3 نصائح مفيدة لإدارة الوقت

يمكن أن تكون إدارة الوقت صعبةً، إذ أنَّ هناك فارقاً كبيراً بين ما هو عاجلٌ وما هو هامٌّ في حياتك. ينطبق هذا خصوصاً على ما يتعلَّق بصحتك؛ لأنَّ القضايا الهامَّة المتعلّقة بصتحك نادراً ما تبدو ملحَّةً، رغم أنَّ حياتك يجب أن تتوازن في النهاية.



  • لا، الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية اليوم ليس ملحاً، ولكنَّه هامٌّ للحفاظ على صحَّتك على المدى الطويل.
  • لا، لن تموت من التوتر اليوم، ولكن إذا لم تخرجه قريباً فقد يُميتُك.
  • لا، إنَّ تناول أغذيةٍ صحيّة وغير مصنَّعة ليس ضرورياً لتتمكَّن من البقاء على قيد الحياة الآن، ولكنَّه سيقلِّل من خطر إصابتك بالسرطان والأمراض.

هل هنالك ما يمكننا القيام به؟ إذا كان لدينا جميعاً 24 ساعةً في اليوم، فكيف يمكننا فعليَّاً أن ننتفع منها بأكبر قدرٍ ممكن؟ والأهمُّ من ذلك: كيف يمكننا إدارة وقتنا لنعيش بصحةٍ وسعادةٍ أكبر، ونقوم بالأشياء التي ندرك أهميَّتها، ونتابع مع ذلك معالجة المسؤوليات العاجلة؟

يبحث الجميع عن إجاباتٍ مثلك تماماً، لكن هناك ثلاثُ نصائح لإدارة الوقت تفيد في الحياة الواقعية، وسوف تكون عواملَ مساعدةً في تحسين صحَّتك وإنتاجيَّتك:

1. التخلص من نصف العمل بأيّ ثمن:

في عصر التشتيت المستمر، أصبح من السهل تشتيت انتباهنا بين ما يجب علينا القيام به، وبين الوابل الذي يُمطِرنا به المجتمع. عادةً ما نحاول صنع توازنٍ بين الرسائل الضرورية، ورسائل البريد الإلكتروني، وقوائم المهام الواجب القيام بها في الوقت نفسه الذي نحاول فيه إنجاز شيءٍ ما. لكن نادراً ما نكون منخرطين تماماً في المهمَّة التي نقوم بها.

يسمَّى هذا التقسيم لوقتك وطاقتك: "نصف العمل". لدينا فيما يلي بعض الأمثلة عن نصف العمل:

  • تبدأ بكتابة تقرير، ولكنَّك تتوقَّف -عشوائياً ودون سبب- للتحقُّق من هاتفك، أو لفتح فيسبوك، أو تويتر.
  • تجرِّب نمط تمرينٍ جديد، بعد ذلك بيومين تقرأ عن برنامج لياقةٍ جديدٍ آخر، وتحاول تجربة القيام بالقليل منه. النتيجة: أنَّك تحرز القليل من التقدُّم في كلا البرنامجين، وبالتالي تبدأ بالبحث عن شيءٍ ثالثٍ أفضل.
  • تتفقَّد صندوق بريدك الإلكتروني بينما تتكلَّم على الهاتف مع شخصٍ ما.

بغض النظر عن مكان وكيفية وقوعك في فخّ "نصف العمل"، فدائماً ما تكون النتيجة ذاتها، وهي: أنَّك لا تنغمس كلياً في المهمَّة التي هي قيد التنفيذ، ونادراً ما تلتزم بمهمَّةٍ لفتراتٍ طويلةٍ من الزمن، ويستغرق إنجاز نصف المهمَّة ضعف المدة.

نصف العمل هو السبب في جعلك تنجز في اليوم الذي يسبق العطلة (عندما تركِّز حقاً) أكثر ممَّا أنجزته في الأسبوعين السابقين (عندما كنت مشتَّتاً باستمرار).

نعاني طوال الوقت -مثل معظم الناس- من هذه المشكلة، وأفضل طريقةٍ للتغلُّب عليها هي تخصيص وقتٍ طويلٍ للتركيز على مشروعٍ واحدٍ، وإلغاء كلِّ شيءٍ آخر.

لذا اختر رياضةً واحدةً وركِّز عليها فقط طوال التدريب، أي "اليوم هو فقط لتمرين المعدة، ويُعدُّ أيُّ شيءٍ آخر إضافيَّاً".

اقتطع بضع ساعاتٍ (أو حتَّى يوم عملٍ كامل) لتركِّز كثيراً في مشروع هامٍّ، مثلاً: اترك هاتفك في غرفةٍ أخرى، وأغلق بريدك الإلكتروني وفيسبوك وتويتر.

هذا الإلغاء الكامل للعوامل المُشتِّتة هو الطريقة الوحيدة للدخول في عملٍ معقَّدٍ ومركَّزٍ، ولتجنُّب الجلسات المجزأة التي تجعلك تقوم بنصف العمل فقط.

كم يمكن أن يكون إنجازك أكبر إذا قمت بالعمل الذي عليك القيام به، وبالطريقة التي يجب أن تستخدمها، وتخلَّصت من نصف العمل ونصف التجوُّل الذي نملأ معظم أيامنا بهم؟

إقرأ أيضاً: كيف تستخدم العمل العميق لتتجنّب ما يلهيك وتزيد من إنتاجيتك

2. القيام بالشيء الأهمِّ أولاً:

تزداد الاضطرابات والفوضى كلَّما تقدَّم يومك. وفي الوقت نفسه، تستنزف القرارات والخيارات التي تتخذها على مدار اليوم، قوَّة إرادتك؛ ويصبح احتمال اتخاذك لقرارٍ جيدٍ في نهاية اليوم أقلَّ ممَّا يكون عليه في بدايته.

