3 نصائح لإجراء تغيير كبير في حياتك عندما يبدو الأمر مستحيلاً

من أخطر الجمل التي يمكن أن تستخدمها لوصف نفسك هي: "هذا ما أنا عليه"، وبالنسبة إلي لقد واجهتُ صعوبات كثيرة في تكوين الصداقات وفي التواصل الاجتماعي، ووصلت إلى مرحلة استسلمتُ فيها وقلت: "هذا ما أنا عليه"؛ إذ إنَّني شعرت بالهزيمة، وظننتُ أنَّني جرَّبتُ السبل كلها وبذلت قصارى جهدي؛ لكنَّني أدركتُ بعد ذلك أنَّني لم أفعل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُقدِّم لنا فيه 3 نصائح لإجراء تغيير كبير في حياتنا عندما يبدو الأمر مستحيلاً.

أدركتُ أنَّ التفكير في أنَّني لن أستطيع أن أفعل شيئاً لأتغير كان تهرباً؛ فكيف يمكنني توسيع شبكة معارفي، أو كيف يمكنني بناء العمل الذي بدأته إذا لم أتمكن من إجراء أيَّة علاقات؟ لقد اضطررتُ إلى تجاوز هذا الأمر والقيام بالأشياء على نحو مختلف؛ لذلك فعلت.

سوف أشارك ثلاث نصائح استخدمتها لإجراء تغيير كبير ظننتُ أنَّه مستحيل في حياتي، وهذه النصائح ضرورية لإجراء أي تغييرات كبيرة في الحياة، وقد ساعدتني شخصياً على بناء شبكة رائعة وعلاقات مهنية ومجموعة دعم قوية.

إليك فيما يأتي 3 نصائح لإجراء تغيير كبير في حياتك عندما يبدو الأمر مستحيلاً:

1. انتبه إلى كلامك:

كما قال المؤلف الأمريكي "توني روبينز" (Tony Robbins): "هويَّتُكَ ليست سوى القرارات التي اتخذتَها بشأنها، وما قررتَ أن تدمج نفسك به، والتسميات التي منحتها لنفسك تكوِّن الشخص الذي أنت عليه، والطريقة التي تحدد بها هويتك تحدد حياتك".

إنَّ الكلمات التي تستخدمها لوصف نفسك وعالمك لها تأثير مباشر في طريقة رؤيتك لحياتك، ويتحول استخدام الكلمات السلبية إلى نبوءة تحقق ذاتها وحلقة سلبية من التغذية الراجعة يصعب كسرها.

هذه الكلمات السلبية متأصلة في دماغك؛ لأنَّك استخدمتها لسنوات، وتتفوَّه بها تلقائياً وبلا وعي؛ وهذا لأنَّ هذه العادات العقلية مرتبطة بجزء من دماغك يسمى العقد القاعدية؛ وهي جزءٌ بدائيٌّ من الدماغ مسؤولٌ عن العمل تلقائياً للاحتفاظ بقوة دماغنا لأشياء أكثر أهمية، وأنت تغذي عقلك بالتسميات السلبية دون وعي؛ لذا من أجل البدء في تغيير هذه العادات العقلية السلبية؛ ابدأ بتحديد الكلمات التي تستخدمها، ومتى تستخدمها، واستبدلها بكلمات تقوِّيك؛ مثلاً إذا واجهت "خجلاً معوقاً"؛ فغيِّر حديثك إلى شيء مثل: "إنَّني هادئ مع الآخرين؛ لكنَّني أعمل على تحسين ذلك".

إنَّ استخدام كلمات أقل حدة مثل: "أنا هادئ"؛ سيقلل من حدة المشاعر التي تربطها بخجلك، ومن خلال إضافة إجراءٍ ما إلى العبارة؛ فأنت تخبر نفسك بأنَّك منفتحٌ على إجراء تغيير معين واتخاذ الإجراء، وهذا يحوِّلُ العبارة التي ستتغلب عليك إلى أخرى مشجعة.

اكتب الكلمات التي تستخدمها لوصف نفسك وابتكر عبارات تحويلية جديدة من شأنها أن تساعد على تغيير إدراكك لذاتك.

شاهد بالفيديو: حصّن عقلك من خلال التفكير الإيجابي

2. حقِّق انتصاراً صغيراً:

تُعرَف الانتصارات الصغيرة أيضاً بالأهداف الصغيرة؛ إذ إنَّها أهداف أصغر يمكن تحقيقها، ويمكنك العمل على تحقيقها وستساعد على دفعك إلى النجاح؛ مثلاً إذا واجهت صعوبات في المهارات الاجتماعية وكان هدفك الأساسي هو حضور أحداث خاصة بالتواصل مع مئات الأشخاص؛ فقد تحدد هدفاً صغيراً يتمثَّل في تحية خمسة غرباء في طريقك للعمل.

سيؤدي إعداد هذه الانتصارات الصغيرة وتحقيقها إلى إطلاق هرمون الدوبامين (dopamine) (وهو مادة "المكافأة" الكيميائية في الدماغ)؛ وذلك يشعرك بالسعادة والتحفيز، وستشجعك حلقة التغذية الراجعة الإيجابية هذه على تحقيق مزيد من الأهداف الصغيرة، ومن خلال تحقيق بعض الانتصارات الصغيرة؛ فأنت تثبت لنفسك على الفور أنَّ التغيير ممكن، وقد يستغرق الأمر بضعة أشهر أو حتى سنوات لتحقيق هدفك الأكبر؛ لكنَّ امتلاك الزخم من خلال تحقيق أهداف أصغر ومقسمة سيساعد على دفعك نحو النجاح.

إقرأ أيضاً: عقلية المحارب!

3. تخلَّص من الغرور:

"هذا ما أنا عليه" هي عبارة رمزية لـ: "أريد التمسك بجزء معين من غروري"، ففي بعض الظروف قد يكون لا بأس في ذلك، ولكن عندما تنظر إلى داخلك بصدق وتدرك أنَّ التغيير يجب أن يحدث، انسَ غرورك.

من أفضل الطرائق لإدراك أنَّ غرورك غير هام مقارنة بالعالم الكبير من حولك هي استكشاف الطبيعة؛ إذ يساعدك الخروج ومشاهدة جمال الطبيعة على اكتساب منظور جديد وإثارة مشاعر قوية من الرهبة، وأظهرت الأبحاث أنَّه حتى التجارب القصيرة المسببة للرهبة تزيد من التواضع، والفضول الفكري، والسعادة، وعندما نختبر حالة من "التعجب" أو "الرهبة"؛ فهذا يساعدنا على إدراك أنَّه ثمَّة كثير من حولنا، ونحن مجرد ذرة صغيرة في الكون.

اذهب إلى شاطئ قريب منك أو افعل أي شيء يمكن أن يجعلك تُقدِّر العالم الطبيعي من حولنا، والهدف هو أن تُشعِرَ نفسك بأنَّك صغير، فيُعَدُّ اكتساب منظور جديد للعالم من حولك طريقة قوية للغاية لإدراك أنَّ الغرور الذي تتمسك به قد لا يهم في الواقع بقدر ما تظن.

إقرأ أيضاً: مفهوم حب الذات وأهميته في الحياة والفرق بينه وبين الغرور

في الختام:

إنَّ تغيير طريقة تفكيرك هو الأمر الأساسي للنمو والتنمية الذاتية، وإخبار نفسك بأنَّ: "هذا ما أنت عليه" يحدُّ من قدرتك على تحقيق ذاتك وعيش حياتك على أكمل وجه؛ لذا خذ تقييماً صادقاً لنفسك، واسأل نفسك: "هل سيؤدي تغيير جانب معين من شخصيتي إلى تحسين حياتي؟" إذا كان الأمر كذلك؛ فانتبه إلى كلامك، وابدأ بتحقيق انتصارات صغيرة وتخلَّص من غرورك.




مقالات مرتبطة