3 نصائح للتخلص من الأنانية في العلاقات وتحويلها إلى شراكة مفيدة للطرفين

مَن الذي يقوم بمعظم العمل في المكتب؟ ومَن الذي يحظى بمعظم الاهتمام؟ مَن الذي يقوم بمعظم أعمال المنزل؟ ومَن الذي يحضر البقالة؟ ومَن الذي يتصل بالآخر أكثر؟



الحقيقة هي أنَّ لا أحد يهتم بهذه الإنجازات التي تقوم بإحصائها في دماغك، وعلى العكس من ذلك، كلَّما قمت بتعداد هذه الأشياء أصبحت أكثر عرضةً للاستياء؛ إذ تُظهر الدراسات أنَّنا غالباً ما نبالغ في تقدير مساهماتنا، وتُعرف هذه الظاهرة في علم النفس الاجتماعي بالانحياز الأناني.

استخدم المصطلح لأول مرة من قبل عالمي النفس مايكل روس (Michael Ross) وفيوري سيكولي (Fiore Sicoly) في دراسة أجرياها عام 1979، وجدت الدراسة أنَّ ما يقارب من %70 من المتزوجين يبالغون في تقدير مساهمتهم في العلاقة الزوجية.

أخذت الدراسة عينة من النشاطات مثل الطبخ واتخاذ القرارات، والحوار وجميع الأشياء التي تمثِّل جزءاً من أيِّ علاقة زوجية، من الطبيعي بالنسبة إلى الإنسان أن يكون منحازاً نحو نسب الفضل في الإنجازات لنفسه وإلقاء اللوم على الآخرين عند الإخفاق؛ فالبشر أنانيون جداً، وهذا شيء نعرفه قبل الأبحاث العلمية.

يقول كارل يونغ (Carl Jung) مؤسس علم النفس التحليلي: "ينطوي الوعي المتضخم دائماً على أنانية مفرطة، ولا يدرك شيئاً سوى وجوده، وهذا النوع من الوعي عاجز عن التعلم من الماضي وغير قادر على فهم ما يجري في الحاضر، ولا يملك القدرة على استخلاص النتائج المتعلقة بالمستقبل، إنَّه نوع من الوعي المُغيب ولا يمكن الحوار معه، ويحكم على صاحبه بالكوارث التي تَفتِك به".

لسنا بصفتنا بشراً على علم بهذا الأمر؛ لذلك يجب أن ندرب أنفسنا على التوقف عن تغذية غرورنا من خلال التوقف عن تعداد إنجازاتنا، فهذا السلوك ضار ولا يؤدي سوى إلى النزاعات، من خلال هذه النصائح ستتوقف عن نَسْب الفضل لنفسك في العلاقات مع الآخرين وستصبح طرفاً أكثر إيجابيةً في أيِّ علاقة.

شاهد بالفديو: أُسُس فن التعامل مع الآخرين

3 نصائح للتخلص من الأنانية في العلاقات:

1. لا تحاول إثبات أيِّ شيء للآخرين:

عادة تعداد الإنجازات تعكس قلة الثقة بالنفس، فهي شيء تفعله لإثبات نفسك للآخرين، لكن إذا كنت شخصاً واثقاً من نفسك ومؤمناً بقدراتك، فأنت لست مضطراً لتثبت أي شيء للآخرين، مهمتك هي القيام بواجبك، وما يفعله الآخرون ليس من شأنك، إلا إذا كنت منزعجاً بسبب شيء فهنا توجد حلول وبالطبع ليس تعداد الإنجازات أحدها.

إذا شعرت أنَّ شريكك لا يبذل مقدار الجهد نفسه الذي تبذله من أجل علاقتكما فصارحه بذلك، فلا داعي إلى الإحباط بسبب الشعور بأنَّك تقوم بمعظم العمل؛ ومن ثمَّ يخبرك أصدقاؤك أشياء من قبيل: "إنَّه لا يعرف قيمتك"، أو عندما يتعلق الأمر بالعمل ، يقول الناس: "أنت تستحق مزيداً من المال لأنَّك تقوم بكلِّ العمل"، أو "يجب أن تتوقف عن العمل الجاد لأنَّهم لا يقدرونك".

قد تعتقد أنَّ هذا النوع من الكلام يساعدك؛ لكنَّه في الواقع يعكس نمطاً في التفكير غير نافع إطلاقاً، إذا أردت شيئاً فلا تكتفِ بالتحدث عنه؛ بل يجب أن تتصرف لتحقيقه.

إقرأ أيضاً: أفضل الطرق للتعامل مع الشخص الأناني

2. انظر إلى العلاقات على أنَّها تعاون طويل الأمد:

بالطبع أن تكون في علاقة غير متكافئة سواء على الصعيد المهني أم الشخصي ليس شيئاً جيداً، لكن ما يجب أن تدركه أنَّ الحياة لا تقدِّم مواقف عادلة، ففي العلاقات وفي العمل وفي أيِّ شيء آخر، إمَّا أن تغيِّر الوضع أو تنسحب منه؛ لذا توقف عن التفكير في مفاهيم مثل "العدل"؛ إنَّه مفهوم مجرد، وليس له وظيفة مفيدة، ويسبب النزاعات لأنَّه مفهوم شخصي جداً.

ليس من الحكمة أيضاً معالجة المواقف كلِّها بطريقة موضوعية؛ أي أن تنظر إلى علاقاتك على أنَّها جدول بيانات؛ ومن ثمَّ تسجل كلَّ ما فعلته أنت وما فعله الآخرون وتقوم بالمقارنة؛ ومن ثمَّ تطلب العدل عندما تجد فرقاً كبيراً، لن يؤدي ذلك إلا إلى إرهاقك وجعلك قلقاً طوال الوقت.

الحل الأفضل ليس ذلك ولا ذاك؛ بل النظر إلى العلاقات على أنَّها تعاون طويل الأمد، عندها لن تجد داعٍ للقلق بشأن تسجيل المساهمات؛ لأنَّك تعلم أنَّ في نهاية المطاف كلاكما مستفيد ومتعادل؛ إذ ليس من المنطقي حساب المساهمات إذا كانا طرفي العلاقة يسعيان إلى تحقيق الأهداف نفسها، افعل ما عليك القيام به فقط، ولا تفكر في من منكما كانت مساهمته أكبر من الآخر، إذا كنت تريد حقاً تحقيق الأشياء في الحياة، وإنجاز العمل الفعلي، فعليك التعاون مع الآخرين؛ لأنَّك لن تحقق شيئاً وحدك أبداً.

إقرأ أيضاً: 9 أشياء تساعد على استدامة العلاقات

3. ركِّز على النتائج الجماعية وليس النتائج الشخصية:

جميعنا أنانيون، لكن بعض الناس متطرفون في أنانيتهم للغاية، وهؤلاء من يجب أن تتجنبهم، ولحسن الحظ  يوجد عدد كافٍ من الأشخاص الطيبين في هذا العالم، ومن الأفضل بكثير أن تجد أشخاصاً متشابهين في التفكير يشاركونك المعتقدات نفسها.

في الختام:

إذا قرر الآخرون أن يتغيروا، فهذا رائع، وإذا لم يكن كذلك، فهذه ليست مشكلتك، بالتأكيد يوجد أشخاص سلبيون في كلِّ مكان، لكن الحل لذلك بسيط، فقط افهم أنَّ هذه هي حياتك، وهذا يعني أنَّك تقرر مع من تقضي وقتك، وإذا كنت تريد تحقيق شيء هام، فعليك أن تحيط نفسك بأشخاص طيبين يهتمون بالعمل الجماعي.




مقالات مرتبطة