لكلِّ هذه الأسباب مجتمعة، ابذل قصارى جهدك للتأكُّد من إنجاز الشيء الهامِّ أولاً إن وُجِد.

إذا كان لديك مقالٌ هامٌّ لتكتبه، فارتشف كوباً من الماء وابدأ بالكتابة حالما تستيقظ؛ وإذا كان هناك تدريبٌ صعبٌ يتعيَّن عليك القيام به، فقم به عندئذٍ في بداية كلِّ تمرين.

إذا فعلت الشيء الأهمَّ أولاً، فلن يكون لديك يومٌ لم تقمْ فيهِ بفعل شيءٍ هام. باتباع هذه الاستراتيجية البسيطة، ستمسي كلُّ أيامك مثمرةً، حتَّى لو لم يسرْ كلُّ شيءٍ حسب المخطط.

أن تنجز أولاً وفعليَّاً الشيء الأهمَّ كلَّ يوم، هي النصيحة المنتجة الوحيدة التي ستحتاجها دائماً.

إقرأ أيضاً: مبدأ "آيزنهاور" للهام والعاجل

3. تضييق النطاق، مع الالتزام بالجدول الزمني:

لقد كُتِبَ في السابق عن أهمية إلزام نفسك بجدولٍ زمنيٍّ، وليس بموعدٍ نهائيٍّ. قد تكون المواعيد النهائية منطقيةً في مناسباتٍ معينة، لكنَّ اتباع جدولٍ زمنيٍّ يكون أكثر فعَّاليةً عندما يتعلَّق الأمر بعملٍ هامٍّ على المدى الطويل.

عندما يتعلَّق الأمر بالإنجاز اليومي، فإنَّ الكلام عن اتباع جدولٍ زمنيٍّ أسهل من القيام به. اسأل أيَّ شخصٍ يضع خططاً للتمرين كلَّ يوم اثنين وأربعاء وجمعة، وسوف يخبرك بمدى صعوبة الالتزام بالجدول الزمني في كلِّ مرة.

يجب أن تجري تغييراً طفيفاً في كيفية تعاملك مع جدول أعمالك، لمواجهة العوامل المشتتة غير المخطط لها، وللتغلُّب على الميل إلى الخروج عن المسار.

لذا ضع الجدول أولاً، وليس النطاق. وهو عكس ما نقوم به عادةً لنقترب من أهدافنا.

مثلاً: لنفترض أنَّك استيقظت اليوم بنيَّة الركض 3 أميالٍ بعد الظهر، وازدحم جدول أعمالك خلال اليوم ازدحاماً جنونياً، وبدأ الوقت ينفد منك، وبقي لديك الآن 20 دقيقةً فقط للتمرين. في حال حدوث ذلك فلديك خياران:

  • الخيار الأول: أن تقول: "ليس لديَّ ما يكفي من الوقت لممارسة الرياضة اليوم"، وقضاء الوقت القليل المتبقي في العمل على شيءٍ آخر. وهذا ما يفعله أغلب الناس عادةً.
  • الخيار الثاني: تضييق النطاق مع التمسك بالجدول الزمني؛ فبدلاً من الجري لمسافة 3 أميال، يمكنك الجري لمسافة ميلٍ واحد، أو القيام بخمسة أشواطٍ من الجري السريع، أو القيام بـ 30 قفزة. في هذه الحالة، تكون قد تمسَّكت بالجدول الزمني، وقمت بالتمرين رغم الظروف. تنجح هذه الطريقة أكثر من الطريقة الأولى على المدى الطويل.

إنَّ تأثير القيام بخمسة أشواطٍ من الجري السريع ليس بهذه الأهمية، خاصةً عندما تكون قد خطَّطت للركض لمسافة 3 أميال. لكنَّ الأثر التراكمي للحفاظ الدائم على الجدول الزمني، كبير.

مهما كانت الظروف، ومهما كانت التمرينات صغيرة؛ فأنت تعرف أنَّك ستنهي مهمَّةً اليوم. بهذه الطريقة تصبح الأهداف الصغيرة عاداتٍ مدى الحياة.

انتهِ من القيام بشيءٍ ما اليوم، حتَّى إذا كان النطاق أصغر ممَّا توقَّعت.

إقرأ أيضاً: الدليل الكامل لتكوين عادات راسخة

نصائح إدارة الوقت المفيدة في الواقع:

هناك الآلاف من تطبيقات إدارة الوقت والأدوات الإنتاجية.

ستجد مزيداً من التقاويم والعوامل المُذكِّرة وقوائم المهام، والتي هي أكثر من أن تعرف ماذا تفعل بها؛ ولكنَّ نصائح إدارة الوقت الأكثر فعاليَّة هي النصائح البسيطة.

عندما يتعلَّق الأمر بعيش حياةٍ صحيةٍ ومنتجة، فابذل قصارى جهدك للتركيز على ثلاث نصائح لإدارة الوقت:

  • القضاء على نصف العمل، والتركيز على نحوٍ عميق.
  • قُم بالشيء الأهمِّ أولاً.
  • التزم بالجدول الزمني الخاص بك، وعزِّز هذه العادة تدريجياً مهما كان الإنجاز صغيراً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة