغرفة نوم واحدة، وتقود سيارة قديمة مستعملة.

لكن إذا كنت تتوقع يوماً ما أن يكون كل شيء مدرجاً في النقطة 1، فلديك خياران:

  • تأجيل سعادتك حتى تتمكن من الحصول على كل شيء في النقطة 1 وأكثر، وستشعر بالبؤس لأنَّك لا تملك ما تريده حتى الآن ومن المرجح أن تنقل هذه المشاعر إلى عائلتك.
  • تقدير ما لديك بالفعل، والعمل بجد للحصول على مزيدٍ مما تريد، حتى في حالة فشلك في الحصول على هذا المنزل الكبير فأنت ما تزال سعيداً؛ لأنَّك تملك ما يهم حقاً.

الامتنان هو تكتيك عصري يساعد الناس على التخلص من الاكتئاب وعيش حياة سعيدة؛ لذا مارس الامتنان لترى نجاحه بنفسك.

إقرأ أيضاً: متى يكون من الجيد وضع توقعات عالية لنفسك؟

مع ذلك عندما أسمع عبارة "قدِّر ما لديك بالفعل" أشعر بالخوف قليلاً في بعض الأحيان، وأخشى عدم الرضى بأقل ممَّا يمكنني الحصول عليه، وأخشى ألا أصبح كما أريد في حياتي؛ لكنَّني أرفض أيضاً السماح للتوقعات التي قد يكون من الصعب تحقيقها أن تمنعني من رؤية النعم التي تغمرني.




مقالات مرتبطة